أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فائز الحيدر - هل عبد الرزاق عبد الواحد خط أحمر لا يمكن تجاوزه















المزيد.....

هل عبد الرزاق عبد الواحد خط أحمر لا يمكن تجاوزه


فائز الحيدر

الحوار المتمدن-العدد: 3614 - 2012 / 1 / 21 - 11:27
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


المندائيون وحرية الرأي وقمع الآخر
هل عبد الرزاق عبد الواحد خط أحمر لا يمكن تجاوزه
فائز الحيدر

من أقوال النبي يحيى ( ع ) .... خـير غبطتـك أن تحتـرم النـاس

وينص الأعلان العالمي لحقوق الأنسان في في إحدى فقراته بما يلي :

لكل إنسان الحق في حرية الفكر والوجدان والدين وحريته في إعتناق أي دين أو معتقد يختاره
شهد منبر الياهو خلال الأيام الماضية جدالا" حادا" نتيجة عرض مقاطع من مقابلة حديثة للشاعر عبد الرزاق عبد الواحد على قناة الفضائية العربية وهو يمجد الطاغية صدام حسين وحروبه ويحن لتلك الأيام التي جمعته مع طاغية القرن العشرين ، إضافة لمشاركته في المؤتمر الشعري لما يسمى بشعراء المقاومة والذي تم عقده في الأردن بمناسبة الذكرى الخامسة لاأعدام الطاغية صدام حسين في 30 / 12 / 2006

تلك اللقطات من المقابلة شجعت البعض من الذين أكتوى بنار النظام الفاشي لطرح آرائهم حولها ووجهوا إنتقادهم له وفقا" لحرية الرأي والرأي الآخر ، وبدل أن تناقش تلـك الآراء بروح موضوعية مبنية على الأحترام المتبادل وتقبل وجهة نظر الطرف الآخر وبعيـدا" عن التعصب السياسي والديني والفكري بـادر البعض بالرد بطروحات متشنجة وغير مسؤولة مرفقة بإتهامات وبشتائم تعبـرعن مستوى الكاتب وقلة أدراكه لمبدأ الثقافة والحوار وتقبلـه لوجهات النظـر المخالفة والتي تعبر عن مفاهيم القمع التي تربى عليها الكثيرون خلال العقود الأخيرة ، وليس هذا فقط بل إعتبره البعض مع الأسف رمز من رموز الطائفة والبعض الآخر وصفه بأحد فرسان الطائفة الميامين وهو خط أحمر لا يجوز المساس به لكونه قد ساهم في الصياغة الأدبية للكتاب المقدس ( الكنزا ربا ) ، وإن مواقفه السابقة في الخنوع للنظام ورئيسه وتأيده لسياسة الحروب العبثية المدمرة ناتجة عن الخوف من بطش أزلام النظام ليس إلا .

والأن جاء دورنا للرد على تلك الطروحات والآراء ولو متأخرا" بعض الشئ لظروف خاصة وفرضنا إن تلك الأدعاءات التي صرح بها لبعض المندائيين كانت صحيحة في زمن النظام المقبور وبذلك يكون معذورا" نتيجة لما يشعر به من خوف ، فما باله اليوم وهو يعيش ومنذ عام 2003 في الغربة وبين رفاق الأمس عزت الدوري ويونس الأحمد ، حيث لا زالت تصريحاته المقززة بتأييد قائده البطل وحروبه وحنينه لتك الأيام السوداء من تأريخ العراق الدامي ومساهماته الشعرية المتواصلة في المناسبات التي تدعوا لعودة البعث الفاشي من جديد . ألم يدرك الشاعر اليوم إن تلك الحروب التي لا زال يؤيدها قد كلفت وطننا الملايين من القتلى والمعوقين والمفقودين والمصابين بالأمراض النفسية وتدمير البلد عموما" وكلفت الطائفة المندائية الصغيرة المسالمة بـأكثر من 25 % من شبابها في تلك الفترة والذين بلغ عددهم وحسب الأحصائيات المتوفرة لدينا أكثر من 280 شهيدا" ليس لهم ناقة ولا بعير في هذه الحروب ، ألم يسمع بالشهداء المندائيين السياسيين من حملة الفكر الوطني التقدمي والذين تجاوز عددهم عن 82 شهيدا" قضوا تحت التعذيب في أقبية النظام أو أعدموا في دوائر المخابرات ولم يعثر على رفات الكثيرين منهم لغاية اليوم ، أليس من الأجرام أن نطلق على هكذا شخصية تسمية الرمز ؟ وهل هو رمز فعلا" ؟ وماذا نقول لشبابنا في بلدان المهجر والذين عاشوا السلام الأجتماعي وكرهوا الحروب وتمتعوا بالحياة الديمقراطية بأجمل صورها عن شاعر الطائفة الرمز ، هل نقول لهم تعالوا يا شباب وأنظروا من صاغ كتابكم المقدس ( الكنزا ربا ) ؟ إنه شاعر الطائفة الرمز ، شاعر القاسية ، شاعر البعث ، شاعر الحروب والمقاومة الغير شريفة ، الشاعر الذي لا زال يمجد ولغاية اليوم وعلى الفضائيات وبدون خجل الحروب والقتل والتفجيرات والتي كلفت الوطن الآلاف من الضحايا ناهيك عن العشرات من طائفته المندائية .

