|
لماذا بصق المصريون في وجوه نخبهم وإعلامييهم؟
نهرو عبد الصبور طنطاوي
الحوار المتمدن-العدد: 3610 - 2012 / 1 / 17 - 22:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الشيء الوحيد في رأيي الذي أظهرته جليا نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية هو: (انكشاف الفساد النخبوي المثقف في مصر وافتضاحه أمام العالمين).
(النخبة) أو الصفوة الحقيقية من العلماء والمفكرين والمصلحين والمجاهدين والكتاب والفلاسفة وأهل الرأي والفكر والنظر منذ خطت أول قدم آدمية خطواتها الأولى على ظهر هذا الكوكب، كانوا دائما هم الضمير اليقظان للناس والأوطان والأشياء من حولهم، وكانوا دائما هم اليد الممدودة للبشرية لرفعها من وهدتها وانزلاقها وسقوطها، كانوا دائما هم الدرع الواقي والجبهة المحصنة والسيف المسلول المشهور في وجه كل طغيان وظلم وبغي قد يتعرض له الناس في أي بقعة من بقاع الأرض يقطنها بني الإنسان، كانوا دائما هم الأمل المنشود، والظل الممدود، واليد الحانية والبسمة المشرقة لكل الشعوب المضطهدة المنكسرة المسحوقة تحت أقدام الجبارين والمستكبرين والمفسدين في الأرض، كانوا دائما هم الضحية الأولى والذبيحة الأولى والقربان الأول والصف الأول والجسر الممدود الذي يعبر عليه المستضعفين والمشردين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلا، إلى بر الأمان والعدل والحق والحرية والإنصاف والمساواة.
كانت قافلة كريمة مباركة بدأت من آدم ومرت بالأنبياء والمرسلين والمصلحين في كل زمان ومكان، قافلة ضمت خيرة الخلق وأنقاهم وأصفاهم كانت تضم نوح وإبراهيم ولوط وهود وصالح وداود وسليمان وذكريا ويحيى وموسى وعيسى ومحمد وعلي بن أبي طالب والحسين بن علي، وضمت كذلك كونفوشيوس وزرادشت وبوذا وأهل الكهف وعمر بن عبد العزيز وغاندي ومانديلا ومارتن لوثر وجيفارا وعمر المختار والشيخ عبد القادر وجميلة بوحيرد وسيد قطب والشيخ أحمد ياسين والشيخ حسن نصر الله وغيرهم كثير وكثير من الذين أحبوا المستضعفين والمنكسرين أكثر من حبهم لآبائهم وأبنائهم وإخوانهم وعشيرتهم وأموالهم وتجارتهم ومساكنهم.
منذ بدأت حركات الإصلاح الديني والفكري في بدايات القرن التاسع عشر استبشر الناس خيرا بتنفس صبح جديد يطل على العالم العربي والإسلامي، يحمل في نوره العلم والتقدم والحرية والحق والعدل والمساواة، وبدأت محاولات الإصلاح الفكري والديني منذ الشيخ محمد عبده ومرورا بمئات الإصلاحيين على مختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم الفكرية وظلت حتى الآن، ولكن ماذا حدث؟؟، إنه منذ ما يزيد على قرن من الزمان ولم نلحظ لهذا الإصلاح الديني أو الفكري أو الثقافي أو السياسي أي آثر يذكر في واقع الناس سواء في الأمس أو اليوم، وأصبح واضحا وجليا لكل ذي عينين أن أول أمس كان أفضل من أمس، وأمس كان أفضل من اليوم، بل إن الناقد الحصيف يرى أن الواقع في مصر كان آخذاً في التردي والتقهقر نحو المجهول، وكلما مرت حقبة على مصر كلما ازدادت الأمية، وازدادت البطالة، وازداد الاستبداد، وازداد الفقر، وازداد الاستئثار بالسلطة، وازداد التخلف والانحطاط الفكري والثقافي، وازدادت المسافة بعدا بين مصر وبين أي تقدم في أي مجال بل وفي أي شيء، تُرى ألا يحق لنا أن نسأل أين هي مشاريع من يسمون بالنخبة والمصلحين؟، وأين ثمارهم؟ وأين أثرهم في واقع وحياة ونفوس الناس؟، وألا يحق لنا أن نسأل سؤالا مشروعا أين يكمن الخلل؟؟، هل يكمن في ضحالة المشاريع الإصلاحية ذاتها لهذه النخب أم في واضعيها الفاسدين المفسدين؟؟. من جانبي سوف أحاول الإجابة بما تراءى لي، على أن أترك لغيري أن يجيب على هذا السؤال الملح الذي سبق لي أن سألته منذ بضع سنوات في مقالاتي ولم ألق لي مجيبا حتى الآن.
