حسين محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 10:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما من مرة أحببت أن أقول الحقيقة كما هي إلا وتصدى لكلماتي نفر ممن يدعي العمل السياسي وشهر سيفه بوجه الحقيقة يقطعها تارة ويطمسها في سمه الأسود تارة أخرى وهكذا منذ أن خطت أناملي الحرف وحولته إلى كلمات تصرخ بالحقيقة . لا زلت لا أفهم سبب للعلاقة السلبية بين الحقيقة ومدعي السياسة في العراق , حتى بت معتقدا بأن رجل السياسة العراقي يعاني من الحقيقة فوبيا فأصبحت مهنة الكذابين هي السياسة . قبل عقدين من الزمن كتبت مقالة في العدد واحد من صحيفة حمرين وهو العدد اليتيم الذي أصدرته جماعة معارضة في كردستان العراق , موضوع المقالة كما أتذكره يتحدث عن مأساة الكرد في سوريا جراء عدم منحهم الجنسية السورية وما ترتب على ذلك من منع أطفالهم من التعليم وعدم شمولهم في البطاقة التموينية وعدم مقرتهم من السفر إلى أي مكان في العالم . كانت صرخة بوجه النظام السوري أطلقت من كردستان العراق لصالح الكرد السوريين . وكان عنوان المقالة (( الكرد السوريين غرباء في أوطانهم )) ماذا كان رد قيادة الإقليم آنذاك غلق الصحيفة ومعاتبة رئيس التحرير . ورسالة عتاب مع صديقي المرحوم كمال خوشناو تحذرني من الإساءة للنظام السوري الصديق , وكأن الكرد العراقيين وحدهم من يعاني من النظام الاستبدادي وان كرد سوريا وتركيا وإيران يعيشون في نعيم يتمناه مام جلال وقيادة الاتحاد الوطني الكردستاني . بعد ذلك بعام صدرت صحيفة نداء الشغيلة الصحيفة الناطقة باسم الحركة الاشتراكية العربية القيادة الوطنية وخصص عمودا في الصفحة الأخيرة لي وكنت اكتب فيه عن المشترك بين حزب البعث قيادة سوريا والبعث العراقي والجرائم التي ارتكبها النظامين ضد شعبيهما .تحت عنوان مرا يا وصور , وأتحدث في كل عمود عن حادثتين متشابهتين في البلدين . الصحيفة وقعت في يد النظام السوري فعوتبت القيادة الكردية على ذلك فما كان من الأخ جلال الطالباني إلا التبرع للنظام السوري بتسليمي إلى نظام دمشق القمعي . يومها كنت تحت مظلة الحزب الديمقراطي الكردستاني يعني في الأرض التي تحت نفوذهم وعندما علم قادة المؤتمر الوطني بذلك اعترضوا على قرار طالباني وكان جميلا من اللواء حسن النقيب ومحمد بحر العلوم والدكتور ألجلبي ومسعود بارزاني موقفهم من عملية التسليم . ومع صدور كل عدد جديد من أعداد صحيفة نداء الشغيلة الثلاثين كان لنا قصة مع قادة المعارضة العراقية آنذاك وحكام العراق اليوم . كنت ابرر ذلك للسياسيين العراقيين بأن خلافهم مع دول الجوار ليس من صالح قضيتهم ! لكنني كيف ابرر اليوم لبعض القادة السياسيين عدم توزيع صحيفة للتيار الديمقراطي أو حجبها بحجة الإساءة لقوى ظلامية قد نحتاجها في المستقبل . مع إن المقالة نشرة في مواقع أخرى ولاقت ترحيبا من المواطن العراقي . أنني اذكر فقط فربما تنفع الذكرى
#حسين_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