أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة الفدادي - مذكرات امرأة لا مبالية














المزيد.....

مذكرات امرأة لا مبالية


فاطمة الفدادي

الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 16:51
المحور: سيرة ذاتية
    


عندما لا تسعفنا الكلمات حتى لنضمد جراحنا وجراح من نحب
عندما نختنق بالبكاء وحتى البكاء لا يسعفنا للخروج
عندما تضيق بنا الدنيا ونعاني الظلم، ظلم من يقولون بأنهم يحموننا، فيصدق عليهم المثل القائل حاميها حراميها، أنا اليوم الألم هو الذي جعلني أكتب، أفرغ ألمي لأني أحس الضياع في شوارع ليست لي، تضيق بي حد الإختناق,
عندما تصير ناقما على كل الأشياء وتجد بداخلك قوة يمكن أن تأتي على الأخضر واليابس، ما أسوأ الظلم، وما أعدل دعوة المظلوم، لك الحمد يالله.
لماذا ضاقت بي السبل؟ أول شئ أعيش في مدينة حتى ولو أزيلت من خريطة هذا الوطن فلن يتغير شئ، الوضعية راكدة منذ زمن بعيد. وأحس البكاء والضحك والعبث عندما أتذكر ما درسوني في تعليمي المتهالك التحلي بالقيم والأخلاق واحترام القانون، شعارات جمة لازالت تعبث في مخيلتي، شعارات فارغة المضمون والمحتوى لا تنطبق والواقع الذي نعيش فيه، منها مثلا: أن لديكم حقوق وعليكم واجبات، التزمنا بالواجبات وحفظناها كما هي مملاة علينا في الكراريس كالبلهاء والمهرجون الذين يلعبون في السيرك، طيب ومع ذلك حفظناها، أين هي الحقوق كل يوم نستيقظ نتطلع للأعالي ماذا وجدنا؟ السقوط إلى أسفل السافلين.

درسونا التاريخ تقبلناه كما هو وتجرعنا مرارته، بطوله وعرضه، فماذا قدم لنا التاريخ لائحة طويلة من الظلم الذي يشهد له التاريخ، لكن للأسف من نحن ليسجل لنا التاريخ ما نعانيه، نحن مجرد أوراق بالية يتلاعب بها من طرف حكومات اختارت الكراسي والمناصب السامية كالنوارس التي تهب في موسم مطر لتتغذى على الأسماك التي يرميها البحر على شطه. ومن تسول له نفسه المطالبة بحقه ، فمصيره الحذف من القائمة، لأنه لن يضيف شيئا في لائحة النوارس الغنية بالحوت، من نحن لندلي بآرائنا، نحن مجرد ثكالى يتهاوون يوما عن الآخر، نحن مجرد أوراق محروقة جاءت من الهامش، فكيف لنا بمخاطبة من يعيشون في المركزية التي أنتجتها أوروبا، من نحن في شرق قديم تغنى بأعراف بالية واتخذها قواعدا وأحكاما للظلم ومهانة الآخر.

أعراف كتبت في مخطوطات، مخطوطات تآكلت وحتى الدود يئس منها، لكنها لازالت معترف بها في شرق يحب الإحتفاظ بالتحف والكوارث لتتخذ كأعراف وقوانين يباد بها الآخر إذاما فتح فمه وقررالتعبير، في هذا الشرق يجب أن يعلم الجميع أن هناك قواعد يجب أن تطبق وإلا كنا كلنا طعاما للنوارس في موسم المطر الحزين، ومن القواعد التي يجب أن تتبع مايلي:
حتى ولو كنت تفهم كل الأشياء قل أنا لا أفهم ولاأسمع ولا أرى، لكي تكون من التابعين وتابعي التابعين.

إذاما رأيت أحدا يحترق أمامك، فلا تتدخل وقل في نفسك ولا تسمعها للآخرين هذا أمر عادي، يقع في سنة 2012 وسيقع في السنوات القادمة،
إذا رأيت مطالبا بحقه، يعتقل، قل والله الحق معهم، ماذا يريد هذا الأهبل، يستحق ما أصابه لأنه يطلب شيئا معجزا لا يستطيع هذا الشرق المتداعي تحقيقه، هذا أمر معجز، وإذا سألوك، قل يستحق الهم زد وبارك.

عندما ترى نخبة مثقفة تحرق وتسجن، فاعلم أن هذا حق في دولة الحق والقانون، وارفع شعار التضامن ليس مع من أحرق أو سجن وإنما مع دولة الحق والقانون وتابع المسير.
عندما لا يعجبك الشرق، فاحزم الحقائب واتخذ من قوارب الموت ملجأ،إما الوصول أو الموت قبل رِؤية الضفة الأخرى، وقبل ان يلتهمك الحوت لا تغضب على الشرق القديم، بل اغضب كما تشاء وارحل وكن من الصامتين حتى بعد الموت، لكي لا ينبش قبرك وتتعرض لمحاكمة علنية ويشنق ما بقي من رفاتك.
إذا تعبت من المسير فاعلم أنك أسير ، كما قال أحمد مطر: أسير مستعمرة كبيرة ، وادخل إلى البيت فهناك حضر تجول.... للحديث بقية



#فاطمة_الفدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوبعة الكلمات
- شذرات من المغرب الأقصى
- تسونامي الثورات العربية
- دور الإعلام في خلق تنمية مجتمعية.
- المقاربة الجندرية... التربية الدور والإشكالات
- رمزية الموت في الفكر اليهودي
- عاشوراء... الطقوس والعادات
- الثقافة الشعبية المغربية ... عادات وتقاليد تقاوم النسيان
- عندما تسقط الاقنعة
- ضياع أمة


المزيد.....




- إيران تعلن البدء بتشغيل أجهزة الطرد المركزي
- مراسلنا في لبنان: سلسلة غارات عنيفة على ضاحية بيروت الجنوبية ...
- بعد التهديدات الإسرائيلية.. قرارت لجامعة الدول العربية دعما ...
- سيناتور أمريكي: كييف لا تنوي مهاجمة موسكو وسانت بطرسبرغ بصوا ...
- مايك والتز: إدارة ترامب ستنخرط في مفاوضات تسوية الأزمة الأوك ...
- خبير عسكري يوضح احتمال تزويد واشنطن لكييف بمنظومة -ثاد- المض ...
- -إطلاق الصواريخ وآثار الدمار-.. -حزب الله- يعرض مشاهد استهدا ...
- بيل كلينتون يكسر جدار الصمت بشأن تقارير شغلت الرأي العام الأ ...
- وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
- إسرائيل تشن غارتين في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بعشرات ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - فاطمة الفدادي - مذكرات امرأة لا مبالية