لقد بدأت حركة ما تسمى (النهضة والإصلاح) في مصر ومصر تئن تحت وطأة الاستعمار الغربي، ونشأت معها بالتوازي حركات ما يسمى بالإسلام السياسي متمثلا في جماعتي (الإخوان المسلمون) وجماعة (أنصار السنة المحمدية السلفية) منبع التيار السلفي، واللتان تفتقت عنهما كل الجماعات الإسلامية فيما بعد، وكان النظام المصري خاضعا خضوعا كاملا لسيادة الاستعمار الغربي، فاستمر الوضع بين شد وجذب وظهور وخفوت وصعود وهبوط بين الفكر الديني من جهة وبين الفكر الغربي المترجم على يد من يسمون بالنخبة من جهة أخرى، وحين أوشك الاستعمار الغربي على الزوال في منتصف الخمسينيات وبدايات الستينات بدأت تستولي على السلطة في العالم العربي أنظمة حكم محلية عسكرية، ومنذ ذلك الوقت بدأت المناوشات والصراعات بين حكم العسكر وبين التيارات الدينية ذات الطابع السياسي من جهة، وبين من يسمون بالنخبة ذوي الطابع الفكري الغربي الذين قاموا باستيراد مناهج ومشاريع فكرية غربية (فلسفة وفكر غربي، ديمقراطية غربية، ليبرالية وعلمانية غربية، اشتراكية غربية، رأسمالية غربية) من جهة أخرى، إلا أن العسكر قد قام بقمع التيارات الإسلامية، وفي الوقت نفسه قام بتدجين واستئناس من يسمون بالنخبة ذات الطابع الفكري الغربي، وكانت الغلبة والسيادة للعسكر في نهاية المطاف.
فقامت التيارات الإسلامية بالتمدد والانسياح في المجتمع المصري عبر العمل الدعوي والاجتماعي حتى تغلغلت وانتشرت بين صفوف الجماهير، وركزت بعض التيارات الإسلامية كالتيارات السلفية نشاطها في نشر الالتزام الشديد والصارم بالشعائر الدينية والمظاهر الشكلية للدين كاللحية والجلباب الأبيض القصير والحجاب والنقاب وغيره من الممارسات الشكلية للتدين، وانصب جل خطاب أصحاب هذا الفكر على البعد عن الدنيا والزهد فيها والإقبال على الآخرة والعمل لما بعد الموت، وأهم ما يميز انتشار وتوسع الفكر السلفي في مصر عن غيره من الأفكار هو بعده الكلي عن فكرة الجهاد والاستيلاء على الحكم والسلطة بالقوة، وهذا ما جعله يحظى بكل الرضى وغض الطرف عنه من قبل الأنظمة الفاسدة المستبدة في مصر عبر عقود طويلة، وذلك لأن الفكر السلفي غير الجهادي وغير السياسي يحرم تحريما كاملا الخروج على الحكام أو منابذتهم أو الخروج عليهم حتى لو كانوا ظالمين فاسقين فاسدين ما داموا ينطقون بالشهادتين ويسمحون لهم بإقامة الصلاة حتى لو أخذ هؤلاء الحكام أموالهم وجلدوا ظهورهم، تفاديا لما يرونه (وقوع فتنة كبرى واقتتالا داميا بينهم وبين الحكام) لذلك أرى أن كل التيارات الدينية سواء السياسية منها أو الجهادية أو الدعوية هي نتيجة حتمية وإفراز طبيعي للاستبداد والاستئثار بالسلطة والثروة في مصر والعالم العربي والإسلامي طيلة العقود الطويلة الماضية.
والحاصل أنه لم يُكتب النجاح ولا الفلاح لفريق (التيارات الدينية) في تحقيق شيء يذكر على صعيد التغيير في مصر طيلة العقود الطويلة الماضية، وفشل فشلا ذريعا في تحقيق أي إنجاز يذكر على الصعيد السياسي أو الفكري أو الثقافي أو الاجتماعي سوى حشد الأنصار والأتباع والمتعاطفين فقط، وذلك يعود للضربات الأمنية الموجعة التي كانت توجه لهم من قبل الأنظمة الحاكمة على يد الأجهزة الأمنية القمعية. إلا أن الأنظمة الحاكمة بدهاء الشياطين أبقت على فريق الإسلام السياسي متمثلا في جماعتي (الإخوان المسلمون) و(الدعوة السلفية) ولم ترد استئصالهما لاستخدامهما كفزاعة لكل من نادى بالديمقراطية والإصلاح السياسي من فريق من يسمون بالنخبة وأدعياء الفكر والثقافة الغربية في الداخل والخارج.
