أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد حداد - مضى عامان من عمر العهد الجديد وضاع عام آخر من عمر الأفاضل















المزيد.....


مضى عامان من عمر العهد الجديد وضاع عام آخر من عمر الأفاضل


فريد حداد

الحوار المتمدن-العدد: 244 - 2002 / 9 / 12 - 03:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من أخلاقيات الفروسية في العهود السابقة , ان يستجيب الفارس لدعوة نزال خصمه في مبارزة , تهدف الى  اثبات الفروسية والشجاعة , في سبيل الحصول على قلب الحسناء المعشوقة .

وعلى مر الأزمان , تغير شكل النزال , من المبارزة بالسيف , الى اطلاق الرصاص , الى قول أشعار الغزل , وغيره , الى زمننا هذا زمن النزال بهدف اظهار الحق , وأثبات الشهامة , والأخلاص .

وفي معرض  نقاش محاضرته التي ألقاها في الخامس من آب عام 2001 في منتدى المرحوم جمال الأتاسي للحوار الديمقراطي , وردا على استفزاز أحد العناصر الأمنية الموجودة  في المنتدى , الذي اتهمه بالتنكر لمبادئه وتعاونه مع الأخوان المسلمين خلال مرحلة فقدان العقل التي مرت على سورية في اوائل ثمانينات القرن الماضي , أعلن المناضل الوطني الكبير ,  رياض الترك ,  تحديه للسلطة ورأسها ,  ودعاهم للمنازلة ,   بهدف  كشف الحقائق  حيث قال " أتحدى كل المخابرات , ولو حافظ أسد موجود لتحديته , وأتحدى ابنه بشار الأسد , ان وجد في ادراج ابيه , وثيقة تثبت تعاون مع الأخوان المسلمين . أتحداهم " . وهذه التهمة الأفتراء , هي ما استخدمه النظام آنذاك , غطاء أمنيا , برر بها هجومه على منظمات الحزب الشيوعي السوري ( المكتب السياسي ) , وغيرهم , بحيث اصبح كل رافض لسياسات النظام وقتها , أخوان مسلمين بلغة النظام , مهدور  الدم .

وامام هذه الدعوة للمبارزة في اظهار الحقائق , كان هناك أحد الطريقين العاقلين التاليين لرد  السلطة على هذه الدعوة  , : اولهما :  هو ان تقوم الأجهزة السياسية المفروض انها تقود البلد , باظهار وثائقها التي تؤكد هذا التعامل , كائنا ما كانت تلك الوثائق ان وجدت  ,  كأتفاقيات بين الطرفين موقعة من قبلهم او من قبل  مندوبين عنهم  , .او  كأعترافات ادلى بها احد اعضاء أي من التنظيمات المشار اليها في هذا الأتهام , كان قد ادلى بها اثناء اعتقاله , أكان ذلك الأعتراف تحت التعذيب او فوقه ,  تؤكد ان هناك تعاون حتى ولو كان شفهي , او حتى اتصال بين الطرفين على اي مستوى كان , أو اعتراف صاحب العلاقة مباشرة بهذا التعاون , خلال فترة اعتقاله المديدة في ظروف لم تكن الجبال بقادرة على تحملها . أو ان كان هناك حتى سؤال قد تم توجيهه الى المناضل الكبير خلال فترة اعتقاله يتعلق بهذا الأتهام "

وثانيهما : في حال عدم قدرة السلطة على تقديم اي اثباتات تدعم شرعية وقانونية  تصرفها ,  من اتهام ,  واعتقال  المذكور دون محاكمة , وفي ظروف قاهرة , والأفتراء عليه ,  وعلى حزبه ,  ووطنه ,  وشعبه , في هذا الحال وجب عليها تقديم اعتذارها , وتعويضه وتعويض الكثيرين غيره من ابناء الوطن , عن  سنوات طويلة من عمرهم قضوها في العذاب ,  والحرمان ,  والبعد عن أحبتهم , وحرمانهم من الحياة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى . وهذا ما قصده رياض الترك عندما قال  بالمصالحة على قاعدة " رد المظالم الى أهلها "

 

أما ما حصل , فقد كان نكوص للسلطة عن قبول التحدي ,ورفضها للتحلي  بأخلاق الفرسان , وارتدادها الى سياسة الغدر , والطعن من الخلف , المعروفة عنها , ظهر ذلك جليا , بافتراءات جديدة , وجهت الى الكبير رياض الترك ورفاقه الأفاضل التسعة الآخرون , كما امعنت في غدرها باصدارها لأحكام قاسية عليهم من محاكم مهزلة , تابعة للسلطة الأمنية , ومسلوبة الأرادة والنزاهة والشرعية . ظنا من القيميين على هذه المسرحية العبثية , انهم يتجنبون غلطة الأعتقال السابق للكبير , فكان تفادي الخطأ , خطأ أكبر , بسبب سخافة هذا الأخراج وبدائيته , وافترائهم الجلي على مناضلي الحركة الديمقراطية السورية                                                                                                                                             .

