أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - شباب مصر لا يحتفلون بسرقة ثورتهم!














المزيد.....

شباب مصر لا يحتفلون بسرقة ثورتهم!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 03:15
المحور: حقوق الانسان
    


اليوم تتقدم مـِنـّا الذكرى الأولى لثورة الشباب العظيمة لتختبر صلابتـَنا، وقوتـَنا، وعزيمتـَنا، وكرامتـَنا، وذكاءَنا، ووفاءنا لشهدائنـِا، وشجاعتـَنا في مواجهة خصومنا، ومعرفتـَنا بتفاصيل المشهد وأدوار الكومبارس فيه، ومداخل اللصوص، ومخارج الأوغاد.
اليوم يصفق اللصوص والشرفاء، ويهلل الكاذبون والصادقون، ويحتفل قناصة العيون بجانب أطهر ثوار مصر، وعلينا أن نميز الخبيث من الطيب، والقاتل من القتيل، والمنافق من الصادق، والشياطين من الملائكة!
اليوم علينا أن نجيب على كل الأسئلة، فـَنـَصـْدُق أو نكذب، نعتذر لأرواح شهدائنا أو نشكر المجلس العسكري الذي لم يقتل منا أكثر من ألفين، ولم يعتقل ويلقي في غيابات السجن إلا حفنة ضئيلة من الشباب المصري لا تزيد عن سبعة عشر ألف من أطهر من أنجبتهم مصر وأكثرهم لم يعرفوا شيطانا غير مبارك، فسقطوا من بطون أمهاتهم في عهده الأسود، وأقسم لهم الكبار أن مبارك سيرث مباركاً، وأن مــَلـَكَ الموت إذا قام بزيارة أحدهم فلن يأتيه في عهد عائلة أخرى.
اليوم يخرج المصريون لتكملة ثورتهم، وتظهر زبيبة صلاة في جبهة العسكري، ومسدس في جيب الاسلامي، ونكتشف أن (جماعة أبناء مبارك) جنود بملابس مدنية، وأن ( إحنا آسفين يا ريس) عساكر أمن مركزي.
اليوم يتوجه أعضاء مجلس الشعب بالشكر الجزيل إلى المشير لأنه ألغى قانون الطواريء، لكنه لم يلغ الطواريء! ويشكرونه لأنه وقف مع الثورة في محمد محمود، وماسبيرو، وميدان التحرير، وكشف العذرية، وقلع عيون 340 شاب، وحرمان أمهات آلاف الشباب من فلذات أكبادهن فخرج من السجون أصحاب السوابق والمجرمون، ودخل إليها من حرروا مصر من الطاغية الوغد.
اليوم تحتفل وسائل إعلامنا المقززة بثورة مسروقة، وخيرات منهوبة، وأموال مهربة، وكلاب تمرح رغم القبض على زعيمها.
اليوم يهيل أعضاء مجلس الشعب باسم الدين والاسلام ونقسم ( .. بما لا يخالف شرع الله) على الذاكرة الحمقاء لإنسان ما بعد القردة العليا وهم يزعمون أن المشير لم يكن شريكا مع مبارك، وليس هناك شاهد واحد رآهما معاً، لذا فالمشير لا يعرف أي شيء عن صفقات السلاح، وتهريب الأموال، وتعذيب الأبرياء، واغتصاب الرجال في السجون، واشعال النار في أجساد البعض، وأسرار كل الذين عملوا مع مبارك.
لهذا قام مجلس الشعب الموقر والملتحي والمكحل العينين بتوجيه الشكر الخالص لأمير المؤمنين، مشيرنا وتاج رؤوسنا وقائدنا.
أيها الدين العظيم، كم من الأحذية لعق أتباعك، ثم أقسموا بالعزيز الجبار أنه شرع الله.
أيها الدين العظيم، كم من الدماء شرب دراكيولاتك، ثم أشهدوا اللهَ على ما في أنفسهم وهم ألدّ الخصام.
يا خاتمة الرسالات السماوية، إنهم شهداء زور يضعون قرون شياطين مكان أجنحة الملائكة، ثم يتلون الصلاة بفاتحة ليست من الكتاب المبين، إنما هي تبييض للأموال أو رشوة مقسمة بين العسكر والفلول والاسلاميين.
