جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 20:16
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
صياغة تعاريف او مفاهيم او عبارات او كلمات او مصطلحات ليست الا محاولات بائسة لوصف شيء خاص اوفكرة معينة في نقطة معينة من الزمان و المكان و يشير الفيلسوف الالماني (نيتشه) الذي بنى افكاره هنا على الفيلسوف الالماني (كانت) بحق الى عدم امكانية صياغة تعريف لفكرة معينة بدقة حتى لو استطعنا ضم جميع خواصها داخل حدود مصطلح معين بنجاح لان هذا بالتالي يعني تحنيطها كالمومياء او بالاحرى موتها المحقق و مصيرها المحتوم.
صعوبة صياغة التعاريف لافكار معينة يعود الى سببين:
اولا عدم امكانية تحديد منطقة نفوذها لان المفاهيم ماعدا الرياضية منها لا يمكن وصفها بدقة او تقسيمها الى درجات رقمية منفصلة digital او discrete اي ان مفاهيم الانسان سائلة analogueواسعة مبهمة و غامضة معقدة تتعدى بساطة دقة اللغة الرقمية لا يمكن لها تدجين فكرة معينة ضمن حدود ثابتة واضحة. قابلية لغة الانسان على الابهام و الغموض و الخيال و اللعب على المعاني و المزح والجد و الفرح و الحزن و عدم رسم حدود واضحة للافكارتجعلها تتفوق على الاقل من هذه الناحية على اللغات الدقيقة التي تخضع لحدود مرسومة لها كما نراها في الرياضيات ولغة الحاسبات الالكترونية.
ثانيا لا يمكن تثبيت فكرة المفاهيم و المصطلحات الا في نقطة معينة من الزمان و المكان لانها عضوية كجسم البشر تتطور و تتغير و تهرم و اي محاولة لتعريفها يعنى اما موتها في نقطة معينة من الزمان و المكان او تقديمها ناقصة قاصرة و تجميد هويتها. يفرغ الزمن ايضا من محتواه اذا لم يتغير شيء في الكون.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