لقد اثبتت تطورات العام المنصرم , ان المصالحة الوطنية , والسير في طريق النهوض والتوحيد القومي , والتطوير الأجتماعي , على قاعدة رد المظالم , أو حتى بدون ردها , هي ليست خيارا للنظام , لا الآن ولا في المستقبل القريب , وذلك لأن خياراته ما زالت هي نفسها منذ ثلاثون عاما والتي تجسدت على الصعد التالية : 

1 – على الصعيد الداخلي : آ – السياسي : أغتصاب السلطة والتفرد بها الى " الأبد " وحمايتها , عن طريق الغاء السياسة من المجتمع والدولة وحتى الشرائح المتدنية من السلطة , وحصرها في فئة المفسدين (بكسر السين ) حصرا . ولا يوجد برهان على ذلك اسطع من تصريحات العماد طلاس الى مجلة المجلة بتاريخ 6 – 5 – 2001 حيث قال "أننا أصحاب حق ولن نقبل بأن ينتزع أحد منا السلطة لأنها تنبع من فوهة بندقية ونحن أصحابها. لقد قمنا بحركات عسكرية متعددة ودفعنا دماءنا من أجل السلطة".

 

ب – الأقتصادي : السيطرة على الثروة الوطنية بكاملها , ما فوق الأرض وما تحتها , وتحويلها الى جيوب المفسدين ( بكسر السين ) , كما السيطرة على وسائل الأنتاج , بهدف كبح اي نمو للقوى المنتجة , قد ينجم عن تراكمه , مفاجآت سياسية ليست بالحسبان , كما السيطرة على الأسواق , والتحكم بشبكة توزيع البضائع  , عن طريق ما يسمى بالمؤسسات الأستهلاكية وغيره , بهدف امتصاص الثروة من جهة , والتحكم باللقمة اليومية للمواطنين من جهة أخرى , ولا مانع من الباس هذه الطريقة في السلبطة وابتزاز المواطنين , لبوس الأشتراكية  و " تحرير الشعب من جشع التجار ".

 

ج – الأجتماعي : الحفاظ على تمايز بين المواطنين , بدأ العمل فيه منذ اربعين عاما , وما زال يتكرس يوما بعد يوم , ويتلخص في تقسيم الناس الى فئات اجتماعية متمايزة , ويكون " أكرمهم " هو أقربهم الى رأس الحكم والفئة المفسدة , و" أقلهم " شأنا , هم أصحاب العقول المبدعة , وأصحاب الكرامة والعزة ,  الذين يأبون ان يكونوا مجرد  أرقاما في القطيع , كما يعز عليهم ,  ان يصل الوطن الى هذه الهاوية التي وصل اليها ,   أولئك النخبة المتهمون من قبل المستفدين من تلك الأوضاع الشاذة  , "  بأنهم يسعون الى مراكز في الدولة " , متناسين ان احتلالهم لمناصبهم الحالية لهي من اسهل الأشياء بعد ان يقرر المرء بيع ضميره . ومتناسين ان مراكز الدولة هي لخدمة الوطن والمواطن وليست لأستغلالهما , وبهذا المعنى يصبح الطموح لمركز في الدولة هو واجب قبل ان يكون حق , على كل مواطن يجد بنفسه القدرة على خدمة العموم . اما في الوضع الشاذ كالذي نعيشه اليوم , فان مراكز الدولة تصبح حق لفئة محددة ,  لأنها خرجت من معناها ,  واصبحت مراكز للأرتزاق ,  والأبتزاز ,  والتحكم بحياة المواطنين . 

