|
هل جرى سلخ العراقي عن وطنه ؟؟
كاظم الأسدي
الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 19:06
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
في خضم التراجع الخطير الذي تشهده العملية السياسية العراقية إثر الأزمة الأخيرة بين القوى المتنفذة وصراعها المستديم من أجل النفوذ والسلطة !! وفي ظل وضع إقليمي وعالمي متأزم..تظهر بجلاء حجم المطامح والأطماع لكلا الأمبراطوريتين المنقرضتين الفارسية والعثمانية من خلال تدخلها الممنهج في الشأن العراقي !! منذ سقوط الصنم وحتى اليوم ؟ وعبر أشكال مختلفة تمثلت في إرسال عملاءها ودعم مليشياتها الطائفية بالمال والسلاح وتوفير الدعم اللوجستي لأعداء العملية السياسية وإنتهاءا" بتجاوز الحدود العراقية والأعتداء على المواطن في قمم كردستان والصيادين في شط العرب !! دون موقف يذكر من قبل الحكومة أو المواطن عدى إستنكارات خجولة لاتغني ولاتسمن ؟؟ مما شجع وزاد من شهية كلا المتنافسين على إلتهام الفريسة !! واليوم أكثر من أي وقت مضى تكشر كلا الأمبراطوريتان الفارسية وعلى لسان مندوبها السامي في الشأن العراقي والمدعو.. قاسمي !! وكذلك العثمانية وعلى لسان منتخبها الديقراطى وممتل حركة العدالة فيها المدعو أردوغان !! تكشر كلا الأمبراطوريتان عن أنيابهما الصفراء ؟ وعبر تصريحات تنم عن تجاهل للأعراف الدولية و إستضعاف تام للدولة العراقية ناجم عن يقين تام في ضعف وتشتت قواه الوطنيه و إمكانية التأثير الفاعل بالأحداث!! وقلب الموازين في أية لحظة ؟؟ ودون أية مبادرة تذكر أو إدانة لتلك التصريحات من قبل الولايات المتحدة بإعتبارها راعية للعملية السياسية الجارية في العراق ؟؟؟ ولفد كتب الكثير من المخلصين عن عمق ومخاطر تدخلات دول الجوار جميعا" ودون إستثناء في الشأن العراقي !! وكان البعض قد نبه وحذر وقبل سقوط الصنم !!!الى الأطماع القديمة وإمكانية إستغلال الظرف من تلك الدول ومخاطر ذلك على وحدة ومستقبل العراق ؟؟؟ واليوم وقد إزداد تكالب الذئاب على الوطن وبعد تجاوزهم المدى ؟؟ أين نحن مما يدور حولنا من أحداث جسام ؟؟ هاهو المواطن ( كما الحكومة ) لايرمش لهما جفن؟؟ولاتحرك فيهما الأحداث الجلل أية مشاعر أو موقف رافض لها !! ناهيك عمن يستكر هذا التدخل ويغض البصر عن ذاك !! فهو بالتأكيد لغاية في نفس يعقوب ؟؟ وسيبقى الجميع لا يرف لهم جفن على ضياع الوطن !!.. طالما أن التفويج من أجل التشرذم الطائفي والعرقي والمناطقي مستمر ووفق ما مخطط له في دوائر القرار العالمي والأقليمي وبمسميات حديثة لاوطنية وبالضد منها أساسا"!! كالمكونات أو المحاصصة البغيضة !! وطالما قد إستمرأها البعض ووجد فيها ورقة التوت التي تستر عورته في اللاوطنية وعدم كفائته المهنيه كما تمحو ذلك الماضي الأسود من عدم النزاهة وموءازرة الطغاة !! في الوقت الذي يتم فيه من خلالها تشويه وعي المواطن وإشغاله بأعداء وهميين وعدم مطالبتة بحقوقه الوطنيه التي طالما مل إنتظارها وبعد دورتين إنتخابية !!