أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فؤاد حمه خورشيد - جيوبولتيكية الخوف بين ايران والعراق














المزيد.....

جيوبولتيكية الخوف بين ايران والعراق


فؤاد حمه خورشيد

الحوار المتمدن-العدد: 3617 - 2012 / 1 / 24 - 00:34
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تاريخيا تحتل ايران والعراق معا جزءا هاما من المسرح الجيوبولتيكي والحضاري للشرق الأوسط القديم . وفي عهد البربرية حيث كانت القوة هي الشريعة الوحيدة بيد الأقوياء في بناء الدول والإمبراطوريات, تمكنت ايران من حكم معظم أراضي الشرق الأوسط وضمها الى إمبراطوريتها الفارسية ابتداء من افغانستان شرقا ,مرورا بالعراق , وانتهاء ببحر مرمره وارض الكنانة (مصر)غربا. وقد دام ذلك حتى شروق شمس الإسلام على هذه البلاد ابتداء من عام632, فحلت السلطة العربية الإسلامية محل تلك الدولة الفارسية.
تقاسمت ايران, كما هو العراق,كل الأحداث والتغيرات التي شهدها العالم الإسلامي بعد الخلافة الراشدية من انظمة و حكام عرب أو غزاة أجانب كالمغول والتتار والتركمان , لكن ايران استطاعت ان تنتفض مجددا لتؤسس لها إمبراطورية جديدة1501-1736(الصفوية الشيعية) لتواجه بها منافستها الدولة العثمانية1299-1922( السنية).....والذي شكل العراق منطقة الارتطام بينهما لعدة قرون لكن العراق تخلص من كليهما بعد ان تحول الى دولة مستقلة عام 1921, وهكذا انتقلت العلاقة بين العراق و ايران لتصبح بين دولتين مستقلتين يحكمهما القانون الدولي, مع ذلك لم تكن العلاقة بين الدولتين سلسة بل واجهت منذ البداية مشكلات حدودية مستمرة وبخاصة في شط العرب الذي كان نهرا عراقيا وفق كل المعاهدات التي وقعتها الدولتين, الا ان صدام حسين تبرع عن نصف ذلك الشط لإيران , فحوله من نهر عراقي بالكامل الى نهر مشترك. و تخلصا من هذا العار,لجأ صدام الى شن الحرب على ايران عام1980بعد نجاح الثورة السلامية فيها ضنا منه بأن ايران كانت في اضعف حالاتها العسكرية وان بإمكانه, ليس فقط تصحيح ذلك العار , بل وتحرير ( عربستان) منهم كذلك .ففقد بتلك الهفوة الجيوبولتيكية , غير المدروسة , لحيته وشواربه.
الجارة ايران, ربما لا تزال تحمل حسرات واهنات وثارات نظام صدام تجاه العراق , رغم التغيرات السياسية التي حصلت فيه , وتغير مناخا ته المعادية الى أجواء ذات نسائم مريحة للإيرانيين, فهي لا تزال ترفض التأقلم مع هذا الواقع الجيوبولتيكي العراقي الجديد الذي يفرض عليها ان تتنفس الصعداء وان ترتاح (لجيوبولتيكية جوار المذهب) الذي يمكن التعايش معه وفق أسس إستراتيجية جديدة تخدم البلدين الجارين . وان تكرس ذلك لبناء وتوطيد العلاقات الأخوية الى أعلى ما يمكن من علاقات حسن الجوار الجغرافي , والاستثمار, وتطوير الذات وفق قواعد القانون الدولي والمصالح المشتركة المتكافئة .