أما فريق من يسمون (النخبة) من أدعياء الفكر الغربي والإصلاح الديني والفكري فلم يحققوا أي إنجاز يذكر في حياة الناس سواء على الصعيد الفكري أو السياسي أو الثقافي أو الاجتماعي أو الديني، أو حتى على صعيد تقديم الخدمات الضرورية للمواطنين وتخفيف الأعباء الاقتصادية والمادية عن كاهلهم كما كانت تفعل التيارات الإسلامية عبر العمل الخيري والتطوعي، بل إن الحادث الآن أن خطبة واحدة لشيخ سلفي أو إخواني أو جهادي تستطيع أن تطيح بكل ما كتبه ونَظَّرَ له أدعياء الفكر الغربي والإصلاح الديني والفكري عبر عشرات السنين، وهذا الفشل الذريع الذي مني به دعاة الإصلاح الديني والفكري والسياسي يعود لأسباب عدة لم ينتبه لها الإصلاحيون حين قاموا بعملية الإصلاح مما جعلهم يفشلون في تحقيق أي إصلاح يذكر، وأسباب الفشل هذه منها ما هو فكري ومنها ما هو إنساني ومنها ما هو شخصي ومنها ما هو ديني، ونستطيع ذكر أهم وأبرز هذه الأسباب كالتالي:
إنه لم يكن لدى من يسمون بـ (النخبة المثقفة) في مصر أو في العالم العربي كله مشروعا فكريا مناسبا جادا يقدموه للناس بديلا عن أفكار تيار الإسلام السياسي، ولم يكن لدى أولئك (النخبة) بديلا يذكر في شتى القضايا الفكرية سوى تسول الأفكار الغربية وادعاء العلمانية وادعاء الليبرالية والمحاولات المستميتة اليائسة الفاشلة في ترويج الإلحاد واللادينية في المجتمع المصري عبر الكتابات المختلفة ووسائل الإعلام ووسائل الاتصال المختلفة وعبر القصص والروايات والفنون الساذجة القبيحة. ولم يكن لديها مشروعا فكريا واحدا متكاملا أو سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا أو اجتماعيا تمتلكه تلك (النخب)، إن كل ما قدموه هو عبارة عن سرقات أو استعارات أو ترجمات أو تسول لأفكار ومناهج وبرامج غربية نبتت في تربة غير التربة، ولبيئة غير البيئة، ولمجتمعات غير المجتمعات، وإصلاحا ونقدا ونقضا لفكر ديني مسيحي يختلف جذريا عن الفكر الديني الإسلامي، ولا أدل على ذلك من أن الديمقراطية طريقة حكم غربية، والعلمانية فكرة غربية، والمساواة بين المرأة والرجل وحرية المرأة هي فكرة غربية، ومناهج وطرق الإصلاح الديني هي مناهج وفلسفات غربية وضعت لدين غير الدين ولبيئة غير البيئة، فلم يقدموا أي تميز أو إبداع أو ابتكار يذكر في أي مجال فكري أو سياسي أو ثقافي أو اجتماعي، وذلك يظهر عجزهم عن الخلق والابتكار.
إن من يسمون (النخبة) المصرية المثقفة بسبب اتباعهم الأعمى وانبهارهم الأهوج بالثقافة والفكر الغربيين لم يراعوا خصوصية مجتمعاتنا العربية الإسلامية مدعين أن الغرب تطور هكذا، ونسوا أن الغرب قد تطور دون أن يستأصل ثقافة مجتمعاته الدينية والثقافية والاجتماعية، ولك أن تلاحظ ذلك في الديمقراطيات الغربية لتجد أن الديمقراطية الفرنسية تختلف عن الديمقراطية البريطانية عن الديمقراطية السويسرية عن الديمقراطية الأمريكية، فكل مجتمع غربي قام بتطبيق الديمقراطية وفق ثقافة وطابع البلد الثقافي والاجتماعي والديني دون أن يتخطاه أو يقصيه أو يستأصله خلافا لما تدعو إليه (النخبة) المصرية الضالة.
كان من المفترض في هذه (النخب) المصرية المتعاقبة أنهم بعد أن يهدموا القديم يبدءون ببنيانهم الجديد، لكن ما حدث هو أن هذه (النخب) قاموا بخلخلة وتهديم بنيان الثقافة المصرية والعربية والدينية العامة للمجتمع المصري والعربي بأكمله في كل مناحي الحياة عبر كتاباتهم الهزيلة المتصحرة وأفكارهم البالية وفنونهم الهابطة المنحطة المفارقة للواقع وللحياة معا ورواياتهم وآدابهم الجرداء المشوهة، وحاولوا تجريده من كل خصوصياته الثقافية والفكرية والدينية والبيئية حتى استيقظ الشعب المصري بعد غفوة طالت لعشرات السنين وقد وجد نفسه في الشارع حافيا جائعا عاريا وليس لديه من شيء يستر به عوراته الفكرية والحياتية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية على أيدي تلك (النخب) البائسة