هل يملكون شجاعة هذا الجندي الامريكي؟

حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 23:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

وانا أتصفح الفيس بوك شاهدت صورة لجندي امريكي يحمل علم بلده بالمقلوب وكتب عليه بالأنكليزية ما معناه :

( لا يوجد علم كبير بشكل كاف ليستر العار الذي لحقنا جراء قتل الناس الابرياء )

حين نرجع بشريط الذاكرة الى الوراء سنتذكر الاخبار اليومية التي تتحدث عن (المقاومة الشريفة العفيفة البطلة )ضد المحتل الغاشم وأكثر خبر كان يتكرر بشكل شبه يومي هو :

( أنفجار عبوة ناسفة على مدرعة نوع همر في سوق شعبي يؤدي الى مقتل جندي امريكي وأستشهاد عشرة مدنيين )

ماذا عن المواجهات التي كانت تحدث في مناطق سكنية وتسقط بسببها الصواريخ على بيوت سكنية وتقتل عوائل بأكملها ؟ ( لعن الله الجهل في العلوم العسكرية أنه اسلوب المباغتة والغش والاختفاء وهو اكثر أسلوب أذاق المحتل الويل)

وبطبيعة الحال كان ابطال المقاومة يهربون وتقع الصواريخ على رؤوس الابرياء (لعن الله سوء التعبير عفوا لا يهربون بل ينسحبون الى قواعدهم امنين) .
وماذا عن قذائف الهاون التي كانت تدك المحتل في المنطقة الخضراء وتقع عن طريق الخطا في المناطق السكنية القريبة ؟ (لعنة الله على سوء الفهم انها أخطاء معركة وهناك نسبة خسائر مقبولة ما دام ان النتيجة هي خروج المحتل الغاشم ) . حدث ولا حرج من أساليب المقاومة الشريفة في اذاقة المحتل الويل ودحره حتى لو كان قتل جندي أمريكي يكلف عشرة عراقيين لا يوجد مشكلة كلهم شهداء لاجل الوطن .

لن اتحدث عن السيارات المفخخة وعمليات الذبح والقتل على الهوية لسبب بسيط وهو ان الأخوة في المقاومة رضي الله عنهم وأرضاهم يقولون أنهم بريئين من هذه الافعال . لكن المفارقة أنها حدثت في مناطق نفوذهم في شتى مناطق العراق ! ( سبحان الله صدفة غريبة ؟ لعن الله وساوس الشيطان يجب أن احكم على ظاهر القول تبا لي ولسوء قولي ) .

كم أنا سعيد لأن المقاومة أنتصرت وأخرجت المحتل من بلادي . يوميا أصلي ركعتين شكر أهدي ثوابها لابطال المقاومة لكن أحيانا أتذكر ان مقاومتهم للمحتل خلفت ملايين الارامل وملايين اليتامى وملايين الضحايا واتألم لأجلهم لكن سرعان ما أتعوذ بالله من الشيطان وأدعو للمقاومين الشرفاء بالتوفيق لانهم اخرجوا المحتل من بلدي وهذا أهم من بقاء من ماتوا أحياء ( فدوة للوطن المهم راس الوطن سالم ) .

أحيانا أقول في نفسي يا ترى لماذا المقاومة العراقية البطلة وقفت ضد الاتفاقية الامنية ولماذا كانوا يلعنون من يوقعها ويسبوه ؟ ثم كيف لهم أن يحتفلوا بثمار شيء كانوا يرفضوه ؟ ثم ألعن نفسي على هذا الوسواس اللعين واتعوذ بالله من سوء العاقبة وأقول ( لا بد ان هناك تكتيك أو كتكيت جعل المقاومة الخارقة ترفض الاتفاقية الامنية وتحتفل بثمارها )

اود ان اقول للمقاومين الابطال الافذاذ . أن فرض المحال ليس محال سافترض أن من قتل العراقيين على الهوية ليس أنتم بل عملاء المحتل . أليس جدير بكم الأعتذار من الشعب العراقي عن سقوط قذائف هاون بالخطأ على دار سكنية او حدوث مواجهات مع الأمريكان في سوق شعبي او حي سكني يذهب ضحيته عشرات المدنيين أو أنفجار عبوة ناسفة على همر تقتل امريكي وعشرة عراقيين . هل لديكم الشجاعة لتقديم الأعتذار للشعب العراقي بدل الأحتفال بخروج المحتل على القنوات الداعمة لكم والكل يعلم أن المحتل خرج وفق اتفاقية أمنية لعنتموها ليل نهار ؟! هل تملكون شجاعة هذا الجندي الامريكي الذي وصف نفسه ( بالعار ) بسبب قيام الجيش الذي ينتمي أليه بقتل مدنيين من بلد اخر غير بلده ؟

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كيف سولت لي نفسي ان أصف جندي امريكي بالشجاعة حتى لو كان يذم نفسه فهو يبقى أمريكي محتل . ومن انا لأقول للمقاومين ان يعتذروا ؟ تبا لي ولعقلي البالي . وهل هناك شجاعة أكبر من أن تواجه المحتل الغاشم في سوق شعبي . وهل هناك بطولة أكبر من أن تدك المحتل بصواريخ الكاتيوشا في عقر داره حتى لو وقعت كم صاروخ منها على بيت أحدهم المهم هي النية وانما الأعمال بالنيات .

ان حياة الأنسان غالية وثمينة وهناك من تسببوا في موت الاف البشر ولم ولن يدفعوا ثمن فعلتهم ولم ولن يلعنهم التاريخ لان التاريخ أعور في كثير من الاحيان . والمشكلة هي في من يمجد بالقتلة ويرفعهم الى درجة الانبياء وهؤلاء ينطبق عليهم القول : ( من أحب عمل قوما حشر معهم ) . ولا يوجد من هؤلاء من يملك الشجاعة على الأعتذار للشعب لسبب بسيط هو عدم أكتراثهم أصلا لسقوط مدنيين بل تعمدهم ذلك في كثير من الأحيان . الاعتراف بالخطأ عمل نبيل وشجاع وهؤلاء بعيدين كل البعد عن النبل والشجاعة .

ليلعنني الله ورسوله وملائكته والناس اجمعين ها أنا ذا عدت مرة أخرى لوسواوس الشيطان يبدو ان ( شيطاني قوي ) ليس لي ألا أن اقول ( تعيش المقاومة ويسقط المحتل وعاش العراق حرا عربيا أبيا الله أكبر ... الله اكبر ... الله اكبر وليخسا الخاسئون )

#حسنين_السراج (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات