أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إبراهيم مالك - ما الذي يجمع بين ماركس ولينين والامام علي















المزيد.....

ما الذي يجمع بين ماركس ولينين والامام علي


إبراهيم مالك

الحوار المتمدن-العدد: 1069 - 2005 / 1 / 5 - 10:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


وجهة نظر
ما الذي يجمع بين ماركس ولينين والامام علي
حين نويت الكتابة في مسألة الدمقراطية ارتباطا بما اشيع ان جورج بوش (الابن) اعيد انتخابه "دمقراطيا" للمرة الثانية في الولايات المتحدة، خصوصا بعد حربه على العراق، شعرت ان المسألة شائكة، عويصة، وصعبة. وانه لفهمها حق الفهم تشترط توفر وعي شمولي وعلمي (جدلي) وتشترط رؤيتها في ارتباط مع أشياء كثيرة كالقانون والدولة ووسائل الاعلام والاستغلال والوعي واللبرالية وغيرها.

وقد جرني التنقيب بحثا في هذه الامور الى سؤال طرحته اولا على نفسي واجيز لنفسي ان اطرحه عليك عزيزي القارئ! وهو لماذا لا ينصفون ماركس ولينين حين يتحدثون عن قضايا عصرنا. واعتقد، هذا رأيي، انه بدونهما يصعب فهم اشياء كثيرة من عالمنا المعاصر.
وقد أعانني في الاجابة على هذا السؤال حديث مشهور للامام علي بن ابي طالب ومقالة كتبها الكاتب الروسي المشهور، ليوتولستوي وطرف تروى عن الكاتب البريطاني الشهير برناردشو.
شعرت بفرح خاص وانا اقرأ المقالة مترجمة الى العربية التي كتبها ليوتولستوي عن الجوع في بلاده في الثمانينيات من القرن التاسع عشر وحين قرأتها تذكرت بهذا الخصوص القول الوضيء او ما اسميه الصرخة الانسانية الموجعة والصادقة التي اطلقها قبل اكثر من 1400 سنة الامام علي ولا تزال صائبة الى اليوم. فهو، أي حديث الامام علي، خلاصة تجربة انسانية، تجربة معرفية، تراكمت عبر آلاف السنين.
يقول الامام علي: "ما مُتع غني الا بما جاع فقير" تأملوا هذه البصيرة المدركة. لقد رأى الامام علي بعمق بصيرته، ان الرزق – الثروة الانسانية المنتجة – كل واحد كمّ معطى، وان المشكلة تكمن في التوزيع. وقد ذكرني هذا بقول الكاتب البريطاني الرائع، برناردشو والهزلي حتى البكاء. سُئل مرة عن الحالة في بريطانيا وكانت متخمة بالجوع والغنى، قال: الحالة، تشبه الشّعر في رأسي وكان اصلع الرأس ولكن غزير الشعر في اللحية وكثها واردف ما معناه غزارة في الانتاج وسوءًا في التوزيع.
فبرناردشو يرى ما رآه الامام علي ان المشكلة تكمن في التوزيع.
ويحكى ان برناردشو كان نحيف الجسم، حضر مرة اجتماعا حضره رئيس الحكومة البريطانية آنذاك، ونستون تشرتشل وكان ضخم الجثة سمينها يدخن الغليون. نظر تشرتشل من خلال دخان غليونه الى شو النحيل اراد ان يسخر منه، فشو كان من المعارضة، قال له: "من يراك يحسب ان في بريطانيا جوعا، لم يعدم شو سرعة البديهة فرد حالا ومن يراك يحسب انك سبب المجاعة.
لقد أراد شو بجوابه الذكي، السريع وبملاحظته الفطينة والصائبة ان يقول ما سبق واشرنا اليه ان المسألة تتعلق بالتوزيع، بسوء توزيع الثروة.
الامر ذاته كتبه تولستوي، الكاتب الكبير في مقالته عن الجوع. سأنقل لك عزيزي القارئ فكرته العظيمة وسأبقي المجال لك،
لتجد الصلة بين ما قاله الامام علي ما عناه شو وما كتبه تولستوي وما علمه ماركس ولينين وقاتلا من اجله.
كتب تولستوي: "نحن يا سادة نهضنا من اجل ان نطعم من أطعمنا – نطعم الذي يطعمنا ويطعم نفسه، طفل رضيع يريد ان يطعم مرضعته، نبات طفيلي يتطفل على النبات الذي يطعمه! نحن الطبقات العليا التي نعيش عليه، ولا نستطيع التقدم خطوة من دونه، فنحن نريد ان نطعمه، ان هذه الفكرة لشيء غريب عجيب".