المضللة الذين يتشدق الإعلاميون المصريون المنافقون التافهون بتلقيب أفرادهم بـ (الكاتب الكبير) و(الأديب العالمي) و(الفنان القدير) و(الروائي اللوزعي) وغيرها من الألقاب الهرائية العبثية، بل وفوجئ الشعب المصري بأن (نخبه) المثقفة قد أسلمته للأنظمة الحاكمة المتعاقبة وهو أعزل لا شيء لديه يتقي به استكبار وجبروت وفساد تلك الأنظمة، حيث أفرغ من يسمون بـ (النخبة) الشعب المصري من كل شيء، وجردوه من كل قيمة حتى جاءت ثورة 25 يناير فأسقطت جميع أوراق التوت عن (النخب) المصرية واكتشف الشعب المصري فجأة أن هذه (النخب) من أدعياء الحداثة والمدنية والعلمانية والليبرالية والتنوير لم يقدموا له أي شيء طيلة عشرات السنين سوى المتاجرة بهم وبآلامهم وقضاياهم ببيع ذممهم وضمائرهم وإنسانيتهم وعمالتهم للأنظمة الفاسدة المستبدة، واكتشف الشعب المصري كذلك أن الأنظمة الحاكمة قد قامت بتدجين وتركيع واستئناس وترويض كل مفكري ومثقفي (النخب) المصرية وقامت بشراء ذممهم وإنسانيتهم وكرامتهم مقابل أن يرفلوا في النعيم ويرتعوا ببريق المال والأجور والأضواء والنجومية والشهرة، وكان الثمن المقابل الذي دفعته (النخب) المصرية المتعاقبة لقاء تواطؤهم هذا أن يقوموا بتتويه وإيهام وتضليل الشعب المصرية وإغراقه في قضايا وأطروحات سفيهة منحطة يغلفونها بغلاف فكري وأدبي وفني وعلمي وحداثي وحضاري وهي في الأصل قضايا وأطروحات لا تثمن ولا تغني من جوع ولا من فقر ولا من بؤس ولا من عري ولا من جهل أو تخلف، وأخيرا ربما يكون الشعب المصري قد أدرك أن أي (نخبة) في أي مجتمع هي بمثابة الرأس والشعوب هي الجسد الذي يحمل ذلك الرأس، وحين تفسد الرأس لابد وحتما أن يفسد جميع الجسد وساعتها يجب فصل ذلك الرأس الفاسد للحفاظ على بقية الجسد من الفساد، فقام الشعب المصري عن بكرة أبيه بلفظ وبصق هذه (النخب) المصرية الفاسدة في الانتخابات البرلمانية وقام بالبصق عليهم وفي وجوههم، وانحاز للتيارات الإسلامية وتعاطف معها.
لقد ظل من يسمون بـ (النخبة المثقفة) في مصر من أدعياء الحداثة والتمدن والتنوير وأدعياء العلمانية وأدعياء الليبرالية منذ عقود طويلة يتصدرون المشهد السياسي والإعلامي والثقافي والفني والأدبي في مصر، منذ عصر (محمد علي باشا) وإلى الآن؟؟، وطيلة عشرات السنين وهم يجلسون على موائد الأنظمة الفاسدة المستبدة، وكانوا مقربين منهم يسيطرون على الإعلام والفن والتعليم والثقافة وحتى على الوعي الديني للشعوب فماذا فعلوا إلا تخريج هذه الكائنات شبه البشرية التي نراها في مصر الآن؟، وماذا سيفعل هؤلاء إن عادوا مرة أخرى للإمساك بمقاليد الأمور في مصر؟، أليس من المخزي ومن العار على هذه النخب الفاسدة أن يتمركز خطابها الإعلامي لمحاربة التيارات الدينية حول (لبس المايوه وشرب الخمور) كما يتمركز خطاب التيارات الدينية حول (الحجاب والنقاب)؟؟، فأي عار وأي شذوذ فكري تمارسه هذه النخب على الشعب المصري؟؟ هذه النخب الفاسدة المفسدة في مصر والعالم العربي التي تدعي التنوير والعلم والثقافة والحداثة والمدنية هم من أفرزوا كل هؤلاء الطواغيت المجرمين كـ (القذافي، ومبارك، وزين العابدين، وحافظ الأسد، وصدام حسن)، وغيرهم كثير وكثير. الإنسان قد يضحك على نفسه بعض الوقت لكنه لا يضحك على نفسه طول الوقت، لابد أن نعترف بفساد النخب المصرية المثقفة عامة، والذين هم في الأصل من يشكلون وعي الشعوب ويشكلون أفكارهم وقناعاتهم، وأنهم بسبب فساد بضاعتهم راجت بضاعة التيارات الدينية، ففكر الإنسان وقناعاته لا يمكن بل ومن المستحيل السيطرة عليهما أو توجيههما من قبل أحد على الإطلاق إلا إذا اقتنع الإنسان نفسه بقيمة وسمو ما يقدم إليه، سواء كان ما يقدم إليه صوابا أو خطئا، ثم لو كانت التيارات الدينية تلعب على الوتر الديني كما تدعي النخبة فلماذا لم تقدم هذه النخب فكرا دينيا وسطيا يجلب إليهم أفئدة الناس ويأخذ بقلوبهم؟.
