أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - زوبعة سليماني: العراق لن يكون بيدقاً















المزيد.....

زوبعة سليماني: العراق لن يكون بيدقاً


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أثار التصريح الذي أدلى به العميد قاسم سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، ضجة سياسية كبيرة وردود أفعال مختلفة في العاصمة العراقية بغداد. سليماني كان قد صرح خلال ندوة تحت عنوان "الشباب والوعي الإسلامي" بحسب وكالة أنباء "إيسنا" الإيرانية شبه الرسمية قائلا إن "إيران حاضرة في العراق والجنوب اللبناني، وإن هاتين المنطقتين تخضعان بشكل أو بآخر لإرادة طهران وأفكارها. يمكن للجمهورية الإسلامية الإيرانية تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية هناك بهدف مكافحة الاستكبار". هذا التصريح فتح مجددا ملف العلاقة بين البلدين في وقت تشهد الحالة السياسية العراقية تأزما متفاقما واستقطابا طائفيا سياسيا حادا بين الطرفين الممثلين للغالبية العربية في العراق، "التحالف الوطني" الذي تهيمن عليه الأحزاب الإسلامية الشيعية وقائمة "العراقية" ذات الجمهور العربي السني في الغالب. المراقبون الذين توقفوا عند مفردات التصريح لاحظوا أن صاحبه حدد منطقة الجنوب في ما يتعلق بلبنان، ولكنه عمم حكمه في ما يتعلق بالعراق ولم يخصص به المنطقة ذات الغالبية العربية الشيعية. إضافة إلى طابع المبالغة الواضح في كلام سليماني عن إمكانية تشكيل حكومات إسلامية بهدف مكافحة الاستكبار، مراقبون من هؤلاء جادلوا بأن الإسلاميين الشيعة لو كانوا قادرين على تشكيل حكومة إسلامية من نوع "ولاية الفقيه" أو نسخة شبيهة بها لما ترددوا، بل على العكس من ذلك، قام أحد أهم هذه الأحزاب بتغيير اسمه من " المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" إلى " المجلس الإسلامي الأعلى في العراق"، وراح الحزب الثاني " الدعوة الإسلامية يبتعد رويدا رويدا عن مبادئه السلفية التأسيسية. أما التيار الصدري فحين حاول قبل بضع سنوات تطبيق بعض قوانين الشريعة الإسلامية وشكل "محاكم شرعية" لهذا الهدف، في بعض المحافظات، فقد اصطدم برئيس الوزراء نوري المالكي وقاد هذا الأخير ضد التيار حملة عسكرية شرسة عرفت بصولة الفرسان انتهت بإزالة وجودهم المسلح بشكل شبه كامل. مراقبون آخرون مضوا بهذه الفكرة إلى الأمام فقالوا مستنتجين "إذا كان هذا هو واقع الحال في ما يتعلق بالأحزاب الإسلامية الشيعية التي تزعم تمثيل غالبية الشعب العراقي، فإنه لن يكون مختلفا من حيث الاستحالة في ما يخص الأحزاب الإسلامية العربية السنية). باحث عراقي أكد أن مجرد طرح هدف أو شعار إقامة دولة إسلامية على طريقة ولاية الفقيه الشيعية أو الخلافة الرشيدة السنية في دولة تقوم على التنوع المجتمعي والتعدد القومي والديني والطائفي كالعراق هو بمثابة إعلان رسمي عن بداية حرب أهلية طائفية سبق للمجتمع العراقي أن ذاق ويلاتها في سنوات الجثث وخصوصا في 2006 و 2007 .
بعض هؤلاء المحللين رأى أن تصريحات سليماني تنطوي على جرأة غير معهودة قد تبلغ درجة التهور الدبلوماسي أو "الغباء السياسي" على حد تعبير النائب عن ائتلاف "دولة القانون" إحسان العوادي، ولكن آخرين رأوا فيها بالون اختبار دقيق أطلقته طهران في توقيت مقصود و أرادت من خلاله طهران قياس مستويات الرفض أو القبول لاحتمالات تطوير علاقتها الخاصة بالحكم في بغداد. التيار الصدري كان صاحب أول رد فعل على تصريحات سليماني فالنائب الصدري حسن الجبوري قال إن "التيار يرفض تصريحات سليماني ويعتبرها غير مقبولة ولا يسمح بها"، مؤكداً أن "العراق دولة مستقلة ولا نقبل أي تدخل سواء كان من إيران أو تركيا أو السعودية أو غيرها من دول الجوار".