ألم يفكر الشاعر بترك العراق عندما كانت حياته مهددة أسوة بالمئات من الشعراء أمثال الجواهري وسعدي يوسف ومظفر النواب وعبد الكريم كاصد وغيرهم العشرات والمئات من المثقفين والعلماء والأطباء والذين تركوا كل شئ خلفهم في الوطن ولكنهم إحتفظوا بكرامتهم وأخلاقهم ومبادئهم وعاشوا ظروف الغربة القاسية وتكيفوا لها وتوفي الكثيرين منهم في تلك الديار ، مما يؤسف له أن ما يسمى بالشاعر الرمز لا زال ولغاية اليوم يتبجح بتلك الأيام التي جمعته مع الطاغية صدام ولم يعتذر للشعب العراقي أو ينتقد تلك الفترة الزمنية من حكم البعث وهذا ما يؤكده في مقابلته بقوله ( والله لا ألوم صدام عن أي شئ فعله) .

لا ألوم الكثيرين من الذين لا زالوا يقفون مع شاعرهم عبد الرزاق عبد الواحد ويمجدونه في حديث أو مناسبة ، لإننا نعلم غالبية المندائيين قد وصلوا الى بلدان المهجر من بلد متخلف أجتماعيا" لا يتمتع بالوعي الكافي وبالحرية الكاملة ، حيث غياب ثقافة الإختلاف وقمع حرية التعبير والرأي الآخر ، وحيث ينتشر القهر والخوف والإستبداد والتصفيات لكل شرائح المجتمع وخاصة المثقفين وأصحاب الرأي الحر، لذلك أصبحت التربة المحيطة بهم سابقا" ملائمة وخصبة لنمو كل أنواع القمع السياسي والأجتماعي وحتى الفكري ، وما يظهر الآن على ساحتنا المندائية من صراعات فكرية بين البعض هو أمتداد لطبيعة مجتمعنا السابق وما يحمله من تخلف ، وقد يكون هذا الصراع بدعم من تنظيمات سياسية تسعى للتحريض عليه وإعادة مجدها السابق ، والهدف منها هو إسكات الآخرين ليتسنى لهذه التنظيمات نشر أفكارها دون أي معارضة من التيارات الأخرى .

إننا اليوم بحاجة إلى الإعتراف بحق الإختلاف و تعـزيز حرية الرأي ، و نشر ثقافة قبـول الآخر ونرفع أصواتنا ضد الحروب والقمع الفكري وفرض الوصاية والهيمنة على عقول الآخرين و أفكارهم ، وهـذا بالتـأكيد لا يمكن أن يتم دون إشاعة الديمقراطية وإحتـرام الرأي الآخر ومواصلة الحـوار الهـادف ، فالديمقراطية مفهوم إنساني واسع قائم بين الفكر والواقع ، وتعكس الطموح من أجل حياة أفضل يحقق بها الإنسان إنسانيته وكرامته . فهي طموح ترتبـط بها مفاهيم عديـدة أخرى كالعدالة والمساواة والحرية والتعايش و التسامح وأحترام الآخر .

