|
الهسبانى المتطرف ماركو روبيو مرشح لرئاسة امريكا
حمدى السعيد سالم
الحوار المتمدن-العدد: 3621 - 2012 / 1 / 28 - 00:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يتناطح كبشان ولا يختلف اثنان من المطلعين على دقائق السياسة الأمريكية حول إمكانية أن يصبح "ماركو روبيو" رئيسا للولايات المتحدة....... صاحب الـ39 عاما، بدأت التوقعات بشأن ترشيحه لقائمة الحزب الجمهوري لمرشحي الرئاسة 2012، وذلك قبل حتى أن يحلف اليمين في 5 يناير (كانون الثاني). وبالتزامن مع قصته المعبرة والمتعلقة بكونه ابنا لاثنين من المهاجرين الكوبيين، فإن مهارات روبيو الخطابية ومظهره الصبياني الساحر جعلت البعض يطلق عليه «الأمل الأكبر»، ويعقد مقارنات بينه وبين سيناتور ألينوي الشاب باراك أوباما الذي ترقى عبر مناصب مختلفة في الحزب الديمقراطي بدءا من خطابه في مؤتمر الحزب 2004 حتى فاز بالسباق الانتخابي في 2008....
وأخيرا في 7 يناير (كانون الثاني)، دعا بعض المحافظين المرموقين من أمثال، ويليام كريستول، رئيس تحرير «ناشيونال ريفيو» إلى أن يصبح روبيو على قائمة مرشحي الحزب الجمهوري لعام 2012. ولكن الاختلاف يدور حول توقيت دخوله البيت الأبيض....ولنتذكر سويا هذا الاسم لعضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا السيناتور ماركو أنتونيو روبيو، الذي لم يبلغ بعد الأربعين من عمره، إذ ولد في الثامن والعشرين من مايو 1971، نشأ روبيو في منطقة ميامي الغربية، وأنهى دراسته الثانوية عام 1989، ثم حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية عام 1993 قبل أن يكمل دراساته العليا بشهادة في القانون من جامعة ميامي عام 1996..... ومازال روبيو يعيش هناك على بعد أقل من 500 متر من منزل والديه.....وبدأ حياته السياسية مبكرا كعضو في مجلس النواب المحلي بولاية فلوريدا عام 2000، إلى أن ترأسه قبل بلوغه سن السادسة والثلاثين....ولد روبيو لأبوين من المهاجرين الكوبيين ممن هربوا من نظام الرئيس فيديل كاسترو الشيوعي، وبدءوا حياتهم الجديدة في الولايات المتحدة كانت أمه تعمل في خدمة الغرف بأحد الفنادق فيما كان أبوه يعمل نادلا في حانة وكان أبواه قد هربا من كوبا بعد استيلاء فيدل كاسترو على السلطة في 1956..... وبعد أن عملا معظم حياتهما في وظائف متواضعة بفنادق مدينة لاس فيجاس السياحية الشهيرة، أستقر بهم الحال، مثل مئات الآلاف من الكوبيين، في مدينة ميامي بولاية فلوريدا، ويعبر روبيو كثيرا عن فخره كونه "أبن المنفى" كون والديه من اللاجئين للولايات المتحدة..... حصل على درجة البكالوريوس عام 1993 في العلوم السياسية من جامعة فلوريدا... وفي عام 1996، حصل على درجة علمية في القانون من جامعة ميامي...... وفي 1998 تزوج من جانيت دوسديبس، إحدى المشجعات بفريق «ميامي دولفينز» وأنجب منها أربعة أطفال....
ومنذ إلقائه خطبة النصر ليلة فوزه في انتخابات الكونجرس الأخيرة، بدت على روبيو كل ملامح المرشح الرئاسي....... فهو سياسي مختلف، وسيم، ولدية قصة إنسانية أمريكية جدا، إضافة إلى زوجه جميلة( جانيت) ذات أصول كولومبية، ويتحدث كلاهما الأسبانية بطلاقة، ناهيك عن أولاده الأربعة.... لقد داعب الشعب الامريكى بلغة يفهمها وتحدث روبيو خلال خطبته عن قيمة الدين عند الشعب الأمريكي، وما يمثله له على المستوى الشخصي..... وتوجه روبيو في خطابه مذكرا الشعب الأمريكي بالقيم المسيحية النبيلة وأكد أن الأمريكيين "أبناء رب قوي وعظيم"، وأن "الولايات المتحدة ببساطة هي الأمة الوحيدة العظيمة في التاريخ البشري"! وهي لغة يفهمها ويفضلها الكثير من الأمريكيين.....
