|
افتضاح الأمة المصرية
كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 14:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
• هي أزمة شباب ثائر يطلب الحرية لشعب أدمن العبودية ولا يرضى عنها بديلاً. • جلس عمرو باشا حمزاوي على كرسي الاعتراف أمام ظلامي يستجوبه، وهو يرد عن نفسه التهم كطفل مذعور. . مسكين مسكين مسكين يا ولدي!!. . مبروك لعمرو حمزاوي كرسي مجلس الشعب، وتوافقه الرائع مع الظلاميين، وعليه العوض ومنه العوض لأمة شحيحة في إنجاب الرجال. . الليراليون أمثال عمرو حمزاوي مطية مناسبة جداً لاستقرار أحذية الظلاميين فوق أعناقنا ونحن نبتسم في بلاهة عفوية. . مشكلة الليبرالية والحداثة في مصر ليس قوة أعدائها، لكن في انعدام رجال بحق يؤمنون بها ويدافعون عنها. . أمثال عمرو حمزاوي من أدعياء الليبرالية يطلقون على قضية الحداثة والحرية رصاصة الرحمة، ليتولى الظلاميون تكفينها ودفنها. . البعض يتصور الحصافة السياسية تتيح وتبرر التخلي عن الملابس الداخلية لأغراض ديبلوماسية. . من حق عمرو حمزاوي وأمثاله أن يتلونون ويراوغون ويتاجرون كما يحلو لهم، المشكلة أنهم يحسبون على الليبرالية. . تلك هي الطعنة التي يوجهونها لنا!! • تعدي الجماهير على المرافق العامة وتحدي السلطات يشي بخسة ونذالة مؤسفة لكنها متوقعة من شعب عاش ذليلاً طوال العصور. . تحدى الثوار نظام الحكم لينعموا بالحرية، ويتحدى الشعب الآن الدولة لينعموا بالفوضى وحالة اللادولة. . خسارة دماء الثوار من أجل شعب كهذا!!. . المجلس العسكري يتجنب مواجهة تسيب الشارع المصري. . حسناً سيأتي من لا يرحم ليحكم شعباً من الغوغاء، وبناء على إرادة الجماهير ذاتها. . سوف نرى عندما يحكم الإخوان إن كان هلفوت بن هلفوت سيجرؤ على تحدي الدولة ومحاصرة مدير عمل أو قطع طريق!!. . من يقطع الطرق الآن سيطبق عليهم حد الحرابة، أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف. . البلطجية إذن ليسوا في صفوف الثوار، ولكنهم ضمن حزب الكنبة اللعين. • لعلم من لا يعلم هناك مسافة ليست بالقليلة بين مجمل أفكاري وتوجهاتي وبين د. محمد البرادعي، ورغم ذلك أراه الأصلح لقيادة مسيرة الحرية والحداثة. • البرادعي أيقونة الحرية والحداثة والاستقامة • لن يفوز في رئاسة الجمهورية غير من يتفق عليه العسكر والإخوان معاً، والبرادعي لا يقبل على نفسه أن يكون ذلك الرئيس الدمية، على فرض اختيارهم له. • كلنا محمد البرادعي. . كلنا خلف هذا الرجل الوطني المخلص والشجاع. . كلنا جنود ثورة الحرية والحداثة. . هكذا يكون بالفعل القادة العظام للثورات العظيمة، وليس الأقزام الذين ينهشون جثث الثورات المجهضة. • بشرة خير. . لقد فعلها البرادعي مرة ورفض الترشح لرئاسة في ظل الفساد، وقامت ثورة لم نتوقعها، وها هو يفعلها ثانية!! • بيان انسحاب البرادعي درس في الرجولة والوطنية والإخلاص لقضية الحرية والحداثة. • سوف تخرج علينا مئات التفانين تعليقاً على انسحاب البرادعي من معركة الرئاسة، وما أعرفه أنه من الصعب على الخراف الاقتناع أن هنالك من بينهم