وحين ندعوا للديمقراطية في كل مناسبة نتناسى في بعض الأحيان إن معظم الشعوب وخاصة الشرقية منها لا تعرف معنى الديمقراطية وقبول الرأي الآخر وسبب ذلك يعود لحياة العزلة عن العالم التي عاشتها تلك الشـعوب طيلة قرون عديـدة بسبب الأنظمة الدكتاتورية الحاكمة ووممارستها القمع و البطش والأرهاب المستمر ضد شعوبها . وبالتأكيد إن المندائيين أناس من تلك الشعوب التي عانت الكثير قد تأثروا بمحيطهم الشرقي العربي والأسلامي وتطبع بعضهم بهذه الطباع ..... وهنا لا بد القول إننا لا يمكننا فهم الديمقراطية من جانب واحد وإنما علينا فهمها بجانبيهـا النظري والتطبيقي ، فالعلاقة بين الديمقراطية والرأي الآخر علاقة ثابتة لا يمكن فصلهما عن بعض وعلينا البحث عن المكان المناسب لطرح الرأي الآخر وكيفية الطرح وطريقة التعامل معه وهذا يحتاج الى الوعي والثقافة والنضوج الفكري . كما وأثبت الواقع أن الكثير من المندائيين الذين يدعون الديمقراطية والحوار لا يفهمون معنى لديمقراطية وإحتـرام الآخر وهذا يتجلى عند التحاور مع البعض وأختلافنا مع الآخر حيث تنهال الأتهامات التي تصل حد التخوين أحيانا" .

إن هدف الحوار هو ليس الأقناع وتبني الرأي المطروح وإنما الهدف الأساسي هو تبادل للآراء للوصول الى الأفضل ، ولطرفي الحوار الحق بالدفاع عن آرائهم بهدوء وبعقلانية ، فالحوار ليس صراعا" وإنما هو تفاعل فكري للوصول الى آراء جديدة تكون مقنعة ومرضية للمتحاورين وإلا سيفقد الحـوار هدفه .

كندا
20 / 1 / 2012



#فائز_الحيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول/ الحلقة الأ ...
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول/ 6
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول / 5
- الطائفة المندائية ... تحديات كبيرة ومستقبل مجهول / 4
- الطائفة المندائية ، تحديات كبيرة ومستقبل مجهول / 3
- الطائفة المندائية ، تحديات كبيرة ومستقبل مجهول ، إنقراض اللغ ...
- الطائفة المندائية ، تحديات كبيرة ومستقبل مجهول
- أيام في كوبا ، الثائر تشي جيفارا ، الحلقة الأخيرة
- أيام في كوبا ، هافانا مدينة التراث والأعمدة ، الحلقة الخامسة
- أيام في كوبا ، الحصار الإقتصادي ، الحلقة الرابعة
- أيام في كوبا ، التوجه إلى هافانا ، الحلقة الثالثة
- أيام في كوبا ، منتجع فاراديرو ، الحلقة الثانية
- أيام في كوبا ، الحلقة الأولى
- ذكريات أنصارية ، المناضل توما توماس كما عرفته ، الحلقة الخام ...
- ذكريات أنصارية ، توما توماس كما عرفته ، الحلقة الرابعة
- ذكريات أنصارية ، المناضل توما توماس كما عرفته ،الحلقة الثالث ...
- ذكريات أنصارية ، المناضل توما توماس كما عرفته ، الحلقة الثان ...
- ذكريات أنصارية ، المناضل توما توماس كما عرفته ، الحلقة الأول ...
- من الذاكرة ، تخزين القات آفة تنخر المجتمع اليمني ، الحلقة ال ...
- من الذاكرة ، هواية صيد الأسماك في عدن ، الحلقة العشرون


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - فائز الحيدر - هل عبد الرزاق عبد الواحد خط أحمر لا يمكن تجاوزه