و في جملة الأحداث التي شهدها الواقع السياسي العراقي في الآونة الأخيرة ... ما يدعم حقيقة العنوان الذي ذهبنا إليه !! من لامبالاة وعدم إكتراث المواطن لكل تلك الأحداث أو التداعيات المترتبه عنها على مستقبل الوطن وحقيقة وجوده وكيانه أصلا" ؟؟؟ مما يؤكد إبتعاد المواطن عن الهم الوطني الذي طالما ضحى من أجله وإنزواءه في صومعة الدهشة واللاتصديق ؟؟ ومحاولة الأنشغال بهمومه الذاتية المتكاثرة يوميا" ؟؟ ولقد تمثل بداية الإنسلاخ هذا .. منذ أن سرق الطاغية صدام الوطن و صادر قيمه وخيراته وجعله ضيعة خاصة به وعائلته وأزلامه !! ليتمادى في غيه ويجعل من أبناء الوطن وقودا" ومشاريع دائمة للقتل لمشاريعه العبثية بأسم الوطن والذود عن حدوده .. مما ولد البغضاء والكراهية والحقد لدى المواطن البسيط على كل ما يمت للوطن الذي أحبه حد العشق!! ذلك التعلق الذي تشرب به منذ نعومة أظافره !!والذي قابله جحود وبطش الدولة وتعسفها.. ذلك التمازج الروحي الفطري في التعلق بالوطن وكل ما يتعلق به من مسميات ؟؟قابلته إساءات غير منتهية ولليوم من الدولة والتي يجد فيها المواطن تجسيدا للوطن ورعايته !!ومع نهايات الحقبة الديكتاتورية بات المواطن العراقي على إستعداد لتقبل أية جهة ودون تحفظ لإنقاذه من موت بطيء داخل أسوار سجن كبير يسمى الوطن ؟؟ وجاءه الخلاص بالطريقة الدراماتيكية الإمبريالية المعلومة للجميع .. ليجد نفسه بعد تسع سنوات من التغييرالمنتظر وسقوط الصنم وقد إكتسب هوية جديدة قديمة رغما" عنه !! تسع سنوات من الإحتراب الداخلي بما حملته من فواجع وجرائم يندى لها الجبين !! لاتختلف في جرمها ومآسيها عما سبق !! كما لاتختلف في سحق وتغييب إرادة المواطن وجعله ماده أولية لأحتراب ومصالح الآخرين !! ليبقى أمله الوحيد فقط بالخروج منها سالما" !! وليحمد الله على سلامته ولو بلا ضمان أو مستقبل هو وأفراد عائلته ؟ وإنما فقط بتلك الهوية الصفراء الجديدة .. وبرقم مضاف لمن لايمت لهم من قريب أو بعيد !! وقد عد رقما" مضاف لهم دون رغبة أو إختيار أو إرادة منه !! لا بل في الضد منها جميعا" ؟؟؟ وليذكره رقمه الجديد الذي إكتسبه بعد التغيير بذلك الرقم القديم في قادسية الأوباش !!عدى عن كون الرقم الأخير مدنيا" و لأغراض غير الأحصاء (والذي لم ولن يتم ) شاء أم أبى ؟؟ وهاهو لليوم لايعرف الرقم الخاص ببطاقته المدنيه التي طالما وعد أبناءه بها وبما تحمله من معاني المواطنة الحقة !!
#كاظم_الأسدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تم التآمر على العلم العراقي ؟
-
أول الغيث ... قطره
-
الكرة التي قصمت ظهور البعير
-
الكرة التي قصمت ظهر البعير
-
مع .. أو ضد .. الديمقراطية ,
-
عيدية للمواطن العراقي
-
شكرا- لسعد البزاز
-
من لا يحتمل الرأي ... لايمكنه تحمل أعباء المريض
-
معاجة أسباب الأرمة التربوية ..لاترقيع لنتائجها
-
اطباء يماهون عمال التنظيف
-
بين منفذين
-
العراق قدر الكويت
-
زمن الأجتهادات
-
مهادنة الباطل ... باطل
-
غادة العراقيه
-
لايمكنكم ....جعلها صفراء
-
حزب برلماني جديد ..لا طائفي
-
إدمان الساسه العراقيين
-
حلم ربيع التغيير
-
نقرا- على الطبول
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|