أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الطفل هو المستقبل















المزيد.....

الطفل هو المستقبل


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3613 - 2012 / 1 / 20 - 13:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اعجبنى برنامج شاهدته منذ سنوات فى التليفزيون البريطانى ... هو نوع من المسابقات ذات المكافأت المالية الكبيرة التى تدفعها الشركات بسبب الاعلانات التى تظهر بشكل ما فى البرنامج ... حيث يظهر مقدم البرنامج فيقول مثلا : موضوعنا : على باشا مبارك الذى ولد فى برمبال الجديدة بمحافظة الدقهلية سنة 1824 ... ونحن نعرف انه تعذب كثيرا فى كتاب القرية ..لقد ضربه (سيدنا) فهرب .... فذهب الى رجل آخر كان يقسو عليه ايضا فهرب ... ثم ذهب الى القاهرة وتعلم فى مدرسة الهندسة ليكون مهندسا ... وسافر قى البعثة الخامسة التى اوفدها محمد على الى فرنسا ( البعثة الاولى كان بينها رفاعة الطهطاوى .... اما على مبارك فقد كان فى بعثة الانجال ... فقد اوفد محمد على باشا عددا من اولاده فى هذه البعثة .. من بينهم حفيده اسماعيل - الخديوى اسماعيل - ) ... واينما كان على باشا مبارك يذهب , فالحقد والدسيسة وراءه ... هل كان ذكيا جدا ؟...هل كان مخلصا اكثر من اللازم ؟ هل كان ريفيا ساذجا ؟ فما من حاكم حكم مصر الا اذاقه الهوان حتى قرر ان يترك التعليم ويعمل بالتجارة !!!! ... واشتغل بزراعة الارض ... وهو اول من فكر فى تأسيس شركة لبناء المساكن ... ولكن احدا لم يطاوعه ... وهو اول مصرى تم طرده من عشر وظائف متوالية ... وهو فى نفس ذات الوقت اول مصرى فى التاريخ يشغل خمس وزارات فى وقت واحد !!!..

السؤال الذى يطرحه البرنامج مثلا : من هى السيدة التى دق بابها فى الساعة الثالثة صباحا فلما قالت له : من انت ؟ اجابها باللغة الفرنسية : انا المحب المخلص والعاشق الولهان ... والذى جاء يبوس الارض تحت قدميك !! ... ولما لم تفهم السيدة راح يضحك من نفسه ثم قال لها باللغة العربية : أنا الابن البار المخلص جئت اقبل قدميك قبل يديك !!! ... وفتحت له الباب واغمى عليها من الفرح والبكاء ... فراحت تصرخ وتزغرد !!! الاجابة عن هذا السؤال : انها والدته !!! ... الجدير بالذكر ان البرنامج يشترك فيه مئات الاطفال الصغار فى الاستوديو يتحاورون بالمعلومة عن الشخصية مع مقدم البرنامج مهما كانت المعلومة بسيطة عن تلك الشخصية !! والمشاهدون يشاركون عبر الهاتف والاتصال بالبرنامج على الهواء مباشرة !!! هذا البرنامج مناسبة لتعليم التاريخ الوطنى لاطفالنا ... وتعميق الثقافة العامة لديهم من خلال البحث والتحرى عن المعلومة !!! ..

ونحن صغار علمنى ابى ( رحمة الله ) ان اقرأ مجلة سمير ومجلة ميكى ....وكنت ابعث بمشاركاتى للمجلة فتنشرها على الفور واشترك فى مسابقات مجلة سمير على وجه الخصوص ... الى ان فزت باحدى الجوائز عبارة عن ( مضرب تنس طاولة ) .. واعلنت مجلة سمير انها سترسل خطابات بموعد تسليم الجوائز للفائزين ... وظللت انتظر ولكن طال انتظارى ... ولم يصل الخطاب المذكور !! فكتب والدى على الآلة الكاتبة الخاصة به خطابا لرئيس مجلس ادارة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة سمير يعاتبهما فيه عن ان ابناء الاقاليم دائما آخر اهتمامات قاطنى القاهرة ومسئوليها .... مع ان فيهم النابه والذكى الذى يفوق ابناء القاهرة علما وثقافه ... وعلى الفور ردت علينا الاستاذة الفاضلة ماما لبنى رئيس تحرير مجلة سمير : بأن هناك خطأ غير مقصود من المجلة لعله خطأ رجل البريد !!! وتطلب مقابلتى لتسليمى الجائزة بنفسها !!! وعندما ذهبنا هناك هالنى ما اراه عندما اخذتنى ماما لبنى لكى اشاهد كيف يتم تحرير واخراج مجلة سمير !!! وبعد ان تسلمت جائزتى ... سألتنى : ماذا تود ان تكون فى المستقبل ؟! ... فقلت على الفور وبدون تفكير : عايز اكون زيك !! ( اى صحافى ) ... ما اود ان اقوله هنا هو ان ننقش اطفالنا بالموقف التعليمى !!! وليس عن طريق الحفظ والتقيؤ المعلوماتى بدون فهم او ادراك لما نقول !!!...