 

2 – على الصعيد العربي : آ -  سعى النظام ومايزال الى توسيع دائرة نفوذه ماأمكن له ذلك ,  على حساب كيانات عربية أخرى ,  ولكن من دون ان يكون لتوسيع هذا النفوذ أي أثر ,  في زيادة التقارب والتفاعل بين الشعب السوري والشعوب العربية الأخرى , وفي هذه الطريقة يخرج مسعى النظام من دائرة النشاط بهدف التوحيد القومي الى دائرة توسيع مجالات النهب ,  كما جرى في لبنان وفلسطين , حيث نجح النظام وبمساعدة عوامل عديدة , دولية ,  وعربية , وداخلية لبنانية , الى تحويل لبنان الى جرم تابع يدور في فلك مصالح رجال النظام السوري , من ناحية النهب المنظم الذي يعمم هناك الآن بعد ان اتى ثماره في سورية  , بالتحالف مع رجال الحكم في لبنان الذين انجبهم النظام السوري , ومن ناحية توسيع دائرة المداحين للباب العالي السوري , ليصبح المديح  ظاهرة " قومية " تروي الظمأ المرضي لممارسيها ومتلقيها على حد سواء . وحيث فشل النظام في ادخال منظمة التحرير الى حظيرته , ذاك الفشل الذي أجج كل مشاعر الحقد على منظمة التحرير وقيادة فتح بالخصوص , والعمل على الغائها عسكريا وسياسيا من خلال الهجوم على قواتها في لبنان ,في سبعينات القرن المنصرم ,  ثم العمل بعدها على قسمها ,  وتفتيتها, بهدف  أستلاب شرعيتها في تمثيل الشعب الفلسطيني , ومنح هذه الشرعية  لفئات ارتضت ان تكون العوبة في يد الأمن السوري ,ومن ثم الأستئثار بالقرار الفلسطيني  . ان الغاء الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها السيد ياسر عرفات الى دمشق بعد تسلم الرئيس بشار الأسد لمقاليد الأمور , لم تكن الا تعبيرا عن نجاح الحرس القديم في تشغيل فرامل الكبح في وجه العهد الجديد للحفاظ على النهج القائم دون تغيير تجاه منظمة التحرير .

 

ب – وعلى صعيد علاقة النظام مع الدول العربية الأخرى , فقد تميزت سياسته بخصائص اللعب على الحبال بين أنظمة متناقضة ومتناحرة , وكانت تلك السياسة تهدف الى ابتزاز الجميع , للحفاظ على مجرى العطايا والمنح متدفقا للجيوب . فخلال الحرب الايرانية – العراقية ,  كانت العطايا تتدفق من الدول النفطية ,  بغاية توسط  النظام للعمل على كبح جموح السلطة الايرانية " الثورية " المندفعة نحو الخليج , كما تدفقت العطايا الايرانية لكي تعمل سورية على تغيير المواقف العربية المعادية لايران بحربها مع العراق , وفي حرب الخليج الثانية دفعت الكويت ايضا مبالغ طائلة ثمنا لموقف النظام من التحالف الدولي المعادي للعراق , واليوم وتحت شعارات قومية براقة ,  يجري استغلال ظروف الحصار الدولي الظالم وآثاره المدمرة على الشعب العراقي , لانشاء شركات او شبكات التهريب بالتعاون مع المفسدين ( بكسر السين ) في النظام العراقي ,  للأجهاز على باقي المدخرات الموجودة لدى الشعب العراقي . اذا كان الاباء القومي عند الأنظمة العربية وفي مقدمتهم النظام السوري  يدفعهم لتقديم الدعم للشعب العراقي الشقيق , فلماذا لم يتم في مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في بيروت , الأعلان عن فك الحصار عن العراق ليعود الشعب العراقي الى ممارسة حياته بشكل طبيعي ما أمكن ؟

لعل الحادثة التالية التي ذكرها المستشرق البريطاني باتريك سيل في كتابه ( أبو نضال بندقية للايجار ) تبين بدون اي لبس ,  الطريقة التي كان ومايزال يتعامل فيها النظام مع الدول العربية الأخرى ,  وخاصة الغنية منها :

يقول ( طلب المسوؤلون السوريون " وهم رجال الأمن طبعا حيث كانت علاقة ابو نضال ورجاله محصورة بيد المخابرات الجوية ممثلة برئيسها العميد محمد الخولي آنذاك  بحسب الكتاب " من ابو نضال , ادخال اسلحة الى السعودية , ودفنها في مكان ما واحضار الخرائط , وعندما حصل ذلك حمل احد المسوؤلين السوريين تلك الخرائط وتوجه الى السعودية لاعلامهم عن مؤامرة كانت تستهدف تخريب الأمن بالسعودية ,  ومؤكدا كلامه بخرائط تم ضبطها مع المخربين للأماكن التي يخبئ بها هؤلاء اسلحتهم , ولدى قيام السلطات السعودية بالتأكد من ذلك ,  وجدوا الأسلحة فعلا وكانت العطاءات  " للأشقاء العرب " الساهرون على أمن المملكة )

 

