بشير الحامدي
الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 22:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تونس ـ العصيان من أجل إسقاط النظام وتكريس سيادة الشعب
الاحتجاجات التي شهدتها وتشهدها بلادنا في هذه الفترة في العديد من البلدات [الرديف ـ الكاف ـ سيدي بوزيد ـ مكثرـ سليانة ـ فرنانة ـ سيدي بوزيد...إلخ ] تؤكد لنا جملة استنتاجات هي:
ـ سقوط فكرة وأطروحة أن ثورة الحرية والكرامة ثورة وقع التخطيط لها مسبقا من قبل الإمبريالية في إطار ما يتعارف عليه بالثورات الملونة. إن ثورة الحرية والكرامة لم تكن إلا من صنع الجماهير التونسية ولم تفرزها غير حركة هذه الجماهير ولكن لأسباب عديدة وقع الالتفاف عليها من قبل الإمبريالية وعملائها محليا وقطريا وتوجيهها وها هي الأحداث وعلى مدار سنة تبرهن وفي كل يوم أن شرارتها لم تنطفئ و أنها مسار يتطور وإن ببطء وأن القوى الفاعلة منذ 17 ديسمبر مازالت لم تسلّم برغم ما رتب وما خطط له وما هو قائم والذي لا يختلف عما كان عليه الوضع أثناء ديكتاتورية بن علي لا بل أسوء.
ـ أن الجماهير تتعلّم من تجربتها الذاتية ،تتعلم أثناء الصراع و أن ما تبلغه من وعي أثناء معاركها مع قوى الثورة المضادة أغنى بكثير مما تتعلمه من البيانات وخطب زعماء الأحزاب والنقابات وكل الهيئات التي تدعي الثورية ولا تمارس في الحقيقة وعلى الأرض غير نهج إصلاحي لا يؤمن بقوة وقدرة الجماهير على التغيير خارج هيمنته. إن حركة الجماهير وصراعها منطلقه و هدفه كان دائما الدفع في اتجاه تغيير الأوضاع لصالحها. إن حركتها برهان متجدد دوما على أن المهم ليس تفسير الواقع بل المهم أكثر هو تغييره.
ـ أن المطروح اليوم على الجماهير وهي تراكم تدريجيا الوعي بعجز حكومة النهضة عن تحقيق مطالبها أن تستمر في النضال على قاعدة مطالب الثورة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأن لا تتنازل عن مهمة إسقاط النظام وتطوير أشكال نضالها من الاعتصام والاحتجاج إلى إعلان العصيان. فلا مجال لمقاومة سلطة تبين أنها عاجزة عن تحقيق مطالب الجماهير وحليفة للصهيونية والإمبريالية وعملائها في المنطقة غير إعلان العصيان حتى إسقاطها.
ـ أن مهمة تنظّم الجماهير ذاتيا في الأحياء وفي المصانع وفي القطاعات وفي المعاهد والكليات لهي المهمة الأولى التي يجب الانطلاق فيها ودعمها وتطويرها فهي الكفيلة وحدها بالرقي بالحركة الجماهيرية لتتحول إلى قوة لا تهزم . إنها أيضا الإمكانية العملية الثورية الوحيدة والفعالة لتجذير المسار الثوري في مواجهة ديماغوجيا وقمع سلطة حزب النهضة. إنها كذلك الإجابة العملية الفعالة والثورية لنقل القرار والإدارة والتسيير إلى الجماهير. إن تنظيمات الجماهير الذاتية هي البديل الثوري الوحيد الذي عبره يمكن تكريس سيادة الشعب وجعل شعار الحكم للشعب واقعا مجسما ملموسا.
بشير الحامدي
17 جانفي 2012
#بشير_الحامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