أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - مع الفنان منير الله ويردي في فيننا..














المزيد.....

مع الفنان منير الله ويردي في فيننا..


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3614 - 2012 / 1 / 21 - 14:19
المحور: سيرة ذاتية
    


وديع العبيدي
مع الفنان منير الله ويردي في فيننا..
اللقاء كان في محل (كافيه) يطل على (شتيفان بلاتز) في وسط فيننا. تم تحديد العنوان من قبل الاستاذ منير الله ويردي خلال المكالمة. وحين وصلنا كان الاستاذ في انتظارنا برفقة الفنان عاصم الجلبي. اختارا طاولة عمودية مدورة تحيط بها كراسي طويلة، قريبة من الزجاج المطل على الساحة. كان الاستاذ منير أكثرنا طولا وسنا على الاطلاق. رحب الاثنان بنا بحفاوة، الفنان نديم خلف وأنا. ثم تحلقنا جميعا حول الطاولة الصغيرة، معلقين على كراسينا الطويلة. كنت أشعر بساقي تتدليان في الهواء، كأني معلق بشباك عمارة من عمارات شتيفان بلاتز العالية. ولكني كنت أغفر لمضيفنا الاستاذ الله ويردي الذي يثبت قدميه على الأرض، وينظر إلينا باسترخاء بهيج، وهو يتكئ باحدى مرفقيه على ظهر الكرسي.
سبق ان التقينا الفنان عاصم الجلبي في مقهى النيل (في فيننا سبعة) على هامش أمسية شعرية رافقني فيها الفنان نديم خلف بتقاسيم عراقية على العود، -كان ذلك في عام 1997-. ومن خلال علاقته بالفنان الجلبي، والذي كانت تربطه علاقة وطيدة بالاستاذ الله ويردي، أمكن تنظيم هذا اللقاء. اتجهت لي نظرات الاستاذ منير، وكأنه يقول: ماذا تود معرفته مني!..
- أودّ تسجيل حوار فيديو تتحدث فيه عن سيرتك الذاتية والفنية ويكون وثيقة حية لكثيرين يودون معرفة جوانب الحياة الفنية الموسيقية في العراق قبل نصف قرن..
- واين سيعرض هذا العمل؟..
- في الوقت الحاضر لا توجد جهة محددة، ولكن من الممكن تقديمه في الاذاعة النمساوية مبدئيا..
- وماذا تريد مني لأجل ذلك..
- يلزمنا الاتفاق على مكان لتسجيل الحوار.. وكم جلسة نحتاج لذك حسب ظروفك ووضعك الصحي..
- سجل لي عاصم مقابلة على كاسيت..
- استاذ منير.. حوارنا سيكون فيديو وليس مجرد صوت.. وطبعا سيكون موسعا أكثر..
- أنا أشكركم على الاهتمام بشخصي المتواضع.. ولكن صحتي لا تحتمل التعب، كما أن وقتي في فيننا محدود، وعلي السفر إلى الدنمارك قريبا..
- أنا لست مستعجلا ويمكن ترتيب مواعيد التسجيل..
- تفاهم مع الأخ عاصم وأنا حاضر..
- أشكرك..
كان الاستاذ عاصم يتبادل بعض الكلمات من حين لآخر مع الأخ نديم، ونحن نجلس بشكل متقاطع. فأنا أجلس بينهما، وهما يجلسان على جانبي الاستاذ منير..
بعد احتساء شيء من القهوة.. سألته..
- يوجد لديك شيء غير عادي..
فعاينني بتمعن.. واستغراق.. فأكملت بسرعة..
- اسمك.. الله ويردي!..
- هذا اسم ابي..
- اسم تركي أم تركماني..
- نحن من سكان كركوك.. قبل الانتقال إلى بغداد..
- أنت تجيد التركمانية إذن!..
- كنت أجيدها.. لقد مضى زمن طويل..
- اعتقد أن الاسم نادر.. هل وراءه قصة أو حادثة معينة..
- أكيد.. توجد قصة.. كيف انتبهت لذلك.. أنت أول شخص يسألني عن ذلك..
- لا أريد أن أتعبك بالحديث.. رغم رغبتي فيه..
- أنا أيضا يعجبني حديثك وأسئلتك المثيرة.. أرجو أن نحدد لقاء جديدا..
استغرق اللقاء ساعة، كنا حريصين فيها على عدم ارهاقه بالحديث، لعدم استقرار صحته.
الاستاذ منير الله ويردي طويل القامة قوي البنية لولا اعتلالات الشيخوخة. له طلعة مهيبة، ارستفراطية، لا تخلو من مسحة فنية. له بشرة بيضاء وشعر أشقر. هادي، قليل الكلام، متأمل. في عينيه هدوء عميق.. وفي قسماته سلام. في سيره تؤدة. وكان في الثمانين من سنواته. الموسيقى هي هوايته وليست احترافا. وكان يعزف على الجلو والساكسفون. ولندرة العازفين على الالة الثانية، عرف بها. قبل تأسيس الاذاعة العراقية كان يعزف إلى جانب فنان آخر على الجلو في ملهى/ سرداب. وفيما بعد كان أحد الأعضاء المؤسسين للفرقة السمفونية العراقية/ الأوركسترا الوطنية. حياته الفنية وانتماؤه الأصيل جعل منه سجلا لتاريخ الحركة الفنية وأحداثها المتمايزة. وهو من القلة في الوسط الفني من أبناء العاصمة بغداد ومن أصول شمالية. فالوسط الفني والثقافي عموما، ذو استقطاب جنوبي (جنوب العاصمة بغداد).
(الله ويردي) تعبير تركي ومعناه –ألله أعطى- ويقابله اسم – عطاالله- في اللغة العربية، أو اسم (متى) بالعبرية. والاسم المركب هو الاسم الثاني في اسم الاستاذ منير. ولكن البعض يلفظ الاسم الاول منسوبا إلى لفظ الجلالة أي (منيرالله) وهو خطأ شائع. انتهى لقاؤنا في شتيفان بلاتز على أمل لقاء أخر، وهو يقيم نصف العام في فيننا ونصفه الثاني في الدنمارك، ولم تسنح الفرصة للقاء آخر. في عام 2005 التقيت مع الفنان عاصم الجلبي في أمسية شعرية موسيقية في مدينة لنز شمال النمسا. ولم يجر التطرق للموضوع، كما أني لم أطلع على تسجيله الصوتي لذكريات الاستاذ منير الله ويردي وسيرته الموجزة، وقد علمت من الفنان نديم خلف أنه تسجيل كاسيت لمدة نصف ساعة.



