أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله القرني - الرجل و المرأة بين المجتمع القبلي و الاسلامويون!















المزيد.....


الرجل و المرأة بين المجتمع القبلي و الاسلامويون!


عبدالله القرني

الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 09:19
المحور: المجتمع المدني
    


المجتمع السعودي بكل تنوعاته القبلية و توجهاته الدينية و تقلباته الثقافية يمثل و يجسد أحد أعاجيب و أساطير الدنيا الباقية، فالمجتمع السعودي الذي يعتبر نفسه ملتزم دينياً و الحارس الأول و الأخير للإسلام كرسالة سماوية تجده يطبق مايريد من الإسلام ويترك مايريد إعتماداً على رغبات قبيلية ضيقة.. وتجده من جهة أخرى يرفض عادات قبلية أصيلة بحجة تعارضها مع الإسلام وتعاليمه. المجتمع أصبح وسيلة مشرّعة للمباح وللمحرم و مايقوله ويأمر به ساداته سواء كانوا متشددين دينياً أو قبلياً هو مايجب أن يتم إتباعه ومالا يجب الحيد عنه. فالدين المطبق في السعودية هو أقرب لفكر ديني سائد أكثر من كونه شريعة إسلامية صرفة. فتدخلات المتشددين دينياً و أفكارهم الأصولية غيرت من مفاهيم الإسلام السمحة و تعاليمة الكريمة لتحوله لفكر ديني أعوج يريد جعل الدنيا معسكر إسلاموياً صارماً و لتتحول جبالها و أنهارها الجميلة إلى ثكنات إسلاموية يحوم في سمائها الموت ويحلق في أجوائها إنتظاراً للموت الأكبر و الخلاص الدنيوي طمعاً في جنة الأخرة في فكر بابوياً يشبه ماتدعو له الكنيسة الكاثوليكية في الزهد عن الدنيا و هجر النساء و تكريس الحياة لتكون صومعة ذاتية يسجن فيه العبد إنتظاراً ليوم القيامة يوم إطلاق سراحه.
تدخلات القبيلويين "المتشددة" أيضا زادت الطين بله و شلت المجتمع المنهك أصلاً من ضربات الإسلامويين فتجدهم يضيفون عاداتهم البالية و تقاليدهم المتخلفة إلى قائمة المنع الطويلة و زادوا الأمر أن أضافوا على الأمر صبغة إسلامية ليسهل على الجميع تقبله و القبول به ولو على مضض، ربما هم يسمعون بإن الدين هو افيون الشعوب! فالإسلامويين و القبيلويين هم من يتحكم بالمجتمع السعودي وعليهم تتوقف خططه ومشاريعه. فإن أتى بعض المتشددين دينياً و أعلن موافقته ولو بتردد على موضوع مثل قيادة المرأة للسيارات يأتي التوجه القبلي الضيق الفكر ويرفض الأمر بحجة عدم إستعداد المجتمع لذلك. وربما لو وافق القبيلويين بعد حين على ذلك لتجد الإسلامويين يغييرون من رأيهم بحجة منع المفاسد! فالمجتمع هنا كرة تتقاذفه أرجل عابثة غير أبهة بمصير أبنائهم ومستقبلهم. وعندما أبدى المجتمع رغبته في إفتتاح دور عرض للأفلام و تم ختم الأمر "قبلياً" بالموافقة يأتي بعض الإسلامويين الصغار ويرفض الأمر و يهدد بمحاربته. قس على ذلك كثير من الأمور التي يتم تقاذفها بين هذين الفريقين مثل الإنتخابات و الإبتعاث و عمل المرأة وقيادتها و ووسائل الترفيه المباحة و الإعلام و المؤسسات المدنية ويصل الأمر للقضاء و القانون. فسلطة هذين الفريقين تفوق ماسواها و سطوتهم لا قبل لأحد بها.
من الأمور التي أود تخصيص الحديث للنقاش حولها هو خطأ الرجل ومقارنته بخطأ المرأة كدليل على عدم العدل في المساواة وذلك يعود بالطبع إلى السطوة الإسلاموية و القبيلوية، فالرجل إن ذهب وقام بفعل الفاحشة "الزنا" فتجد أن مستوى القبول والرفض يختلف عن سواه عند المرأة. فأصدقائه سيقومون بكيل المديح له و إصباغ كل الصفات الرجولية على هذا البطل الهمام و سيزيد عدد معجبيه. أهله إن عرفوا بالأمر قد يغضبون أشد الأمر وقد لا يهمهم الأمر إطلاقاً وبكلا الحالتين سيتم نسيان الحادثة سريعاً و إعتبارها طيش شباب و يكون مصير هذا الطيش في مقبرة "بكرة يتزوج و يعقل". زوجة هذا الهمام (إن كان متزوجاً) يجب عليها تقبل الأمر طمعاً في الحفاظ على بيت الزوجية و منعاً