|
هل تبادر القوى الوطنية الى حمل السلاح لتطهير سوريا من العصابات الاخوانية المسلحة؟؟
خليل خوري
الحوار المتمدن-العدد: 3617 - 2012 / 1 / 24 - 21:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في غضون الثماني والاربعين الساعة الماضية واصلت العصابات الاخوانية " الجيش السوري الحر " عملياتها المسلحة على الساحة السورية مستهدفة في هجماتها عناصر الامن والجيش السوري والمرافق العامة المختلفة مما ادى الى مقتل وجرح عدد كبير من المدنيين والعسكريين السوريين فيما واصلت قوات الجيش والامن السوري" قوات حفظ النظام " مطاردتها للعصابات المهاجمة في محاولة لالقاء القبض عليهم او قتلهم ولكن مثل مئات من مطارداتها الفاشلة السابقة لم تتمكن الا من قتل واسر عدد محدود عدد محدود منهم فيما تمكن العدد الاكبر من المسلحين من الانسحاب بعد انجاز مهمتهم الارهابية والاختفاء عن الانظار اما بالعودة الى قواعدهم المتنقلة في المناطق الحرجية وفي البساتين او بالاختباء في ملاذات امنة اعدها لهم مدنيون وفلاحون يتعاطفون معهم اما بدوافع طائفية او كرها بالنظام الذي اهمل تنمية مناطقهم او بالهرب خارج الحدود السوري باتجاه قواعدهم الامنة في الدول المجاورة لسوريا مثل قواعدهم المقامة على الاراضي التركية واللبنانية القريبة من الحدود السورية . عقب هذه الحوادث سارعت وسائل الاعلام السورية الى اجترار تفاصيلها وزفها الى الشعب السوري فذكرت الوكالة العربية السورية للانباء " استهدفت مجموعة ارهابية حافلة تابعة لقوات حفظ النظام كانت تنقل عددا من المعتقلين بين اريحا وادلب مما ادى الى مقتل 14 واصابة 26 من الموقوفين كما اصيب 6 من عناصر الشرطة بعضهم اصاباتهم خطيرة . وفي نشرات اخبارية لاحقة زفت نفس الوسائل الى المتلقي خبرا مفاده ان مجموعة ارهابية اخرى قد تمكنت من قتل ضابط يحمل رتبة كبيرة وجرح عدد من مرافقيه اثناء توجههم الى مقر عملهم في المركز الرئيسي لادارة الحرب الاكترونية . و هنا علينا ان نلاحظ ان الضباط والفنيين العاملين في هذا المركز هم من صفوة ضباط الجيش السوري نظرا لمؤهلاتهم المتقدمة وخبراتهم المتميزة في مجال رصد حركة الطيران المعادي فضلا عن رصد مخابرات العدو اللاسلكية وفك شيفراتها أي ان كافة العاملين في هذا المركز لا ينتمون الى جهاز القمع السوري وليس بينهم شبيح او شرطي او مخبر امني حتى يستهدفهم الجيش الاخواني المسمى بالجيش السوري الحر وحيث لا ارى تفسيرا لهذا الهجوم على مركز لعب دورا مهما في رصد حركة الطائرات الاسرائيلية والتقاط مخابرات قيادات الجيش الاسرائيلي اثناء الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 2006 ومن ثم ابلاغ قيادة المقاومة اللبنانية بهذه المعلومات م فور تقدم القوات الاسرائيلية باتجاه مواقع المقاومة اللبنانية اعود فاقول لا تفسير لذلك سوى ان قائد الجيش السوري الحر الجاسوس رياض الاسعد كان ينفذ التوجيهات الصادرة اليه من مركز القيادة المشتركة للمخابرات الاميركية والاسرائيلية الذي تم اقامته قبل اسابيع في دولة مجاورة لسوريا وقريبا من حدودها بهدف رصد تحركات قطاعات الجيش السوري ومخابراته والتشويش عليها ان لزم الامر تعطيلا لسلاح الاتصالات السوري مع ابلاغ الجاسوس رياض الاسعد باي تحرك للجيش السوري يستهدف مهاجمة قواعد مقاتليه ، وبان الهدف الرئيسي لهذا الجيش الاخواني لم يعد اسقاط النظام فحسب بل اضعاف قدرات الجيش السوري قبل اية مواجهة قادمة له مع القوات الاطلسية والاسرائيلية والعربية التي ستناط بها على الاغلب مهمة مهاجمة سوريا تحت غطاء حماية المدنيين السوريين من بطش نظام بشار الاسد . وكما علينا ان