عماد شريف
الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 21:04
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
انفلات سياسي
ما زالت الحرب الاعلامية والتصريحات والتصريحات المضادة هي الشغل الشاغل للكتل الفائزة والتي لم تستطع ان تغير شيئاً من الواقع العراقي المتردي بكافة اوجهه، فقط اصبحوا نجوماً للشاشة الصغيرة، منافسين بذلك نجوم الغناء والطرب. إذ اصبح الرد على الخصوم هو الهدف والغاية. والتصريحات اصبحت انواع فمنها، المتطرف، والاستفزازي، والكاذب، والنادر منها هو المعتدل، ولكل كتلة من هؤلاء اثنان او ثلاث تخصصوا في الرد على الخصوم!. ومما يؤسف له ان البعض من وسائل الاعلام اصبحت العوبة بيد هؤلاء، إذ اصبحت تنقل التصريحات حتى لاولئك الذين يشبهون الماء بالماء.
حيث لا امل في المستقبل القريب والبعيد للتخلص من كل هذه العقد لدرء المخاطر التي تحيط بالوطن. فهمهم الوحيد هو الرد على الطرف الآخر وبأية طريقة، اضافة الى تشابه تلك التصريحات التي تدعوا الى الوحدة والشراكة بينما في حقيقة الامر لا توجد وحدة ولا شراكة والكل يشكك في نية الآخر ولا يثق فيه، والتحالفات تتغير بلمح البصر وينطبق عليها القول المأثور "كلام الليل يمحوه النهار" وليذهب الشعب الى الجحيم. فالتصريحات الاعلامية اصبحت مهنة واخذت جميع الكتل تستمرئها وتخلد لها.
ان استمرار الحال على ما هو عليه مع نقص الخدمات وارتفاع نسبة الفقر التي وصلت حسب احصائيات الامم المتحدة الى 25% من مجموع الشعب العراقي، وهي نسبة كبيرة لا تتناسب مع واردات الدولة العراقية، تعطينا مؤشراً لمدى التراجع المخيف في اداء مؤسسات الدولة وعدم جديتها في تنفيذ المشاريع الستراتيجية الكبرى التي ليس لها وجود في عراق اليوم.
ان التراشق الاعلامي المستمر لن يبني دولة ولا شعب، ونحن بأمس الحاجة الى بناء الانسان العراقي الذي دفع الثمن غالياً من كرامته ومبادئه وانسانيته وعيشه في بلدان المهجر، بسبب الحروب والحصار الاقتصادي الذي قضى على كل ما هو جميل في حياة العراقيين، فالشعب لن يقف متفرجاً على ما يجري حوله من دون اكتراث... "فالجوع كافر".
#عماد_شريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