|
من قال أنّ الترويكا ترأسنا أقول له أنّ مثلّث برمودا يأسرنا
سيماء المزوغي
الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 02:55
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
من قال أنّ الترويكا ترأسنا أقول له أنّ مثلّث برمودا يأسرنا ، فالترويكا ليست إلا مثلّث برمودا . يا من تنصّب نفسك ربّا علينا ..يا من تبني بأوهامك عرش الألوهية على البسطاء الضّعاء ،أنؤمن بالله الواحد القهّار أم نؤمن بذلك المتألّه ،أشعث اللحية ، من يبغي بالدين عرض الدنيا؟ سأقول لمن يولدون من كذبة ويموتون بكذبة ويحترفون النفاق ويتّخذونه فنّا ؛ أنا لن أكتب عن جنّة خرافية يتربّع فيها الخليفة وأمامه خراف ترعى الكلام وبخور يفوح منه رائحة الأفيون ، ولن أكتب عن عرين السباع ولا عن مغارة الضباع ـ مع أنّ الأقنعة سقطت وعرفنا من هم السباع و من هم الضباع ـ ، لذلك اُنظروا حولكم جيّدا ، أعيدوا الكَرّة مرّة أخرى ، هل بينكم نبيّ معصوم أو رسول خارق ؟ إذن كلّنا متساوون ولن يمنعنا أحد من أن نكون كالوادي يسير إلى الأمام ولا يلتفت إلى الوراء
أنا لن أكتب عشقا في لون عينية ولا نفاقا ولا تزلّفا، فقط أريد أن أقول كلمة حق في السّيد الباجي قايد السّبسي . هذا الرجل الجديد القديم ، رجل الأمس واليوم ؛ كان منعرجا في هذه الثورة . حكمته السياسية هي عصارة تجاربه المتعدّدة والمتنوّعة ..هو رجل الهدوء و التوتر يعرف تونس جيدا وتعرفه جيدا فقد أحاط بها من الدّاخل والخارج زمنا ..ريناه محاميا و وزيرا للدّاخلية ووزيرا للخارجيّة ريناه رئيسا لمجلس النواب ورئيسا للحكومة ..عرفناه كرجل دولة و كرجل قانون ، كدبلوماسي وكرجل إنقاذ وطني ..لذلك أستسمحهم عذرا إذا حاولوا تشويه الرجل والتغاضي عن حنكته السياسية .. وأراعي مشاعرهم إذا حاولوا محاربته وأغفر جهلهم إذا كادوا له كيدا لأنه رجل المرحلة بامتياز ..وهو في اعتقادي مكسب الثورة الوحيد ..يعرفون حجمه جيدا لذلك بدؤوا بالسقوط الواحد تلو الآخر ، فكما انتشل تونس من الخطر يوما ما يستطيع أن يغرقهم في أدرانهم يوما آخر .
ربما أخطأ يوما ما ، فهو بشر لا يملك قدرات الإلاه ولا معجزات الأنبياء ، إنه اِجتهد و كفي والشرف يبقي في المحاولة ـ كما قيل ـ لكن بين محاولة وأخري تبقي الكفاءة صفة أساسية . وكما أنّ التغيير صعب والإقناع أصعب وكما أنّ صاحب الحق لابد له ان يعاني لإثبات الحق كذلك كان حال السّيد الباجي ـ مع أنّ المعاناة لم تدم طويلا حقيقة الامرـ لقد أقنعنا بفحولة تجربته السّياسية وأنه الرجل الأنسب لسحب تونس إلى برّ الأمان في هذه المرحلة الصعبة . لقد أدرك السّيد الباجي أنه لن يستطيع تجاهل الاحداث الطارئة ولن يستطيع ان يتركنا نواجه أشباح الماضي وحدنا حتي لو سمعنا بانتباه ما تنطقه الألسن الأخرى وحتي لو تعلّمنا مبادئ المراوغات وحتي لو سمعنا أراء كل الجهات والفئات .. لن يترك تونس تغرق في مثلث برمودا بعد ما سارت في طريق النجاة.. لذلك إنّ النّتيجة حتمية و واضحة هي المواجهة والكفّ عن الهروب فنحن شباب الثورة الحر أدركنا بعد خيبات الأمل التي صفعتنا أنّ المواجهة السّلمية هي الحل الأنسب وأن الدّعوة بلطف الي الحوار حتى لا نتبادل اصابع الاهتمام وحتي لايدوس الآخر علي الكرامة وحتي لا تُستلّ إرادتنا وحتي لا تُنتزع منا شرارة طموحنا وحتي لانكون في وطننا بيادق في لعبة شطرنج وحتي لا تكون تونس بيدقا بدورها في لعبة شطرنج قطرية صهيونية. نريد بباساطة ان نكون نحن بعقولنا نحن. سأقول لمن أخطأ في حقه انطقوا اسمه جيدا قبل ان تضلموه فالاسود تبقي مخيفة في أسرها حتى وإن نبحت عليها الكلاب ـ مع انه طليق الإرادة ـ . أنا لم أكتب عن سياسيّ قط ولم أمدح قط بل قلت كلمة صدق آمنت بها لأني لست آلة عمياء بكماء خرساء لا تعرف الحياد ..ولأنّ خوفي علي تونس من صناع الفتن شديد .. نحن نعرفهم جيدا وهو خبرهم جيدا لذلك إرتابوا وصُعقوا وتبوّلوا في سراويلهم ذُعرا فلو لم يكن يشكل خطرا علي مخططاتهم لتجاهلوه ..فلو نشأ لتتبعنا أسطرهم الملتوية اللتي رسموها ، لو نشأ لسلكنا طريقهم التي عبدوها أشواكا فلولا صِدقُنا .. فإن كانوا يعتقدون أنّ منطقهم يقتصر علي ما يعلمون فإنّ حبنا لتونس يتجاوزهم الي ما يجهلون
أولئك الذين ناموا ناموا ثم أفاقتهم الثورة ـ أفاقتهم دموع أمهات الشهداء .. أفاقهم صوت الرصاص في الصدور العارية وفي البطون الجائعة . ـ أفاقت الثورة أبصارهم ولم تفق بصيرتهم .. جاؤوا أفواجا من وراء البحار.. تركوا قصورهم ليحتلوا قصور تونس ..لم يتنفسوا هوائنا كما تنفسناه ولم يعرفوا زويا تونس كما عرفناها . جاؤوا سعيا إلى السلطة ، فضحتهم ألسنتهم الكاذبة وشجعهم القذر ، كشفهم الإعلام البديل ومدوني الفايسبوك . نقدوا عُمر السّيد الباجي وقالوا أنه من عهد البايات وقدحوه في شخصه في حين لم يجرأ أحد أن ينقد ما أنجزه نقدا تحليليا معمقا بناء لذلك أطلب من شباب ثورة الحرية والكرامة وممن كَذبوا عليه و أشبعوه أوهاما ووعودا انتخابية زائفة وأطلب ممن لا يريد أن تَشيع الفتنة والفرقة بيننا أكثر وأطلب ممن يؤمن بالخبرة والحنكة والدّهاء السياسي ، أطلب منهم جميعا أن يشبكوا أيديهم مع السّيد الباجي حتي نغدوا كالبيان المرصوص لنُخرج تونس من الظلمات الي النور فنحن لا نبغيها عوجا ونحن لسنا ممن يقولون ولا يفعلون.
#سيماء_المزوغي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علاقة السلطة الحاكمة في تونس بالملشيات السلفية وبرنمجها الدي
...
-
حول التطرّف الديني والمرأة
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
محاضرة عن الحزب الماركسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|