أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - برلمان محو الأمية














المزيد.....

برلمان محو الأمية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 1068 - 2005 / 1 / 4 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فى أثناء مشاهدتى للقنوات الفضائية متابعاً أخبار عالمنا العربى وبقية خلق الله فى العالم ، قلت فى نفسى : خلينا نشوف فضائيات مصر الحبيبة على قلبنا ، لعل وعسى قد تحسن أو تم إصلاح شئ فى هذا الجهاز الإعلامى الكبير . لكن للأسف وجدت الحال على ما هو عليه ، ألوان الخلفيات والديكورات فى الأستديو تصيبك بالكآبة والحزن والرتابة ، وبرامج مملة سواء فى نوعية الضيوف أو فى الأسئلة الهايفة التى يطرحها المذيعين والمذيعات ، حتى لو رضيت بكل هذا فإنك تصطدم برداءة الصوت وعدم نقاوته ، ومع كل هذا تجد السؤال يخرج بسرعة : هل هذه القنوات الفضائية هى وجه مصر الحضارى الذى يطل على العالم ويطل المغتربين والمهاجرين المصريين من خلاله على بلادهم المصرية ؟
وجدت على شاشة قناة المصرية صورة رئيس الوزراء أحمد نظيف يلقى خطابه فى مجلس الشعب التى جعلتنى أنسى عيوب التلفزيون المصرى مؤقتاً ، وراحت الكاميراً تتنقل برشاقة بين النواب الذين يصغون بأهتمام شديد إلى أحاديثهم وضحكاتهم الجانبية ويتنقلون فى القاعة وكأنهم فى شارع رمسيس أو فى سوق الخضار ، مما دفعه لأن يتوقف ليسأل هؤلاء النواب إذا كان كلامه مش عاجبهم ، ويبدو أن كلام الدكتور أحمد نظيف لا يخصهم ولا يخص الشعب الذى أنابهم عنه ، وأنهم حاضرين مجرد " سميعة " لمواويل أبو زيد الهلالى وليس لبيان الحكومة !
كان واضحاً فى مجلس الشعب المصرى وعلى وجوه أعضائه أنهم قد تخطوا الستينات والسبعينات وربما الثمانينات والعلم عند الله والسجل المدنى ، والغالبية ظاهر على وجوههم الزهق والنعس والبلادة .. كان الله فى عونهم ، المفروض أنهم قد أحيلوا إلى المعاش من زمان ، لكن لأنهم لا يتعبون فى شئ إلا حضور بعض الجلسات والتزويغ من الآخرى وفى النهاية يقبض مرتب كبير يضعه فى صفوف الناس الكبار ورجال الأعمال ، وأنحدر هؤلاء النواب العباقرة التى لم تنجب مصر غيرهم بفكر المجتمع المصرى إلى فكر يعانى من أعراض العجز والشيخوخة .
هذا المشهد الكاريكاتيرى لأعضاء مجلس الشعب المصرى هو مشهد كاريكاتيرى لوجه مصر الذى أختطفه كبار السن وكبار النفوذ وكبار الوزراء ، حتى خُيل إلىٌَ أن مصر أصابتها الشيخوخة حقيقة وتحتاج إلى عملية جراحية لا يقدر عليها الأطباء المصريين ، لذلك يجب على المسئولين ترتيب رحلة علاج لمجلس الشعب بالكامل إلى ألمانيا حيث تم علاج الرئيس مبارك فى مستشفى راقى ، وذلك حتى تتم عمليات الإصلاح والتغيير والإحلال بصورتها العلمية الصحيحة فى جسد مجلس الشعب المصرى على نفقة الدولة طبعاً أقصد على نفقة الشعب المصرى السخى الكريم وحتى يرجع إلى مصر أعضاء شباب معافين .
الحياة البرلمانية فى مصر تعانى مثل بقية قطاعات الدولة من الفساد ، والحزب الوطنى مثل أحزاب المعارضة الفارق الوحيد بينهم هو أن الحزب الوطنى هو حزب الحكومة ، الحياة البرلمانية المصرية مازالت تحتفظ بأعضاء يحملون شهادات محو الأمية ، ومجتمع مازال ينتخب نواب محو الأمية لينوبوا عنه فى مجلس الشعب هو مجتمع مازال يحتاج إلى محو أميته ، من الخجل أن يتحدث الصغير والكبير عن عصر المعلومات وضرورة محو الأمية التكنولوجية فى الكمبيوتر ، وإذا كان هذا حالنا ، كيف ينتظر الشعب المصرى من نواب محو الأمية أن يشاركوا فى خطط وبرامج الإصلاح والنهضة الحضارية المطلوب إنجازها فى مصر ؟
متى تخرج الإصلاحات التشريعية وتبصر النور إن كانت توجد حقاً نية رئاسية فى إصلاح القوانين التى تقيد الحريات وتنتهك حقوق الإنسان ؟ وهل هذا المجلس هو مجلس الشعب أم مجلس الرئاسة المصرية ؟
متى يتحرر الإنسان المصرى ليستعيد مكانته الحضارية فى مجتمع مدنى يسير نحو التقدم ؟
كل مواطن يحب وطنه فى أنتظار أن تقفز حكومته فوق الجهل الذى يسود البرلمان والمعارضة والحزب الحاكم والهيئات الحكومية وغيرها ، الجهل الذى قيد العلم والتعليم بقيود العقول الجامدة التى تعيش بتراث الأقدمين ، ذلك الجهل الذى يقيد حرية الإصلاح والتغيير ومسايرة التطور الذى لا ينتظر أحداً ينظر إلى الوراء ويتمسك بتراث أنتهت صلاحيته بأنتهاء زمانه .



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألفين وأربعة فى أيامه الأخيرة
- الأقباط والمسلمون إخوة ؟
- منتدى المستقبل العربى
- الصحافة الألكترونية فى عالم الحوار
- إلى متى يستمر الإحباط القبطى
- الملك عبد الله وإغلاق المنابر
- الجراد البشرى
- قتلوها ولكن شُبه لهم
- مصادرة الأحلام الإنسانية
- البيان الأممى وجنون الإرهاب
- أين سلطة القضاء السورى ؟
- إفطار الوحدة الوطنية
- طريق الألف ميل
- للبيع فى المزاد العلنى
- مناظرات الرئاسة العربية
- ما هو ذنب الكنائس ؟
- ننتظر قرار الأسد
- الإرهاب يا ريس صناعة محلية
- طابا وإعلام التفجيرات
- السعودية والخوذة الحديدية


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - برلمان محو الأمية