ويؤمن روبيو بقيم المحافظين والجمهوريين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية....... ويحافظ روبيو على عادة الذهاب لكنيسته الكاثوليكية للصلاة كل يوم أحد، إضافة إلى قيامة بالتبرع المستمر وزيارة كبرى الكنائس البروتستانتية الأمريكية "المعمدانية الجنوبية"........ واقتصاديا يؤمن روبيو بضرورة خفض الضرائب، خاصة العقارية منها، وتحجيم دور الحكومة في حياة الأفراد والعائلات..... واجتماعيا لا يؤمن روبيو بحق الإجهاض، ولا بزواج المثليين، ويدعم دور العائلة التقليدي في المجتمع....ودعا نجاح روبيو، سارة بالين، التي تعد أقوى شخصية بين الجمهوريين والمحافظين الأمريكيين، إلى الاعتراف بأنه يمثل "مرشح رئاسي محتمل يوما ما"!.
ويمثل روبيو للعديد من إستراتيجيي الحزب الجمهوري أملا حقيقيا في هزيمة باراك أوباما، ويروا أن وجودة على بطاقة الحزب الجمهوري من شأنها أن تجذب أصوات الجالية اللاتينية، إذا يمكنه أن يتحدث لهم ولوسائل إعلامهم بلغة يفهمونها بسهولة، إضافة إلى كونه أبن لاجي كوبي، مما يجعله يمثل رمزا هاما لملايين المهاجرين من دول أمريكيا اللاتينية، والذين يمثلون 15.8% من أجمالي السكان، ويفوق عددهم الأقلية السوداء التي تبلغ نسبتها 12.9% فقط......وتاريخيا صوت اللاتينيون بنسب كبيرة بلغت %65 عام 2008 للحزب الديمقراطي، إلا أنهم سيصوتون لأول مرشح رئاسي لاتيني بغض النظر عن هوية الحزب الذي ينتمي إليه، كما تدل استطلاعات رأي أجرتها مؤخرا مؤسسة "القرارات اللاتينية".....
ولن يكون انتخاب روبيو رئيسا لأمريكا خبرا سعيدا للعرب ولا للمسلمين، إذ أن أهم ما يميز رؤيته للسياسة الخارجية يتمحور حول قضيتين، أولهما ترى ضرورة أن تحظى إسرائيل وقضاياها بمكانه خاصة عند الإدارة الأمريكية........ وقد قام روبيو بأول رحلة خارجية بعد ثلاثة أيام فقط من فوزه بمقعد ولاية فلوريدا في مجلس الشيوخ في الثاني من نوفمبر الماضي إلى إسرائيل...... وقد توثقت علاقة روبيو بإسرائيل منذ أن عمل متدربا أثناء دراسته الجامعية في مكتب عضوه مجلس النواب عن ولاية فلوريدا "إليينا روس لينتين"، والتي من المتوقع أن ترأس اللجنة الفرعية للشرق الأوسط بمجلس النواب في دورته الجديدة ...... ويعرف عن لينتين الحماس الشديد لإسرائيل، وسياساتها أيا كانت!!!!!.
وقابل روبية خلال زيارته لإسرائيل الملياردير نورمان برامان، والذي يعد أحد أقوى رجال المال والأعمال بين اليهود الأمريكيين، ومن أكثرهم تبرعا للمرشحين السياسيين، وتعهد روبيو أن يزور إسرائيل مرة أخرى بعد أن يبدأ مهام عمله الجديد... ويهاجم روبيو دائما الرئيس باراك أوباما بسبب ما يراه من "دعم أمريكي غير كامل لإسرائيل"، ويؤمن أن إسرائيل دولة استثنائية مثلها مثل الولايات المتحدة، ويجمع بينهم رابطة أقوى من التحالف السياسي أو الإستراتيجي، ويجب أن تناصر واشنطن إسرائيل بدون أي شروط، وعلى طول الخط......من ناحية أخرى، يرى روبيو أن الولايات المتحدة تخوض حاليا "حربا عالمية ضد الإسلام الراديكالي"، ولا يلتزم بما تشير إلية إدارة أوباما من تعريف الصراع بكونه ضد "الإرهاب العالمي" ....وفي خطاب أمام لجنة العمل السياسية المحافظة (CPAC)، أكد روبيو موقفه المتشدد والمتطرف وهاجم «الإرهاب الإسلامي» قائلا: «سوف نستهدف وسوف ندمر الخلايا الإرهابية وزعماء هذه الخلايا...... ومن سيتمكن من البقاء سوف نلقي القبض عليه.... وسوف نحصل على معلومات نافعة منهم»...... كما يرى ضرورة الحفاظ على «استثنائية» أمريكا، وهي النقطة التي أشار إليها في خطابه بعد النصر في الانتخابات: «إن دور أمريكا في العالم واضح للغاية.... فالعالم أكثر أمنا كما أنه أفضل عندما تكون أمريكا هي الدولة الأقوى في العالم»...
