أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - عام جديد.. والكوارث تتوالى















المزيد.....

عام جديد.. والكوارث تتوالى


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 1069 - 2005 / 1 / 5 - 07:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ودَّع العالم عام 2004 ، حزيناً مصدوماً بزلزال المحيط الهندي الذي لم يترك شعباً إلا وشمله بقسط من الكارثة مع الاختلاف بالكمية. أما الشعب العراقي فلم تكن الكوارث جديدة عليه، إذ استقبل العام الجديد، كما الأعوام السابقة، مذعوراً فاقداً الأمن والاستقرار وأبسط الخدمات بسبب الإرهاب البعثي-السلفي، سواءً كان البعث في الحكم عندما جثم على صدره كالكابوس 35 عاماً أو كان خارج الحكم كما الآن حيث يمارس الإرهاب ضد الشعب وينشر الخراب في ربوع الوطن. وشعارهم إما أن يحكموا العراق أو يحرقوه.
فالعراق اليوم تحكمه حكومتان، حكومة رسمية علنية ولكنها مشلولة لا حول لها ولا قوة. وحكومة بعثية إرهابية غير مرئية وهي الحكومة الفعلية التي تحكم قبضتها الحديدية على رقاب الناس وتنشر الرعب والخوف في صفوف الشعب كما الحال عندما كانت علنية ورسمية فحتى في تلك الفترة كانت تسمى ب(دولة المنظمة السرية). والسؤال هو، هل هذا الشلل الذي تعاني منه الحكومة المؤقتة هو شلل مفتعل ومقصود، خاصة وأغلب أعضائها هم من البعثيين السابقين؟ أم هو نتيجة ضعف وخوف المسؤولين من البعثيين الإرهابيين؟
يعتقد أغلب الفلاسفة أن حركة التاريخ عشوائية وبلا هدف وخارجة عن وعي البشر وإرادتهم، تماماً كما يحصل التطور في الطبيعية. كذلك يشبه هؤلاء ظهور الحركات النازية والفاشية والطغاة من أمثال هتلر وموسوليني وستالين في التاريخ بالكوارث الطبيعية مثل الزلازل والبراكين والفيضانات المدمرة. لذلك فظهور التيار القومي العربي بنسخته الناصرية-العفلقية-الصدامية في العراق كان بمثابة كارثة طبيعية ابتلى بها الشعب العراقي منذ ولادة هذا المسخ البعثي الفاشي في الأربعينات وإلى الآن.