3 – أما على الصعيد الدولي , فقد دأب النظام على ارضاء الكبار في العالم , عن طريق خدمتهم في منطقتنا وتأمين مصالحهم ,  في سبيل الحصول على الحماية منهم , ان كانت الحماية الخارجية او الداخلية , فقد ضمنت القوى الكبرى تفاهمات بين النظام واسرائيل من خلال اتفاقيات فصل القوات ,  او ما جاء بعدها من توافقات سرية , بحيث ان مجرما كآريئيل شارون ,  لم يجروء على خرقها حتى الآن ,  على الرغم من خرقه لأتفاقيات اوسلو مع الفلسطينيين واعلانه لموتها ,  وهي الأتفاقيات الموقعة بضمانات دولية من الكبار .  هذه السياسة ما زال معمولا بها حتى يومنا هذا , ولا أبلغ من التصريحات التي ادلى بها الرئيس الأسد ,  شاكيا استمرار اتهام الولايات المتحدة لسوريا بأنها دولة راعية للأرهاب , على الرغم من المعلومات القيمة التي قدمتها سورية للولايات المتحدة والتي ادت الى انقاذ ارواح ابرياء هناك ( بحسب الرئيس الأسد ) . لا أبلغ من تلك التصريحات للتدليل على ان سياسة ارضاء الكبار وتأمين مصالحهم ما زالت قائمة .

وعلى الرغم من ان الرد قد جاء متأخرا ,  الا أنه قد اتى على لسان رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الذي قال : بأن ادارة البيت الأبيض لن تلتزم بقرار معاقبة سورية اذا اقره الكونغرس الأمريكي . وهذا يعني ان امريكا تقدر الخدمات السورية وان نظامها ما زال تحت خيمة الحماية الأمريكية .

الا أن التوفيق لم يكن من نصيب السيد فاروق الشرع الذي حاول التخفيف من حرج نظامه بسبب تصريحات رامسفيلد ودلالاتها حيث قال للصحافة بنهاية مؤتمر وزراء الخارجية العرب في القاهرة : " الإدارة الأمريكية لم تلجأ إلى فكرة المحاسبة كما تروج بعض وسائل الإعلام، بل على العكس فإنها تدرك أهمية سورية في كل المنطقة سواء بالنسبة لعملية السلام أو بالنسبة لأمن واستقرار المنطقة".

اذا امريكا بفكر النظام السوري ممثلا بوزير خارجيته  حريصة على الأستقرار والسلام والأمن في الشرق الأوسط ,لذلك هي حريصة على النظام السوري ولن تعاقبه بموجب قانون الكونغرس  .  فهل يعني هذا ان السلام والأمن والأستقرار مهددين من قبل العراق برأي الشرع , ما دامت امريكا حريصة عليهم وبالتالي على النظام الذي له دورا كبيرا على أصعدتهم  ؟ أما السيد عبد الحليم خدام نائب رئيس الجمهورية فله رأي آخر حيث يعلن من باريس بأنه لا يستبعد ان يكون الهدف الحقيقي الغير معلن لأي عمل عسكري ضد العراق هو :  "السيطرة على مصادر الطاقة" في المنطقة. وتساءل "كيف يمكن إذاً تفسير الحملة المنظمة للولايات المتحدة ضد السعودية؟". وأشار نائب الرئيس السوري الى مخاطر "تقسيم العراق وتمزيق الشرق الاوسط"، معتبرا ان ذلك سيؤدي الى وضع لا سابق له "منذ الحرب العالمية الثانية".

اذا وبموجب السيد خدام فان امريكا تسعى الى الللاأستقرار ,  واللاأمن ,واللاسلام  في المنطقة ,  وبالتالي لا يهمها ان كان لسورية وزنا على صعيد الأمن والأستقرار والسلام  في المنطقة أم لا بل على العكس فان نظاما كهذا يصبح مستهدفا من قبل دولة وبحسب السيد خدام , تعمل على تقسيم العراق والمنطقة ,  وبالتالي فان لتصريحات رامسفيلد مدلولات أخرى يا سعادة الوزير  الشرع , غير تلك الرمال التي تعمل على زرها في العيون   .

 ويعود السيد الشرع مهندس السياسة الخارجية  ليناقض نفسه  فيقول :

وفي الشأن العراقي، وصف الشرع القرارات الختامية لمجلس وزراء الخارجية العرب بأنها "إيجابية وتعبر عن الحد الأدنى من التضامن العربي الذي افتقدناه منذ فترة"، وأشار إلى "أن الجميع أكدوا على رفضهم لأي عدوان على أي دولة عربية وخاصة على العراق".ونحن نسأل السيد الشرع وماذا عن العدوان الأمريكي على فلسطين ؟  اليس عدوانا على شعب وحكومة عربية ؟  ولكن الجواب يأتي لاحقا ويقول :

 "  أما في الشأن الفلسطيني، فأكد الشرع ضرورة الالتفات وتنبيه الرأس العالمي إلى الادعاءات الإسرائيلية بمحاربة "الإرهاب" عبر ما تقوم به في فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أن "هناك جرائم ترتكب".

