أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - مديح العام 2011..!!














المزيد.....

مديح العام 2011..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 13:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان العام 2011 عام نحس على الحكّام العرب. سقط فيه أربعة منهم، والخامس يتأرجح الآن في دمشق. وربما نشهد في العام الحالي سقوط آخرين، أرجو أن يكون حاكم الخرطوم على رأسهم. والعام نفسه عام سعد بالنسبة للشعوب العربية التي أسقطت مَنْ ذكرنا، وألقت الرعب في قلوب الآخرين. لم تسلم دولة عربية في هذا العام من مظاهر احتجاج ومعارضة متفاوتة الحدة والحدود والأبعاد.
بيد أن ما سبق لا يختزل الصورة كلها. يمكن الكلام عن العام 2011 باعتباره نهاية لمرحلة في التاريخ العربي وبداية لمرحلة جديدة. في هذا العام انتهى النظام العربي المولود بعد هزيمة العام 1967. وهي المرحلة التي أسميتُها في معالجات سابقة بالحقبة السعودية. أما المرحلة الجديدة فما تزال في طور القراءة والتمحيص، وهي على الأرجح مرحلة انتقالية.
تشهد المرحلة الانتقالية صعوداً للإسلاميين. وقد أثار صعودهم الكثير من الآمال لدى أنصارهم، والكثير من المخاوف في أوساط ليبرالية وعلمانية في العالم العربي وخارجه. المخاوف مبررة ومفهومة، لكن الذهاب بعيداً في التحفظ إزاء ما حدث ويحدث ناجم عن الفشل في فهم معنى ومبنى ثورات العام 2011.
وإذا شئنا فهم معنى ومبنى تلك الثورات بطريقة مقارنة فلن نجد أفضل من ثورات العام 1848 في أوروبا. هُزمت كل تلك الثورات في فترة قياسية، بل وارتد بعضها بطريقة مُفزعة، ولكنها زرعت بذور الدساتير والحريات السائدة في أوروبا في الوقت الحاضر.
لنفكر في المرحلة الانتقالية بطريقة أخرى: الأخوان المسلمون في مصر دخلوا في حوار مع الأميركيين، وأرسلوا باعتراف وزيرة الخارجية الأميركية تطمينات لا يحتاج أحد لمهارة إضافية في فهمها على خلفية معاهدة السلام مع إسرائيل، والعلاقات الأميركية ـ المصرية.
وهذا الفعل، بالمعنى السياسي، عين العقل من جانب جماعة تتصرّف الآن بطريقة مغايرة لما كانت عليه في المعارضة. لكن عين العقل يقود إلى مشكلة مع الشعار والأنصار. الشعار الذي يفترض بأن الأيديولوجيا المعلنة للجماعة قادرة على تقديم حلول عملية لمشاكل اقتصادية واجتماعية وسياسية. والأنصار، الذين التفوا حولها على أمل المدينة الفاضلة.
ليس من السابق لأوانه القول إن الحلول العملية تستدعي مرونة الشعار، الذي إذا لم يمل مع الريح انكسر. والمدينة الفاضلة تحرّض على الشقاق والانشقاق إذا كشفت ضرورات السياسة حدود ومحدودية الشعار. عندئذ، نعود إلى تجربة البعث الذي صعد باسم الوحدة العربية، وأسهم أكثر من غيره في تبديدها.
بعبارة أخرى، يقول الإسلاميون: الاشتراكية والقومية فشلتا وجاء الآن دورنا. وعلى الرغم من حقيقة أن هذا الكلام غير صحيح، لا بأس. لو لم يقم العسكر في الجزائر بالانقلاب على نتائج الانتخابات في مطلع التسعينيات لكنّا، اليوم، في العالم العربي وبعد عقدين من تجربة الإسلاميين في الجزائر أمام واقع وأسئلة مغايرة. على أية حال، لا يمكن حرق المراحل التاريخية. ينبغي التشديد على فكرة كهذه، على الرغم من مجانيتها ومأساويتها، دون الوقوع في وهم الحتمية التاريخية.
بيد أن الكلام عن صعود الإسلاميين لا يستقيم دون تحليل الظروف الموضوعية التي أسهمت في تحويلهم إلى ظاهرة تحصد الأصوات في الانتخابات. وفي هذا الصدد، إذا شئنا الكلام بطريقة مجازية فلنقل إننا:
نحصد ما زرعه أنور السادات، ومصطفى محمود، والشيخ الشعراوي. افتتح هؤلاء زمن التلفزيون، وتمت إعادة إنتاجهم بأعداد لا تُحصى على مدار العقود الأربعة الماضية، خاصة بعدما اكتشف النفط كفاءة التلفزيون وفوائده السياسية والأيديولوجية والمالية. هؤلاء هم الفائزون الحقيقيون في الانتخابات. وبالقدر نفسه، نحصد، أيضاً، ما زرعته مناهج التعليم الحكومية، وشعبوية الديانة المدنية، لدولة ما بعد الاستقلال في العالم العربي، التي كانت خير حليف للإسلاميين.
انتقد إدوارد سعيد في وقت مضى السياسات التعليمية لدولة ما بعد الاستقلال العربية، وميولها القوموية، وإفراطها في ابتكار وتعزيز هويات جديدة متوّهمة في أغلب الأحيان.
ولن نفهم ما وصلنا إليه، وما تبرهن عليه صناديق الاقتراع، دون إعادة النظر في طريقة ابتكار وبناء الهويات في ظل نظام التعليم والإعلام المركزيين في دولة ما بعد الاستقلال. هنا يكمن أحد مفاتيح فهم ظاهرة الإسلام السياسي.
ركزّنا حتى الآن على دور النفط، وصعود أيديولوجيا مشيخات النفط التقليدية والمحافظة، وعلى نفوذ الثورة الإيرانية، ودور الأميركيين والغرب، ولكن السياسة التعليمية لدولة ما بعد الاستقلال في العالم العربي، وفي الحواضر على نحو خاص، لم تنل ما تستحق من نقد في هذا الجانب بالذات.
المهم ألا نكف عن طرح الأسئلة، فالثورات العربية بعد مرور عام على اندلاعها، تحرّض على طرح أسئلة جديدة. والمهم أيضاً أن العام 2011 كان وما يزال لحظة تاريخية نادرة وعلامة فارقة، وفي هذه وتلك ما يستحق المديح.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البيان والتبيين في خلافة المسلمين..!!
- المحبوب والعزيز والوارث، وكلهم زعماء..!!
- صعد الإسلاميون، وماذا بعد؟
- مصطفى موند..!!
- نهاية النظام في الأفق..!!
- سايكس بيكو الجديدة أم أغنياء النفط..!!
- معمّر القذافي، نهاية لا تليق بملك..!!
- في وداع فرانسوا أبو سالم..!!
- لماذا كلما اقتحموا مدينة عادوا إليها، وما وجه الشبه بين ليبي ...
- مبروك يا طرابلس والعقبى لأختك دمشق..!!
- عن العدوان الثلاثي، ومسلسل في حضرة الغياب..!!
- الإرهابي الأشقر وعيونه الزرقاء..!!
- والشعب في إسرائيل يريد إسقاط النظام..!!
- مديح العبث..!!
- عن ساحة المرجة، والثورة، وأدونيس..!!
- أسئلة ساذجة ومباشرة تكفي..!!
- الرهان الحقيقي على دمشق..!!
- الوجاهة القطرية، لماذا كل هذا؟
- مشهدان، وملاحظتان، وتعليق..!!
- سيناريو يوم القيامة في الجولان ولبنان..!!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - مديح العام 2011..!!