اليوم أكمل اللهُ للمصريين دينهم، وكشف لهم مضلليهم، وسارقيهم، وقاتلي أولادهم، وقناصي عيون شبابهم، ومحرفي تعاليم كتبهم المقدسة.
اليوم اكتشف المصريون أن صناديق الانتخاب كانت مصيدة، واختفاء البلطجية جاء بأوامر عليا، وأن مثقفيهم الذين حرضوهم على ديمقراطية عرجاء شهود زور مآواهم النار قبل أن تلسع إبليس.
اليوم ، 25 يناير 2012، ينزل الوحي على شباب مصر. إنه وحي الكرامة والثورة والغضب للحق واسترداد مصر وتعليم الأوغاد أن شباب مصر لن يُسـْتــَعـْبــَدوا بعد اليوم.
اليوم نجدد غضبنا، ونسترد ثورتنا، ونستعيد كرامتنا، ونحمي مصرنا حتى لو احتفل الحمقى به عيداً لبقاء كل أركان نظام الطاغية المخلوع.
يا شباب مصر ،
لا تصدقوا الشيطان وهو يتلو عليكم من الكتب المقدسة، ولا تصدّقوه وهو يعلن نتائج الانتخابات، ولا تصدقوه وهو يرفع الطواريء، ولا تصدقوه وهو يبعث لكم تهنئة بعيد الثورة.
استردوها لئلا يخلعوا عيونكم الجميلة ..
استردوها قبل أن يغتصبوا أخواتكم وبنات وطنكم ..
استردوها قبل أن يربطوا سلاسلهم الغليظة في أعناقنا لثلاثين عاما قادمة ..
استردوها قبل أن يعلنوا أن وحيهم أقنعهم أنكم مفسدون في الأرض، وأن غالبية أعضاء مجلس الشعب يطلبون إعدامكم في ميدان التحرير لأنكم خرجتم على طاعة أمير أو مشير المؤمنين ..
استردوها فالثورة مــِلـْكيــّة خالصة لكم، مكتوب عليها بدماء زملائكم وثيقة عهد مع الله أن لا تـُفــَرّطوا في مصر مرة أخرى كما فرط آباؤكم لثلاثة عقود كارثية ..
استردوها فهي الميلاد الحقيقي لمصر المشرقة، والجديدة، والمتحضرة، والآمنة..
أكاد أرى زملاءكم الشهداء في جنة الخلد يراقبونكم عن كثب، ويشيرون إلى كل واحد منكم، ويهتفون لعظمتكم، وكل منهم ينادي أمه وأباه قائلا: ألم أقل لكم بأن زميلي وصديقي الذي ودَّعــَني خلال الثورة سيعود في ذكرىَ رحيلي ليثأر لي؟
قلبي معكم يا نور عيوننا التي لا تزال ترى.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المطالب الأربعون لكي يعود الثوار إلى بيوتهم!
- 40 نصيحة قبل استردادك ثورتك في 25 يناير 2012
- أربعون سبباً لعدم خروجي في 25 يناير 2012
- الميلادُ الثاني للثورةِ .. خُذ نَفَساً عميقاً، ثُمَّ .. اخرج ...
- تمنياتي لعام 2012
- أربعون سبباً لتجديد الثورة في 25 يناير 2012
- مقطع من يوميات مواطن أحمق!
- اقتلهم، سيدي المشير، فلا قيمة للمصري!
- الرئيسة اليمنية توكل كرمان
- نمنحك مُهلة ليُحصي كلابُك قتلاك!
- حوار بين سلفي و .. قبطي!
- سكوت، فالمشير سيتكلًم!
- رسالة إلى الرئيس التونسي منصف المرزوقي
- صندوق الانتخاب هو الثورة المضادة!
- إسلامك ناقص بتحريمك الموسيقى على أذنيك!
- الجنرالات لا يعتذرون .. الشباب لا يخافون!
- رسالة من ثائر مصري إلى أُمِّه!
- لماذا لا تنضم البحرين إلى دولة الإمارات؟
- من يصنع ذاكرة الشعوب؟
- لا تحاول أن تفهم المشهد المصري!


المزيد.....




- أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج ...
- بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا ...
- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - شباب مصر لا يحتفلون بسرقة ثورتهم!