لكن رغم كل هذا لا تزال ايران , كما يبدو من التصريحات , تضع نفسها في نفس الخندق السابق إزاء العراق دون ان تستثمر الحالة لصالحها, أولا, ثم لمصلحة العراق. فإيران دولة إقليمية كبيرة, متطورة حضاريا فيها العديد من الصناعات التي يحتاجها العراق , ولديها العديد من القدرات البنائية, وكان عليها والحالة هذه ان تكون الدولة المحببة رقم واحد باستثماراتها داخل العراق , لكن انعزال سياستها , وصدودها عن دول إقليمها الجيوبولتيكي الأقرب, حال دون ذلك , وجعلت الآخرين يسبقونها في هذا المجال, وربما هذه هي النتيجة الحتمية لسياسة الأحلام العسكرية والروح الإمبراطورية التي يتسم بها إخواننا الفرس, وما اهتماماتهم وصناعاتهم ومناوراتهم العسكرية وتجاربهم الصاروخية وتخصيب يورانيومهم الا تفسيرات لتلك الأحلام.التي تتسم في الغالب بوهم جيوبولتيكية الخوف من الخطر الذي سيأتي, سواء أكان ذلك من صديق أو عدو.
هذه الأيام كثرت التصريحات الصادرة من المسئولين الإيرانيين إزاء العراق والخليج, كان أخرها تصريح السيد قاسم سليماني قائد فيلق القدس القائل بخضوع العراق وجنوب لبنان لإرادة طهران وبإمكانية تشكيل دولة إسلامية فيهما على الطراز الإيراني, وبان ايران تسيطر على أفكار وإرادة الحكومة العراقية .أليست هذه اهانات؟, ومن الذي يجرؤ ان يقول بان العراقي( لا يقرأ الممحي من القول؟ )
في المقياس الجيوبولتيكي ينظر الى مثل هذه التصريحات بأنها استخفاف بالمقابل, وفي القانون الدولي فهي تجاوز, وفي علاقات حسن الجوار إذلال, فهذه التصريحات في اقل معيارها تطاول على دولة العراق, وتجاوز على القيم والأعراف الدولية, واستخفاف لا حدود له بالعملية الديمقراطية الجارية في العراق وفق رغبات سكانه. من هنا جاء رد وزارة الخارجية العراقية, الذي يمثل شئنا أم أبينا , رأي السلطة العراقية والذي جاء بما مضمونه(...تطالعنا ومنذ بداية العام الجديد , وبعد خروج القوات الأجنبية من بلادنا تصريحات ومواقف من مسئولين كبار في دول الجوار تعكس محاولاتهم للتدخل في الشؤون الداخلية العراقية , ولا تنم عن احترام لسيادة دولة العراق المستقلة , ان العراق لم ولن يكون تابعا لأحد , ولن يكون بيدقا في لعبة الآخرين او ساحة لتصفية حساباتهم ويرفض كل التصريحات المؤذية بدق وحدة وسلامة وسيادة العراق ونظامه الديمقراطي الاتحادي ...)
للحقيقة والتاريخ نقول, لقد عشت في بغداد زهاء68 سنة, قضيت معظمها بين جيران غالبيتهم من الشيعة, وعايشت الشيعة وصادقتهم فلم أجد فيهم أي ميل لإيران, بل هم أناس يعتزون بعراقيهم وأصلهم العربي العريق وبإسلامهم ومذهبهم, دون ان يكون للتأثير المذهبي فيهم أي اثر في تحريف هذه المشاعر العراقية, ومن هذا المنطلق , اعتقد بان تصريح السيد سليماني ليس له أي اساس واقعي وليس له بذرة في التربة العراقية.
ان مثل هذه التصريحات الاستفزازية الفجائية, وغير المدروسة , قد تسئ للعلاقة بين البلدين مثلما تؤجج مشاعر الكراهية عند العراقيين إزاء الجارة ايران, وهذا في غير صالحها في الوقت الحاضر, لان أعدائها عازمون على إيجاد إقليم جيوبوليتيكي جديد , قد يستغل , بدرجة او أخرى للضربة المحتملة, المخطط لها,والتي قد تصبح امرأ ممكنا , كلما تقدمت الصناعات النووية الإيرانية باتجاه امتلاك السلاح النووي.



#فؤاد_حمه_خورشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحذير التركي للعراق.. جيوبولتيكية (الديك الرومي)
- القيمة الجيوستراتيجية والجيوبولتيكية لكوردستان
- جيوبولتيكية الربيع العربي
- الجيوبولتيكس والدعاية وتضليل الرأي العام
- التحليل الجيوبواتيكي للحدث السياسي


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فؤاد حمه خورشيد - جيوبولتيكية الخوف بين ايران والعراق