كما اذكر ان اول كتاب جلست اقرأه واردد ما فيه من عبارات جميلة وشعر يحض على الاخلاق هو كتاب ( ادب الدنيا والدين ) - ولا اظن ان احدا من الاطفال او الشباب يعرفونه الآن !!! او يجد ضرورة لذلك - ... ولكنه من الكتب التى احنيت رأسى فيها كثيرا ... والذى حفظت منه مئات الابيات والعبارات الحكيمة التى مازالت فى رأسى كما هى حتى الآن .... على الرغم من ان الكتاب لم يكن مسليا , فليست فيه قصص ونوادر ولا ما يشغل الخيال ويطلق فيه النار فى كل الاتجاهات !!! ولما بدأت اختار لنفسى ما يعجبنى قرأت ( روايات الجيب ) التى كان يقدمها فى عبارة سهلة الاستاذ / عمر عبدالعزيز امين ومعها ايضا روائع الادب العالمى ... وقرأت بعد ذلك ( جولات ) الاستاذين ثابت ... وعرفت بعد ذلك قصص الكيلانى ....

ولما ذهبت الى معارض كتب الاطفال وجدت عوالم أخرى لم اكن اعرفها ... فالطفل فى العصر الحالى يجد كل ما يريد وفى كل شىء ... كتبا صغيرة انيقة الشكل جميلة الصفحات سهلة العبارة !!! فى العربية والانجليزية .. ويجد لعبا من الورق والمعدن ... ويجد لعبا كهربائية واخرى الكترونية ومعها كتب تجعل معلوماته اكثر وخياله اوسع واخصب ... ولكنه للاسف اعتماده على الآخرين اكبر وعلى نفسه اقل ... طفل العصر الحالى مشاهد من الدرجة الاولى وقارىء من الدرجة الثانية ..... وطفل اليوم كثير الكلام , لانه لايقرأ !!! فالقراءة هى حسن الاستماع لما يكتبه الآخرون !!!

لذلك اجد من الضرورة ان اتابع احيانا برامج الاطفال ... فانا اريد ان اعرف ما الذى يقال لهم !!! ولا اظن اننى احن الى الطفولة !!! ... وادهشنى اننى لم اسمع كلمة البعبع او العفريت او امنا الغولة او ابو رجل مسلوخة ...الخ من اسماء الاشباح والخزعبلات التى ملأت حياتنا وسودتها واغرقتها فى طين الجبن والخوف ... منذ فترة ليست بالقصيرة دخل على ابن اختى فى غرفتى .. وجلس على مكتبى وجعل يكتب على اوراقى ويشخبط يمينا ويسارا ويبعثر اوراقى ... فحاولت اخرجه بالقوة فلم افلح امام عناده ... فأطفات الانوار بغرفتى لكى يخاف فيخرج من الغرفة !!! ولكنه ظل جالسا ... فاغاظنى انه لايخاف !! ... لو حدث ذلك معنا نحن الكبار ونحن صغار لملأنا الدنيا صراخا وعويلا ... ولكننى وجدته يتسلل فى الظلام لكى يختبىء تحت السرير لكى يخيفنى !!! مع انه لم يبلغ الرابعه من عمره !!...

لذلك اقول اذا كان الاصلاح ضروريا ..فالتربية والتعليم هى البداية ... والطفل هو المستقبل !!! ... فلنعلمه كيف يفكر بيديه ... ويتخيل ويبدع صورا وقصصا ... وان ننتقل معه بشجاعة من لعبة الى لعبة ومن قصة الى قصة ... ومن معنى نفسى الى معنى اجتماعى ... وان ننقل هذه التربية المثيرة من التليفزيون الى البيت ومن البيت الى النت ..ومن النت الى المدرسة ... ومن المدرسة الى الشارع !! ...

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انت صانع الكلمات من يرنو لجاهك احرار واسياد
- الدقة هى ام القيم الصحافية التى يتطلبها العمل الصحافى
- سيبنى هنا يا هجر
- هذه شروطى كى تعودى مجددا
- تلاشى الرؤية التنويرية وغياب المضامين جعلوا الصحافة المصرية ...
- النت لا يرحم عزيز قوم فل
- اهرش الانسان يظهر لك الحيوان
- انت سر وجودى
- طهروا الاعلام من اللئام تنتصر الثورة
- الرضا الطلابى كمؤشر لجودة الاداء التعليمى بجامعة كفرالشيخ
- مات الحب
- كيف يحق للمجلس العسكرى استخدام صمت حزب الكنبة كرأى له!!!
- المجلس العسكرى واخطاء ( جالن )
- التمزق النفسى والتصدع الاجتماعى دعوة للانسحاب من الحياة
- احرار مصر يبكون الشهداء ... وعبيد العباسية يبكون جلاديهم
- غادة كمال شاهدة على وحشية وبربرية الجيش
- الرد على اكاذيب وافتراءات المجلس العسكرى
- الثورة والمجلس العسكرى طرفى نقيض
- انت اخويا ولا ....
- الجنزورى سيدخل مجلس الوزراء على اشلاء القتلى!!!!


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الطفل هو المستقبل