|
مفهوم حرية الفرد وحركة التفاعل الاجتماعي
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 17:00
المحور:
المجتمع المدني
علاقة الفرد بالمجتمع كباقي العلاقات الفيزيائية المادية في الكون وهي علاقة تفاعلية تاثيرية متبادلة سواء بالسلب او الايجاب وبمجموع العلاقات الاجتماعية ضمن نسيج اجتماعي منظم يتشكل نمط الحياة وهيكل حضارة المجتمع وتنتج جراء هذه التركيبة المفاهيم والاخلاق والقيم والمبادئ والمثل والاعراف والقوانين والدساتير والانظمة الحياتية والمبادئ في كافة مجالات الحياة الاجتماعية بما يتلاءم مع الظرف الزماني والمكاني والحالة الفسيولوجية للافراد والسيكولوجية العامة ومن هنا يتوجب توفر حرية الحركة لكل فرد في المجتمع كونه عنصر اساسي في المركب الاجتماعي العام وجزيء تركيبي عضوي في مادة المجتمع لكي يقوم بدوره التفاعلي على اكمل وجه فيكون انتاجيا ايجابيا فاعلا مساهما في تحسين الظرف المعيشي ورفع مستوى حضارة المجتمع وتحقيق حياة افضل له وللاخرين من حوله ضمن النسيج الاجتماعي الضام وحرية الحركة تستوجب منح الفرد كافة حقوقه الحياتية وكافة المقومات والقدرات وتمكينه من التعلم والحصول على المهارات الحياتية اللازمة والخبرات الضرورية لممارسة حياته على اكمل وجه وافضل حالة والعمل على تقنين حياته وتنظيمها في سياق نظام حياتي عام وقانون يحكم المجتمع كله بطريقة عادلة وديمقراطية وشفافة ونزيهة حيث يتوفر الامن والسلام لضرورة اطلاق الابداع وتفعيل قدرات الانتاج والابتكار والاكتشاف لدفع عجلة التطور والتقدم للامام وتحقيق مستويات اعلى للحياة ومن اجل بناء حضاري افضل ينعكس على الانسان بالسعادة والهناء والرخاء والعيش الرغيد والحرية تتحقق بدافعين هما الدافع الذاتي اولا والدافع الخارجي ثانيا اما الدافع الذاتي فيكون مصنوعا في ذات الانسان بارادته واصراره وفعله وجهده وطموحه وامله وتخطيطه وتصميمه وشجاعته وجرأته وصبره وثباته وتجلده وتحدياته والدافع الخارجي مصنوعا بمعونة الاخرين من حوله وهم الدائرة الاجتماعية المحيطة به والسلطة الحاكمة وولي الامر وغيرهم ممن يمتلكون السلطة والثروة وحق القرار وتقرير مصير الافراد الموالين كل انسان يوعى على الحياة يجد نفسه مكبلا ومقيدا ومحاطا باسيجة وقيود ثقافية وعرفية ودينية وافكار وهمية وقدسية بمجملها تشكل تراثا اجتماعيا مفروضا على الفرد كهوية تحدد انتماءه لذلك المجتمع في مكان العيش والنشاة والولادة ( الوطن ) تلك القيود اذا ما استسلم لها الفرد استسلاما اعمى واتخذها عن ظهر قلب بسياق ولاء مطلق وانتماء فطري تلقائي وانساق وراءها لغاية ارضاء المجتمع واقناع نفسه انه يمارس صدق الانتماء والولاء سعيا وراء الطمانينة او ما يسمى بالغذاء الروحي فانه يضع نفسه في سجن وهمي ويقيد ذاته ويغلق على نفسه الابواب فينعزل عن العالم الحقيقي والواقع الحياتي ويبقى حبيسا ضمن افكار خيالية تصورية وهمية يتلقى من الخارج عبر فتحات محددة المقاييس ضئيلة المساحات افكارا قدسية معلبة غير قابلة للنقاش او الفحص او الرفض او الاختيار بوعي وادراك وتمييز وفهم موضوعي ومنطق مادي وفكر علمي رياضي دياليكيتيكي جدلي تجريدي وفلسفي منطقي واعي ويبقى كانه في حالة تخدير شامل يعيش في حدود غرائزه لا يعدو كونه حيوان ناطق دون عتبة الوعي اللازم للانسان وليبقى على حياة ترضيه هو وتقنعه هو الى ان ينتهي عمره دون تسجيل اي دور ايجابي في حيزه الوجودي او تحقيق هدف وجوده او التفاعل الايجابي كجزئ اساسي في مجتمعه الانساني والمساهمة الفاعلة في البناء والتطوير