## بعض النتوءات المتقيحة في الجسد المصري المتعفن:
(1) العلمانية في رأيي الشخصي ووفق قراءاتي هي نظرية فكرية سياسية قد تكون جيدة لكن من المؤسف أن معظم العلمانيين المصريين قدموا العلمانية للشعب المصري كمحض نظريات كلامية خالية تماما من أي قيمة خلقية ومن أي مدلول إنساني جاد، والنظرة المتأنية لتاريخ أدعياء العلمانية المصريين نراهم ما هم إلا مجموعة لا أكثر ولا أقل من مرتزفة في ثياب علماني ليبرالي، ونراهم لا أكثر ولا أقل من مجموعة من المتسولين على موائد الأنظمة المستبدة، نجحت الأنظمة الاستبدادية في استخدامهم من دون وعي منهم كآلة لضرب التيارات الدينية فكريا ولكن دون تقديم أي بديل علمي عملي يذكر كبديل لأفكار التيارات الدينية، وكانوا أكثر مساندة للأنظمة الاستبدادية في العالم العربي والإسلامي من مساندة السحرة لفرعون، فهم قوم ليس لديهم أي بديل قيمي أخلاقي يقدمونه للناس للتغيير في مصر خاصة أو في العالم العربي عامة، أما العلمانية كفكرة ونظرية محضة فلا غبار عليها، بالضبط كالأديان وتابعيها، فالدين أي دين كفكرة ومنهج لا غبار عليه، أما بعض أتباعه وأدعيائه قد يكونوا أكثر شرا من الشياطين.
(2) (لماذا لم يأت التفويض المصري للإسلاميين جزئياً كما حدث مع الإسلاميين في تونس بنسبة 41%، أو كما حدث في المغرب بنسبة 27%، بحيث يكون هناك مقابل مدني يستند لقاعدة شعبية حقيقية؟، ولماذا وصلت مجمل الأحزاب الدينية إلى ما يتجاوز الـ 70% من أصوات الجماهير؟. الجواب: لسبب بسيط وبديهي، ألا وهو أن (النخب) المصرية من أدعياء المدنية والليبرالية والعلمانية لا يمكن مقارنتهم على الإطلاق بالنخب المدنية في أي دولة عربية أخرى، فالنخب المدنية المصرية من أحط وأرذل النخب المدنية في العالم).
(3) (بعد نتائج الانتخابات البرلمانية المصرية لا أجد ما أقوله سوى: اللهم لا شماتة ولا تَشَفِّي في النخبة والإعلاميين المصريين. فالطريق الوحيد أمامهم الآن قبل أن ينقرضوا من المشهد السياسي المصري هو أن يتركوا أجهزة (اللاب توب) و(الشبكة العنكبوتية) ويريحونا قليلا من وجوههم (العكرة) وأصواتهم (النشاز) في الفضائيات وبرامج (التوك شو)، وأن يقتربوا من الشعب المصري ويشاركوه آلامه وأوجاعه وأحزانه وأفراحه، وأن يحترموه ويحترموا عقائده وعاداته وتقاليده. كما تصنع التيارات الإسلامية). (4) (ظل شباب الثورة طيلة الشهور التي أعقبت الثورة ملتصقون بنجوم الفضائيات من محترفي الثرثرة والعنترية الكلامية كـ (علاء الأسواني وابراهيم عيسى وبلال فضل ويسري فودة) وكل من هم على شاكلتهم من أدعياء الفكر والتحليل والتنظير حتى أسقطوهم أرضا من أعين الشعب المصري وحولوهم من ثوار إلى بلطجية).
(5) (تقابلت منذ بضعة أسابيع مع ضابط أمن دولة سابق كان يعمل بفرع أسيوط يعرفني جيدا وأعرفه جيدا ولطالما استدعاني للتحقيق معي. ولما اقترب مني قلت له: وتلك الأيام نداولها بين الناس، سبحان من بيده الملك يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء. فسلم علي وضحك وقال: (مش للدرجة دي يا أستاذ نهرو). قلت له (إزاي ده الجماعة اكتسحوا الانتخابات وهيمسكوا مكاتب أمن الدولة وهيبعتوا يستدعوك وهيجي المخبر يقولك كلم (أبو حذيفة) بيه عايزك شوية، وهتيجي تقولي أتوسطلي إعمل معروف، وساعتها مش هرحم عنيك. فانفجر ضحكا).
(6) التيارات السياسية المصرية تكذب على الشعب المصري:
كذب تيارات الإسلام السياسي: (تيارات الإسلام السياسي يكذبون على الناس ويقولون نحن نريد دولة مدنية بمرجعية إسلامية، وهذه كذبة وخدعة كبرى، فمرجعيات تيارات الإسلام السياسي الدينية تنص صراحة ومن دون لف أو دوران على الإيمان القاطع الحاسم بوجوب وحتمية إقامة (خلافة على منهاج النبوة)، وهم يعملون جاهدين على إقامتها إما سياسة وإما دعوة وإما سلما وإما حربا أو قتالا، ويرتكزون في عملهم هذا على القاعدة الفقهية: (الضرورات تبيح المحظورات).
