أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - وديع العبيدي - اليسار والتعددية.. والابداع واللامركزية















المزيد.....

اليسار والتعددية.. والابداع واللامركزية


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3615 - 2012 / 1 / 22 - 11:26
المحور: ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011
    


وديع العبيدي
اليسار والتعددية.. والابداع واللامركزية
ملف- دور القوى اليسارية التقدمية ومكانتها في الربيع العربي..
1- الانتفاضات الشبابية الشعبية هي انبجاس عنيف ومباشر لكبت متراكم، عملت على اذكائه حركتان متناقضتان في ذاتهما، الأولى هي حركة التنمية الوطنية في بدايات الأنظمة الجمهورية منذ الستينيات والسبعبنيات، وكان من نتائجها انفجار سكاني وارتفاع نسبة المتعلمين واقتصاد قطاعي مشوّه؛ والثانية هي قرارات الخصخصة وانفتاح السوق الفورية والمباشرة، مما انعكس على أكثر الطبقات الشعبية فقرا مسببا ارتفاع معدلات البطالة والعنوسة واليأس من المستقبل. فالدولة العربية هي المسؤولة الأولى والمباشرة لمعاناة أبنائها وفي المقدمة منهم فئات الشباب الباحث عن مستقبل. كان بامكان الدولة العربية الاستجابة لاملاءات شروط البنك الدولي ولكن وفق برنامج متدرج في التحول الاقتصادي والاجتماعي ووفق سقف زمني يقلل من حدّة الانهيارات الاجتماعية والسياسية، وهو ما يتجسد عمليا في الفارق بين التجربة الصينية والسوفيتية. اتبع العرب التجربة السوفيتية ببطولة غورباتشوف وحصدوا نتائجه. المثال الأول لذلك هو مصر وانفتاح السادات، ولكن مصر لم تكن المبادرة في الثورة بسبب طابع الدولة البوليسية ورخاوة تنظيماتها السياسية والنقابية. علما أن مجتمعها هو الأكثر تضررا بالاهتزازات الاقتصادية والسياسية. وظهور المبادرة من بلد آخر صغير نسبيا –أصغر من حجم القاهرة-، يعود بالدرجة الأولى إلى الوعي السياسي والنقابي للشباب التونسي والمغربي على وجه الخصوص، حيث تتمتع الحركات السياسية ومنظمات الشغل بنشاط وفاعلية ميدانية، كان لها دور رئيس في تفجير الانتفاضة التونسية والاستمرار في قيادتها ميدانيا. التجربة التونسية تبقى متميزة وينبغي دراستها وتدريسها في العمل السياسي والنقابي، ولها يرجع الفضل في صناعة تغيير المستقبل.
2- تجربة الدولة الوطنية (الجمهورية) كانت لها أخطاء قاتلة، في المقدمة منها انعدام الدمقراطية وحرية الرأي والتعبير والعمل السياسي. مما جعلها تتحصن عسكريا ضدّ (الرأي الآخر)، و(الحزب الآخر). العنجهية العسكرية والشوفونية لتلك الأنظمة هي المسؤولة عن بروز – دكاكين الاسلام السياسي-، كبديل لتراجع الحركات السياسية والأحزاب الوطنية المحلية، عن ملء الفراغ السباسي لمرحلة ما بعد الدكتاتورية.
