أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد عبد الستار - النزول مع الانتخابات من السماء الى الارض














المزيد.....

النزول مع الانتخابات من السماء الى الارض


أحمد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 1070 - 2005 / 1 / 6 - 10:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


(ان الحياة الاجتماعية هي بالاساس
حياة عملية وكل الاسرار الخفية
التي تصرف النظرية باتجاه الصوفية،
تجد حلولها العقلية في نشاط الانسان
العملي وفي فهم هذا النشاط)
كارل ماركس الاطروحة الثامنةعن فيورباخ
بعد الخيبة التى مني بها الاسلام السياسي الشيعي ،خيبة حسابته غير الدقيقة وغير العلمية عن المجتمع فالافكارالمسبقة عن الولاء المطلق قد تلاشت والتي عدت في زمن كان لا يحسن فيه القراءة والكتابةالا كبار رجال الدين وحاشية السلاطين ،انهارت كلها على جميع الاصعدة السياسية و الاجتماعية/ نتيجة للرفض الجماهيري الواسع لممارساتهم القمعية والدموية المناهظة للحياة المدنية العصرية باسرها 0
وبعد ان ترجعوا الى ميدانهم كمضمار وحيد ميدان الوعظ والارشاد الديني الفارغ ، اصبح البقاء في هذا الميدان اليتيم مرادفا للموت السريع بين الحياة او الموت الذي لاح امامهم كهاجس يومي ويبدوا انهم لا يقبلون احتضارهم هذا دون مقاومة 0
فان اللافت للنظر نجد ان الظاهرة الشيعية برمتها تتوحد نحو هدف واحد ولافتة محددة هو وجوب الانتخابات ، دعوا لها بحماسة واستوجبوا الاشتراك في هذا الواجب الديني والوطني كما يعبرون عنه ، وكانهم في (وطن ) اخر لم يكن تحت ظل الاحتلال ،والاوجب العمل على اخراج الاحتلال واحلال اجواء انتخابية نزيهة تؤمن للجميع هذا الحق 0
الا ان حقيقة التفاهم الضمني حتى قبل الانتخابات مع الامريكان كتبادل منفعة سهل لها الدعوة للانتخابات بهذة السعة الملحوظة ،حتى بات ربط مفهومي الديني والوطني امر بديهي للفتاوى اليومية لدى المراجع ،وكان من المفترض بطبيعة عمل المرجعية الحياد والابتعاد عن السياسة وعن كل امر دنيوي وترك (ما لقيصر لقيصر)0
ومع الفتاوى الدينية التي اوجبت الاشتراك بالانتخابات الزاميا انتقلت التراتبية الكهنوتية في الحوزة النجفية من ميدان الغيب والخرافة الدينية الى عامل العمل التاريخي المبني على دوافع واقعية من لحم ودم انسانيين ولم يكن الانتقال هذا دون تخطيط 0
فان التجربة الايرانية الحاضرة بنشاط في الساحة السياسية العراقية وخصوصا في المدن التي يغلب على سكانها انتمائهم الشيعي ،افادت هذه التجربة وعلمتهم مقاومة مطلب فصل الدين عن الدولة لمصلحة رجال الدين ضد المجتمع 0
تمظهر التخطيط لدى الطيف السياسي الشيعي خلال مدة الصحوة ايام الاستعداد لخوض تجربة الانتخابات وقبلها ،في مؤسسات ذات طابع ارضي تحمل اهداف ودعوة غير سماوية ولم تكن الجمعيات والاحزاب والمراكز الاسلامية الا امثلة بسيطة على ظاهرة التحول هذه كي تضفي على نفسها الشرعية عندما تلجا للناس البسطاء وعندما تستغل البؤساء المحرومين من الخبز والتعليم وتستخدمهم ميدان تقصد من ورائه انعاش حياتها ،بعد ان تعلمت دروسا وعبر بليغة ،ان الانسان عياني لا اثيرا يسبح في سماء النصوص الدينية الاطلاقية ،وهكذا تعود الحوزة الى الواجهة ولكن بصورة مختلفة ،حيث تجسدت الروح واكتست رداء محسوسا ،قابل للنمو والفناء ، تخضع لقوانين التاريخ الزمنية وهنا يدق ناقوس نعيها الاخير 0
فالانتقال من التراتبية الهرمية الضيقة للحوزة بوصفها الحاكم المطلق (نواب الاله) على الناس، الى موقع تمثيل مصالح تلك الجماهير الحياتية ،فان مصيرها صار يعتمد على العمل السياسي والاجتماعي للرجال الذين يعدون بطيبات الارض بدلا من سعادة السماء ، فهذه الواقعية الدينية ان صحت التسمية ،لازالت تنظر للانسان نظرة مشوهة على انه كائن مستعار يخدم اغراض غير انسانية ، يخدم حاجتها النخبوية ،ويسقط في يدها تامين اللحمة وخصوصا لهذه الفئة من الناس المسحوقين مع اهدافها 0
لان الاشتراكية ماثلة امام الجميع كبديل لا غنى للانسانية عنه،اليوم ادركت الناس ان الاشتراكية هي الحركة الواقعية التي يقصدونها بنضالهم اليومي ضد البؤس والجهل ، وبقوتهم وحدها يصنعون غدهم ويؤمنون عيشهم ،ويوم يستغنى عن رجل الدين عندما يستغني العمال عن الراسمال 0



#أحمد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أحمد عبد الستار - النزول مع الانتخابات من السماء الى الارض