ردُّ الخارجية العراقية تأخر أكثر من 12 ساعة ليأتي رافضا تلك التصريحات و مؤكدا "أن العراق لن يكون بيدقا في لعبة الآخرين، ولن يكون تابعا لأحد، ولن يكون ساحة لتصفية الحسابات بين الأطراف الأخرى، والشعب العراقي هو سيد نفسه وهو الذي يقرر مصيره وخياراته الوطنية، ونرفض جميع التصريحات المؤذية بحق وحدة وسلامة وسيادة العراق ونظامه الديمقراطي الاتحادي".
ائتلاف المالكي، دولة القانون، تأخر رده هو الآخر، ولكنه جاء أقوى من رد الخارجية، وعبر عنه النائب إحسان العوادي الذي قال إن "هذه التصريحات أقل ما يمكن أن يقال عنها هو أنها غباء سياسي، إذْ تصدر في هذا الوقت بالتحديد". بعض المحللين اعتبروا تصريح العوادي موجها تحديدا لقطاع واسع ولا يستهان به من العرب الشيعة الجنوبيين المناوئين للهيمنة الإيرانية و في محاولة من ائتلاف المالكي لاستعادة شعبيته التي تأثرت كثيرا جراء صمت المالكي عن النفوذ الإيراني المتعاظم.
أما عدم تعليق المالكي شخصيا على تصريح سليماني فقد عدَّه محللون خطأ كبيرا ربما يكون سببه أن العلاقة بين الرجلين، المالكي وسليماني، ليست على ما يرام ماضيا وحاضرا. أكثر من هذا، سرّب مطلعون على كواليس مكتب رئاسة الوزراء أنهما اختلفا واصطدما في أكثر من مناسبة وتبادلا كلاما غير دبلوماسي تماما! غير أن ما قيل هنا لا يبرر، في نظر الكثيرين، صمت المالكي عن هذا التصريح وسيؤثر سلبا على صورته في نظر عموم العراقيين.
موقف قائمة العراقية جاء مفاجئا للجميع، فقد بدا باهتا وتصالحيا مع إيران، على عكس المتوقع، فالناطقة الرسمية باسم القائمة السيد ميسون الدملوجي قالت "إن قائمتها تأسف لصدور تصريحات منسوبة إلى العميد قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني عن خضوع العراق لإرادة طهران. وإن كتلة العراقية تسعى لبناء علاقات متوازنة مع كل دول الجوار ..وإن مثل هذه التصريحات تزيد احتقان الأوضاع وخطورتها في العراق والمنطقة، والعراقية تؤكد أنها بانتظار الرد الرسمي لحكومة العراق على هذه التصريحات". محللون ربطوا بين هذه اللهجة الهادئة في رد فعل العراقية المعروفة بمواقفها الحادة والمتشنجة في العادة تجاه إيران وتدخلاتها في العراق وبين عملية المصالحة بين علاوي وطهران والتي ينسج خيوطها قريبه الوزير السابق محمد علاوي والذي قام أخيرا بزيارة إلى طهران. البعض لم يستبعد وجود علاقة بين تصريحات سليماني وبين توقيت الاجتماع المرتقب بين علاوي والسفير الإيراني في بغداد والذي أعلن عنه في اليوم نفسه، ثم عاد أحد نواب العراقية لينفيه بعد مساء الأربعاء 26/كانون الأول و يقتصره على دعوة هاتفية وجهها علاوي إلى السفير الإيراني للقاء به في مقر "العراقية" لم يتم بعدها اللقاء. وبحسب بعض المحللين فقد كشف بالون الاختبار الإيراني هذا عن استعداد كبير لدى قيادة القائمة العراقية للتفاهم مع إيران بخصوص جميع الملفات وأن عداءها الإعلامي لإيران لا يتصف بالصدق والمبدئية على حد تعبير بعضهم. التحالف الكردستاني من جانبه عبر عن رفضه أيضا لذلك التصريح على لسان النائب محمود عثمان الذي اعتبره تدخلا سافرا في شؤون العراق "داعيا الحكومة العراقية إلى "اتخاذ موقف حازم تجاه تصريحات سليماني شبيهة بموقفها من تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردغان التي تحدثت بشكل أقل حدة بشأن العراق".