3- لكل تجربة وجدث تحت الشمس أهمية ودروس وعبر، لمن يريد ويعرف كيف يستفيد منها، والدروس الأخيرة جديرة وتاريخية للجميع، للحاكم والمحكوم، الدولة والمواطن، الحكومة والحركات السياسية، المجتمع والأطر النقابية والاقتصادية، أتمنى أن يصار لدراستها من قبل الجميع لتجنب أخطاء الماضي، والتقدم للمستقبل برسوخ وحكمة.
4- العمل السياسي هو عمل ابداعي وخلاق، يقوم على الوعي والابتكار والمبادرة. وللأسف اعتمد ماضي العرب على التقليد والنسخ والتكرار والتقديس، لذلك جاءت النتائج غير مشجعة، سواء في الحكم أو المعارضة. الأحزاب والمنظمات والأطر الاجتماعية، أسوة بأنظمة الحكم والحكومات والبرلمانات والمؤسسات الدينية، تحتاج أن تحيل نفسها على التقاعد وتفسح المجال لدم جديد وأنماط تفكير جديدة بعيدا عن أوهام القداسة والأمجاد، للانسجام مع روح العصر وأفكاره وتقنياته السريعة. المطلوب تجنب التقليد والتكرار والنسخ، ومحاولة البحث عن بدائل واشتراطات محلية ميدانية تنسجم مع كل خلية اجتماعية واقتصادية. المجتمع العربي يتكون من جملة مجتمعات، كل منها يشتمل على دوائر وحلقات وخلايا اجتماعبة متعاقبة، لكل منها خصوصياتها وظرفياتها واجبة الاحترام والمداولة والمعالجة. لقد حاولت بعض الأحزاب صهر المجتمع كله في قالب واحد، وهو نفس خطأ الحكومات. اللامركزية الحزبية والسياسية والادارية هي النظام الانجع لتغطية كل احتياجات الانسان أولا، وهي الورشة التي تضمن انتاج مزيد من قادة ميدانيين على صعد الادارة والسياسة والمجتمع والاقتصاد، بديلا لأنظمة القطيع والزعيم التاريخي الأوحد(!!).
5- من الممكن عقد اتفاقيات تعاون وعمل مشترك ثنائية أو ثلاثية، في ظل وجود جبهة أو عدمها. أن فكرة الجبهة اصطلاحا لها ارث سيئ تذكر بكل الأطر السياسية والقومية والاسلامية التي جردت الحركات من جوهرها الفكري واستحالت إلى شعارات؛ سواء منها جامعة الدول العربية والمؤتمر الاسلامي ومنظمة الوحدة الاقتصادية واتحادات المحامين، والادباء، والاقتصاديين، والناشرين، وووو ، أو الاتحاد الاشتراكي لعبد الناصر، والجبهات الوطنية والقومية في كل من سوريا والعراق. الحاجة للتأكيد على المضمون، على العوامل الذاتية، وعلى الابداع والابتكار المحلي، وكل هذا لا يتعارض ولا يمنع من المشاركة وتبادل الدعم والخبرات البينية.
يمكن فهم فكرة جبهة اليسار كحاجة دولية في عالم تحكمه المؤسسات والتكتلات الكبرى، وكحاجة محلية اقليمية في وجه جماعات السلفية وواجهات الاسلام السياسي التي تتآزر لمصادرة مستقبل الشرق الأوسط، بين التشيع الايراني أو التسنن الخليجي، لكن الأهمية تبقى للجوهر والعامل المحلي.

