أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الحسن حسين يوسف - ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهايه)(الحلقة الخامسة)














المزيد.....

ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهايه)(الحلقة الخامسة)


عبد الحسن حسين يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 15:55
المحور: سيرة ذاتية
    



كان اليوم الاول لي في الغرفه رقم(17أ) مؤلما رغم انه الان مضحكا جدا .لقد تعودت على اسمي السابق وهو 42 وعندما خرجت االى المرافق الصحيه في الصباح كان في ذهني هو رقم غرفتي القديمه وعندما نودي على رقم 17 بالخروج من التواليت لم اخرج لانه بالنسبة لي ليس رقمي وكرر النداء و(حضرتي ) لم يتزحزح من مكانه ولم اشعر الا وقد دخل احد الجلادين علي التواليت لينهال علي بالضرب في جميع الاماكن من جسمي ويقول (ابن الك.....انته رقمك مو17 ليش ما تطلع الا اطلعون بالقن...) تذكرت ان رقمي قد تغير ولكن بعد فوات الاوان وحصولي على علقه ساخنه كما يقول المثل المصري .استقبلني د.خلف معاتبا ومتألما لماذ تأخرت قلت له لقد نسيت رقمي الجديد قال ضاحكا سوف لن تنساه بعد الان قلت له بالتاكيد لن انسى عرف الدكتور خلف اني جندي متطوع واني شيوعي من القيادة المركزية وهو القومي المعروف والاستاذ الجامعي كنت اعتقد في داخلي انه استهان بي فشحذت كل همتي وكل مااحفضه عن لينين وماركس وكلماتي الجنوبيه بحكم كوني (شروكي بامتياز) وكأني سوف ادخل معركة مع الدكتور وليس معتقل مثله .كان الرجل لطيف جدا استطاع امتصاص ما افكر فيه وتحول وجودي معه الى نقاش يومي هادىء اعتقد ان الدكتور بدء يغير نضرته عني ونسى اني جندي بل شيوعي فقط كان ذلك بفضل اجدادي العضام ماركس وانجلز ولينين وكتاب كان يعتبر انجيلي الدائم (اصول الفلسفة الماركسية للشهيد الفرنسي الكبي جورج بولتيزر)قمنا نحن الاثنين بتصنيع ادوات شطرنج من لب الصمون وجعلنا الادوات باشكال مختلفة للتمييزبينها كان الدكتور لاعبا ماهرا تعلمت منه الكثير استثمرته في اللعب بالسجون الاخرى مع الاخرين..هناك اتفاقية عقدت بيني وبين الدكتور وهي ان في هذا القاطع مراقب (حجاب) القومي ومن اهالي القائم ومراقب اخر معتقل ايضا من اهالي الناصرية تهمته شيوعي اسمه(فتحي) فكان اذا قام فتحي بتوزيع الغداء يعطي اللحم الى الشيوعيين اكثر من الباقين واذا كان الموزع حجاب يعطي للقوميين وغيرهم لحم اكثر من الشيوعيين كانت اتفاقيتنا انا والدكتور ان نأكل معا حتى نتقاسم اللحم سوى كان الموزع فتحي الشيوعي او حجاب القومي اسميناها للفكاهه(الجبهة القومية الشيوعية لللحم) رغم سوء التغذية وعدم انتضامه اصبح في غرفنا ضيف دائم وبكميات جيده هو لا يحب التمن والمرق الطازج بل ياخذه منا بعد ان نحوله الى دم هذا الضيف هو (القمل) فاجسامنا لم يصلها الماء لاشهر والصابون لا وجود له نهائيا وملابسنا البالية قد لا يعرف لونها الاصلي الا بصعوبة من كثر ما علق بها من اوساخ والحلاقه غير موجوده اطلاقا حتى اصبح الصلع نعمة من الله لم يرزقني الله بها الابعد خروجي من السجن بمدة طويلة في الوقت الذي اصبحت لا احتاجه (ربما الى الله فيها حكمة)كان االمعتقلين جميعا عرضه للظرب في اي لحضة ولكن هناك زبائن دائميين من مختلف الاتجاهات اولهم الضابط القومي هادي خماس الذي كانوا يجبروه على النباح مثل الك .... ولم يشفع له انه كان من ضباط انقلاب شباط 1963 ومذيع بيانه الاول وهناك اثنين من المعتقلين احدهم اسمه علوان جبرحبيب وهو المعلم من الناصرية والذي كان مسؤول محلية اربيل للقيادة المركزية ومعتقل اخرفلاح من الكوت اسمه (علوان جبر حمار) وكان اسم جده هو حمارفعلا كان هذا الفلاح المناضل قد زوج ابنته الى احد المناضلين الهاربين من المدينة وكان الجلادين يريدون ان يعرفوا الاسم الحقيقي لهذا المناضل الهارب والفلاح ينكر معرفته لاسمه الحقيقي وعندما يسئلوه وكيف تزوج ابنتك لمن لاتعرف اسمه يجيب لقد زوجتها للحزب وليس له الامر الذي يثير غضبهم فيقوموا بجرجرته في القواطع وهو بحالة يرثى لها وقد تجاوز عمره السبعين ومن اساليبهم القذرة يقومون باخراج المعلم علوان جبر حبيب ويضربوه بكل انواع الضرب ثم ياتي احدهم وباستهزاء ليقول لهم ليس هذا المطلوب بل المطلوب علوان جبر حمار ليخرجوه الاخر وياكل حصته من الضرب وسط ضحك الجلادين وكانهم في حفله راقصه..كثيرا من المعتقلين جنوا او ادعوا الجنون في محاولة للتخلص من التعذيب ولكن جنونهم او تصنعهم ذلك لم يخلصهم من التعذيب بل العكس تحولوا الى عرض مسرحي يومي للجلادين ونحن بالطبع لا نسمع الا الامهم وكلماتهم الغير طبيعية وضحك الجلادين الهستيري كان احد هاؤلاء الذين ادعوا الجنون هو(امبن...لاداعي لذكر اسم ابيه)وقد نجح باطلاق سراحه ولكنه تحمل من الضرب لوكان للضرب وزن لكان اطنان لا يحملها الا سيارة لوري كبيرة وقد تم اطلاق سراحه بعد ان اقنعهم بجنونه ولكنه استطاع بعد ذلك اكمال دراسته الجامعية وهو الان محامي كبير في منطقة(.........) تحياتي والى حلقة قادمه واعتذر من الاطال



#عبد_الحسن_حسين_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات لا يمحوها الزمن(ايام في معتقل قصر النهاية) الحلقه الث ...
- ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهايه)(الحلقة ال ...
- المهمات الاساسية لوحدة الحركة الشيوعية العراقية
- رسالة من مريدي الى احفاده في شارع مريدي
- ظاهرة جديدة اسمها العظامة السياسية
- اخي محمد الرديني
- رواية(الهجرة الى السعدون) هجرة الى العمق العراقي
- العراق العربي متى يحارب ايران ثانية
- الى المعلم الكبير حسقيل قوجمان مع التحية
- الى الدكتور الفاضل عبد العالي الحراك مع التحية
- أصدقاء السوء والشعب العراقي
- عبد الله بن سبأ وإيران وصندوق النقد الدولي
- من تاريخ الحركة الشيوعية في العراق(الماضي وآفاق المستقبل
- الاسطبل الذي حوله البعثيون الى معتقل
- الســــــــقــوط


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الحسن حسين يوسف - ذكريات لا يمحوها الزمن (ايام في معتقل قصر النهايه)(الحلقة الخامسة)