اذا المسألة عند النظام السوري هي مسألة لفت انتباه امريكا فقط الى ادعاءات اسرائيل ليس الا , والمشكلة برمتها هي ,"  ان هناك جرائم ترتكب " .  كما ان فلسطين كوطن مغتصب , وشعب , مشرد , ومهان , ومضطهد , أصبحت عند السيد الشرع " شأن فلسطيني " فقط , لذلك فأن فورة دم وزراء الخارجية العرب وحميتهم لكل الدول العربية وخاصة العراق , لايشمل فلسطين , التي يجب ان تكون الضحية ليدخل الحكام الى العيد الأمريكي .

 

ان الخيارات السابقة للنظام المشار اليها , والتي كانت وما زالت سائدة ومعمول بها حتى يومنا هذا , لا تقودنا الى استنتاج ان النظام سيتجاوب مع نداءات المعارضة الداخلية والخارجية ولجان حقوق الأنسان ولجان احياء المجتمع المدني والمثقفين وغيرهم الداعية الى المصالحة الوطنية , بل ان سلوكه خلال العامين المنصرمين يؤكد ان النظام مازال يسير في مسالكه المعروفة , وان مجيء الرئيس الشاب لن يعدل في نهج النظام , حتى لو افترضنا ان الرئيس الشاب هو مصلح وقادم من سلالة قديسين وصديقين , ففي هذا البنيان الموروث المنخور بالفساذ والتكبر والرذيلة , المتغذي أصلا من جوع الناس وحرمانهم , لا يمكن لأي فرد ومهما كانت امكانياته وصلاحياته ان يغير من الأمر شيئا , ففي أحسن الحالات فان الفئة المفسدة مصاصة الثروات , ستقوم باعتقال الرئيس الشاب ,  وتسجنه خلف اسوار من المديح الكاذب ,  له ولأسرته, ويتابعون مسيرتهم , وهذا ما أراه قد تم .

فما العمل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ان العمل المجدي للخلاص من هذا المأزق الذي وصلنا اليه ,  لن يكون الا بالمسير في الأتجاه المعاكس للأتجاه الذي اوصلنا الى ما نحن فيه , وهو العمل للأفراج عن العمل السياسي المعتقل بعيدا عن المجتمع , بهدف اعادة روح الحراك الى مجتمعنا , وهذا يوجب علينا ان نتدرب وندرب الآخرين ,  على استخدام ادوات الرفض والأحتجاج المعروفة - بشكل علني , وسلمي -  على سياسات النظام القمعية وخرقه لحقوق الأنسان وسلبه لممتلكات الوطن والمواطنين , ابتداء ,  من تشجيع المواطن المغلوب على أمره ,  على التوقف عن دفع الرشوة للفاسدين والمفسدين ( بفتح السين ) , مرورا باصدار البيانات , والعرائض الموقعة  , والأضراب عن العمل , والتظاهر , وانتهاء بالعصيان المدني , وهو الكي آخر علاج قبل الوفاة  , وعلينا ان نصبح ممتهنين لممارسة اقسى اشكال الأحتجاج بالطرق السلمية .

ها قد مر عاما على اعتقال الأفاضل العشرة بعد نكوص السلطات عن قبول تحدي ابو هشام , لم يحصل شيئا خلاله الا فوز المذكور بقلب " الحسناء " سورية , فمتى سيكون اللقاء بين الحبيبين ؟  .

 

 

فريد حداد     ----       اوتاوا      11– 9 – 2002

 

 


 



#فريد_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- للسفارة السورية في كندا نشاط اعلامي لايحتذى
- الحكم الشمولي في سورية وأزمة الحياة السياسية
- من يخرق الدستور ومن يعتدي على هيبة الوطن والمواطن في سورية
- عدو فسلطين والعرب
- مسيرة إلغاء الآخر
- الكساح والجم: قراءة لعناصر الفساد في سورية
- محاكمات العشرة الأفاضل إلى أين؟!
- مانديلا العرب امام القضاء ...متهما !


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فريد حداد - مضى عامان من عمر العهد الجديد وضاع عام آخر من عمر الأفاضل