جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 15:58
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
كلما توسعت المسافة جغرافيا و ابتعدنا عن فلسطين زاد الانتصار و التعصب العربي للقضية الفلسطينية لحد اليوم رغم ان العرب لم تفكر و لا يوم واحد في تأسيس دولة فلسطينية سابقا و لربما كانت هذه غلطة كبيرة فحتى عندما جاء ناصر الى الحكم في مصر في 23 تموز عام 1952 كان يفكر فقط بدولة عربية واحدة و لم يعترف بمنظمة فتح بعد تأسيسها و كرر حزب البعث نفس الشعار في امة عربية واحدة في العراق.
تعتقد الناس بان هناك دولة اسرائيلية واحدة مغتصبة للهوية الفلسطينية و لكن في الحقيقة هناك اسرائيليات ثلاث في تاريخ فلسطين لان الهوية الفلسطينية الحالية لم تكن موجودة سابقا كما نعرفها اليوم بل هي حديثة نسبيا اطلق الانجليز اسم فلسطين على منطقتها و تكونت بالتدريج هويتها الفلسطينية خاصة بعد تأسيس منظمة فتح:
الاسرائيلية الاولى هي سورية لانها لم تعترف اطلاقا بدولة و هوية فلسطينية بل اعتبرت و لا تزال تعتبر فلسطين جزء لا يتجزء من سورية مثل العراق الذي يعتبر الكويت جزء منه.
الاسرايلية الثانية هي الدولة الهاشمية في الاردن لان القبائل الهاشمية هربت من موطنها الاصلي في شبه الجزيرة العربية الى الاردن و العراق بعد انهزامها من قبل آل سعود و بهذا اعتبرت جزء من منطقة فسلطين الاردن الحالي هاشمي و تعاونت مع اسرائيل عندما تأسست و فرحت عندما تغيرت القضية الفلسطينية من مشكلة هاشمية اردنية الى مشكلة اسرائيلية و ارتاحت عندما وقفت اسرائيل بوجه قيام دولة فلسطينية او تحرير فلسطين.
و اخيرا الاسرائيلية الثالثة التي هي الدولة العبرية التي تاسست على ارض فلسطين و طغت منذ ذلك التاريخ على الاسرائيليات السابقة و كانما لم تكن ابدا هناك مشكلة سورية فلسطينية او اردنية فلسطينية. فلو تم القضاء مثلا على دولة اسرائيل رغم ان هذا من سابع المستحيلات يبقى على الفلسطينيين التحرر من الاردن و سورية لان القضية الفلسطينية لا تنتهي بموت الاسرئيلية الثالثة.
ماذا يعني هذا؟ يعني بالتأكيد ان العلاقات لا تبنى على الاخوة في الدم و الدين و الاخلاق انما على المصالح فعلى الفلسطيني و الكردي و غيرهم عدم تعليق الامال على اعتبارات غير المصالح و الا تخيب الامال اكثر و اكثر.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