رجلاً بحق. • لقد وقف البرادعي رجلاً في مواجهة أمريكا (رغم اختلافي الجذري مع مواقفه)، وفعل نفس الشيء في مواجهة مبارك في عز سطوته، وها هو يقف رجلاً في مواجهة الشعب المصري وكافة قياداته. • لم يثبت الشعب المصري أنه جدير برئيس جمهورية مثل د. محمد البرادعي، وحسناً يفعل البرادعي أن انسحب من الترشح للرئاسة حتى يثبت الشباب جدارتهم بقيادته لثورة لثورتهم من أجل حرية حقيقية. • أرى انسحاب البرادعي احتجاجاً ليس فقط على المجلس العسكري، بل على النخبة الهائمة في الهلاوس، والشعب الذي سلم مصيره للجهالة والمجهلين. . احتجاجاً على كل من حول ثورتنا الخضراء للون الرمادي القابل للتحول للسواد. . لكن الرجل مازل يؤمن بالشباب!! • نعم يتمتع البرادعي بقدر من الاستقامة والطهارة تجعله حسن النية بالناس، فلم يكتشف للوهلة الأولى حقيقة من تجمع حوله من نخبة بائسة، وظن حسناً أيضاً في الإخوان حتى أثبتوا هم له حقيقتهم. . هو رجل شريف في زمن الخداع والتدليس والتغييب. . البرادعي ليس مجرد شخص، هو فكرة وحلم بمستقبل أفضل، وسواء ترشح أو لا فهو ضمير الشباب الباحث عن الحرية. • النخبة الناصرية هي التي قادت الشباب لمهاجمة السفارة الإسرائيلية أول وتاني، وهي التي تطرب لتفجير خط الغاز المصري، هي الفيرس الذي يهري أمعاء الثورة من داخلها. • هيكل شتم السادات ثم مبارك غيظاً من رفضهما أخذه خداماً في بلاطهما كما فعل سيده المقبور. • الاحتفال بمولد عبد الناصر الطاغية أمر مؤسف، لكن الكارثة في محاولة إعادتنا إلى سياسات تلك الفترة الكئيبة الفاشلة من تاريخ مصر. • تعتز الأمة المصرية بجلاديها وهي تنتقل من جلاد لآخر، ومن محاسن الصدف أن نحتفل بمولد ناصر الطاغية، ونحن نسلم أنفسنا للطغاة الجدد، وكل طاغية ونحن أذلاء!!. . إذا كان لابد لنا من طاغية، فلابأس هذه المرة بطاغية باسم الله، بعدما فشل الطغاة باسم العلمانية، فربما أتى معه بالبركة!! • اعتراف: كل ما أعتنق من أفكار ليبرالية لا تصلح للشعب المصري العظيم، فلننظر الآن كيف يمكن سياسة هذا الشعب كما تساس قطعان المواشي. مصر الإسكندرية
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خربشات غير ثورية
-
ثورة تحتضر
-
تجريف الإنسانية
-
-الجهل- و-الجهالة-
-
بعد السقوط
-
ثورة تنقذ ثورة مصر
-
الدوامة
-
خواطر حائرة
-
صورة مصرية عارية
-
أمة احتارت في غبائها الأمم
-
كابوس الربيع العربي
-
وثيقة المبادئ فوق الدستورية
-
إنقاذ ما يمكن إنقاذه
-
مجلس رئاسي للإنقاذ
-
خربشات على أنقاض الثورة
-
ما لم نكن نريد قوله
-
قبل أن يحل الظلام
-
إلى أن يأتي الاعتذار
-
مذبحة النصارى في مصر
-
العلمانية مدخلاً لإشكالياتنا المستعصية
المزيد.....
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
-
مدفيديف: لم نخطط لزيادة طويلة الأجل في الإنفاق العسكري في ظل
...
-
القوات الروسية تشن هجوما على بلدة رازدولنوي في جمهورية دونيت
...
-
الخارجية: روسيا لن تضع عراقيل أمام حذف -طالبان- من قائمة الت
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|