بعد مرور 24 ساعة تقريبا على نشر تصريح سليماني أدلى السفير الإيراني حسن دنائي فر بتصريح كذب فيه التصريح المنسوب لسليماني جملة وتفصيلا وقال إن " ما تناقلته وسائل الإعلام بشأن تصريح قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بشأن العراق والعراقيين لا أساس له من الصحة وهي إشاعات لمشروع غربي الهدف منه الإساءة إلى إيران". محللون عراقيون لم تمنعهم اللهجة الجازمة في هذا النفي من طرح العديد من الأسئلة منها: لماذا تأخر السفير في نفي تصريح سليماني الخطير طوال 24 ساعة؟ وكيف يمكن لوكالة أنباء إيرانية شبه رسمية وليست أجنبية أن تضع كلاما خطيرا كهذا على لسان مسؤول عسكري كبير؟ وإضافة إلى وكالة إيسنا هناك العشرات من الطلاب بعضهم من دول عربية حضروا ندوة سليماني واستمعوا إلى تصريحه ذاك فماذا بخصوص هؤلاء وكيف سيتم إسكاتهم؟
إنّ وضع تصريح سليماني في سياقه السياسي، كما يعتقد بعض المراقبين، يدلل على أنه حقق عددا من أهدافه فهو كشف عن مستوى الرفض السياسي حتى من قبل أطراف تعتبر حليفة تقليدية لإيران لمحاولات إخضاع العراق للإرادة الإيرانية. مثلما كشف أنّ مستوى الرفض المجتمعي أقوى وأعمق من رفض القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية الطائفية وقد تجلى ذلك الرفض في مظاهر عديدة رُصِدَ بعضها في الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي. بعضها ذهب أصحابه بعيدا في تعليقاتهم فطالب أحدهم بطرد قاسم سليماني من العراق إنْ كان موجودا فيه، وتحريم دخوله إليه إلى الأبد، فيما دعا تجمع سياسي في محافظة نينوى و يطلق على نفسه "تحالف قوى القرار الوطني" إلى قطع العلاقات مع طهران وإغلاق سفارتها في بغداد.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزاع بين التيار الصدري والعصائب .. الخلفيات والتفاصيل
- بول بريمر يتقمص شبح جوزيف غوبلز!
- جعجع في كردستان العراق: استثمارات نفطية بنكهة أميركية!
- مأثرة الملازم نزهان تهزُّ الوجدان العراقي وتطلق حملة رفضا لل ...
- العراق: مقام الرئيس الفخري يهزم حصانة النائب المنتخب
- زعماء «العراقيّة» في «نيويورك تايمز»: دعوة لاحتلال جديد؟
- قراءة عراقية في نظرية إرنست رينان حول الأمة والقومية
- قضية الهاشمي: ضرب عرب العراق ببعضهم !
- الأمة العراقية: جذور المصطلح وانبعاثه اللاعلمي
- العراق يدخل جهنَّم سياسيّة باكراً: هل من رائحة أميركيّة؟
- المالكي في واشنطن : ل-ترقيع السماء العراقية-!
- أشباح جورج بوش تختفي من -عين الأسد-!
- إعادة الاعتبار العلمي لمصطلح -الثورة-
- قانون جديد لاجتثاث البعث وتقليص المحكمة التي أعدمت صدام
- أوان الورد في كركوك.. نصرت مردان يوثق للصحافة والقصة العراقي ...
- مؤتمر يساريّي أميركا في العراق: ممنوع ذكر الاحتلال
- كركوك وخيارات المستقبل: مقترحات للحوار/ج4 والأخير
- صراعات الحكم من الشمال إلى الجنوب : بين آل البارزاني وبين ال ...
- بانتظار زيارة جوزف بايدن ..خرائط تقسيم العراق جاهزة
- الانقلاب البعثي في العراق: شيء لا يشبه شيئا !


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - زوبعة سليماني: العراق لن يكون بيدقاً