أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاطع جواد - صفحات رمادية من الذاكرة ...(الجبهة الوطنية)...13















المزيد.....

صفحات رمادية من الذاكرة ...(الجبهة الوطنية)...13


كاطع جواد

الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 17:44
المحور: سيرة ذاتية
    


يبدو إن جماعة إبراهيم علاوي كانت لهم اليد الطولى بالتأثير على بعض العناصر المتنفذه بالحركة الكوردية أكثرُ منا خاصة في المناطق التابعة لنفوذ الحركة ...فقد تفاجئنا في أحد الأيام بإبلاغنا بأمر غير اعتيادي وهو أن علينا إغلاق المقر( القاعدة )التي نتواجد فيها قرب (ناحية قادركرم), ومغادرة المكان!!. لم نكن نعلم السبب وقتها بل أخبرونا بتبرير غير مقنع وهي لدواعي أمنية كون المنطقة على تماس مباشر مع الجيش العراقي وأن عملهم يستوجب الاستقلالية دون أن تتدخل أي من القوى المساندة للحركة الكوردية كقوتنا البسيطة مثلاً!!!.فُسر الأمر في حينها من قبلنا على أنه تدخل من جماعة إبراهيم علاوي وتأثيرهم على بعض العناصر المساندة لهم في الحركة الكوردية والتي يرتبطون بهم بصورة مباشرة وخاصةً فاروق .أو لغرض آخر نجهله,كان الرفيق (ظافر النهر) هو المسئول الأول عن القاعدة المتواضعة في تلك القرية من قرى ناحية قادر كرم وعليه أن يقرر.
قام الرفيق ظافر بعقد اجتماع طارئ للمجموعة وتم اقتراح عدة حلول ,منها أن يتوزع الرفاق على المدن وخاصة مدينة السليمانية لحين إيجاد مكان ملائم لإقامة قاعدة جديدة كما كان هناك اقتراح بأن أقوم أنا بالذهاب إلى مدينة الناصرية حيث مكان سكناي والاتصال بأحد الرفاق هناك وهو الرفيق الشهيد(أحمد لطيف) ,لم أكن أعرف ذلك الرفيق من قبل ,لكن الرفيق ظافر أوضح لي بأنه كان أحد العناصر الذين كانوا معه في (الجبهة الديمقراطية الفلسطينية ) في الأردن قبل أحداث (أيلول الأسود)وهي الإحداث والصدامات التي كانت بين الجماعات الفلسطينية المسلحة والجيش الأردني والمشهورة وقتها ...كانت هذه الحركة(الجبهة الديمقراطية) ذات توجه يساري وتؤمن بالكفاح المسلح وتعمل على مساندة ومساعدة الحركات اليسارية التي تؤمن بالكفاح المسلح طريقا للتحرر من الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة كنظام البعث في العراق مثلان طريق التدريب وبعض المساعدات المادية البسيطة ..حيث كان ظافر وجماعته يتدربون هناك على السلاح وذكرَ لي أن الرفيق( أحمد لطيف )كان هو من الرفاق الشجعان والملتزمين خاصة بالمهام التي توكل إليه.... أما الرفيق (مصطفى) فقد كُلِفَ هو الآخر بمهمة مماثلة في لبصرة أوالعمارة لا أتذكر بالضبط.. أما الرفيق بيتر فقد طُلِبَ منه الذهاب إلى سوريا عن طريق معبر زاخو(وهو المعبر الوحيد )في ذلك الوقت...وقبل مغادرتي إلى الجنوب وبالتحديد إلى مدينة الناصرية للقيام بالمهمة التي كُلفتُ بها أتفقتُ أنا والرفيق مصطفى بأن نلتقي في الناصرية بالوقت الذي يراه ملائما بعد إعطائه العنوان الخاص ني و بتواجدي وهو بيت عمي أبو حسين, بعد انتهاء مهمته التي يقوم بها وفعلاً غادرنا المقر أنا ومصطفى ,كنتُ قد سبقته بالسفر.. كان السفر يتم عن طريق مدينة السليمانية,بالرغم من أن الوضع الأمني لا يخلو من الخطورة ..لذا توجب علينا الحيطة و الحذر وعدم المبيت بالفندق ..رافقني إلى السليمانيه الرفيق بختيار وهناك توجهنا إلى بيت الرفيق (أكرم) حيث أمضيتُ ليلتي هناك..كان الرفيق أكرم من رفاقنا الذين انشقوا عن جماعة إبراهيم علاوي وكان لا يقل شجاعة وأيماناً بقضيته من الرفيق بختيار إذ أعلنَ استنكاره لما مارسهُ إبراهيم علاوي من عمل سيء ضدنا ,فقدم استقالته احتجاجاً وأعلنَ الأنظمام لمجموعتنا ..لكني تفاجأ ت ُعندما دخلنا إلى بيته في السليمانية كوني لم أكنْ أعلم بالأمر إلا حين دخولنا منزله ...غادرتُ السليمانية في الصباح الباكر متوجهاً إلى بغداد .إذ وصلتها في المساء وهناك توجهتُ إلى بيت عمي في الحرية وعند وصولي إلى بغداد حدثً أمراً مفرحاً للقوى الوطنية في عموم العراق في ذلك الوقت ,وهو تآمر (ناظم كزار) مدير الأمن على حكومة (البكر صدام )..