كذب التيارات العلمانية الليبرالية: أما تيارات أدعياء العلمانية وأدعياء الليبرالية فيكذبون على الناس ويقولون: نحن نريد (دولة مدنية) تتفق مع قيمنا الثقافية والدينية، وهذه كذبة وخدعة كبرى، فلا يوجد شيء على الإطلاق في علم السياسة اسمه (دولة مدنية)، والدولة المدنية تلك أكذوبة واختلاق واختراع مصري بامتياز ولا وجود لها إلا على ألسنة بهلوانات مقدمي وضيوف برامج (التوك شو) المصرية، لكنهم لا يجرؤون على القول بأنهم يريدون نظاما سياسيا ودستورا (ديمقراطيا ليبراليا علمانيا) حقيقيا، وربما لجبنهم أو لجهلهم وغبائهم لا يدركون أن الديمقراطية بشكلها الغربي لا يمكن أن تقوم حقيقة وواقعا إلا على الفلسفة والفكر الليبرالي والعلماني الغربي بشكل واضح وصريح ودون لف أو دوران أو مواربة).
(7) (من أهم أسباب سقوط من يسمون بالنخب المصرية بهذا الشكل المزري لدى الشعب المصري هو انعزالهم عن الناس والاكتفاء بالظهور في وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك كثرة حديثهم عن (المحبة والود والإخوة) كحل للتعايش بين طوائف الشعب المصري. بينما أرى أن الحديث في (المحبة والود) مكانه الوحيد في الفراش مع النساء، لاستغفالهن ودغدغة مشاعرهن وإثارة غرائزهن كي يحظى الرجل منهن بليلة ساخنة أو دافئة، أما في العمل السياسي فمن العته والهطل الحديث في الود والأخوة والحب الغرام).
(8) (عبد المنعم الشحات) مرشح حزب النور السلفي، رجل متصالح مع نفسه، وواضح وصريح في أفكاره، وصادق مع نفسه ومع الناس، حصل على (190 ألف صوت) من مجموع الأصوات الصحيحة وعددها (650 ألف صوت) في المرحلة الأولى، وكان الأول على (90مرشحا) في دائرة المنتزه، لكنه لم يصل لنسبة (50%) من مجمل عدد الأصوات، وفي الإعادة حصل (170 ألف صوت) وهزيمته في الانتخابات ليست بسبب أفكاره السلفية المتشددة ولا تصريحاته المتطرفة ولكن بسبب تحالف كل القوى السياسية ضده وخاصة الإخوان. عبد المنعم الشحات أصدق في فكره ومبادئه مائة مرة من كل رموز تيار الإسلام السياسي الآخرين في مصر. والتيار السلفي أصدق مع نفسه ومع الناس من كل تيارات الإسلام السياسي الأخرى).
(9) (نفس الدعارة والعهر اللذان كان يمارسهما الإعلاميين والإعلاميات المصريات على الثوار في الأيام الأولى للثورة المصرية، يمارسان الآن وبفجر ووقاحة أشد على اكتساح الإسلاميين لنتائج انتخابات المرحلة الأولى. حقا (ثورة مصر: ثورة طاهرة في بيت دعارة) هذا عنوان مقال نشرته في 7 فبراير 2011م قبل تنحي مبارك بأربعة أيام عن عهر ودعارة الإعلاميين والإعلاميات المصريين أثناء الثورة، على الرابط التالي: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=244844
(10) (الحجة البالية البليدة وورقة التوت المثقوبة التي تحاول النخب المصرية أن تواري بها سوءاتها عقب افتضاحهم في نتائج الانتخابات البرلمانية هي أن التيارات الدينية قد استغلت واستغفلت سذاجة وفقر وأمية الشعب المصري بفعل (زجاجات الزيت) و(أكياس الأرز والسكر) كي تحصد أصواته في الانتخابات، إذن فما قولهم في اكتساح التيار الإسلامي لانتخابات 18 نقابة أعضاؤها من صفوة المجتمع العلميين كنقابات الأطباء والمهندسين والصيادلة والعلميين والصحفيين والمحامين .....إلخ؟، فهل فعلت (زجاجات الزيت) وأكياس (الأرز والسكر) نفس مفعولها مع صفوة المجتمع العلميين في انتخابات النقابات؟).
(11) (في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها التيارات السياسية المدنية المصرية، كلما طفت بالفضائيات المصرية الحكومية منها والخاصة وبرامج (التوك شو) الليلية والنهارية والصباحية عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية يتملكني الشعور بالشفقة والأسى والتعاطف الشديد وانكسار القلب على النخبة المصرية المثقفة من أدعياء المدنية والتنوير والحداثة والعلمانية والليبرالية، وعلى الإعلاميين المأجورين الفاسدين. وأجد حالهم (يصعب على الكافر)، فالنخبة المصرية والإعلاميون والصحفيون الآن وعقب إعلان نتائج الانتخابات والفوز الساحق للإسلاميين أراهم يصارعون في نزعهم الأخير كما تفعل الدجاجة عقب ذبحها، ولا أجد ما أقوله لهم سوى "الله يكون في عونهم ومتجوزش عليهم غير الرحمة". فلا أوقفنا الله موقفهم البايخ المهزوم المخزي المخجل عقب هذه الانتخابات التي لم تشهد لها مصر مثيلا في تاريخها الضارب في أعماق الزمان).