والتنمية والخلق والابداع اذن من لا يقدر ان يحرر ذاته من قيود وهمية في مخيلته تسيطر على تفاعله المادي والمعنوي مع واقعه ووسطه الحياتي والمجتمعي وتمنعه من التقدم والتغير والتطور والتفاعل الايجابي والتاثير المتبادل وتحقيق نقلات نوعية ترفعه درجات الى مستويات افضل وينعكس هذا على الرفع من مستوى واقعه ومحيطه كونه طرف رئيسي مؤثر به وصانع لوجوده ومتحكم بنظامه يعيش ويموت كانه لم يخلق ولم يوجد هذا اذا لم يكن سلبيا استهلاكيا ارهابيا مخربا متطفلا على الاخرين ومسببا تاخرا للحياة وماسآة لمجتمعه وتخلفا وانحطاطا لمن حوله ومرضا وسقما وكآبة وظلما وقهرا واستبدادا وتبذيرا لثروة الحياة بطرق غير نافعة ومجدية ومن لا يقدر ان يحطم الحواجز النفسية المبنية في شخصيته تلقاء الوهم والخرافة المستقاة من التربية الاسرية والاجتماعية والوسط البيئي المحيط به وتلقاء جهله وضعف خبرته وتجربته الحياتية وقلة علمه ومعرفته لا يمكن ان يساهم في تحرر المجتمع المحيط به او مجتمع الانسانية عموما او ان يساهم في تطوره ورقيه وتقدمه الحرية تبدا من الذات والثورة تبدا على الذات وارادة الشعب هي مجموع ارادات الافراد والفرد هو الجزيء اللذي يمتلك روح الجماعة في كتلة المجتمع الشامل فان افتقد المجتمع للتفاعل الجزيئي بقي كتلة جامدة لا حياة بها وفريسة سهلة للتخلف الحضاري والانحطاط تماما كحال جسم الانسان حيث ان الروح هي الحراك الديناميكي الناتج من مجموع تفاعل جزيئات الجسد فان توقفت عن هذا التفاعل مات الجسد الفرد هو جزيئ والمجتمع هو الجسد وهذا نظام الكون اللذي نعيش به سواء في الجماد او الكائن الحي هو نظام فيزياء المادة
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اسئلة منطقية حول الله والدين والذات والحياة
-
ضرورة العنف الثوري مع العلم والمعرفة
-
كلهم خفافيش مهما تغيرت الاشكال والالوان
-
قراءة علمية في العملية الحيوية لتطور الانسان
-
بالفكر العلماني نبني الحضارة
-
ضريبة الوطن العربي اغلى من حياة الانسان
-
الطباع الخلقية هي اللتي تحدد ملامح الشخصية
-
الوان فلسفية ونثريات منطقية
-
لا يوجد في الحقيقة اي نظام عربي علماني
-
كلمة دين اصلها ديدن وتعني عادة والاسلام عادات العرب
-
رتوش من فلسفتي بالحياة
-
انعكاسات الفكر الغيبي وثقافة الدين بالمنهج والسلوك
-
ماهية الله من وجهة نظر عقلانية واعية
-
لماذا انا علماني مادي طبيعي لا ديني
-
الانسان اغلى ما نملك وحياته امر مقدس
-
ثقافة كل من الكنيسة والمسجد والفرق بينهما
-
الانسان آلة من الدم واللحم يلزمها برمجة وصيانة
-
وطني اللذي يمنحني حقي بالحياة وممارسة انسانيتي
-
في بلاد العرب الثورة هي فورة والتحرر هو الانحلال والمواطنة ه
...
-
الدور الخبيث للاخوان المسلمين في مصر اثناء ثورة الحرية
المزيد.....
-
اعتقال المئات وإخلاء وسط إسلام آباد من أنصار عمران خان بعد م
...
-
الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
-
الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
-
معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
-
الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا
...
-
المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن
...
-
وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
-
الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال
...
-
وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم
...
-
عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|