|
قاسم سليماني بين مضيق خانق وجار حر
جمال الهنداوي
الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 11:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مزيج متناقض يصعب تحققه من الثقة والارتباك كان يتحكم بذهنية السيد قاسم سليماني وهو يصرح بأن"العراق وجنوب لبنان يخضعان لإرادة طهران وأفكارها" وتأثير سئ لاغراء الوقوف امام المنصة يبدو انه ما فرض عليه القول "أن بلاده يمكن أن تنظم أي حركة تهدف إلى تشكيل حكومات إسلامية في البلدين".. فرغم السهولة التي من الممكن ان نلاحظ من خلالها الثقة –الاقرب الى الخيلاء-التي تكاد تتفجر من كلمات السيد قائد فيلق القدس الايراني والتي قد تكون ناتجة عن الاستجابة العفوية المتوقعة من التصفيق المتقطع الذي كان ينهال عليه مدرارا من قبل الشباب المشاركين في ندوة"الشباب والوعي الإسلامي"..الا اننا وبنفس اليسر نستطيع ان نتلمس الارتباك الذي يثقل عليه وعلى كاهل القيادة الايرانية من وطأة العقوبات الدولية التي بدأت تاخذ بتلالبيب الاقتصاد والمجتمع الايراني والتي قد يكون نصفها اواكثر قليلا كان نتيجة مباشرة لمواقف وتصريحات لا تختلف عن كلمات السيد العميد سوءا وخطلا وتطاولا وانتشاءً زائفا.. كلمات لا يمكن عدها الا كحلقة من سلسلة المفرقعات الاعلامية الاستفزازية غير المسؤولة التي تتساقط من هنا وهناك من افواه الكثير من مسؤولي البلد الذي يوشك ان يدخل في مواجهة مفتوحة مع العالم بسبب ضيق افق قياداته وقراءتهم القاصرة للحراك السياسي والامني الدولي..ويأتي توقيتها المتزامن مع الحديث حول اقفال مضيق هرمز ليدل على انسداد المسالك امام القيادة الايرانية وتضعضع خياراتها حد اللجوء الى الخطاب الاعلامي التصعيدي الاجوف غير المتماهي مع الحقائق الماثلة على الارض.. صور ووقائع يبدو انها كانت تجتر في ذهن السيد القوي وهو يزدرد هذه الكلمات ..وقلق واضح ومخاوف -لم تحسن النبرة القوية على التمويه عليها- كانت تتآكله وهو يقف على المنصة مكابدا شبح العقوبات التي تقترب من خنق ايران ومحاصرتها..ورغبة جلية في ايصال رسائل قوية الى الغرب كتذكير للقوى الكبرى بانها قد تضطر الى مجابهة جبهة واسعة من القوى الفاعلة على الارض اذا استمرت في جهودها نحو تطويق المطامح الايرانية في الدخول الى نادي الدول النووية لم يجد السيد سليماني الا هذه العبارات لتمريرها..والرسالة الاهم كانت الى التيار الاصلاحي الايراني والشارع الايراني المراقب لثورات الربيع العربي مفادها الا تنتظروا الكثير من الانتخابات القادمة..اما الكلام عن قدرة ايران المحاصرة والمعزولة في" تنظيم أي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية هناك بهدف مكافحة الاستكبار"فليس الا تزويق لفظي ومحاولة مسرفة في البعد عن الصواب لامتطاء ظهر الثورات العربية التي تضررت صورتها وبوصلتها كثيرا من الاسلمة القسرية التي فرضت عليها فرضا.. ان مثل هذه التصريحات وان كانت تشي بنوايا مبيتة تستهدف العراق في مرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي..الا انها لا يمكن وضعها الا ضمن تيار من ادعاءات النفوذ التي اصبحت تتواتر علينا من كل دول الجوار تقريبا والتي لا مجال لتحقيقها خارج نشرات الاخبار المسيسة اوالتقارير الدعائية مدفوعة الثمن ولا تخرج من اسار الرهاب المزمن الذي تعانيه الجارة الشرقية من العراق السيد الحر المعافى الديمقراطي ومن استعادة النجف الحاضرة العلمية التاريخية لمكانتها كمركز للفكر والفقه ومنارة للاشعاع الثقافي المنفتح المعلي من مبدأ ولاية الامة كبديل موازي ومتفوق واكثر واقعية من نظرية ولاية الفقيه وكمناهض لممارسات التوظيف السياسي للدين.. ان الحكومة العراقية مطالبة بموقف واضح ومحدد وصريح تجاه هذا التطاول المرفوض على العراق وعمليته السياسية وارادة ناخبيه..وعلى الكتل السياسية ان تترك خلافاتها جانبا وان تدع الميزان الطائفي للمواقف وان تتوحد خلف شعار رفض التدخل الخارجي وادعاءات الوصاية الزائفة على العراق وارادته الوطنية من ايران او من اي دولة اخرى في المنطقة.. ونقتبس"أن العراق لم ولن يكون تابعا لااحد ولن يكون بيدقا في لعبة الاخرين اوساحة لتصفية الحسابات بين الاطراف الاخرى"و"أن الشعب العراقي هو سيد نفسه وهو الذي يقرر مصيره وخياراته الوطنية ". نطالب برد فعل لا يقل عن الرد الذي قامت به الحكومة العراقية تجاه التجاوزات الاعلامية التركية التي جوبهت بموقف صلب من الجانب العراقي نتمنى ان نراه يتكررمع جميع الدول التي تتدخل في الشأن العراقي او تدعي سلطة ما على خياراته الوطنية..والحرص على حسن الجوار لا يبرر السكوت عن مثل هذه التفلتات المؤذية..والرد يجب ان لا يقل عن استدعاء السفير ومطالبته بتوضيحات واعتذار رسمي عن مثل هذه التصريحات المهينة..وعدم الاكتفاء بالاحتجاجات الخجولة المصاغة بدبلوماسية قد لا يكون هناك من مجال لها في هذه الازمة وقد لا تأتي باكلها مع كل تلك الغطرسة التي تغلف تصريحات سيد ايران القوي قاسم سليماني..
#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مظهرية ليست في وقتها
-
قطر..قيادة الى حين
-
سلفية واحدة..ام سلفيتان
-
كأس من الماء بطعم السم الزعاف
-
رسالة لقيطة على عتبة النيويورك تايمز
-
عام جديد ..حلم جديد
-
التعددية المفترى عليها
-
تفجيرات دمشق..ونظرية المؤامرة الكاملة
-
فوضى الخطاب الاعلامي وتحديات المرحلة
-
ما لنا وزبيبة..
-
شرعنة الاستبداد ..وفقه السلطة..
-
الراسخون في التملق
-
لنرى كيف سيحكم الاخوان
-
مع شيخ الازهر في الطابور..
-
المشير يمر الى العرش على جثة الجنزوري
-
البحرين بعد تقرير البسيوني..كالبحرين قبله
-
الثورة المصرية تصحح مسارها
-
الربيع السلفي في الكويت..توجه جديد وهدف ثابت
-
مثقفو الدرك الاسفل
-
قرار الجامعة العربية..غطاء ثوري لخطاب زائف
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|