(12) (المذيع (محمود سعد) في برنامجه (آخر النهار) على قناة (النهار) ليلة الخميس الموافق 1 / 12 / 2011م قال لـ(أكرم الشاعر) العضو الإخواني الفائز في (بور سعيد) بمقعد فردي: (يا أستاذ أكرم الشعب المصري والناس قلقانين من صعودكم في الانتخابات). فرد عليه النائب (أكرم الشاعر): (إذا كان عدد من صوتوا لي في دائرة واحدة في (بور سعيد) (146 ألف ناخب) فمن هو الشعب ومن هم الناس إللي قلقانين دول؟ هل يوجد شعب مصري آخر يا أستاذ محمود تتحدث عنه ولا نعرفه غير الشعب الذي خرج بمئات الآلاف وصوت لنا في الانتخابات؟). فبُهِت محمود سعد وراح مغير الموضوع. أنا أرد نيابة عن (محمود سعد) وأقول نعم هناك شعب آخر افتراضي منعزل ومعتكف ومختبئ ومتقوقع داخل جحور وكهوف الفضائيات ومقابل كاميرات البرامج وبين صفحات الجرائد وأمام شاشات الكومبيوتر لا يعرف شيئا عن الشعب المصري الحقيقي الذي يحتقر هؤلاء ولا يصدقهم ولا يثق بهم ولا يحترمهم، ولو كان هذا الشعب يثق بهم ويحترمهم ويقيم لهم وزنا لما اختبئوا منه، ولو كان هذا الشعب يثق بهم ويحترمهم ويصدقهم لكان قد استجاب للحملات المتواصلة ليلا ونهارا وصباحا ومساءً من (الردح والشرشحة) المتواصلة للإسلاميين طيلة الشهور العشرة الماضية وكان قد عزف عن انتخابهم. كنت أتمنى على النائب أكرم الشاعر ينصح محمود سعد إنه يسمع الراحل (سيد مكاوي) (3 مرات في اليوم قبل الأكل) في أغنية: (عندك شك في إيه وانت ظالمني معاك)، حيث إن الأغنية دي ليها مفعول قوي جدا وخاصة في هذه الأيام العصيبة التي يمر بها من يسمون بالنخبة والإعلاميين المصريين).
(13) (أتمنى من كل قلبي أن تثبت النخبة المصرية ومعها الإعلاميون المصريون على مواقفهم المناهضة للإسلاميين في المرحلة المقبلة، ولا يتحولون إلى إطلاق اللحى والإمساك بالمسبحة وارتداء الجلباب القصير والسراويل البيضاء بدعوى (ضرورة المرحلة).
(14) (ربما كان السبب الرئيسي في تصويت المصريين للتيارات الإسلامية أن الشعب المصري قد أدرك بوضوح تام أن نخبه المثقفة لا تجيد ممارسة النضال السياسي إلا من بين أفخاذ النساء، وخاصة من بين أفخاذ المناضلة "علياء المهدي" ومن هنا أقترح على النخبة المصرية المثقفة وعلى الإعلاميين والصحفيين والكتاب الذين صدعوا رؤوسنا طيلة عشرة أشهر في الفضائيات وبرامج (التوك شو) بتفزيع الناس من الإسلاميين والسلفيين أن يحذوا حذو المناضلة (علياء المهدي) ويقوموا بخلع ملابسهم جميعها ولكن ليس بتصوير أنفسهم عرايا ووضع صورهم على صفحاتهم في (الفيسبوك)، إنما يقومون بهذا في ميدان التحرير، اعتراضا على حزب الكنبة الذي صفعهم على وجوههم في صناديق الاقتراع).
(15) (ربما لن يهنأ الإسلاميون المصريون طويلا بفوزهم الساحق في الانتخابات البرلمانية، والأسباب هي: (1): الكنيسة الأرثوذكسية بقيادة (شنودة الثالث) ورجاله في الداخل والخارج. (2): (نجيب ساويرس) وجيشه الجرار من الغلمان والجواري الذين يملكهم في الصحافة والإعلام الحكومي والخاص. وبعض الحركات السياسية من أدعياء العلمانية وأدعياء الليبرالية الذين يعلفهم وينفق عليهم (ساويرس) ببذخ وسخاء. وبالتالي فنحن أمام ثلاثة سيناريوهات محتملة لتعامل الإسلاميين مع هذا المشهد، الأول: إما قص شواربهم وتقليم أظافرهم واقتلاع أنيابهم كما فعل السادات مع (شنودة الثالث) في السبعينات. الثاني: إما تدجينهم واستئناسهم وترويضهم كما فعل معهم مبارك. الثالث: وهو الأسوأ، الاصطدام والتصادم وحدوث ما لا يحمد عقباه للجميع).
(16) (لا أنتظر إعجازا سياسيا أو إعجازا اقتصاديا أو علميا على أيدي الإسلاميين، كذلك بالتأكيد لم أكن أنتظر من أدعياء العلمانية وأدعياء الليبرالية إن كان لهم الغلبة أي إعجاز سياسي أو أقتصادي أو علمي فهم شديدي الشبه بأخلاق وسلوكيات مبارك وأركان نظامه، الشيء الوحيد الذي أنتظره من الإسلاميين وخاصة المتشددين منهم أن يقوموا بتربية الشعب المصري وتعليمه الأدب بالقوة لأن هناك قطاعات كبيرة من الشعب المصري أصبحت بلا تربية ولا أدب، كذلك ربما تحمل الأيام القادمة شيئا من الصراع والتناحر الذي قد يؤدي إلى إعادة تشكيل الوعي والثقافة المصرية من جديد وبشكل إنساني وآدمي سوي، ولكن بعد أن يكونوا قد دفعوا ثمنا غاليا يليق بمعني الإنسانية والآدمية الحقيقية).
