|
من دفتر الاجتياح
محمد أيوب
الحوار المتمدن-العدد: 1069 - 2005 / 1 / 5 - 07:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليل الاجتياح طويل جداً ، أطول مما يمكن أن نتصور ، تتبلد حواس الإنسان كما لو أن الأمر لا يعنيه ، وتتنبه حواسه ليتحول إلى مجموعات متعددة من الحواس الخمسة ، وعلى الأخص مجموعات من حواس السمع والبصر والشم، ومع ذلك تختلط كلمات مكبر الصوت فلا يكاد الإنسان يميزها بسبب لكنتها الغريبة وصوتها المنخفض ، وكأنهم يتعمدون خفض أصواتهم فلا يسمع الناس نداءاتهم أو نعيبهم ونعيقهم . كان الاجتياح متوقعا ، لكن وقته هو الذي لا يمكن تحديده ، كل المؤشرات كانت تشير إلى قرب موعد الاجتياح ، فقد قامت الطائرات بإلقاء منشورات تحذر الناس من السكوت على مطلقي قذائف الهاون والصواريخ ، عشرات المنشورات الصفراء وجدتها على السطح وفي حديقة المنزل ، وفي اليومين اللذين سبقا الاجتياح قامت الجرافات العسكرية بتسوية التلال القريبة وتمهيد طرق تسهل حركة الآليات العسكرية . في مساء يوم الثلاثاء 28 / 12 / 2004 م وبينما كنت أسير في شارع البحر ، الشارع الرئيس في مدينة خان يونس ، سمعت صوت ثلاث انفجارات متوالية ومكتومة ، ولكن صديقي حاول إقناعي بأنها ليست انفجارات ، وإذا بقذيفة رابعة تسقط أمامنا وعلى بعد أقل من مائة متر إلى الشرق منا ، فكر صديقي في العودة إلى الخلف ، ولكني قررت أن نسير إلى الأمام ، لأنني أدركت أنهم لن يقصفوا المنطقة مرة أخرى ، وربما وجهوا قذائفهم إلى الغرب قليلا ، مما قد يعرضنا للإصابة ، تكررت الانفجارات حتى وصل عددها إلى ستة انفجارات ، اعتقدت أن هذه الانفجارات مقدمة لاجتياح شامل لمدينة خان يونس فقررت وزميلي العودة إلى البيت ، ولكن الاجتياح لم يقع في تلك الليلة . في مساء يوم الأربعاء فكرت في العودة إلى المنزل مبكرا ، ولكن بعض الأمور أخرتني إلى ما بعد الساعة العاشرة ليلاً ، قررت الصعود إلى مكتبي على السطح لإرسال مقال كنت قد كتبته بعد الظهر بعنوان : " جدار السلام هو الضمانة الأكيدة للسلام " ، وما إن فتحت جهاز الحاسوب حتى بدأ إطلاق النار غزيراً وكثيفا، كان إطلاق الرصاص وما زال أمراً عاديا في حياتنا ، لذلك قررت مواصلة الاتصال على شبكة الإنترنت ، نداءات تصدر عن مكبر صوت يبدو وكأنه بعيد جداً ، لم أستوعب شيئاً من هذه النداءات فواصلت العمل والرصاص يتطاير في الجو ، صوت جرس السماعة في المكتب يدق بجنون ، قمت على عجل ، رفعت السماعة عن الجدار ، كانت زوجتي تناديني بهلع ، ماذا تفعل والرصاص يتطاير في كل مكان من حولك ومن حولنا ؟! ألم تسمع صوت الميكرفون ؟ قلت بهدوء : ماذا يقول ؟ قالت: يطالبوننا بالخروج من البيوت فوراً! لم أصدق أن يحدث الأمر بمثل هذه السرعة ، ولكني قررت إقفال جهاز الحاسوب والنزول من غرفتي التي على السطح ، أطفأت الأنوار ، كانت دبابة ضخمة كأنها ديناصور تتربع على التلة المقابلة على بعد مائة متر من المنزل ومدفعها الرشاش يبذر الرصاص موتا في كل الاتجاهات ، وطائرات الاستطلاع تمزق أسماعنا بصوتها الكريه والمزعج ، كان صوتها يسبب لنا الصداع دون أي اجتياح ، تقطع البث التلفزيوني ، وتنغص حياتنا . طلبت من الجميع أن ينزلوا إلى الدور الأرضي تفادياً للرصاص المتطاير في كل الأنحاء ، لم أكن أعلم أن هناك دبابة أخرى تقف على بعد عشرين متراً من المنزل ، كانت كل منافذ حي الأمل مرصودة بتلك الوحوش المعدنية ، أضأت غرفة الضيوف فتسرب ضوءها إلى الشارع ، انطلق وابل من الرصاص نحو المنزل والشارع ، ولكنا كنا في مأمن منه ، بعد فترة قررنا الصعود إلى الدور الأول حيث أقيم للرد على التليفون أن اتصل بنا أحد . في ليل الاجتياح تنام وكأنك مستيقظ ، وتستيقظ وكأنك نائم ، تشعر بالتعب والإرهاق من كثرة الراحة ، تسأم من قلة الحركة والتبطل ، لا تفعل شيئاً أكثر من الرد على مكالمة تليفونية من هنا أو من هناك ، تحاول أن تسمع المذياع لتعرف ما يدور حولك ، ولكن صوت الجرافات وهدير محركات الدبابات يغطي على كل شيء ، نهار الخميس يمضي متباطئاً متكاسلا مملا إلى أقصى درجات الملل ، إطلاق نار متقطع ، تتخلله فترات هدوء وترقب ، وفي المساء تزايد إطلاق الرصاص من كل الاتجاهات وإلى كل الاتجاهات ، سمعنا صوت تكسر زجاج في المنزل ولكنا لم نبحث عن مكانه خشية أن يصيبنا الرصاص ، رن جرس الهاتف، كان على الطرف الأخر ابن شقيقتي عوض ، سألني عن حالنا وما إذا كنا نحتاج إلى شيء، شكرته بعد أن طمأنته أننا بخير وأننا محتاطون للأمر من كل النواحي، ارتفع صوتي قليلا أثناء المحادثة فاعتقدت زوجتي أنهم قد يسمعون صوتي ، ضحكت وطمأنتها أن هدير محرك الدبابة يغطي على صوتي ، لا تقلقي قلت لها ، وصلية من مدفع رشاش من عيار خمسمائة ، بريق غريب تلاه انقطاع التيار الكهربائي ، ساد الظلام الدامس أنحاء البيت ، واستمرت المحادثة ، أخبرني ابن أختي أنه رزق بغلام أسماه وطن ، ضحكت ، مرت بذهني خاطرة غريبة ، كان اسم الأب عوض ، قلت له : وطن عوضٌ عن وطن ، ضاع منا الوطن الحقيقي لنعوضه على شكل اسم لأحد أبنائنا ولنؤكد أننا ما زلنا ذكوراً نتميز بالفحولة ، فما أروعنا وما أروع أوطاننا البديلة ! انتهت المكالمة وقررنا النزول إلى الدور الأرضي ، كنت آخر من نزل ، وفي نهاية درجات السلم تصورت أنني وصلت الأرضية المستوية ، وقعت فاصطدمت ضلوع صدري من جهة القلب بحافة درابزين الدرج ، تألمت بشدة لكنني لم أتكلم حتى لا أزعج الآسرة ، قررت أن أتخذ قرارات حاسمة غير قابلة للتجاوز ، قلت : في فترة الاجتياح يجب تقنين استخدام المياه ، ممنوع الاستحمام ، ممنوع الغسيل ، ممنوع استخدام السيفون ، حتى لا تفرغ الخزانات من المياه ، استخدموا الماء بواسطة الجردل لتنظيف الكرسي الإفرنجي من الخزان الأرضي ، أغلقوا جميع أجهزة الهواتف الخلوية ، استخدموا التليفون الأرضي فقط ، فإذا انقطع الخط استخدمنا أحد الأجهزة الخلوي حتى لا تفرغ بطارياتها دفعة واحدة فننعزل عن العالم بصورة نهائية ، كنا كمن فقد حاسة البصر ولا أريد أن نفقد حاسة السمع ، استمر القصف طوال الليل ، كنا نفتح المذياع في أوقات محددة حفظاً على البطاريات الموجودة فيه لاستعمالها في حالة الطوارئ ، كانت الإذاعة تنقل لنا أخبار من استهدفهم القصف ، من استشهد منهم ومن أصيب ، كان المنزل يهتز عند كل انفجار كأنما يعبر عن خوفه مما يحدث ! وجاء يوم الجمعة متثاقلاً كأنه يصحو من سبات عميق ، اعتدت في صباح مثل هذا اليوم أن أتوجه إلى سوق الخضار لشراء لوازم البيت ، ولكنني كسرت هذه العادة على الرغم مني ، مكثت في البيت محاولا أن أقرأ كالعادة ، كنت قد بدأت بقراء رواية " مذلون مهانون " بعد رواية " فوضى الحواس " ، أقضي الوقت مع ناتاشا الولهانة ب" أليوشا " بسلوكه الطفولي وتردده بين كاتيا وناتشا ، كنت أتوقف عن القراءة للرد على بعض المكالمات أو لمتابعة خبر عاجل ، كنا نتناول الطعام في مواعيده وكأن شيئاً لا يحدث من حولنا ، أبتسم حين يقترب مني حفيدي خالد ابن العامين وهو يضرب كفاً بكف مرددا بلهجته البريئة : ما فيش كهربا ، ما فيش مية " أود أن أداعبه فأسأله مستنكراً : ما فيش كهربا وما فيش مية ؟ يقول : آااااااه ممطوطة وناعمة تجعلني أشفق على طفولته التي تفر منه قبل الأوان ، كان يقول لي في أول ليلة عن إطلاق النار : بيلعبوا ، اعتقادا منه أن ما يحدث هو من ألعاب الكمبيوتر أو التليفزيون ، وعندما أدرك أن الأمور جدية غير من لهجته ، أصبح يدرك أن الدبابة هي التي تطلق النيران وأن الزنانة تحلق في الجو ، كان يردد عندما يسمع صوتها: الزنانة ، أبوكي يا زنانة . أذن المؤذن لصلاة ظهر يوم الجمعة من مسجد يبعد عن منطقة الاجتياح قليلاً ، وتوالت الدقائق والساعات بطيئة متثاقلة ، وعند غياب الشمس يتزايد إطلاق النار ، صوت مكبر صوت ينادي على سكان أبراج الإسكان أن يغادروا منازلهم ، ثم صار ينادي على أسماء الذين لم يخرجوا بالاسم ، خرج الناس إلى الشارع وأضواء المصابيح الكشافة تطاردهم ، لم أفكر في الخروج من المنزل على الرغم من أنني سمعت أن القوات الخاصة اعتلت هذه الأبراج ، ولكن ما لم أعرفه هو انهم وضعوا كاميرا تليفزيونية لمراقبة المنطقة ومتابعة أية تحركات فيها ، عرفت ذلك بعد انتهاء الحصار من الجيران الذين شاهدوا هذه الكاميرا . نمت كما ينام الذئب ، عين مغمضة وعين مفتوحة ، تحولت إلى مجموعة من الآذان ، ألتقط أية همسة أو حركة حتى لا نفاجأ بما لا تحمد عقباه ، وفي منتصف الليل دوى انفجار هائل فاهتز المنزل حتى تخيلت أنه سيقع علينا ، كان الاهتزاز كأنه بسبب زلزال حقيقي ، كانت الجرافات تعمل بلا كلل ، تحفر أخاديد عميقة في الأرض وتفجر خطوط المياه ، ترى عم يبحثون ، هل يبحثون عن نفق أم ماذا يفعلون ؟ فقد أصبحت الأنفاق هاجسا يؤرقهم ، هدموا بعض الأسوار المحيطة بقطع من الأراضي المخصصة لبعض الأشخاص وسووها بالأرض ، أصوات صواريخ تنطلق باتجاه المستوطنات من مناطق مختلفة ، تقوم الدبابات والمواقع المحيطة بحي الأمل بقصف عنيف ، ويتكرر إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون ، كانت ليلة مرعبة أمضيناها بين قصفين . في صباح السبت اعتقدنا أن الأمور قد تهدأ بسبب عطلتهم الأسبوعية ولكن الحال بقي على ما هو عليه، إطلاق نار متقطع بين الفينة والأخرى إلى أن انسحب النهار وهبط علينا الليل الحالك بسماجته ، وهبطت معه زخات كثيفة من الرصاص ، موفاز " وزير الدفاع " يصرح أن العملية لن تنتهي في وقت قريب وأنها لم تؤت أكلها ، قلت في نفسي : إذن هي فترة الخمسمائة ساعة المخصصة لاجتياح خان يونس ، كانت الإذاعات تتحدث عن عملية الحديد البنفسجي بعد عملية الحديد البرتقالي وبعد حديقة الملوك ، ولكن الأحوال الجوية تغيرت وهبط علينا ضباب كثيف ، ظلت الجرافات تعمل طول الليل ، كنت أنظر من فرجة بين الشباك والجدار وأنا احتمي بالجدار تفاديا للرصاص الذي ينحدر من الدبابة الرابضة فوق التلة المقابلة ، كانت تنيناً ينفث نيراناً حمراء بزاوية مائلة تعرض من يفكر في عبور الشارع لموت محقق ، ومع تغير حالة الجو يبدو أن طائرات الاستطلاع فقدت حاسة البصر ، ذلك أنها قصفت مجموعة من الأشخاص فلم يصب أحد منهم بأذى ، فحلقت طائرات الأباتشي في الجو ، أخذت تطلق نيرانها دون جدوى ، استمرت العمليات إلى ما بعد منتصف الليل حتى الساعة الثانية فجرا ، ثم هدأ كل شيء ، تلاشى ذلك الصفير الذي ينبعث من الجرافات عندما تتراجع إلى الخلف ، غفوت قليلا وصحوت فلم أسمع صوت إطلاق النيران ، حاولت أن أنام ، ولكني لم أستطع ، كان الهدوء مريباً ، نظرت من الشباك في الخامسة والنصف صباحا ، لم ألحظ أية حركة ، كان الضباب الكثيف مخيما على كل المنطقة ، لم أسمع أية حركة ، ومع إشراقة الشمس تكشف الضباب عن فراغ بلا دبابات ، ذهبوا إذن ! ترى هل يفكرون في العودة ثانية أم لا ؟ أبعدت تلك الأسئلة السخيفة واتصلت بشركة الكهرباء ، طلبت منهم إصلاح الأضرار التي حدثت ، وطلبت من قسم المياه في البلدية أن يصلحوا الخطوط المعطوبة ، بدأ النشاط يدب في المكان؛الكل يبذل جهده لإصلاح ما ترتب على ذلك الدمار الهائل.
#محمد_أيوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جدار السلام هو الضمانة الأكيدة للسلام
-
قراءة نقدية في ديوان - تأملات الولد الصعلوك - للشاعر : باسم
...
-
العناصر الفنية في القصة القصيرة
-
ملاحظات حول القانون رقم 5 / 96الخاص بانتخابات المجالس المحلي
...
-
الذاكرة المثقوبة
-
انتخابات الرئاسة في فلسطين والحملة الانتخابية
-
الصعوبات التي تواجه المثقف الفلسطيني
-
ورقة عمل حول الإصلاح الوطني والتغيير الديمقراطي
-
الأزمات الداخلية في التنظيمات الفلسطينية
-
ما وراء النص في ديوان - البدء ... ظل الخاتمة - للشاعر توفيق
...
-
الزمن في بعض الروايات المحلية
-
الانتخابات الفلسطينية
-
لديمقراطية الأمريكية والحرب النظيفة
-
حول قضية العملاء
-
ما هو المطلوب من القيادة الفلسطينية في المرحلة القادمة
-
البنية الروائية عند بعض الروائيين في غزة
-
جوم أريحا - دراسة نقدية
-
إلى الجحيم أيها الليلك - دراسة نقدية
المزيد.....
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|