أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الليبراليون والتيار الديني.. معاً على الطريق!















المزيد.....

الليبراليون والتيار الديني.. معاً على الطريق!


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 17:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



سوف نترك للتاريخ، ومؤرخي الأفكار، المجال لما سيقال من الشيء الكثير والأثر الكبير لما أُطلق عليه "الربيع العربي"، وما نتج عنه من ثورات فاتحة في تونس، ومصر، وليبيا، ومن ثورات زاحفة في اليمن، والبحرين، وسوريا، وتحركاً ملكياً هادئاً في المغرب.

ولكن علينا أن نذكر هنا، حقيقة ظاهرة للعيان، وسريعة البيان، وهي أن النتائج الأولية للربيع العربي، التي تمثلت في الانتخابات التونسية، والمغربية، والمصرية الأخيرة، أظهرت تآلفاً سياسياً، وتضامناً فكرياً، وطريقاً واحداً لكل من التيارين المتنافسين (الليبراليون والتيار الديني) في كل من تونس، والمغرب، ومصر.

فما هي مظاهر هذا التآلف السياسي، والتضامن الفكري، والطريق الواحد، التي سلكها الليبراليون الآن معاً، وجنباً إلى جنب مع التيار الديني، المتمثل بأصولية "حزب النهضة" الظاهرية وبليبراليته الباطنية، وبأصولية حزب "الحرية والعدالة" (الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين) وحزبي "النور" و "الوسط" السلفيين؟



من مظاهر التآلف والتضامن

1- سوف يقول قائل بأن دعوتكم - أيها الليبراليون- الآن، جاءت بعد هزيمتكم في الانتخابات التونسية، والمغربية، والمصرية. ولولا هذه الهزيمة، لما وضعتم عصا السمع والطاعة للتيار الديني كما تفعلون الآن. وهذا قول صحيح. فنحن – كليبراليين - لن نكابر، ولن نستنكر، ولن نتعالى. ونحن نعلم - منذ البداية - أن "الغلبة الانتخابية"، ستكون للتيار الديني، لأسباب كثيرة منها:

■ أن الشارع العربي شارع متدين تديناً شعبياً. وهو يَصدُق رجل الدين أكثر مما يَصدُق "الأفندي"، الليبرالي، ويطيع رجل الدين إطاعة تكاد تكون عمياء في قوله، وفعله.

■ أن الفقر، والجوع، والحاجة المادية، لن يخفف منها غير التيار الديني، الغني مالياً بفضل ما يتلقى من هبات وأعطيات، من الأثرياء العرب المساندين للتيار الديني مالياً وسياسياً.

■ أن الناخب العربي ليس ناخباً سويدياً، أو هولندياً، أو بريطانياً مثقفاً سياسياً ثقافة عريقة، لكي يستطيع التمييز بين المرشحين، وبرامجهم السياسية، فيما لو علمنا أن الأميّة بين الناخبين، ما زالت تتراوح بين 30-50% في معظم الأقطار العربية، وربما تزيد في مصر على هذه النسبة.

■ لم تكن برامج الأحزاب الليبرالية الانتخابية واضحة، وواقعية، ومفهومة لدى الناخبين العرب الذين هم أميّون في معظمهم، ولا يفقهون الفروق السياسية بين البصل والفجل. كما كان في برامج الأحزاب الليبرالية من العبارات والشعارات ما أطلق عليه التيار الديني" الأفكار المستوردة من بلاد الكفار" كـ "الديمقراطية"، و "الليبرالية"، و "الحداثة"، و "العَلْمانية" .. الخ. ومن فاز من الليبراليين في كثير من المواقع التونسية، والمغربية، والمصرية، كان مُتخفياً تخفياً سياسياً، تحت قناع أحد التيارات الدينية. ولو اكتشف الناخبون، أن من انتخبوه هو ليبرالي علماني ينادي بفصل الدين عن الدولة لما انتخبوه، وسيكون مصيره السقوط والفشل في الانتخابات القادمة.

■ أن معظم الشعارات الدينية المتشددة – "لا سياحة بعد اليوم"، و" الأقباط الذميون"، "لزوم المرأة لبيتها".. الخ - التي أُطلقت أثناء الحملات الانتخابية، لن تجد لها مجالاً للتطبيق على أرض الواقع العربي الحالي، بعد ثورة الاتصالات والمعلومات، وانتشار العولمة، وتحوُّل العالم إلى قرية إليكترونية كونية، تحكمها حزمة من القيم والشرائع الجديدة، التي لا مفر من تطبيقها، وإلا عانى المواطن الفقر، والجوع، والعزل السياسي التام. ولعل تجربة حركة "حماس" في غزة أكبر دليل على ذلك.

