|
الوجود صوت وصورة وعلاقات تعبر عن مضامينهما
محمد ماجد ديُوب
الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 16:09
المحور:
الطب , والعلوم
عندما بدأت البشرية تعلم لغة الرياضيات إنطلاقاً من عملية العد البسيطة من حيث كونها نتجية رائعة لعملية النطق التي ظهرت مع بداية تشكل الحبال الصوتية في حنجرة الإنسان والتي كانت على ما أعتقد سابقة على خروج الدماغ من جمجمته والقيام بتشكيل العينين من خلاياه الذاتية ليقوم بالرؤية مباشرة ودون وساطة إذ كما نعلم أن الدماغ يتلقى المعلومات من الوسط الخارجي وبالواسطة أما عملية الرؤيا فتتم مباشرة من الدماغ نفسه عبر خلاياه المطلة على الوسط الخارجي والتي تشكل العينين وهنا لانجد حرجاً من القول أن ذلك ربما يتوافق مع أسطورة خلق آدم إذ في البدء كان لايرى ولما رأى وعرف أن له سوءة عوقب
كما أن ذلك ربما يتوافق مع القول المأثور لعلي بن أبي طالب : بين الحق والباطل أربع أصابع أي هي المسافة بين الأذن والعين فأن تقول سمعت أضعف بكثير من أن تقول رأيت
مع التطور المعرفي البشري إنطلق المشتغلون بالعلم من مرحلة التخمين وإعتماد ما قاله الأولون إلى مرحلة البحث والتجريب والتي بدأت مع عصر التنوير والتي أدت إلى نتائج لم تكن تخطر على بال أحد من ثورات في المعرفة البشرية فمن القاطرة البخارية إلى عصر النانو لم تكن المسافة الزمنية طويلة بالقياس مع عمر البشرية على الأرض على العكس هي مسافة جد قصيرة
من هنا كان الدور الحاسم لعملية الرؤية المتأخرة في ظهورها وإنتصارها على عملية السمع إذ أضحت البشرية تضع كل شيء على محك التجربة لتتأكد من صحتهفي المختبر قبل الأخذ به على أنه حقيقة ثابتة
وإنه لمن المصادفات ارائعة أن تطور العلم لم يقم على مبدأ الإلغاء أو الإقصاء في الميدان الفيزيائي بل إتضح أن المبدأ الصحيح هو مبدأ توسيع الدائرة فمثلاً لم تلغ النسبية ما قاله نيوتن بل وسعت دائرة عملها بتطورها قوانين نيوتن حالة خالة من قوانين النسبية وكذلك فعلت قوانين ميكانيك الكم ولكن الشيء الأساس المتفق عليه هو أن مستوى سرعة الحركة هو من يحدد عمل هذه القوانين أو تلك ولاشيء سواه فمثلاً من أجل السرعات البسيطة تعمل قوانين نيوتن أما من أجل سرعات أكبر بكثير جداً فتعمل قوانين النسبية أما من أجل السرعات التي تقارب سرعة الضوء فتعمل قوانين الكم
لكن في مقابل ذلك إتضح أن عملية الرؤية لوحدها هي عملية مخادعة كرؤيتنا لحركة الشمس عندما كنا نجهل حركة الأرض حول نفسها فقد كانت الحقيقة المطلقة هي أن الشمس تتحرك والأرض هي الثابتة بل وهي مركز الكون وإعتقد وفقاً لذلك هذا الإنسان أنه هو أيضاً مركز الوجود وهدفه وغايته إلى تمكن كوبرنيكوس من إقامة الدليل العلمي القاطع على أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تتحرك حركتين في مجموعتنا الشمسية هاتان الحركتان هما حركتها حول نفسها وحركتها حول الشمس وبذلك سقطت مقولة أن الأرض هي مركز الكون فهل سقطت معها مقولة أن الإنسان هو محور الوجود وهدفه وغايته ؟
إن تراكم العقائد الدينية عبر هذا التاريخ الطويل من حياة الشرية والتي كانت في مجملها لاتهتم إلا بسلوكيات هذا الإنسان الذي أصابها بإحباط كبير عندما إتضح أن متطلبات وجده أقوى من كل الشرائع فكان لابد إيجاد طريقة ردع أكثر فاعلية فكان الله وكانت جنته وكانت ناره وإستمر بذلك على يقينه بأنه مازال محوراً للوجود وهدفه الأسمى وغايتة النهائية ألم يقم كل هذا الوجود وفقاً للأساطير الدينية من أجل أن يكون ممراً إختبارياً لهذا الإنسان فإما إلى الجنة وإما إلى النار ؟
تقول الفيزياء المعاصرة أنه قبل أن يكون ماكان كان هناك مستوى الطاقة ذا الإهتزاز الصفري وفقاً لميكا الكم حيث أن صوتاً ما دفعاً ما أدى إلى بدء الإهتزاز الكبير فكان الخلق بكل مافيه حتى جاءت نظرية الإنفجار الكبير والتي برأيي الشخصي هي من النظريات التي مازالت تولد تحت ضغط بقايا الإرث المتافيزيائي فإن أبسطنقد يمكن أن يوجه لها هو إذا كان كل هذا الوجود محصوراً في نقطة لايتجاوز حجمها حجم رأس الدبوس فما ميزات الفراغ الذي كانت بداخله ؟هنا يجد أبسط ن درس مبادىء الفيزياء أنه سيكون الفراغ بمعناه العدمي ولكن ذلك غير صحيح بتاتاً فالفراغ العدمي هو حالة فيزيائية غير ممكنة الوجود وإن أخذنا بهذه النظرية فسنجد أنسنا أما المأزق الذي يفيد بأن هذا الوجود برمته مازال داخل هذا الفراغ العدمي يتمدد فيه إلى مالانهاية أي أن ما يحيط بنا هو العدم وهذا مالا تقره الفيزياء المعاصرة حتى الآن على حد علمي