6- اعتقد أن فسح المجال للشباب والنساء في قيادة المجتمع خطوة ايجابية وضرورة لتجديد نسغ الحياة الاجتماعية والسماح بظهور مشهد جديد لا تهيمن عليه الصورة التقليدية للنظام البطرياركي والذكوري. في الوقت الحاضر توجد قيادات نسائية في منظمات المجتمع المدني والعمل الاجتماعي أثبتت جدارة وكفاءة ونالت احترام المجتمع، مما يشجع لتعميمها وتوسيعها على صعيد الأحزاب والحكومات والبرلمانات. وأرجو أن لا أكون متطرفا إذا اقترحت حصر الفئات العمرية لقيادات العمل السياسي والنقابي والحكومي فيما بين العشرين ودون الخمسين. ويمكن للأكبر سنا العمل في مجال الاستشارات والمقترحات والمراقبة.
7- ثمة حاجة ماسة من أجل فهم جديد للمرأة والمساواة والحقوق، بما فيها حقوق الانسان والدمقراطية والوعي المسؤول؛ فهم يستند إلى الدراسة الموضوعية لمصطلحات الفرد والانسان والجماعة والمجتمع والوطن. علينا التقليل من مسألة مركزية الذات وما تمنحه لنفسها من سلطة في التعريف والحكم على العالم والآخرين. أي أننا بحاجة لاعتياد (عادة) التواضع والنظر من مبدأ التكافؤ والمساواة والتعاون للأخر، بدون عقدة تفوق أو عقدة دونية. في الوسط الاجتماعي وقيعان اللاوعي ما تزال آثار العرقية البدائية والطبقية والأفضلية السياسية والقبلية أو الأرجحية الدينية والطائفية مما عفا عليها الزمن، ولكنها كامنة هناك –داخل الذات-، وخرائط الزعامات العراقية الطائفية اليوم هي أضل تمثيل لذلك.
المجتمع يلزمه اتفاق عقد اجتماعي على تعريف الانسان الفرد وماهيته ودوره كوحدة أساسية في بناء المجتمع والمستقبل، وفق أسس البناء والتعاون والتسامح والتفاهم. عقد اجتماعي لا يميز بين فرد وآخر على أي مستوى، جنسي أو عرقي أو ديني أو مادي أو عضلي. عندها يمكن تحرير أفكار حقوق الانسان وحقوق المرأة ومساواتها وكذلك الدمقراطية من سلطة الشعارات واللغة الحماسية والمزاودة السياسية إلى مجال المعيشة والتطبيق والايمان والحياة اليومية. فاحترام المرأة والانسان والسماح بالرأي والتعبير ليس منة وفضل ومكرمة، وانما حق أساسي مرتبط بكيان الانسان وأسس المجتمع المتوازن والوعي الايجابي.
8- الدين عموما والاسلام السياسي خصوصا، ظاهرة خارجية تعويضية، وظيفتها ملء فراغ سياسي وفكري تسبب فيه تراجع الحركات السياسية والتيارات الثقافية والفكرية عن القيام بدورها الاجتماعي الايجابي. المثقف أولا، والحكومة ثانيا، والحركة السياسية والنقابية ثالثا، كلّ هؤلاء عملوا على صناعة الفراغ السياسي والجدب الفكري في مجتمع شرقي لا زالت الخرافة والغيب تستهويه وتمنحه اغراء اليوتوبيا التي يجد فيها كل فرد ما يفتقده في حياته. لا يجوز أن نلوم المجتمع أو نلوم الدين بجريرة الواقع، اللوم الحقيقي هو للذات المثقفة والسياسية والمتنفذة في تحرير المجتمع والدين من الخرافة والتخلف والتقليد. واليوم، بعد قرن بالقليل، ثمة كفاية من التراكم والخبرات والتجارب التي يمكن الاستعانة بها لتجاوز الماضي وأخطائه، وإعادة بناء علاقة جديدة مع المواطن والمجتمع للمشاركة في صنع الحياة والمستقبل. علاقة تبني، تحب، تسامح، تساعد، تغير، لا تعير ولا تتكبر ولا تدين ولا تهيمن أو تسعى للهيمنة، علاقة تتقبل الاختلاف والخطأ ولا تقابل الشر بمثله، ولا تتبنى ضغائن. على السياسي الحقيقي أن يكسب رجل الدين والمرأة والانسان العادي، علاقة قادرة على العطاء بدون شروط، والتضحية بغير مقابل، علاقة تجمع ولا تفرق، علاقة تبني ولا تسمح بالهدم، علاقة تقوي الضعيف ولا تنتقم من القوي. أقول هذا لأن مجتمع الشرق بحاجة إلى مراحل من البناء النفسي والعمران الاجتماعي والتقوية السياسية ليقف على قدميه، ولا يتكئ على قوة أو دين أو خارج عندما يكون لوحده. لا أعتقد أن وظيفة الحزب السياسي أو العلماني هي المناوأة، ضد الدين أو غيره، الوظيفة الحقيقية هي المعية البناءة، المرشدة، الواعية، الحارسة، وكلما زادت نسبة الفئات والجماعات والأحزاب والمنظمات الواعية والبناءة والملهمة الخادمة للمجتمع والمصلحة الوطنية والانسانية، سوف تتقلص بؤر الظلام والتخلف والانتهازية، ويولد مجتمع جديد، يحب الحياة ويبنيها ويحافظ عليها، وفق أسس التعاون والاخاء والمساواة والتسامح. فلا قيمة لوطن بلا حياة، ولا قيمة لحياة بلا مستقبل.
9- الجيل الجديد وعناصر الشباب هم الأقدر على مسايرة أنظمة المعلوماتية وتقنيات الاتصال الحديثة، ولكن هذا الجيل يحتاج أن يهضم الوعي السياسي واليسار العلمي والموضوعي بشكل يوازن بين القاعدة الفكرية والوسائل التقنية. في مسألة التقنيات، ينبغي الانتباه إلى أن مصدرها ورؤوسها ما زالت بيد الرأسمالية الأميريالية العالمية، التي يشكل اليسار أبرز أهدافها وأعدائها. يترتب على هذا أمران.. أهمية القاعدة الجماهيرية والتلاحم الشعبي مع القيادة السياسية، وهذا من دروس الثورات الشعبية للعام المنصرم. والأمر الآخر أهمية العمل والتصميم من أجل تحقيق استقلالية العمل الالكتروني والحصانة الالكترونية والفكرية ضد الأمبريالية وسياساتها الاختراقية. ويمكن الافادة في هذا المجال والتعاون مع محاولات شرقية وأوربية، من أجل حياة كريمة وعالم قائم على التعاون والسلام.
(يتبع..)



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الفنان منير الله ويردي في فيننا..
- نظرة في الحاضر..
- في دارة الأستاذ عبد الهادي الفكيكي..
- في دارة المنولوجست عزيز علي
- في دارة الاستاذ خضر الولي*..
- حامد البازي.. في مقهى الزهاوي
- عبد المحسن عقراوي.. في مقهى الزهاوي
- يعقوب شعبان.. في مقهى الزهاوي
- عبد الرزاق السيد أحمد السامرائي.. في مقهى الزهاوي
- صاحب ياسين.. في مقهى الزهاوي
- سليم طه التكريتي*.. في مقهى الزهاوي
- أنور عبد الحميد السامرائي المحامي.. في مقهى الزهاوي
- د. محمد عزة العبيدي.. في مقهى الزهاوي
- محمد حسين فرج الله.. في مقهى الزهاوي
- مكي عزيز.. في مقهى الزهاوي
- حقوق الأقليات في العالم العربي في ظل التغيرات السياسية
- صورة جانبية لهشام شرابي /2
- صورة جانبية لهشام شرابي /1
- المنظور الاجتماعي في أدب سارة الصافي
- وردة أوغست..


المزيد.....




- عمرو دياب سيواجه المحكمة في واقعة صفعه لمُعجَب
- استئناف مرفوض.. تأكيد حكم ابتدائي يقضي بسجن مواطنة روسية أمر ...
- ماذا يحدث في مرتفعات الجولان؟ تفجيرات لم تقع منذ حرب 1973
- إسرائيل تفتح معبر مساعدات إلى غزة امتثالا لمهلة أمريكية
- توقيف فتى بألمانيا بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم بدوافع إسلاموية ...
- هل تستولي إسرائيل على الضفة الغربية؟
- الجيش الأوكراني في محنة.. وسائل إعلام غربية تكشف حقيقة الوضع ...
- حزب الله: قرار الجيش الإسرائيلي الانتقال للمرحلة الثانية من ...
- السنغال: رئيس الوزراء عثمان سونكو يدعو للانتقام لأنصاره بعد ...
- 42 مليون دولار تعويضا لثلاثة عراقيين عُذّبوا في أبو غريب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - حول دور القوى اليسارية والتقدمية ومكانتها في ثورات الربيع العربي وما بعدها - بمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس الحوار المتمدن 2011 - وديع العبيدي - اليسار والتعددية.. والابداع واللامركزية