كان تولستوي ابنا لعائلة اقطاعية روسية غنية. وقد دفعته انسانيته الى ان يرأس حملة لمكافحة الجوع والأمية في بلاده. وكان تولستوي يحذو حذو كتاب كبار في التاريخ ويهب لنصرة المغبونين والضعفاء. وهو ما جعل الفيلسوف اليوناني القديم ابيقوروس ان يصرخ: ليس لي عجز الثور كي ادير ظهري لآلام الناس أي ان ابيقوروس كان منحازا.
وقد اشار تولستوي في "هذه المقالة وغيرها وفي موقفه الاجتماعي المناصر للفقراء الثالوث المتحالف، الذي اشار اليه ماركس في البيان الشيوعي" الذي وحّد قادة الكنيسة وقادة الدولة – زلم القيصر – والارستقراطية الغنية – من اسماهم الطبقات العليا – الرأسمالية والاقطاعية.
اتهم تولستوي يومها بالالحاد وبالدعوة الى التمرد والى قلب النظام العالمي الرأسمالي ومنع من نشر مقالته.
تذكر عزيزي القارئ، ان تولستوي عاش قبل لينين، ولكن انسانيته دفعته الى ان يرى حقائق الوضع في بلاده، وان يرى ان الجوع مسألة تتعلق بتوزيع الثروات المنتجة.
أذكر والمعذرة اذا اطلت، انني تعلمت في برلين الدمقراطية او الشرقية. وكان في المانيا الاتحادية الغربية في حينه والى يومنا يقسم المجتمع في الاساس الى معطي العمل (الرأسماليين) والى آخذي العمل (العاملين بأجرة) لم يكن هذا التقسيم صدفة. كان تشويها متعمدًا للواقع.
كان ماركس اول من كشف بوضوح انقسام المجتمع في الاساس الى عاملين ومتعيشين من نتاج العمل فالعامل هو منتج الثروة وهو الذي يمارس العمل، الصناعي او الزراعي والبناء والخدمات.
والحقيقة ان ماركس كان اول من كشف ايضا بنظرة علمية ما تحدث عنه الامام علي والكاتبان شو وتولستوي من منطلقات انسانية، من ان الثروة تنتج في العملية الانتاجية المادية وان الرأسماليين يأخذون لانفسهم حصة الاسد.
فكان اول من كشف قانون القيمة وقانون الربح في الرأسمالية والذي يوضح مشكلة الاستغلال الرأسمالي والتوزيع. وكان لينين يرى ما ارتآه ماركس ان المجتمع الروسي وكل مجتمع ينقسم اساسا الى عاملين باجرة والى اصحاب عمل وان هذا الانقسام في المجتمع اساس الاستغلال والفقر واساس سوء التوزيع. وقد دعا لينين الفئات المثقفة والمتنورة الى مساعدة الانسان العامل بالتنوير والى الكشف عن اساس استغلاله والى الأخذ بيده ومناصرته ضد الغبن والاستغلال.
هل تدرك عزيزي القارئ، بعد كل ما ورد الخيط الذي يربط بين الفيلسوف اليوناني القديم ابيقوروس والامام علي وتولستوي وشو من جهة وبين ماركس ولينين من جهة اخرى. كانا أي ماركس ولينين جزءا من الانسانية المتنورة التي تعارض الظلم والاستغلال.
واكثر ما يقلق الطبقات العليا التي تحدث عنها تولستوي والمفكرين المحتمين سيفهم والمنتفعين بخبزهم في كل زمان ومكان ان ماركس ولينين تجاوزا البعد الانساني، الى البعد العملي والمنظم المنسجم مع الصيحة العظيمة التي اطلقها ابو ذر الغفاري "اعجب ممن لا يجد في بيته كسرة خبز ولا يخرج شاهرا سيفه". وقد عملا بهذه الحكمة الرائعة فحاولا ان يحركا التاريخ والفاس. وقد تجاوزا حقا مجرد البعد الانساني الى البعد العلمي الجدلي الذي يستند الى فهم دقيق للتجربة التاريخية البشرية المعاشة على الارض وليس في مكان آخر، وهمي، متخيل وموعود. فعليه كان من الطبيعي في هذا العالم الذي تتحكم في مجرياته مصالح ارضية واجتماعية متفاوتة ومتصارعة ان يلاقيا بكل الوسائل الممكنة والمتاحة من محاولات الطمس والتهميش وعدم الانصاف وحى الشطب من ذاكرة الانسانية، اذا امكن.

(كفر ياسيف)



#إبراهيم_مالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - إبراهيم مالك - ما الذي يجمع بين ماركس ولينين والامام علي