|
الإنتخابات بالمغرب
خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 01:26
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في يوم 25نوفمبر تمت الإنتخابات في جميع التراب المغربي كحصيلة لما تعرفه الساحة العربية من اهتزاز شنيع للنفوذ و السلطة ، إذ لم يكن أحد يتوقع قبل سنة فقط خطورة أجهزة الحاسوب و ما تنتجه من غليان فردي سرعان ما يتبلور ليصبح غليانا فزيولوجيا جماعيا ينزل إلى الساحات العمومية للمطالبة ليس فقط بالتغييرات التقليدية المعروفة كتوفير الخبز و الغذاء أو تحسين ظروف التعليم ،بل تعدت كل تلك الجزئيات لرفع أجندة أكبر بكثير ، أي الإحاطة بأنظمة لم تبد فشلها عبر أكثر من نصف قرن فقط لا بل أظهرت عدم شرعيتها في الوجود بالأساس . كل هذا الغليان المستمر الذي دام شهورا و الذي لقي بعض الرؤساء فيه هزيمة شنيعة بسبب الجشع المضني الذي لم يعد يعرف معهم حدودا و الذي لقي الكولونيل القذافي حتفه فيه لعدم احترامه لشعبه الذي سقطت منه الآلاف خلال أشهر التمرد على المارد ملك ملوك أفريقيا ليصبح في خبر كان. إذن جاءت الحصيلة بأن تأخذ الإنتخابات "النزيهة" كما هو حال المغرب دوما دورها شأن الدورات السابقة على أن تتحقق المطالب الشعبية التي حكم عليها بأن يُحكم إغلاقها بإحدى قواريرعلاء الدين فتُلقى بقاع الأطلسي أملا في اليوم الذي يُعثر فيه على لائحة المطالب المدسوسة من قبل أحد الملاّحين الكرماء . يبدو أن الوضع بالمغرب على هذه الشاكلة ، إذ أخذ الإحباط أبعادا عميقة لم يعد يجدي معها سوى "فاسكو دي كاما " آخر على أقل تقدير في حملة إنقاذ أو تدمير حسب دورة الحظ ،ثم إن الخبر المفاجئ حول اعتزال الملك للحكم مؤقتا خلال مرحلة الحملة الإنتخابية التي مع الأسف جاءت متأخرة جدا ،بثلاثين سنة على أقل تقدير لَقَرَارُُ غامض ، إذ ترك نوابه للحكم في هذه الفترة العويصة ، نفس الحكام اللذين يتضرّر منهم الشعب باستمرار، رغبة منه في تحقيق سياسة الحياذ و عدم الظهور أمام الكاميرات مع بعض المرشّحين التقليديين جدا اللذين في الحقيقة لم يرشحهم أحد من الجمهور عدا الملك نفسه . و هذه لعبة غربية معروفة أثناء الحملات الإنتخابية بالدول المتشبّعة و الغارقة في الديمقراطية رغبة في عدم تأثير الصورة على المُدلي بصوته و إبعادا لكل المشاعر العاطفية كالوفاء و الإبتزاز و الشفقة و التحزّب والغضب إلخ ،، لصالح مرشح دون آخر،لكن لا يمكن لهذا الأسلوب أن يشتغل معنا نحن المغاربة ، لماذا ؟؟ لأنه ببساطة لا توجد لدينا أرضية موضوعية لهذا النوع من الممارسات الديمقراطية ألا وهي حق الإنتخاب أو " الممارسة الإنتخابية " مادام قطاعيْ القضاء والإعلام " مرتبطان ولا يمكن فصلهما عن نظام الحكم لدينا ،فكليهما في قبضة الحكم ، و متى اختفت استقلالية هذين العنصرين من الوجود تتعرقل العملية الإنتخابية كلها ،ناهيك عن بيع الأصوات و تسليط ذوي السوابق العدلية على المحبّين لأرضهم و هوائها و تخويف الجموع و استعمال الإبتزاز العاطفي الديني الذي تستعمله الأحزاب الدينية التي لا خبرة لها في السياسة كما أبان عن هذا السيدعبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة و التنمية و هو يتهكم من اللغة الأمازيغية في عقر دارها في إحدى حملاته الإنتخابية و الإستهتار بها أمام الجمهور المغربي و مرمطة لغة المغاربة" لحدّ اليوم "بالأرض ، فكيف له يا ترى أن يحكم الشعب الذي يكره لغته ؟ و أي نوع من السياسي هذا الذي يرتكب خطأ تاريخا فادحا كهذا ؟ ومن أين له المجئ بالحلول الجوهرية كخلق مناصب عمل و تطوير نظام التعليم و المساواة و التنمية الإقتصادية و هو لم يبتلع بعد ترسيم اللغة الأمازيغية و احترام أهلها ؟ الحقيقة و الحقيقة تُقال ، إننا في المغرب لا نمارس سوى المراهقة السياسية و السياسة الإرتجالية التي لا تعرف أدنى مستوياتها ،ألا وهوإظهار" البرنامج"الذي يميزالمشاركين في الإنتخابات عن بعضهم البعض وكيف سيشتغل المشتغلون بحملاتهم الإنتخابيه و منهم من لا يتقن حتى الكتابة و القراءة ، في الوقت الذي يتخبّط فيه الآخرون بين الزوجة و الحبيبة و متاعب الأبناء من الزوجة الأولى ؟ وكيف لمثل هؤلاء تحريك دفّة الحكم بإحكام لإيصال الوطن الحبيب إلى مرفإ النجاة ؟ لقد تعلّمت الشعوب الراقية أن تختار ممثّليها و رؤسائها ممّن أظهروا عن جدارة تفوقهم في ميادين عملهم ، و ممّن أبانوا عن عبقريتهم و خصوصا خصوصا من تمكنوا لسنين من نجاحهم العائلي ليثبتوا كفاءتهم كآباء و أزواج ناجحين . يقول الكتاب : كيف يمكن للمرء أن يقود شعبا إن كان أبا و زوجا فاشلا ؟؟ ..... من هنا تستمدّ الديمقراطية قوتها لتهنأ الشعوب بالرخاء و العدل و التعليم ثم .. الرقي . و نحن ؟؟؟؟؟
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفردانية و النظام الإقتصادي في المغرب
-
الفصول الأربعة ل -فيفالدي-
-
باباكار
-
درس في الأخلاق
-
موافقة وزيرة المغرب على البيدوفيليا
-
لندن
-
السنة الأمازيغية الجديدة
-
النكاح مقابل الغذاء
-
مذكرات مدينة
-
المطعم
-
العورة غايشا
-
الحياة
-
العرب بين الجنس والسياسة
-
الجرس
-
فصل الشتاء
-
المغرب بين التحديث و التحريم
-
المغرب ما بين الديكتاتورية و الديكتاتورية
-
الجسم السليم في العقل السليم
المزيد.....
-
إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط
...
-
إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
-
حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا
...
-
جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
-
الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم
...
-
اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا
...
-
الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي
...
-
مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن
...
-
إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|