نلاحظ ان المقاتلين الاخوانيين الذي نفذوا هذه العمليات الارهابية لم يصيبوا اهدافهم بهذه الدقة بفضل تدريبهم العالي وخبراتهم القتالية والتنسيق المستمر مع مركز القيادة الاميركية بل لانهم كما صرحوا لصحفيين اجانب التقوا بهم " ما رموا وانما الله رمى " وهنا ربما سيتساءل البعض مادام الجيش الاخواني قادر على الرماية بهذه الدقة وقادر ايضا على الحاق خسائر فادحة في الجيش السورى فلماذا لا يستغل قدراته الجهادية ومهارته في التصويب ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي الجاثمة فوق مرتفعات الجولان منذ حرب حزيران سنة 1967 . الم يوجه قادة الاخوان السوريين امثال البيانوني ورمضان تهم الخيانة لبشار الاسد لانه لم يطلق فشكة ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ توليه السلطة كما لم تسمح قواته المرابطة على حدود سوريا مع اسرائيل لاي فصيل سوري او عربي بممارسة أي نشلط مسلح ضد اسرائيل ؟ وجوابي على هذه الاسئلة : اذا كان بشار "خائنا " كما يدعي الاخوان المسلمون في بياناتهم وخطاباتهم المناهضة للنظام فماذا يكون الجيش السوري الاخواني حين يقتل جنودا سوريين وكما حصل عندما قتلوا سبعة طيارين سوريين ومهندسين يعملون في مركز ادارة الحرب الاكترونية وحين يدمر المرافق العامة التي تشكل مصدر دخل لعشرات الالوف من العاملين السوريين فيه غير انه جيش لا يمت باية صلة للحرية وللتحرير وبانه مجرد طابور خامس ينفذ اجندة اسرائيلية اميركية قطرية عندما بثت وسائل الاعلام السورية تفاصيل هذه الاحداث الارهابية اكتفت بعرض صور لاثار الارهاب وبذلك لم يشاهد المتلقي السوري ومثله العربي سوى جثث الضباط والجنود والمدنيين القتلى والحافلة المحترقة ولبرك الدماء التي تغطي مكان الحادث وكأن قوات حفظ النظام لم تتصدى لهذه المجموعات الارهابية وكأن دورها لم يعد حماية المدنيين ومرافق الدولة المختلفة بل اصبح يقتصر على تقديم الادلة للراي العام السوري ولامين جامعة الدول العربية بان المجموعات الارهابية هي التي تمارس القتل وتعيث خرابا وتدميرا على الاراضي السورية وهذا ان دل على شيء فانما يدل بان الطواقم التي تدير ماكنة الاعلام السوري ما زالت تتعاطى مع الارهاب وتمارس تاثيرها على عقل المتلقي بنفس اللغة الخشبية التي تعودنا سماعها منذ ان استلم حافظ الاسد مقاليد السلطة قبل اربعة عقود . وينسى هؤلاء ان ما يهم المواطن السوري ويحتل اعلى سلم اولوياته في مرحلة سيطرة الارهابيين على احياء كاملة في حمص واستباحتهم لدماء المدنيين الرافضين لمشروعهم الاخواني هو ان يرى نتائج ملموسة على الارض تؤكد حزم الدولة في التعاطي مع الارهاب وقدرتها في تصفية بؤر الارهاب في فترة قياسية تفاديا لعواقبه على السلم الاجتماعي والامن والاستقرار والنمو والازدهار الاقتصادي لا ان يرى شواهد لا تؤكد ضعف وعجز قوات حفظ النظام في حماية المدنيين وفي الحفاظ على المرافق العامة فحسب بل تؤكد كفاءة الاعلام الخشبي في تحطيم معنويات المواطنين . المثل يقول الاناء بما فيه ينضح . فلو كان لدى النظام الحد الادنى من الحزم في توفير الارضية الملائمة للسلم الاجنماعي والعيش المشترك لبادر على الاقل الى تغيير القيادات المشرفة على وضع سياسات وتوجهات اجهزة الاعلام مع تغيير الطواقم المكلفة باعداد البرامج والوجبات الاعلامية ومن ثم استبدالها بقيادات وطواقم اثبتت جدارتها في التعبئة والتوجيه الثوري والتنويرى للاعلام لان المواجهة مع الجماعات الارهابية الاخوانية والحاق الهزيمة بهم هي مواجهة فكرية ومعرفية بامتياز فهل يمكن دحض خطابهم الغيبي الطالباني الرعوي بغير كشف ثغراته وتعارضه مع منظومة القيم المعرفية والانسانية؟ ولو كانت قوات حفظ النظام تتمتع بالمستوى المطلوب لاحتواء الارهاب ولا اقول اجتثاثه من الجذور لما استمر الارهابيون في تنفيذ عملياتهم المسلحة ضد الاهداف المدنية والعسكرية لمدة سنة ولما تمكنوا من اقامة قواعد متنقلة وثابتة على مساحات شاسعة من الاراض السورية ، وفي هذه المواجهة ينبغي الاعتراف ان الاخوان المسلمين قد سجلوا تقدما على النظام في ادارة الصراع معه ولقد تجلى ذلك في استنزافهم للقدرات القمعية والعسكرية للنظام على مدى سنة كاملة وايضا فى التلاعب بعقول شريحة واسعة من المتدينين السوريين الى حد ان هذه الشريحة باتت بيئة متعاطفة معهم كما اصبحت في المناطق المهملة والفقيرة تشكل البيئة الحاضنة لهم والتي تزودهم بالمتطوعين وبالمعلومات عن تحركات قوات حفظ النظام كما توفر لهم اوكارا يختبئون فيها ويخفون اسلحتهم فيها ثم التغطية على تعاونهم مع الارهابيين برفع صور بشار الاسد ! لمواجهةهذه الاوضاع لايكفي ان توجه القوي الوطنية رسائل للنظام تحثه فيها على الاسراع في تنفيذ برنامج الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كما لا يكفي ان تعرض رؤيتها وبرنامجها لتحقيق مثل هذه الاصلاحات بل عليها ان ترص صفوفها اولا في اطار جبهة وطنيه تقدمية ثم تضغط على النظام باتجاه تزويد كوادرها واعضائها بالسلاح كى تتصدى بدورها للعصابات الاخوانية وتضع نهاية لتغولهم وارهابهم دينيا وبالسلاح على الشعب السوري وايضا باتجاه اشغال كوادرهم المراكز الحساسه في اجهزة الاعلام والتربية والتعليم لان المعركة لم تعد معركة النظام للحفاظ على وجوده وامتيازاته بل هي معركة تحرر وطني واجتماعي ينبغي ان تخوضها القوى الوطنية من اجل الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة اراضيها وحتى لا تتحول سوريا كما تحولت غزة وليبيا وتونس الى امارات ظلامية يتحكم في شعوبها ومقدراتها وصيرورتها الحضارية اكثر التنظيمات السياسية تخلفا ومناهضه للحضارة ومنظومة القيم الانسانية الا وهم جماعة الاخوان المسلمين
#خليل_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل بات الجيش السوري عاجزا عن تصفية العصابات المسلحة للاخوان
...
-
على ذمة عالم دين سعودي: قوات من الملائكة المحمولة تقاتل الى
...
-
الاولى ارسال قوات عربية للاطاحة بحاكم مشيخة قطر
-
خطاب - مفصلي - لبشار الاسد ولكنه مثير للضجر
-
اخونجية يقتلون القتيل ويمشون في جنازته والنظام السوري يتوعد
...
-
حلا لازمة تونس الاقتصادية : الغنوشي يستعين بخبرات العالم الق
...
-
مصر على شفير الافلاس واولويات الاسلاميين اقامة دولة الخلافة
...
-
اخونجية الاردن واصلاحاتهم المنزّلة من السماء
-
قطر تشكل قوة تدخل من ارهابيي القاعدة وانصار السنة للاطاحة با
...
-
ثورة سورية شعارها لا اله الا الله ومحمد رسول الله
-
الغنوشي يقبل ايادي شيوخ النفط ويتنكر لهم في معهد واشنطن
-
اخونجية مصر سيطبقون المذهب الاردوغاني في ادارة دفة الاقتصاد!
...
-
اتركوا الحكم للاخوان المسلمين
-
النظام السوري يفتح النار على قناة الجزيرة ويلتزم صمت القبور
...
-
غياب الوعي الطبقي ودولارات الشيخ حمد ساهمت في فوز الاخوان ال
...
-
ا المجلس الوطني السوري ينحى التناقض الرئيسي لصالح التناقض ال
...
-
وزير خارجية الاردن متباهيا: لم نتحفظ على قرار فرض عقوبات على
...
-
هدايا الشيخ غليون ومشايخ النفط والغاز للامبريالية واسرائيل
-
هل يتحمل شيخ مشيخة قطر مسئولية الاعمال الارهابية التي ترتكبه
...
-
هل من مصلحة النظام الاردني الاطاحة بنظام بشار الاسد
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|