أحسستُ بالارتياح والطمأنينة إذ كان هذا المجرم معروف بساديته خلال عمليات التحقيق مع القوى السياسية المناوئة للبعث ونحن كنا من أشد المناوئين للبعث في ذلك الوقت..غادرتُ بغداد متوجها إلى الناصرية حيث تنتظرني المهمة التي كُلفتُ بتا هناك وهو مقابلة (أحمد لطيف) وتسليمه الرسالة التي معي.. ذهبتُ بواسطة القطار حيث التفتيش قليل فيه وهذا يبعدني عن الوقوع بأيدي القوى الأمنية ,كان القطار يقوم برحلاته ليلاً وهذا يساعد أيضا على وصولي بوقت يكون فيه الوقت فجراً وهو عامل مساعد أيضاً بالنسبة لي لعدم رؤيتي من كان قد يعرفني من البعثين أو القوى الأمنية ..بعد وصولي إلى الناصرية ذهبت مباشرة إلى بيت أبن عمٍ لي ..وبعد أن رحبوا بي وهنئوني على السلامة, قالوا: (ماذا تريد ناظم كزار وراح ؟) كانوا لا يعلموا بالمهمة التي جئت من أجلها إذ أخبرتهم بأن مشكلتي سوف تحل عن قريب.
خلال الأشهر الماضية كانت هناك مفاوضات تجرى بين الشيوعيين والبعثين حول قيام جبهة وطنية وغلق كل الدعاوي والملاحقات ضد جميع الشيوعيين, كما كان من ضمن المفوضات قيام الشيوعيين بالعمل العلني ومشاركة البعثين بالسلطة ولو بشكل محدود ,وفي نفس الوقت كانت حركتنا (الشيوعية التي تنتهج الكفاح المسلح لإسقاط الحكم البعثي ) تستنكر هذه المفاوضات وتعتبران الحزب الشيوعي ( اللجنة المركزية ) تتآمر على الحركة الشيوعية وتريد إنهائها وتسليم القوى الوطنية للبعث على طبق من ذهب وأن عملهم هذا هو خيانة بكل المقاييس لجميع القوى الوطنية..كانت الحركة الكوردية هي الأخرى لا ترغب بهذا التقارب بين الشيوعيين والبعثين إذ يضعف من موقفهم التفاوضي مع البعثين بالرغم من أنهم كانوا مرتبطين مع الحكومة البعثية باتفاقية أمنية وتعتبر الطريق للحل السلمي للحركة الكوردية مع السلطة هي ( اتفاقية 11آذار) ... كانت الاتفاقية بين الشيوعيين وبين البعث تتقدم إلى النهاية الايجابية (بعد إعلان ميثاق العمل الوطني) بينما كانت تتدهور بين الحركة الكوردية والحكومة البعثية في بغداد.
لم يكن البعثيون صادقين بكل الاتفاقيات التي أبرموها مع الأكراد أو مع الحزب الشيوعي إذ كان صدام حسين يحاول أن يستفاد مما هو متوفر له بالتحالفات الفردية و بالمناورات السياسية والقصد منها أضعاف مناوئيه من الشيوعيين والحركة الكوردية, لذا قام بالتحالف مع جهة دون جهة ليسهل ضربهم بالتقسيط وحسب الوقت المناسب له,...وفعلاً تم له ذلك من خلال اتفاقيته مع الشيوعيين ,كان أكثر الشيوعيين وخاصة المطاردين من قبل الأجهزة الأمنية هم من يرغبوا بهذا التقارب ويعتبروا هذا اليوم هو يوم سعد بالنسبة لهم فقد ملوا هذا التشرد والملاحقة دون جدوى ,إنا كنتُ من هؤلاء الذين ابتلوا بهذه المطاردة والقلق الذي ينتابني خاصةً بعد إن وصلتُ إلى قناعة أن ما نقرأه عن النضال شكل والواقع شكل آخر وخاصةُ بعد ما حدث لي من شرخٍ نفسيي خلال احتجازنا بقرية (كاني سبندار) وأن هذا الإحساس والقناعة التي وصلت إليها لم تتبلور لأنها كانت ضبابية لأسباب لم توضح لدي بعد...



#كاطع_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات رمادية من الذاكرة...(ظافر النهر)...12
- صفحات رمادية من الذاكرة..(خيلان)..11
- صفحات رمادية من الذاكرة..(المعتقل)..10
- صفحات رمادية من الذاكرة..(مصير)..9
- صفحات رمادية من الذاكره..(كاني سبندار)..8
- صصفحات رمادية من الذاكرة..(ابو ليلى وفاروق)..7
- صفحات رمادية من الذاكرة..(ابو جعفر وابو سميرة)..6
- صفحات رمادية من الذاكرة..(ناوكليكان)..5
- صفحاترمادية من الذاكرة..(كوردستان)..4
- صفحات رمادية من الذاكرة..(سعيد بجاي)..3
- صفحات رمادية من الذاكرة..(أرهيف خزيعل)..(2)
- صفحات رمادية من الذاكره ...(1)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاطع جواد - صفحات رمادية من الذاكرة ...(الجبهة الوطنية)...13