أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - مظهرية ليست في وقتها














المزيد.....

مظهرية ليست في وقتها


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 20:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قاسية جدا..ومؤلمة وثقيلة على قلب وضمائر السوريين هي تلك الجلسات التي غالبا ما تفخّم مسمياتها وتزوق بالفاظ الطارئة والعاجلة والاستثنائية وتدور رحاها خلف ابواب مغلقة بعيدا عن وسائل الاعلام لتتمخض-بعد لأي-عن قرارات يخفت بريقها فور انطفاء وميض عدسات التصوير المنعكسة على جبهة المسؤول العربي"الكبير"وحال تبدد صدى كلماته المنتشاة بمنظر تزاحم الميكروفونات المزينة بعناوين الفضائيات الاجنبية..
فيبدو ان الحسم ما زال بعيدا عن متناول الشعب السوري النبيل..وان قضيته ما زالت مفتوحة على مختلف الاحتمالات الشائكة..وقد تكون المبادرة القطرية الجديدة حول ارسال قوات عربية الى ارض الشام هي القشة التي ستقصم آمال السوريين في نهاية قريبة لمعاناتهم المتطاولة مع التغول الامني الذي يستهدفهم في دمائهم وكرامتهم واحلامهم بالغد الحر المثمر..
فآخر ما ينتظره السوريون ..وهم في هذا الموقف العصيب..هو ان يفقس بيضهم الذي وضعوه -مع ثقتهم ورجائهم- في سلة الجامعة العربية عن مثل هذه القرارات التي لا تغني ولا تشبع ولا تمنع آلة القمع في حصد زهرة مستقبلهم وانتمائهم الوطني..
ففي استعادة لتقنيات قوات الردع العربية,تحاول بعض الدول شديدة الرغبة بالظهور,الترويج لمبدأ ارسال قوات عربية الى سوريا في قرار ظاهره منع انتشار العنف وباطنه التعتيم على الاخفاق المدوي لقرارات جامعة الدول العربية وعجزها عن تقديم الحماية للمدنيين او الضغط تجاه سحب مظاهر النظام المسلحة من شوارع المدن التي عانت طويلا من ثقل سرفاتها على حرية وكرامة السوريين..
نتفق على مسؤولية النظام وادارته البائسة والفاسدة للازمة واعتماده التام على الخيار الامني في تفاقم العنف وفتح الباب على مصراعيه امام التدخل الخارجي الذي ياخذ شكل الضرورة الحتمية لما تمثله تلك السياسات -الاقرب الى ممارسات الجريمة المنظمة- من تأثير على امن وسلامة المجتمعات والبلدان الأخرى القريبة والبعيدة معا..ولكن هذا التدخل يتحصل في جانب اخر منه على مستويات عالية من الخطورة مما لا يسمح بالتعامل معه بكل تلك الخفة التي تتوارد عن تصريحات الجهة المتبنية للدعوة والتي تروج لقوات لا وجود لها -ولا وعد-على ارض الواقع العربية في قرار لا يختلف عن سوابقه بالعشوائية والارتجال والضرر الذي يسببه للثورة الشعبية السورية التي اصبحت محاصرة بين رصاص الحكم القمعي المستبد والتوظيف الانتهازي المدان لآلام المواطن السوري ضمن ممارسات الثورة المضادة المتناقضة مع حرية الشعوب وامالهم بالدولة المدنية الديمقراطية..
فمن غير المعقول-وحتى اللائق- ان يتكرر اصدار القرارات غير القابلة للتنفيذ من قبل القيادة القطرية للجامعة في الوقت الذي تحسب فيه الثواني بالدم على ارض الشام المكلومة..فسوريا لا تحتاج في هذه المرحلة الى قرار جديد لن ينتج الا في ارتفاع اعداد الشهداء الذين تشيعهم ازقة الشام المستباحة بعسس السلطان وجلاديه.. ولا الى التصريحات التي لا يراد منها الا ان تجير-مغموسة بالدم-لصالح الرغبة القديمة العضال بالتموضع في موقع القيادة القادرة..ولا الى تجييش الجيوش وتوجيهها نحو ادامة هدف دول معينة في حصر الحراك الثوري السوري ضمن اطار الصراعات الطائفية والعرقية وتجريده من بعده الوطني التحرري وخطابه الديمقراطي,ولا يستهدف الا اختبار لذة الاحساس بشعور الدول الحقيقية القوية ويذكر بالمآسي التي تسببت بها قوات الردع العربية التي تحولت من نفس الهدف المعلن راهنا في منع الحرب الاهلية وحماية المدنيين الى ممارسات اقرب الى الاحتلال وتدخل وارباك وافساد للحياة السياسية اللبنانية لما يقارب الثلاثة عقود..
مثل هذه التفلتات لا تشكل الا خيبة مضافة الى الشعب السوري المشغول باحصاء ضحاياه في ظل التدخل العربي الاقرب الى التواطؤ مع النظام والمطوق لخيارات الشعب وحقه في التوجه الى الشرعية الدولية لانقاذ الشعب وتحقيق ما يصبو اليه من حرية وامن وسلام واحترام لكرامته الانسانية وحقه في التعبير..
والاكثر ايلاما هو ان المواطن السوري الصابر سيضطر من جديد..ودون نهاية مرتقبة لهذا المسلسل الدوامي المكرور..الى اجترار الصبر وهو يراقب جوق المحللين السياسيين المرتبطين بالنظام الرسمي العربي وهم يكابدون الجهد المستحيل في تبرير خطوات الجامعة العربية واضفاء بعض التفسير على قراراتها العجول المرتجلة..ومرة اخرى سيكون عليه تجرع محاولات الاعلام الرسمي -المحشور في زاوية ارضاء المسؤول الاعلى- في استنباط بعض الجدوى الزائفة من قرارات الجامعة العربية ومراقبته وهو يتلاعب بالبيضة والحجر على سلك الارتزاق المعلق بين الطمع في ما في يد السلطان والخوف من سياطه على حساب الولوغ في دماء الابرياء..وللاسف..سيكون على الاهل في سوريا الجريحة الاستمرار في التقاط اشلاء ابنائهم واحبائهم من ارصفة الشام الموشاة بالموت والدخان ورائحة البارود الاخرق لايام واسابيع اخرى..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطر..قيادة الى حين
- سلفية واحدة..ام سلفيتان
- كأس من الماء بطعم السم الزعاف
- رسالة لقيطة على عتبة النيويورك تايمز
- عام جديد ..حلم جديد
- التعددية المفترى عليها
- تفجيرات دمشق..ونظرية المؤامرة الكاملة
- فوضى الخطاب الاعلامي وتحديات المرحلة
- ما لنا وزبيبة..
- شرعنة الاستبداد ..وفقه السلطة..
- الراسخون في التملق
- لنرى كيف سيحكم الاخوان
- مع شيخ الازهر في الطابور..
- المشير يمر الى العرش على جثة الجنزوري
- البحرين بعد تقرير البسيوني..كالبحرين قبله
- الثورة المصرية تصحح مسارها
- الربيع السلفي في الكويت..توجه جديد وهدف ثابت
- مثقفو الدرك الاسفل
- قرار الجامعة العربية..غطاء ثوري لخطاب زائف
- ربيع الاخوان..خريف السلفية


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - مظهرية ليست في وقتها