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة في الحاضر..
- في دارة الأستاذ عبد الهادي الفكيكي..
- في دارة المنولوجست عزيز علي
- في دارة الاستاذ خضر الولي*..
- حامد البازي.. في مقهى الزهاوي
- عبد المحسن عقراوي.. في مقهى الزهاوي
- يعقوب شعبان.. في مقهى الزهاوي
- عبد الرزاق السيد أحمد السامرائي.. في مقهى الزهاوي
- صاحب ياسين.. في مقهى الزهاوي
- سليم طه التكريتي*.. في مقهى الزهاوي
- أنور عبد الحميد السامرائي المحامي.. في مقهى الزهاوي
- د. محمد عزة العبيدي.. في مقهى الزهاوي
- محمد حسين فرج الله.. في مقهى الزهاوي
- مكي عزيز.. في مقهى الزهاوي
- حقوق الأقليات في العالم العربي في ظل التغيرات السياسية
- صورة جانبية لهشام شرابي /2
- صورة جانبية لهشام شرابي /1
- المنظور الاجتماعي في أدب سارة الصافي
- وردة أوغست..
- كلّ عام وأنت..!


المزيد.....




- عمرو دياب سيواجه المحكمة في واقعة صفعه لمُعجَب
- استئناف مرفوض.. تأكيد حكم ابتدائي يقضي بسجن مواطنة روسية أمر ...
- ماذا يحدث في مرتفعات الجولان؟ تفجيرات لم تقع منذ حرب 1973
- إسرائيل تفتح معبر مساعدات إلى غزة امتثالا لمهلة أمريكية
- توقيف فتى بألمانيا بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم بدوافع إسلاموية ...
- هل تستولي إسرائيل على الضفة الغربية؟
- الجيش الأوكراني في محنة.. وسائل إعلام غربية تكشف حقيقة الوضع ...
- حزب الله: قرار الجيش الإسرائيلي الانتقال للمرحلة الثانية من ...
- السنغال: رئيس الوزراء عثمان سونكو يدعو للانتقام لأنصاره بعد ...
- 42 مليون دولار تعويضا لثلاثة عراقيين عُذّبوا في أبو غريب


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - وديع العبيدي - مع الفنان منير الله ويردي في فيننا..