ولسوء حظ الشعوب، فقد أبت قوانين الطبيعية العشوائية أن تنهي عام 2004 بسلام، فكان الزلزال الآسيوي الأخير الذي أودى بحياة ما يقارب مائتي ألف إنسان بريء ومحا مدناً بكاملها عن الوجود في بعض الجزر الإندونيسية، تاركاً خمسة ملايين إنسان بلا مأوى مهددين بالجوع والعطش والأمراض. إن هذه الكارثة قاربت بين الشعوب، فظهرت العولمة بأوضح تجلياتها. عولمة في الكارثة وعولمة في التضامن الأممي لمواجهتها. فلم يسلم من الكارثة الآسيوية حتى الشعوب الاسكندنافية التي فقدت أكثر من ثلاثة آلاف إنسان. في العراق، الكوارث البعثية الإرهابية لا تقل شراً وسوءاً وهولاً عما لحق ببلدان حوض المحيط الهندي من إرهاب الطبيعة.
بعد زلزال المحيط الهندي، راح الناس في العالم الغربي الديمقراطي، حيث حرية التعبير مضمونة للجميع ودون خوف من سيف الأصوليين الإرهابيين، يتساءلون عن الحكمة من الكوارث الطبيعية. وهل الطبيعة عاقلة أم عشوائية وعبثية بلا هدف معقول؟ أسئلة لمعت في أذهان أناس بسطاء ومثقفون على حد سواء، وجهوها إلى رجال الدين والفلاسفة من خلال وسائل الإعلام: هل هذه الكوارث هي من الله أم من غيره؟ وإن لم تكن من الله فلماذا لم يمنعها سبحانه وتعالى وهو العادل القوي وعلى كل شيء قدير؟ طبعاً لم يجرأ أي إنسان في البلاد الإسلامية توجيه مثل هذا السؤال أو حتى مجرد التفكير به، لأن سيف الإرهاب مسلط على رقبته ويهدده الإسلاميون بالويل والثبور وعظائم الأمور ويتهمونه بالكفر وبالجهل المدقع والتجاوز على إرادة الله والعياذ بالله!! فالتفكير ممنوع في البلاد الإسلامية، وكما يقول محمد بن عبدالوهاب مؤسس الوهابية (الفكر والكفر سيان لأنهما من نفس الحروف). لذلك فالشعار في الدول الإسلامية هو (لا تفكر فلها مدبر!).
في العراق، تتواصل سلسلة الكوارث الإرهابية بلا توقف وليس هناك أي ضوء في نهاية النفق ليبعث الأمل في النفوس. ففي كل يوم تبث علينا وسائل الإعلام أنباءً عن كوارث جديدة من صنع فلول البعث وحلفائهم الزرقاويين وبمباركة الإعلام العربي وفقهاء الموت الإسلاميين. وما تبثه وسائل الإعلام عن الإرهاب في العراق ما هو إلا الجزء المرئي من الجبل الجليدي. فأغلب العراقيين في الخارج تصلهم أنباء محزنة من ذويهم وأصدقائهم في الداخل، عن استشهاد عزيز عليهم. قبل فترة استلم السيد رياض الحسيني تهديداً من الإرهابيين يطالبونه بسحب ترشيحه للانتخابات وإلا سيقتلون أقاربه في العراق. وبعد أيام نفذوا تهديدهم بقتل ابن أخيه. والبارحة استلمتُ رسالة تدمي القلب من صديقي العزيز، رجل الدين المتنور فضيلة الشيخ علي القطبي، يخبرني فيها عن استشهاد بن عمه على أيدي الإرهابيين... هذا مجرد غيض من فيض على مستوى الأفراد..
أما على المستوى العام، فالأنباء عن الكوارث العراقية لا حصر لها ومنها على سبيل المثال نقرأ: نجح الإرهابيون في استدراج الشرطة إلى منزل في حي الغزالية في بغداد وعند وصولهم للمنزل تم تفجيره وقتل 28 شخصاً أغلبهم من الشرطة وهدم عدداً من الدور المجاورة بالكامل...، قتل 21 في مدينة بلد من الحرس الوطني... قتلََ الإرهابيون 30 من الحرس الوطني في تكريت.. تفجير سيارة مفخخة قرب مقر حزب الوفاق الذي يقوده رئيس الوزراء الدكتور أياد علاوي.. ومن صحيفة واحدة (الشرق الأوسط) ليوم واحد فقط، نقرأ العناوين التالية: جماعة الزرقاوي تتبنى هجوماً انتحارياً أوقع 21 عنصراً من الحرس الوطني العراقي في بلد...، وزير التفط العراقي: منشآتنا النفطية تتعرض لحرب شاملة...، مركزان انتخابيان يتعرضان للقصف بقذائف الهاون في تكريت.. إلى آخره
وبالمقابل ماذا فعلت حكومتنا الإنتقالية المدعومة بما لا يقل عن ربع مليون مسلح من الحرس الوطني وقوات الشرطة والجيش العراقي الجديد وقوات متعددة الجنسيات التي تحت تصرفها آخر التكنولوجيا الحربية المتطورة، أقول ماذا فعلت الحكومة في مواجهة هذا السرطان البعثي البغيض؟
إجراءات السلطة، كما تفيد الأنباء مائعة تدعو للإحباط ومثيرة للسخرية، مثال:(أصدرت محكمة الجنايات المركزية العراقية اليوم حكما بالحبس أربع سنوات على المتهم(...) بعد أن تم إعتقاله من قبل القوات متعددة الجنسية أثناء عبوره نهر دجلة في محافظة صلاح الدين في السابع من تموز (يوليو) الماضي وبحوزته كميات من الأسلحة غير المرخصة ومجموعة رادارات و مدفع رشاش و عدد من صناديق الذخيرة ... كما تم إلقاء القبض على المتهم (...) و قد تم العثور على مخبأ للأسلحة مدفونة في الأرض بجوار بيته ... و منها قذيفة مدفعية و صاروخين.. فأصدرت المحكمة الجنائية قرارها بحبسه لمدة ثلاث سنوات . وألقي القبض على ثلاثة متهمين وجدت أسلحة مدفونة بجوار بيتهم من ضمنها 6 منصات لإطلاق الصواريخ و 9 قذائف و لهذا السبب أصدرت المحكمة ذاتها قراراً بالحبس لمدة عام على كل من المتهمين الثلاثة.(تقرير إيلاف، 1/1/2005). والناس يتساءلون: هل هذا العقاب يناسب الجرم الذي يهدد حياة أبناء الشعب بالجملة؟ وهل كان صدام يعاقب معارضيه بهذا الشكل؟ وعندما يتم إلقاء القبض على عشرين أو ثلاثين إرهابياً ففي نفس الوقت يتم إطلاق سراح المئات بل وحتى الألوف منهم، ليعودوا ويمارسوا الإرهاب من جديد. نعم، تتعامل الحكومة مع الإرهابيين بعد إلقاء القبض عليهم وهم متلبسين بالجرم المشهود كما تتعامل مع متهمين بمخالفات مرورية. إنه استخفاف بمقدرات وأمن الشعب العراقي الذي يدفع الثمن من دمائه أبنائه الأبرياء ومؤسساته الاقتصادية ومستقبله.

