أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جمال القرى - قراءة تقويمية ثانية واخيرة لنقاش تشكيل تيار علماني














المزيد.....

قراءة تقويمية ثانية واخيرة لنقاش تشكيل تيار علماني


جمال القرى

الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 18:16
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


نظراً الى التعطّش الفعلي لإحداث تغيير سلمي ديموقراطي في البنية السياسية اللبنانية، وفي سياق تقويمي للنقاش الدائر منذ فترة حول امكانية قيام تيار علماني، بين بعض فئات من المدنيين والعلمانيين اللبنانيين، وهو الثاني وربما الاخير، لا بدّ لي من طرح بعض الملاحظات المهمة، وبعض الاستنتاجات بناءً عليه.

ان موضوعاً بهذا الحجم، وبهذه الاهمية، لا يمكن لشبكات التواصل الاجتماعي من إيفائه بعضاً من حقّه، وهو، جُلّ من ان يُحلّ بنقاش فايسبوكي، ولكن اهمية هذا النقاش، هو بإبراز بعض مكامن الخلل المتعلّقة بعلاقات الافراد والجماعات بعضها مع بعض، او بعض المعوّقات التي تعتري أحداث التغيير.

فعلى صفحات المهتمين بالشأن العام، والناشطين - وانا حتى الآن واحدة منهم- نجد ان الكل يتذمّر، الكل يلعن، الكل يقترح، والبعض يُحمّل بعضه الآخر المسؤولية في فشل اللقاء، ولا تلبث ان تتحوّل هذه الصفحات الى ساحات صراع كلامي، وتبادل للاتهامات احياناً. يبدو لي ان هذا اللبناني المدني العلماني الناشط، أي المتحرّر في اطار علاقته السياسية والاجتماعية من طائفته او مذهبه، عالقٌ كما غيره في فخِ مُحكم، هو "الفخّ اللبناني"، بشكلِ او بآخر. يبرز ذلك جلياً عند ملامسة موضوعِ مهمّ ما، نقطة معينّة تحديداً، فعندها، يحصل الافتراق الجذري بين العلمانيين، بمعنى، انه يمكن ايجاد اثنين متفقين منهم، وساعة حضور الثالث هناك غالباً ما يفرّق. إذ لكل واحد منهم، ولكل مجموعة صغيرة منسجمة، خلفية او موقف او قناعة راسخة، ليس في الموضوع الداخلي فحسب، والذي يجمعون كلهم على ضرورة تغييره، وان اختلفوا على الطريق الواجب سلوكه لتحقيق ذلك، وانمّا، في ما يحدث خارج الحدود، وتحديداً ما خصّ الثورة المصرية والثورة السورية. وكأن هاتين الثورتين هما معيار التقائهم او تباعدهم، وبذلك يتماهون مع السلطة اللبنانية التي لا حل لها ولا ربط الا على إيقاع العلاقة مع الخارج، وكأنّ بنيتهم الاجتماعية وثقافتهم والتركيبة التاريخية العامة للبنان، لا تزال تملك تأثيراً كبيراً على سلوكهم.

للأسف الشديد، يبدو ان وضع تصوّر مبدئي لرؤية سياسية مستقلة جامعة لهم، دونه صعوبات جمّة، تبديدها رهنٌ بعودتهم افراداً ومجموعات، الى اعادة النظر بثوابتهم وبنقدها، من اجل البناء عليها لاحقاً. وحتى ذلك الحين، يبقى الأمل بالتوصّل ولو تدريجاً الى مقارباتِ جديدة، لن تُثمر او لن تؤدّي الى خلق نواة مشروع علماني وطني جامع، وبحسب رأيي المتواضع، ان لم يبادر الناشطون والمهتمّون بالشأن العام الى:

1. اولاً، السعي الى مصالحة وطنية شاملة وحقيقية، اي ان يجري الاعتراف بكل المجازر التي اقترفها اللبنانيون بحقّ بعضهم منذ عهد الاستقلال وحتى الآن، وبحقّ الفلسطينيين خصوصاً زمن الحرب الاهلية، وبحقّ العمال السوريين خصوصاً في فترة ما بعد اغتيال الرئيس الحريري، وكشف مصير كل المفقودين منهم. لأن اعتراف كل الاطراف اللبنانية بمسؤوليتها وإن بنسبِ متفاوتة، يجعلنا جميعاً نعلن الحداد على ضحايا هذا البلد، وهم ضحايانا، حينها فقط تفسح لهم ذاكرتنا مكاناً، وتصبح لهم ذاكرة في المكان، ندفن الاحقاد لنبدأ من جديد.
2. ثانياً، إيلاء الشأن اللبناني الداخلي الأهميّة الاولى والقصوى، من حيث تحديد الأزمات وتقديم اقتراحات حلول لكل الملفات من القضاء الى الصحة والبيئة والتربية والاقتصاد وحقوق الانسان والحريات وقانون الانتخاب والاعلام والمعوّقين الخ...ومتابعتها حتى تحقيق ما أمكن تحقيقه من انجازات، لحشر السلطة بمواليها وبمعارضيها وبمن يلفّ لفّهما، ولكشف زيف خطابهم السياسي.
3. ثالثاً، عدم تبديد الطاقات الكبيرة، المختلفة والخلاّقة خصوصاً عند الشباب منهم في ما يحصل جارج الحدود الا ضمن هامش معيّن، وتركيزها نحو الداخل من اجل تحصينه، إذ هو ذوأهمية بمكان، ما يمنع التداعيات السلبية المرتقبة عليه من النفاذ اليه، او بالحدّ الادنى تقليصها.

وأخيراً أتقدّم بالشكر والتقدير لكل من رحّب وساهم وشارك في هذه النقاشات، ان شفاهيةً او كتابة او تسهيلاً او دعماً او نقداً، وأخصّ بالشكر صفحة قضايا النهار، بشخص مسؤولها الاستاذ جهاد الزين، لما يبديه دوماً من اهتمام كبير لكل المسائل الحاملة للهمّ الوطني. سنبقى على تواصل، وإن بوتيرة أقلّ، يقطعها الشوق الى الكتب المكدّسة والتي تنتظر دورها من الاهتمام.



#جمال_القرى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة اولية تقييمية لنقاش تشكيل تيار لبناني علماني وطني
- قراءة سريعة ومقتضبة في الثورات العربية
- دعوة لفتح نقاش جدي
- الفتوحات العربية في روايات المغلوبين


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جمال القرى - قراءة تقويمية ثانية واخيرة لنقاش تشكيل تيار علماني