(17) (أروع ما في الشعب المصري هو (تياراته الإسلامية)، فهم في الحقيقة يستحقون التحية والتقدير والإعجاب. لأنهم أناس لهم مبدأ وعقيدة (اتفقنا أو اختلفنا معها)، يعرفون ماذا يردون، ملتصقون بالشعب المصري الحقيقي الذي يعاني في العشوائيات والأحياء الفقيرة ويدبرون شئونه ويقضون حاجاته قدر استطاعتهم، وفوق كل ذلك أناس منظمون جدا يتحركون بخطط علمية ممنهجة، ليسوا بعشوائيين ولا بغوغائيين، جادون لا يعرفون الهزل ولا المزاح. لدي يقين قاطع أنهم سيخرجون الشعب المصري من طفوليته وغوغائيته وعشوائيته وميوعته وسينقلونه إلى سن الرشد، وسيعيدون تربية سلوكه وتأديب أخلاقه وتنظيم حياته من جديد، حتى ولو بالقوة، وهذا ما يحتاجه الشعب المصري بشدة منذ عقود طويلة).
(18) من الأقوال المأثورة للنخبة والإعلاميين المصريين: قبل الثورة كانوا يقولون: (نحن ننتقد الحكومة والنظام ولا ننتقد الرئيس مبارك) بعد الثورة يقولون: (نحن ننتقد المجلس العسكري ولا ننتقد القوات المسلحة) بعد الانتخابات سيقولون: (نحن ننتقد حزب الحرية والعدالة ولا ننتقد الإخوان المسلمون) وسيقولون: (نحن ننتقد حزب النور ولا ننتقد الدعوة السلفية)
(19) أقصر وأسرع الطرق إلى البطولة في مصر: (في مصر إذا كنت رجلا أو امرأة شابا أو فتاة ورأيت في نفسك أنك هلفوت أو تافه وملكش لزمة، وأردت أن تصبح بطلا أو مناضلا أو نجما في أسرع وقت، فما عليك سوى أن تصنع شيئا تافها ملوش لزمة مثلك، أو تقول كلاما تافها ملوش لزمة مثلك، في توقيت تافه ملوش لزمة مثلك، ثم حاول أن توصل تفاهاتك إللي ملهاش لزمة مثلك إلى صحفي أو صحفية أو مذيع أو مذيعة هلافيت تافهين ملهومش لزمة مثلك، كي يستضيفوك على الفور في برنامج تافه ملوش لزمة مثلك ومن ثم يعرضوه على مشاهد هلفوت تافه ملهوش لزمة مثلك يصدقك ويقتنع بتفهاتك إللي ملهاش لزمة مثلك ومثله، وبعدها ستصبح نجما لامعا أو بطلا مغوارا أو مناضلا عنيدا. بس برضو هتفضل نجوميتك وبطولتك ونضالك تافهين ملهوش لزمة مثلك).
(20) (لا أدري ما سر هوس وجنون وشبق وشغف المذيعات: "هالة سرحان، دينا عبد الرحمن، ريم ماجد" بشباب الثورة؟؟ يمكن عشان الشباب صحته حلوة؟، الله أعلم).
نهرو طنطاوي كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر مصر _ أسيوط موبايل : 01064355385 _ 002 إيميل: [email protected]
#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شيفونية المصريين
-
(توفيق عكاشة) نموذج معبر عن حقيقة الشخصية المصرية
-
من ينقذ المصريين من أنفسهم؟
-
من حق (فاطمة خير الدين) أن تكون عاهرة وتفتخر
-
أما أنا فأقول لكم
-
ما لا يقال ولن يقال حول الصراع الإسلامي المسيحي في مصر
-
(ما كان لنبي أن يكون له أسرى) رد على: علال البسيط
-
تعليقات على مقال أم قداس في كنيسة؟
-
(وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا)
-
الرجل هو من استعبد المرأة والرجل هو من حررها
-
علاقة الغرب العلماني المتحضر بالحاكم العربي
-
هل الإجماع مصدر من مصادر التشريع في الإسلام؟
-
الحرية كذبة كبرى
-
هل الاجتهاد مصدر من مصادر التشريع في الإسلام؟؟
-
وماذا بعد سقوط حسني مبارك ومحاكمته؟
-
المواقيت الصحيحة للإفطار والسحور
-
لا دية لأسر شهداء 25 يناير
-
النظام المديني وزوال الديمقراطية – الجزء الثاني
-
النظام المديني وزوال الديمقراطية – الجزء الأول
-
من أجل إنقاذ مصر
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|