إذا ما عدنا إلى قانون نيوتن الأساسي في التحريك والذي نصه :ق = ك . تع وقمنا بتحليل عناصر هذه العلاقة الرياضية والتي تعبر عن العلاقة بين القوة وجسم ما يخضع لتأثيرها بشكل مستمر ماذا نجد ؟
إن ق هي قوة أي أنها كمية غير مادية وتع هو معدل ممانعة الجسم لتغيير سرعته أي وضعه إن هذين المقدارين غير المادينن لايمكن أن يحصل نتيجة للعلاقة بينهما شيء مادي أي أن الكتلة هي بحد ذاتها وفقاً لهذا القانون شيء غير مادي وفقاً لتصورنا لمعنى مادي مما يعني أن العلاقة الرياضية هذه هي علاقة تعبر ببساطة عن جوهر علاقة غير مادية بين أشياء غير مادية كما نفهم المادة
هنا نجد أن الكتلة هي كما المعلومة التي يحملها الصوت أو الصورة أي أنها شيء يؤثر في حواسنا ويعطينا الإنطباع المناسب عن ماهيته فوخزة الدبوس غير ضبة الحجر غير لسعة النار لكنهم في الواقع لايختلفون من حيث الجوهر أبداً فالنارهي نفسها الحجر هي نفسها الدبوس لكن لكل منهم تشكيلة إهتزازت هي المعبر النهائي عما يتصف به أو بشكل أدق صورة تصف ماهية تشكيلة أياً منهم كما الصوت هو حالة إهتزازية تصلنا فنعرف ماهية مُصْدِره فإن الصورة أيضاً حالة إهتزازية تعبر عن ماهية عاكس الضوء ولكن الفرق أن لكل من الحالتين مجال تردد فترددات الأصوات تستطيع الأذن التعامل معها لكن الصورة فالعين هي من تستطيع التعامل معها
وفقاً لما تقدم هل يمكن القول أن الوجود برمته هو مجرد إهتزازات تحمل لنا ما علينا معرفته بحواسنا في بحر الطاقة الأزلي ؟
إذا ماقبلنا الجواب بنعم هل نقبل بالنتجة المبنية عليه وهي أن الدماغ ما هو سوى مركز لفك الشيفرات المستلمة عبر الحواس من الوسط الخارجي وأن للعقائد والتي هي رسائل تحمل من الخوف الشيء الكثير تأثيراً قاتلاً على عمله ؟؟؟؟فيكون علينا رميها وراء ظهرنا وعدم الإلتفات إليها لننطلق في رحاب المعرفة رحاب الحرية
#محمد_ماجد_ديُوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شكراً عدنان عرور شكراً برهان غليون
-
لذة وألم أم رياضيات وفيزياء ؟
-
إنه عالم اللذة المتجددة
-
هل هو عالم اللذة المتجددة؟
-
إله الرعاة
-
بحث عن ملكوت الله أم بحث عن مأزق الوجود؟
-
هل كان محمد يجهل ما سيأتي به العلم؟
-
الطغيان
-
بؤس الثقافة أم بؤس المثقفين ؟
-
عندما يتكسر المنطق
-
الديموقراطية وعلاقتها المتضادة مع رأس المال
-
اليسار والديموقراطية
-
ولدي وإنفجارا دمشق
-
تباً لأحلامي فقد أرهقتني
-
عندما يهرب العقل
-
بعيداً عن الشعارات هذا ما يجري في الشرق الأوسط
-
التدين عبادة صادقة لله أم خوف من المجهول ؟
-
اليسار وغياب القائد التاريخي
-
الخوف من عري الجسد
-
أنسنة الله والقائد التاريخي
المزيد.....
-
الأعراض الأولى لسرطان القصبة الهوائية والوقاية منه
-
أطعمة ومشروبات تجنبها عند تناول المضادات الحيوية
-
الضغوط تتزايد على عمالقة التكنولوجيا.. ماذا يعني قانون الأسو
...
-
الحكومة الأميركية تطلب من القضاء إجبار غوغل على بيع -كروم-
-
” سجل الآن من هنا “.. التسجيل في مسابقة الشبه الطبي في الجزا
...
-
مخدر الاغتصاب GHB .. مراحل تأثيره السلبى على الجسم وكيف يحدث
...
-
وكالة الفضاء الأوروبية تمول شركات صناعات الفضاء الخاصة بملاي
...
-
نوع من الفطر قد يبطئ نمو الورم السرطاني ويطيل العمر
-
للمرة الأولى.. اصطفاف مجرتين بشكل مثالي يساعد على رؤية الكون
...
-
أوبئة عادت لتهدد العالم فى 2024.. فيديوجراف
المزيد.....
-
هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟
/ جواد بشارة
-
المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
-
-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط
...
/ هيثم الفقى
-
بعض الحقائق العلمية الحديثة
/ جواد بشارة
-
هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟
/ مصعب قاسم عزاوي
-
المادة البيضاء والمرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت
...
/ عاهد جمعة الخطيب
-
المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض
/ عاهد جمعة الخطيب
-
الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين
/ عاهد جمعة الخطيب
-
دور المايكروبات في المناعة الذاتية
/ عاهد جمعة الخطيب
المزيد.....
|