اسامة نعيسة
الحوار المتمدن-العدد: 1068 - 2005 / 1 / 4 - 10:50
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
أن الأجيال اللاحقة ستذكرنا ...... أي أعياد قد أوصلناها لهم ...... وأي مستقبل هيئنا لهم ..... مستقبل مليء بالا حباط والقرف..... ولن يعذرونا مهما حاولنا أن نشرح لهم بأننا كنا بشر بلا إرادة وان همنا كان مولاة السلاطين ... وكان فوق مصلحة الجميع ؟
وأننا كنا مسلوبي الإرادة والحياة والتفكير..... وأننا كنا أشباح لبشر تبحث عن بقائها المادي وأننا عرفنا التراب قبل الهواء والسياط قبل المعرفة والكراهية قبل الحب والبعض منا لم يعرف شيئا إلا الجدران الكئيبة الرطبة وبعض الخبز وضؤ النهار من خلال ثقوب الجدران؟
وترعرعننا على أنغام معروفة مفروضة حتى كانت تراودنا في أحلامنا .......... وان الأطفال أتوا لا بالحب وإنما بالغريزة....... وأننا كنا نساق إلى الرعي ونكدح ليس من اجلكم وإنما من اجل من فرضوا أنفسهم علينا وبالقوة سادة ؟
وإن جل ثقافتنا تتلخص بالمديح والدعاء ليس للوطن وللناس أو من أجلكم وإنما من اجل السلاطين مع كل حاشيتهم .... وأننا لم نعرف القانون ولم نعرف حقوق وجودنا وأننا أمضينا العمر كله نختبئ من الخوف..... الخوف كان حياتنا و وجودنا كان بفعل الخوف..... الخوف من الصديق والقريب وعسعس الليل و حياتنا أمضيناها محاولة لإرضائهم أو لرشاوى ما حولهم لأبعاد الأذى عن أنفسنا ؟
أما حقوقنا كبشر فهي الجريمة الشنعاء التي حوسبنا عليها وحوسب كل من تكلم عنها وإن كانت بديهية عند غيرنا ........ فهي كانت جريمة عندنا....... أما العدالة والمساواة وحماية القانون .......سنقول لكم ...كان عندنا قانون ولكنه ليس لنا وإنما لهم يتلاعبون فيه كما يريدون... وكنا نعرف القانون فقط عندما كان يمس مصالحهم ............. فهم القانون وفوق القانون وهم كانوا كل حياتنا ؟
لهم الزرع والأرض وما عليها .......و السعادة والحزن ينتابنا عندما يكونوا هم سعداء أو حزانى........... أما نحن لم نعرف السعادة إلا بأوامرهم ورضاهم و وعرفناها تصفيقا وهتافا ونحن جياعا و مهضومي الحقوق ومقهورين ومظلومين وإذا حزنا فلنا الصبر والسلوان وقهرو دموع الأحبة والخلان؟
وإذا كنتم فقراء يا أجيالنا القادمة..... فقد سرقت أموالنا و أصبحت في جيوبهم مع ... أحلامنا ....... وهي أموالكم وأحلامكم أيضا؟
الفقر والمرض والإحباط هي كل ما استطعنا أن نوصلها لكم ..........................
فأعذرونا؟
#اسامة_نعيسة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