لتشريد أبنائها فقد يكون الخطأ منها ماجعله يبحث عن غيرها. أما إن وقعت المرأة في هذه الكبيرة فهو سبب كافي لطلاقها أو قتلها! هكذا بكل بساطة وبدون كلام "واجد" او ثرثرة! فالزنا عند الرجل قد يكون خطأ بسيط يمكن تداركه أما زنا المرأة فهو طريق منتهي بالموت أو الضياع. وحجة البعض في هذه المعاملة هو إبتداء القراءن المرأة عند ذكر حد الزنا "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة..." و يستخدم حديث "أن أكثر أهل النار من النساء" إستخداماً إسلاموياً صرفاً ليتم تخويف المجتمع من المرأة و أنها أساس البلاوي والمصايب وهي من أخرجنا من الجنة وعليه يجب الحذر منها. فالإسلامويين إستخدموا قوتهم الدينية لدفع المجتمع للتضخيم من خطأ المرأة طمعاً في سجنها في بيتها و إغلاق أبواب حريتها ليتم الخلاص من شرها الأغبر.
أمور الزواج وكل مايتعلق به من عادات قبلية يثير الكثير من التساؤلات و الأفكار في هذا الجانب، فالرجل الذي قارب الثلاثين ولم يتزوج لا يتم الحديث عنه إطلاقاً أما المرأة فيتم العيب بها و نعتها بالعانس التي طافها قطار الزواح ولم تجد من يقبل بها. أما إن طلق الرجل زوجته فهو قادر على الزواج من "ست ستها ومن الي خلفوا اهلها بعد" أما المرأة المطلقة فهي ناقصة منتقصة ولن تجد إلا خمسيني يملك "درزن" من الأطفال أو سبعيني فاقداً لأسنانه و فحولته! المجتمع القبلي هنا أضاف المزيد من الأهمية للرجل كطرف في معادلة الزواج وزاد في كفته ليجعل الحق معه أينما ذهب و أيما فعل. فالمراءة هي من يجب عليها إنتظار بختها وهي من يجب عليها القبول بالمر و الأمر في سبيل الحفاظ على زواجها و هي من يجب أن تقبل بكل من هب ودب ليتخلص أهلها من عار "عنوستها".
ماسيق من أمثلة هو نماذج بسيطة لقدرة الفكر الديني و القبلي على تغيير حقائق الأمور و تجسيدها كما يريدون. فحينما كان يجب من الجميع إعتبار أخطاء الرجل مساوية لأخطاء المرأة، حذر الكل من الجميع من المرأة كسبب للمشاكل و نسوا أن من "يطامر" بالأسواق و يلاحق العفيفات حتى يوقعهن في شباكه ومن "يمتر" جسر الملك فهد أسبوعياً هو الرجل. أيضا تم التعامل مع المرأة "كعيب" وطريق مؤدي "للعيب" و أضيفت الكثير من القدسية للرجل السعودي ولا تثريب عليه بعد اليوم و ليذهب مغفوراً له.
وعند النظر لحجم الإستثمارات التي صُبت في الرجل السعودي بالمقارنة مع التزهد الإستثماري في الصرف على نظيره المرأة، يتبين حجم المكتسبات الهائلة التي حققتها المرأة السعودية رغم كل الضروف و المخاطر التي تحوم حولها.. فالمرأة السعودية هي أفضل إسلاماً و أفضل تعليماً و أكثر ثقافةً و أكثر أدباً من نظيرها السعودي رغم كل السطوة الإسلاموية و القبيلوية التي دفعت لعكس ذلك.



#عبدالله_القرني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طلاء فرع أمني في اللاذفية يثير غضب أهالي المعتقلين في سوريا ...
- لماذا كان اعتقال رئيس كوريا الجنوبية المعزول أمراً صعباً للغ ...
- الأمم المتحدة تدعو لتحقيق العدالة الانتقالية في سوريا وإعادة ...
- حماس: وفدنا برئاسة خليل الحية سلم الوسطاء في ‎مصر وقطر ردنا ...
- وسائل إعلام تنشر بنود اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في ...
- نص الاتفاق:عودة النازحين لمناطق سكنهم وحرية الحركة في كل قطا ...
- رويترز:الاتفاق ينص على انسحاب تدريجي للجيش وعودة النازحين لش ...
- حماس توافق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى
- مسكون بذكريات بالغة القسوة.. المفوض السامي للأمم المتحدة يزو ...
- حماس تعلن تسليم الوسطاء موافقتها على اتفاق وقف إطلاق النار و ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبدالله القرني - الرجل و المرأة بين المجتمع القبلي و الاسلامويون!