2- يدعو الليبراليون، باديء ذي بدء إلى الحرية والديمقراطية. والتيار الديني لا ينكر مثل هذه الدعوة، ولكنه يطلب تحديداً لها. فهو لا يُقيّد الحريات بقدر ما يُقنن هذه الحريات، أي يضعها ضمن قوانين وأنظمة محددة. والإسلام عندما جاء في القرن السابع الميلادي، لم يُقيّد حرية العرب العامة، ولم يستنكر، ويُلغي الكثير من الحريات، بل أبقاها كما هي، ولكنه قننها، وصاغ لها الأُطر، والأنظمة، والقوانين، التي ضبطت حركتها، وكيفية تعاطيها. ونحن اليوم نعيش في عصر، تُوجد فيه حريات واسعة، ومتنوعة، وبحاجة إلى نظر، وتقنين منا، بما يتلاءم وتربيتنا وتكويننا. فهذه الحريات - في معظمها - جاءتنا من الغرب، الذي سبقنا وعياً، وعلماً، وثقافة، واقتصاداً، وسياسة، وسلاحاً، ومعرفة، ونحن متخلفون وراءه. وربما كانت بعض هذه الحريات توافق الغرب، ولا توافقنا، وتصلح له، ولا تصلح لنا، وتفيده، وتضرنا.. الخ. فيجب أن ننظر فيها (ليبراليون وتيار ديني) نظرة فاحصة، بقصد التوفيق لا التفريق، والتنسيق لا النفي، والمنفعة لا المضرة.



3- ومن مظاهر التآلف والتضامن السياسي بين الليبراليين والتيار الديني، ما قامت به الأحزاب الدينية/السياسية في تونس، والمغرب، ومصر، وما فعله حزب "الحرية والعدالة" (الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين)، وما فعله "حزب النهضة" التونسي، و"حزب العدالة والتنمية" المغربي كذلك. فحزبا "العدالة والتنمية" ، و"الحرية والعدالة" ، تبنيا معظم ما جاء في برامج الأحزاب اليسارية (الكتلة المصرية)، و"الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، و "الحزب الاشتراكي الموحد"، وغيرهما من الأحزاب المغربية اليسارية. وقطع هذان الحزبان ( "الحرية والعدالة"، و "العدالة والتنمية" ) الطريق على باقي الأحزاب اليسارية، بتبنيهما معظم البرامج العصرية، والليبرالية للأحزاب اليسارية، لكي يضمنا نجاحاً انتخابياً آخر في الانتخابات التشريعية القادمة، ولكي يضمنا تأييد الشارعين: الديني والليبرالي في كل من مصر، والمغرب، كما فعل "حزب النهضة" التونسي.

4- تقوم الليبرالية على مبدأ "الحرية الفردية" – كما يقول المفكر المغربي حازم القواسمي، رئيس "جمعية الرواد الشباب"، وعضو مجلس إدارة "مرصد العالم العربي للديمقراطية والانتخابات" – فالفرد هو الأساس، والحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية. ("الليبرالية في العالم العربي، رؤى وتصورات لسياسيين عرب"، ص 18). والإسلام النقي، جاء من أجل إصلاح حال الفرد، ووضعه في الموضع الإنساني الصحيح. وأقرَّ له بحرية التفكير، وحرية الاختيار فيما بعد. والقرآن الكريم مليء بمثل هذه المباديء. ومن هنا، تنطلق الليبرالية مع التيار الديني الواعي – وغير المتشدد - معاً على الطريق، بعد أن ارتاح كلاهما من عناء معركة الانتخابات الشاقة.

5- تؤمن الليبرالية بالثقافة المدنية التي تؤسس للعمران الإنساني، – كما يقول سائد كراجة الباحث الليبرالي الأردني، وعضو "اللجنة الملكية لتطوير التعليم"، و"اللجنة العليا لشؤون المرأة" - والعمران كما ثبُت في التاريخ، أساسه القيم الفاضلة من الحق، والخير، والحرية. ("الليبرالية في العالم العربي، رؤى وتصورات لسياسيين عرب"، ص 28). والليبرالية، تشاطر الإسلام في هذه القيمة الحضارية. ولا تضارُب بين الليبرالية والإسلام، ولا اختلاف بينهما، بخصوص هذه القيمة الحضارية.

معاً على الطريق لبناء الأوطان

ونأمل من الليبراليين والتيار الديني إدراك مثل هذه الحقائق، ليعملوا معاً، ويسيروا معاً على طريق واحد، من أجل بناء الأوطان التي قامت بها الثورات العربية.

أما (المماحكات) والمناكفات الإعلامية المجانية، وغير المجدية، فلن نحصل من ورائها إلا على السراب، وإضاعة للوقت الثمين، الذي ذهب هدراً، خلال عقود طويلة مضت، استطاعت الدكتاتورية القروسطية خلالها أن تعيث في الأرض فساداً وظلماً، ما استطاعت الى ذلك سبيلاً.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن المثقفين لفي ضلال مبين!
- ولكن.. ماذا بعد؟!
- كيف نقرأ الملهاة السياسية الأردنية؟
- هؤلاء أعداء الثورة السورية
- من هم المميعون للثورة السورية وما مصلحتهم؟
- -الولاية العامة- كما يفهمها الثوار الأحرار
- لماذا النظام السوري من أقوى الأنظمة الدكتاتورية؟
- ضرورة محاسبة السواطير لا النواطير فقط!
- علي بابا والأربعون حرامياً
- المثقفون والثورة
- امسك حرامي!
- عقلانية الخليجيين ورعونة الأردنيين
- النظام السوري في النزع الأخير!
- نعم: لا تنتخبوا العَلْمانيين في مصر!
- -سيّدنا-: لا فُضَّ فوك!
- تحديات الثورات العربية وعقباتها العظمى!
- -الأسد- ملك في غابة من الرمال اللاهبة!
- هل أصبحت حماس ورقة التوت الأردنية؟
- الخرافة: تحوُّل ذئاب دمشق الى حملان في لحظات!
- أهلاً بالإسلاميين المعتدلين فقط!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الليبراليون والتيار الديني.. معاً على الطريق!