أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - السرقة حلال فى الإسلام














المزيد.....

السرقة حلال فى الإسلام


طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 21:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قرأت خبراً مفاده :" أن رجل الدين السعودى عبد العزيز الطريفى بوزارة الأوقاف السعودية قد أفتى بجواز أستخدام البطاقات الإئتمانية الإسرائيلية المسروقة لأنها صادرة من بنوك غير مسلمة، وأنه لا عصمة إلا لبنوك المسلمين وبنوك الدول المعاهدة والتى بينها وبين دول المسلمين سلام.".
هذا الخبر من المؤكد قد أنتشر فى صفحات الأنترنت كأنتشار النار فى الهشيم، وأعترف أنه من الأخبار الصادمة فى أيامنا هذه التى تتعالى فيها أصوات الجهل والتخلف والبدوية فى الوقت الذى تخرس فيه أصوات المثقفين والمتنورين وكل إنسان له ضمير حى أمام هذا الطوفان من الفتاوى الدينية التى تكشف عن الوجه القبيح للأديان.
لم أسمع ولم أقرأ أى أعتراض على هذه الفتوى التى تحلل السرقة من وجهة النظر الإسلامية، مما يعنى أننا لو قلنا أن الإسلام والمسلمين يبيحون السرقة من بنى البشر الذين لا يدينون بدينهم ولا يؤمنون بإلههم، فإننا لا نتجنى على هذا الدين ولا على هذا الإله ونعطى لأنفسنا الحق فى رفض هذا الدين وهذا الإله الذى يبيح قتل وسرقة المخالفين له والإستيلاء على أملاكهم وأراضيهم وبيوتهم وأولادهم ونساءهم ويعتبرون أن كل هذه الأشياء حلالاً !!!!
أى عقل هذا الذى يصمت ولا يتحرك مفكراً أمام دين يربى أبناءه على سرقة المخالفين ولا يريد أن يفكر فى تلك العقائد المخالفة للمنطق وللعقل السليم؟
نحن أمام أفكار دينية تحتاج التفكير فيها بحيادية وتروى بدلاً من إدخال العواطف والمشاعر فى الحكم عليها، هذه الأفكار هى أكبر دعوة لكل إنسان مسلم يريد حقاً أن يستخدم عقله بإنسانية بعيداً عن همجية المشاعر وعنصرية الأديان، إنها فرصة كبيرة للمسلم ليستعمل الذكاء الذى يتمتع به لكى يفكر بالحقيقة فيما يقع على مسامعه ويقلبه يميناً ويساراً ويضعه أمام نور العقل والمعرفة ليكتشف إذا كان به غموضاً أو شيئاً عسير الفهم، حتى يصل إلى نتيجة قاطعة تحترم إنسانيته وعقله.
على المسلم الحقيقى أن يسأل نفسه بحرية وبكل إخلاص: كيف أؤمن بإله يحلل سرقة المخالفين لى فى الدين أو حتى الأعداء؟ كيف تكون الأموال المسروقة أموال يرضى عنها الإله؟
هل هذا المنطق الإلهى يستحق أن أتخذه منهجاً وعقيدة أدين بها وأسلم له نفسى وأطيع بقية أوامره التى قيل لى أنها مرسلة منه؟
هل من الحكمة والعقل أن أسلم نفسى فريسة لأقوال إله يطلب منى ويرضى بأن أقوم بأعمال سرقة وقرصنة لأملاك الأعداء وغير المؤمنين به؟
إن إله كهذا لا يستحق أن أصدق كلامه ولا أن أسير على خطواته، إنه إله يريد أن يعلمنى السرقة بل وأن أربى أولادى على السرقة أيضاً، وكلام الإله هو الذى يتكلم به رجال أديانه، رجل الدين هذا لا أستطيع أن أقول أنه أخطأ لأنه قد فسر كلام إلهه المكتوب فى كتابه والذى يأمر به عباده، رجال الدين وبقية المسلمين مظلومين لأنهم يسيرون وراء إله مستسلمين له كما طلب منهم يقتلون غيرهم ويقتلون أنفسهم ودون التفكير أو الشك فى أوامره أو كلامه، إنهم ينفذون كلامه وهم مغمضى العينين لا يساورهم الشك فى ما يقال على مسامعهم ولا يحاولون التفكير فيه حتى لا يخطئوا فى حق الإله كما يتوهمون.

كلام رجل الدين الصادم يحتاج من كل مؤمن حقيقى أن يتوقف عن الروتين اليومى ويكف عن لعن المخالفين له الذى يريد إلهه أن لا يكتفى بلعنهم وقتلهم بل يريد أن يسرقوهم أيضاً، أرجو يا صديقى المسلم أن تثق فى عقلك وتبدأ أستعماله فى التفكير الذى هو من طبيعة الإنسان الحى، التفكير سيقودنا إلى الحق الذى لن يقف عاجزاً أمام الأقوال المضللة التى تقود البشر إلى طريق التخلف والرجعية، علينا جميعاً أن نبدأ فى وضع أرجلنا على الطريق الصحيح بدلاً من طريق الأديان الأسطورية التى أبتدعها الإنسان فى ماضيه،حيث لا إله نزل ولا ملاك ظهر ولا إنسان رأى شيئاً، بل كل روايات الأديان هى روايات أسطورية أبتدعتها مخيلة الإنسان الذكية.
أخى الإنسان, إقرأ جيداً ولا تسرع فى إصدار الأحكام لأن مشاعرك تقول ذلك، بل توقف أمام النصوص عشرات ومئات المرات وحاول أن تجد الحق والحقيقة التى لا تأمرك بقتل المخالف لدينك أو لإلهك، الحقيقة والحق الذى لا يأمرك بسرقة غير المؤمنين بإلهك لأنهم كفرة يستحقون ذلك، لا تصدق الحق والحقيقة التى تقول لك أن إلهك يملك الحقيقة الوحيدة لأنها أقوال إنسانية ولا وجود لتلك الآلهة إلا فى أذهان من أبتدعوها.

هل آن الآوان أن يستيقظ الجميع ويبصروا نور الحق والحقيقة؟ أن يستيقظوا ويبصروا النور الذى ينبع من العقل وينير لنا طريق الحياة؟
أتمنى للجميع أن يعثروا على هذا النور ليبصروا طريق الحياة الإنسانية الحقيقية وليس طريق الآلهة الغيبية!!!!



#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وما أرسلناك إلا رحمةً للمصلين فى سيدة النجاة
- القبض على الله أخيراً
- أدبيات الإسلام وتحقير الآخر
- عادل إمام المسلم المثالى
- مكتبة التمدن وقعت فى هاوية التأسلم
- عيد الحب يا أهل الحب الأسود
- العنصرية المصرية بين نجع حمادى وإيطاليا
- جرائم المسلمين ضد المسيحيين
- المذابح الإسلامية أمام ضحية الحجاب
- عالم مايكل جاكسون وعالم المسلمين
- دولة الإسلام ترشو سيد القمنى
- أوباما بين أيمن الظواهرى وبن لادن
- الثورة الإعجازية والبلاغة الكتابية
- نصير الشيطان فى بلاد العرب
- أنصار الله فى بلاد العرب
- متى يصبح الإسلام خالياً من الإرهاب ؟
- حزب الله المصرى الأيرانى
- أين علماء المسلمين من إمام المسلمين
- يوم الحب والإرهاب عند العرب
- واحسرتاه على الهزيمة وغزة الجريحة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - السرقة حلال فى الإسلام