من حسن حظ روبيو أن العديد من أسماء المرشحين الجمهوريين البارزين لانتخابات عام 2012 يعانون من مشاكل هيكلية...... ومن أبرز هؤلاء، سارة بالين، حاكمة ولاية ألاسكا السابقة..... التي لا تثق المؤسسة الجمهورية في إمكانياتها الشخصية والمعرفية، وهناك أيضا نيوت جنجريتش، الذي تولى رئاسة مجلس النواب إبان حكم الرئيس كلينتون، إلا أنه لا يبدو أو يتصرف كرئيس، ثم هناك المليونير الشهير ميت رونى، الذي تمثل ديانته "المورمن" عائقا كبيرا في أوساط المحافظين المتدينين....مواطن الضعف الموجودة لدى جميع المرشحين الجمهوريين المحتملين، إضافة إلى عدم وجود أي سجل واشنطوني لروبيو حتى الآن تمثل أسبابا قد تسرع من توقيت دخول روبيو البيت الأبيض، فهيا نستعد مبكرا....لقد اكتسب روبيو شهرة على المستوى الوطني في سباقه الانتخابي في نوفمبر (تشرين الثاني) وأصبح مفضلا بعدما أكد ميله لليمين من خلال العملية الانتخابية..... على أية حال، سوف نرى إذا ما كان قادرا على تجاوز الطبقة والعرق والترشح للرئاسة في 2012..... ولكن المؤكد، أنه على الرغم من أن مقعد روبيو يقع في نهاية قاعة المجلس وأن مكتبه يقع في قبو الكونغرس (كلاهما مواقع تقليدية للنواب الصغار)....فإن روبيو مرشح لأن يصبح عضوا نشطا في ذلك الكونغرس وإسما متكررا في المناقشات المحيطة بالانتخابات الرئاسية القادمة...فهو يبلغ من العمر 39 عاماً، مما يعطي بطاقة الاقتراع فورة الشباب.... كما أنه هسباني، أي كوبي أميركي، في الوقت الذي يحتاج الحزب الجمهوري إلى مغازلة الناخبين من أصل هسباني....
العبء الوحيد الذي يحمله روبيو هو الجدل حول أنه «ابن المنفيين»، حيث أشار إلى أن والديه كانا لاجئين أجبرا على الخروج من كوبا في عهد كاسترو في حين أنهما انتقلا إلى الولايات المتحدة قبل الثورة الكوبية..... لكن هذا ليس هو نوع الانزلاق الذي من شأنه أن يبقيه بعيداً عن بطاقة الاقتراع.... فقد دافع رومني عن روبيو قائلاً: «أتأمل في عالم ماركو روبيو، وأسانده تماماً، وأعتقد أن محاولة تشويه سمعته كانت أمراً مؤسفاً وزائفاً»....
حمدى السعيد سالم
#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اقسم ....
-
جامعة المنصورة حدوتة مصرية
-
الطفل هو المستقبل
-
انت صانع الكلمات من يرنو لجاهك احرار واسياد
-
الدقة هى ام القيم الصحافية التى يتطلبها العمل الصحافى
-
سيبنى هنا يا هجر
-
هذه شروطى كى تعودى مجددا
-
تلاشى الرؤية التنويرية وغياب المضامين جعلوا الصحافة المصرية
...
-
النت لا يرحم عزيز قوم فل
-
اهرش الانسان يظهر لك الحيوان
-
انت سر وجودى
-
طهروا الاعلام من اللئام تنتصر الثورة
-
الرضا الطلابى كمؤشر لجودة الاداء التعليمى بجامعة كفرالشيخ
-
مات الحب
-
كيف يحق للمجلس العسكرى استخدام صمت حزب الكنبة كرأى له!!!
-
المجلس العسكرى واخطاء ( جالن )
-
التمزق النفسى والتصدع الاجتماعى دعوة للانسحاب من الحياة
-
احرار مصر يبكون الشهداء ... وعبيد العباسية يبكون جلاديهم
-
غادة كمال شاهدة على وحشية وبربرية الجيش
-
الرد على اكاذيب وافتراءات المجلس العسكرى
المزيد.....
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
-
الجيش الإسرائيلي ينذر سكان 5 بلدات في جنوب لبنان بإخلائها
-
سحابة تسقط من السماء في إندونيسيا: سئمت من الطقس الممطر هناك
...
-
ترامب يستكمل تشكيلة حكومة باختيار بروك رولينز وزيرةً للزراعة
...
-
ترامب ينتهي من تشكيل إدارته باختيار وزيرة لتولي حقيبة الزراع
...
-
بوتين يوقع مرسوما: قاتل وسدد ديونك مع زوجتك
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|