أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند صلاحات - محاولة لترجمة النهى في ليلة راس السنة














المزيد.....

محاولة لترجمة النهى في ليلة راس السنة


مهند صلاحات

الحوار المتمدن-العدد: 1067 - 2005 / 1 / 3 - 09:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بعد ساعات سيخلع العالم عن نفسه سترته القديمة ويرتدي زيا رسميا جديدا يسمى العام الجديد ....
في هذه الأثناء سيكون الجميع يحتفل, وكلٍ لديه طريقة للاحتفال برأس السنة الجديدة ... سنة أخرى تحمل لهم أمنيات في كيس بابا نويل, وتحمل لنا أحزان متجددة من تبعات العام السابق ... وهنالك من ينتظر بوش يحمل له أمنيات أو نفط جديد ليكون بابا نويل العصر الأمريكي, عصر الزنوج والأمريكان و العولمة ...
أنا كنت أحتفل أيضا بعيداً عن أجواء العولمة وحدي وعلى طريقتي الخاصة جداً ... كان نبيذي من نوع خاص جدا ... كان ازرق اللون, وكما تجري العادة أن يصاحب كأس النبيذ بعضا من المسليات اعتبرها أنا من الضروريات لإتمام عملية الثمل بنبيذ الكون ... كنت أيضا قد أحضرت الأوراق ...

كان نبيذي يختلف عن خمر الآخرين .... كان حبرا أحاول أن احتفل به على طريقتي الخاصة ... حبرا قادر أن يفعل ما لا يفعله النبيذ ... فمهما سكرت من النبيذ لن يوصلني ما يمكن أن يوصل إليه القلم الذي يعتبر من أهم مسببات أمراض القلب وانسداد الشرايين والجلطة وانفصام الشخصية والشيزوفرينيا وحبل المشنقة ... لكن العالم في الخارج كان يعاني من الشيزوفرينيا في احتفالاته رغم أن غالبيتهم لا يملك قلماً ولم يخطر بباله يوما أن يكتب ولو كلمة واحدة للوطن على ورقة بيضا لينقل للوطن مشاعره ...

في ليلة راس السنة كنت أشعل شمعة وحيدة مثلي في غربتي وغرفتي ... و أحاول أن أترجم مفردات لطالما أرقتني ...
( النهى) ,( العقل ) , ( اللب ) (النهاية ) ...
النهى وتحمل معنى العقلاء الذين ينتهي لهم الأمر ...
النهى تحمل دلالة العقل في مضمونها اللغوي, النهى حق مشروع لكونها سمة تميز الغبي عن العاقل ...

في هذه اللحظات كنت أحاول تخيل حجم ونوع الأمنيات التي يمكن أن يتمناها الناس في لحظة دخولهم للعام الجديد ... ومع أني لا أثق بالأمنيات العالية الأبراج, إلا إذا ارتبطت برغبة جادة في العمل من أجل تحقيقها ... وان الأمنيات ليست مائدة تهبط من السماء ... فعصر المعجزات قد مضى ... إلا أنني أحاول أن أشارك البسطاء الأمنيات ... وآنا من البسطاء فأحمل الأمنيات الممكنة, بحجم الأمنيات التي يحملها البسطاء مثلي, التي أحاول أتمناها بحدود قدرتي على العمل لتحقيقها ...

أول ما خطر ببالي أن الأمنيات يمكن أن تكون زوال الهم والحزن و الكأبه والظلم ... و الإنسان العربي يعاني قهرين ... قهر الطائرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية ... وقهر الأنظمة العربية ... وهي أمنية يشترك الجميع فيها ...
في هذه الليلة, الكثيرون إشتركوا بأمنية التحرير ... حتى مظفر النواب كان يتمنى أن يعود اللحن عراقياً وان كان حزين ... وان يعود من منفاه ... وان يسقط القمع بداء القلب ... بمعنى سقوط الأنظمة الديكتاتورية التي هي الشق الأخر من القهر الذي يعانيه الإنسان العربي ... بشرط أن لا يكون بديل سقوطه احتلال كما في العراق ...

بالنسبة لي كنت اشترك مع النواب ومعهم بحلم التحرير الذي كاد يكون أمنيتنا الوحيدة ... لكن أمنية أخرى كانت تصاحب أمنياتي الليلية ... لقائي المفترض معها كان حلما شخصياً ... وأمنية خاصة بي وحدي ... فإن كان على سلم الأولويات في الأمنيات هو التخلص من الأنظمة الديكتاتورية القابعة على صدورنا بفضل خنوع الأغبياء وتبريرهم لهذا الدكتاتور وذاك كما يفعل بعض المتباكين على سقوط هذا الديكتاتور أو ذاك ... كانت أمنيتي تختلف عنهم بالتأكيد ... فقد كان لدي هم آخر هو تفسير النهى في لحظة التمني ...

كانت هي تتسلم الزمام في أن تكون على سلم أولوياتي ... فاللقاء المحتمل سيغدو أمنية قابلة للتحقق إن كانت فعلا أمنية مشتركة بيننا ...

هنالك مقولة تستذكرني لنابليون بنا برت, قال فيها : الظلم لا يصنع ثورة , لكن الشعور بالظلم هو الذي يفجر الثورة ... هذه الشعوب تفتقد للإحساس لذلك لن تشعر يوما أنها راقدة تجتر ظلمها ... إنها شعوب لا تملك العقل الذي وجب الدفاع عنه ... لذلك دوما أكرر العبارة القائلة : دافعوا عن عقولكم كما تدافعون عن حصون مدينتكم ... فإن كانت المدينة قد سقطت خلال ساعتين ... فكم سيستمر دفاعهم عن عقولهم ؟؟

أما أنا فلا زلت مصرا بالدفاع عن النهى والعقل في هذه اللحظة لأكثر من ساعتين متبقيتان لدخول العام ... ولن تسقط مدينتي خلال هاتين الساعتين ... ساخط للنهى قصيدتي الأخيرة هذا العام قبل أن يدق الجرس معلنا دخول العام الجديد ... وأدع من يبكي مجده التليد يكمل بكائه ... فالنهى أولى بالدفاع عنها لكي أستطيع الدفاع عن حصون مدينتي ....



#مهند_صلاحات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحسن قراءة الوطن على أعتاب السنة الجديدة ؟
- المُخٌلِّص
- التكفير سلاح الجاهل ... ردا على الأستاذ محمد الموجي حول كفر ...
- علمانية الفرد العربي ... الحقيقة المرفوضة
- الأندلس الجديدة ... والطاغوت على أبواب المدينة
- لماذا أبو مازن مرشح الإجماع الفتحاوي
- الحوار المتمدن ... ويكفي أن نقول هو المكان السليم للحوار الم ...
- ذاكرة الزمن المستعار 1
- الجريمة ... حين تحاول أن تكون ثقافة لشعب مقاوم ...
- نبوءات الشهداء
- أنفلونزا
- الإيدز ... والحاكم العربي
- صدام حسين .. رجل المهمات الصعبة في صياغة المشروع الأمريكي ال ...
- انقلاب الموازيين ... جامعة النجاح في نابلس مثالا
- الأنثى والبليد
- عمل المرأة بين الرأي والواقع المفروض
- منظمة التحرير والغوص في وحل أوسلو
- الأرملة الشقراء ... وأرامل الشهداء
- القدس ... بين التدويل والادعاءات الإسرائيلية ومعضة الإنتخابا ...
- حول مشروع الشرق الأوسط والإستراتيجية الأمريكية


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مهند صلاحات - محاولة لترجمة النهى في ليلة راس السنة