فإلى متى تستمر هذه الكارثة وحكومتنا لا هم لها سوى الرحلات المكوكية خارج الوطن وقد أصبحت عمان هي المقر الرئيسي لها. كما ويدافع وزير الدفاع العراقي عن البعثيين ويعتبر برنامج اجتثاث البعث جريمة!!! وهناك أنباء تفيد عن لقاءات بين الحكومة وممثلين عن القتلة البعثيين باسم المصالحة الوطنية!! بل وحتى عن لقاءات بين رئيس الوزراء الدكتور أياد علاوي ورغد بنت الطاغية صدام حسين في عمان ولم يصدر أي نفي لهذا الخبر. كذلك قرأنا عن محاولات أمريكا منح مقاعد في البرلمان القادم ومجلس الوزراء للبعثيين الذين يقودون ما يسمى بالمقاومة تحت ذريعة فوز مرشحين من السنة حتى ولو لم يفوزوا في الانتخابات.
أيها السادة، يا من تطالبون بالمصالحة مع القتلة، سواءً عن سذاجة ونوايا حسنة أو عن قصد مبيَّت، يجب أن تعلموا أن البعثيين لا يبحثون عن مصالحة ولا يريدونها، وإنما هدفهم الرئيسي هو الاستيلاء التام للمرة الثالثة على الحكم. وطيلة فترة حكمهم كانوا قد هيئوا لمواجهة هذه الحالة والاستعداد لها. فتاريخهم حافل بالكيد والغدر والتنكيل بمن تحالفوا معهم. وكما أفادت الأنباء التي لم تؤكد بعد، أن قيادة البعثيين العراقيين في حلب طلبت التفاوض مع الأمريكان وليس مع الحكومة الانتقالية، على شرط منحهم ثلاث وزارات رئيسية (الدفاع والداخلية والأمن الوطني) وأن في حالة الاستجابة لطلبهم هذا فبإمكانهم إيقاف الإرهاب خلال ساعات! فأية وقاحة هذه بعد أن نال الشعب العراقي ما ناله من قتل وتنكيل خلال 35 عاماً من حكمهم الغاشم وعامين من إرهاب فلولهم.
يجب أن يعرف المسؤولون جيداً أنه لا جدوى من المصالحة مع الإرهابيين، وحتى لو جاء البعثيون مع بعض التنازالات في أول الأمر، فما أن يثبتوا أقدامهم حتى ينقلبوا على من تحالفوا معهم ليعيدوا مسلسل المجازر والمقابر الجماعية والمآسي من جديد. يعني كما يقول المثل العراقي: (تي تي، مثل ما رحتِ إجيتي!!).



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا والإرهاب في العراق
- الانتخابات العراقية وإشكالية الطعن بشرعيتها
- كاد المريب أن يقول خذوني.. خامنئي نموذجاً
- البعث يعمل على إشعال حرب طائفية
- حول تصريحات السيد الشعلان الأخيرة
- لماذا ينتخب العراقيون مرتين؟
- الدين والسياسة.. مرة أخرى
- شيخ الأزهر يوزع صكوك الغفران مقابل ذبح العراقيين
- الانتخابات في موعدها انتصار للديمقراطية؟
- متى ينال المجرمون جزاءهم؟
- محنة سنة العراق
- تأجيل الانتخابات العراقية انتصار لصدام والزرقاوي
- في العراق.. الطائفية أقوى من الوطنية
- الشرطة العراقية والموت المجاني؟
- حذار من تكرار خدعة بن العاص في الفلوجة
- ماذا يعني فوز بوش للولاية الثانية؟
- لماذا نداء المجتمع المدني ضد التدخل الفرنسي في الشأن العراقي ...
- المثقفون الأحرار في مواجهة فقهاء الإرهاب
- متى تتوقف المجازر في العراق؟
- دور الأردن في تخريب العراق


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - عام جديد.. والكوارث تتوالى