عراق الانقلابات / تجمع قوى الشر ضد حكومة الثوره

زكي فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وضعت عدة خطط مشبوهة لقتل الزعيم عبد الكريم قاسم قائد ثورة 14تموز الخالدة ورئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة،حيث تجمعت كل قوى الشرالمضغن بتبني الجريمة والعمالة الأجنبية الذليلة والحقد الاسود المقيت والخبث الماكر والكره الدفين لإسقاط الحكم الوطني الجمهوري وتصفية الحزب الشيوعي، والاستيلاء على السلطة بأجندة معدة، وحشود أنتهازية غاشمة عميلة،وأموال أمريكية متناثرة في قطار امريكي يقوده حزب البعث العربي الاشتراكي،و قد تقرر ان يكون موعد تنفيذ الانقلاب يوم 8 شباط 1963 واضح ان الانقلاب لم يجر في غفلة عن عبد الكريم قاسم فالحزب الشيوعي قد تبلغ حتى بالموعد يوم الجمعة 8 شباط وهما يتابعان تحرك الانقلابين،إذاك استدعى الزعيم عبد الكريم قاسم قائد الفرقة المدرعة عبد الجبار السعدي وآمر كتيبة الدبابات الرابعة المكلفة بالانقلاب العقيد الركن خالد مكي الهاشمي،ولدى المقابلة، أرتعب هذا الاخير،وأنهار امام عبدالكريم قاسم، وأدلى بكل ما يعرفه عن الانقلاب المعد من قبل حزب البعث و الزمرالمشبوهة،وقدم لعبد الكريم قاسم كشفاً وافياً باسماء ضباط الكتيبة وغيرهم من الضباط المشاركين المتآمرين واتجاهاتهم السياسية وأرتبطاتهم وأعترف له بوجود 3000 قطعة سلاح في الكتيبة لايعرف عنها شيء، حينذاك أمره الزعيم عبد الكريم قاسم بأرجاع الاسلحة الى مخازنها والألتزام بأفراغ الدبابات بعد كل عملية تدريب من ماء التبريد ومن عتادها الحي، وبناء على ما جاء في اعترافات آمر كتيبة الدبابات العقيد خالد الهاشمي أحيل ثمانين ضابطاً على التقاعد، واعتقل المقدم الركن صالح مهدي عماش، احد أركان الانقلاب المنتظر، وأعد قائمة أخرى بأحالة ضباط على التقاعد، لذلك قرر حزب البعث وزمرته التعجيل بتقديم موعد الانقلاب الى صبيحة الجمعة 8 شباط 1963،
وفي 4 شباط تلقى حزب البعث ضربة أخرى، تمثلت بأعتقال أمين السرالقطري لحزب البعث في العراق علي صالح السعدي الذي كان يختبىء في وكر بمحلة العطيفية وعدد من الضباط وكريم شنتاف ،عضو المكتب القطري، ولهدا قرروا تقديم موعد تنفيذ الخطة الى يوم 8 شباط إلا أنه أقدم الحزب على تنفيذ خطته التي تقوم على السيطرة على دبابات الكتيبة وتحريك بعضها برغم خلوها من العتاد والاستيلاء على مرسلات اذاعة بغداد في(أبو غريب)
يقول الزعيم اسماعيل العارف، وضعت خطط متعددة للقضاء على الزعيم عبد الكريم قاسم وأسقاط النظام الوطني والاستيلاء على السلطة الوطنية ألا أنها لم تنفذ لسبب أو لآخر،وفي منتصف كانون الأول عام 1962تقررت خطة العمل وحددت ساعة الصفر في الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة 18 كانون الثاني 1963وكان لتحرك القوات نهاراً بدلاً من تحركها تحت جنح الظلام الليلي،أن يجنبها إطلاق النار لأن عيون عبد الكريم قاسم في الجيش أكثر أنتباهاً مع اليقظة الليلية وكان اكثرها دقة في الاعداد هي خطة يوم 25شباط خلال ايام عيد الفطر بقتل الزعيم عبد الكريم قاسم في نادي الضباط ،ولما كشفت هذه الخطة وأوقف عدد من الضباط المتآمرين، والخوف من اعترافات الموقوفين وتلافيا للخطر المحدق بهم سارعوا الى تنفيذ أنقلابهم الدموي، الأنقلابات في العالم الثالث تتشابه أساليبها وتكتيكاتها مع تلك التي صنعتها المخابرات الامريكية لإسقاط العديد من الدول الوطنية في العالم،علماً بأن مسؤول مركز المخابرات الامريكية( وليم ليكلاند) والذي نقل من القاهرة خصيصاً الى بغداد وهو خبيراً في الانقلابات العسكرية، وكانت له صلات حميمة واسعة بالعديد من البعثيين العسكريين والمدنيين من العراقيين كما قال طالب شبيب عضو القيادة القطرية لحزب البعث في العراق في مذكراته( حوار الدم) وليس من المستبعد،إن لم يكن أكيداً هذا الخبير الامريكي بالأنقلابات وزملاؤه قد وضعوا الخطوط العامة للانقلاب ومسارات تنفيذه وتزويد البعثيين بالمال والسلاح،ومما يدعم هذا الاستنتاج ان الخطة أكبرمن عقلية قيادة ميشيل عفلق وتوجهاته العدوانية ومن القوميين والاشخاص التي نفذتها من المرتزقة، أذ تكمن وراءها خبرة علمية مجربة في الانقلابات العسكرية في دول العالم الثالث والجنوب الامريكي، ولقد تزامنت هذه الخطة مع الزيارات المحمومة لمسؤولين في المخابرات المركزية الامريكية للعراق، وعقدت مؤتمرات لرؤساء محطاتها في دول المنطقة للبحث في طريق تغيير الحكم الوطني والقضاء على التيار اليساري في العراق وبخاصة الحزب الشيوعي العراقي الذي بات في حينها أكبر قوة يسارية مؤثرة في دول المنطقة آنذاك، مما أصاب الدول الرأسمالية ودول المنطقة بالذعر الشديد لذا قررت المخابرات الامريكية والبعث العميل وحوشيته،اجتثاث النظام الوطني وقواه الاجتماعية والسياسية الوطنية المؤيدة له بأنقلاب، أغرق العراق بالدماء و الدموع ولا زال جسد العراق ينزف دماً من تلك المؤامرة ليومنا هذا،،،،،،،،( الحزم هو التفكير بالعواقب)،،، يتبع
.......................
المصدر:-
1-عزيز سباهي،عقود من الحزب الشيوعي العراقي ص 310
2- د - كريم سعيد - مرجعات - ص 184

#زكي_فرحان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات