أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يونس الخشاب - نعومي كلاين عن العراق















المزيد.....

نعومي كلاين عن العراق


يونس الخشاب

الحوار المتمدن-العدد: 1067 - 2005 / 1 / 3 - 09:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نعم عليكم بالانسحاب – ولكن عليكم ايضاً ان تدفعوا الاضرار

في جرأة نادرة تكشف الصحفية نعومي كلاين عن الاسلحة ( الاقل بريقاً) والتي تستخدمها الولايات المتحدة ضد العراق وشعبه. تحكي عن مقررات صندوق النقد الدولي وقرراته التعسفية بخصوص ديون العراق ومساعي منظمة التجارة العالمية لالغاء برنامج المساعدات الغذائية للشعب العراقي وعن التعاسة المخطط لها مسبقاً والتي كتب عنها الروائي الارجنتيني "روبرتو والش " قبل ان تغتاله المخابرات المركزية عام 1977 .
تبدأ" نعومي كلاين " بالسرد التالي :
"تنتشر في عموم الولايات المتحدة بيوتات الفخار وهي سلسلة مخازن تبيع الفخاريات والخزف المنزلي . وهناك قاعدة معمول بها في هذه البيوتات فحواها انك اذا كنت تتفحص آنية فخارية وتهشمت بين يديك فهي ملكك ، اي ان عليك ان تدفع ثمنها " و هذه بالضبط حال ما يجري في العراق اليوم . ف "كولن باول يخاطب جمعاً من مساعديه قبل شن الغزو على العراق قائلاً انه
" اذا ما شنت الولايات المتحدة الحرب على العراق ،فان ذلك المكان سوف يكون ملككم ". اما " جون كيري " فقد سبق وان تعهد للموالين له في المناظرة الرئاسية الاولى بالقول :
"الآن ، اذا ما هشمته (يقصد العراق) فانك ارتكبت خطأً ، انه عمل خاطئ ، ولكنك تمتلكه "
تلك هي ما يسمى ب "قاعدة البيوتات الفخارية ".
الصحفي الامريكي " نيكولاس كريستوف "كان قد صاغ حجته في عموده في جريدة " نيويورك تايمز " قبل ايام دون ان يتطرق الى ذكر شركة الفخار بالاسم قائلاً " ان غزونا الخاطئ للعراق قد ترك الملايين من العراقيين عرضة للهجوم ، وسيكون عملاً غير انسانيا ان نتخلى عنهم الآن ، اما اذا بقينا في العراق فسيكون هناك امل بان العر اقيين سينعمون بالامان والحياة الافضل ، ولكن اذا ما انسحبنا فاننا سنكون قد حكمنا على هذا البلد بالفوضى والارهاب والجوع . وستكون كلفة ذلك موت مئات الالوف من الاطفال في العقد القادم ."
و تتابع " نعومي كلاين " في الرد على هذا الكاتب قائلةً :
"دعنا نبدأ من الفكرة القائلة بان الولايات المتحدة تساعد في توفير الامن في العراق ، على العكس ، ان تواجد القوات الامريكية هو الذي يذكي ويثير العنف في العراق على الصعيداليومي . والحقيقة هي انه طالما بقيت القوات الامريكية في العراق فان كامل الجهاز الامني للبلاد -قوات الاحتلال والجنود والبوليس العراقيين – ستكون كلها مكرسة لكي ترد او تتقي خطر هجمات المقاومة ، تاركة فراغاً امنياً كبيراً حينما يتعلق الامر بحماية أمن العراقيين العاديين ، فاذا ما انسحبت القوات الامريكية من العراق سيواصل العراقيون الاحساس بانعدام الامان ، ولكن الى حين ، اذ انهم سوف يتمكنون من تكريس موارد قوى الامن المحلية للسيطرة على مدنهم وحدودهم .اما فيما يتعلق بمنع (الفوضى ) في العراق ، فان خطة الولايات المتحدة باجراء الانتخابات هناك ، يبدو انها مصممة لكي تكون الشرارة التي ستولع نار الحرب الاهلية . لان الحرب الاهلية هي ما تحتاجه الولايات المتحدة لكي تبرر استمرار وجودها في العراق بغض النظر عمن سيفوز في هذه الانتخابات . فكان من الواضح ، على الدوام، ان الاغلبية الشيعية التي كانت تنادي بالانتخابات مباشرة بعد الغزو لا ترضى بتأخير موعدها ، و بموازاة ذلك كان واضحاً ايضاً ان تدمير الفلوجة باسم تهيئة المدينة للانتخابات سيجعل اغلب القيادات السنية تنادي بمقاطعتها .
وحينما يؤكد "نيكولاس كريستوف " بان على القوات الامريكية البقاء في العراق لانقاذ حياة مئات الالوف من الاطفال من الجوع ، فانه من الصعب التكهن عما يدور في رأسه ، فالجوع هو ليس فقط نتيجةانسانيةللحرب ، بل هو ايضاً النتيجة المباشرة لقرار الولايات المتحدة في فرض سياسات ( علاج الصدمة ) الوحشية على بلد كان في الاصل يعاني من الضعف جراء اثني عشر عاما من الحصار . ان المرسوم الاول الذي اصدره "بريمر " كان تسريح ما يقارب من نصف مليون عراقي من العمل ، وهو (اي هذا المرسوم) ابرز منجزاته والتي منح علها مؤخراً ميدالية الحرية من الرئيس .كما انه كان يشرف على عملية ( اعادة البناء ) والتي سرقت وعلى شكل منتظم الاعمال من العراقيين المحتاجين و سلمتها الى الشركات الاجنبية مما ادى الى ان تقفز البطالة الى 67% .
لكن الصدمة الأسوأ سوف تاتي لاحقاً ، ففي 21 من نوفمبر كشفت مجموعة الدول الصناعية التي تعرف باسم (نادي باريس ) مؤخراً عن خطتها حول ديون العراق غير المدفوعة ، فهي عوضاً عن شطبها ، وضعت خطة تطبق على مدى ثلاث سنوات من اجل شطب 80% من ديون العراق تشترط فيها على اي حكومة عراقية التقيد الشديد ببرنامج صندوق النقد الدولي . وطبقاً للمسودات الاولى التي يتضمنها البرنامج فانه ينوي " اعادة بناء الشركات المملوكة من قبل الدولة ( تقرأ خصخصة )، و قد تنبأت وزارة الصناعة العراقية انها يجب ان تسرح 145 الف عامل اضافي باسم " اصلاحات الاقتصاد الحر ). كما ان صندوق النقد الدولي يريد تصفية البرنامج الذي يزود كل عائلة عراقية بسلة غذائية تعتبر المانع الذي يحول دون الموت جوعاً للملايين من العراقيين . بالاضافة الى ان هناك ضغطاً اضافياً لالغاء نظام الحصص التموينية الغذائية ياتي من منظمة التجارة العالمية ، والتي تدرس ، وبتحريض من واشنطن ، امكانية قبول العراق عضواً فيها اذا ما طبق بعض الاصلاحات المعينة .
عليه ، لنكن واضحين وبشكل مطلق ، ان الولايات المتحدة هي التي هشمت العراق ، وهي ليست في صدد بنائه الآن ، انما هي مستمرة في تهشيم البلد واهله بوسائل اخرى ، مستخدمةً الى جانب طائرات ( ف 16 ) و مدرعات برادلي ، اسلحة أقل بريقاً ولمعاناً، هي اسلحة منظمة التجارة العالمية و بشروط صندوق النقد الدولي ، تتبعها انتخابات مصممة على نقل اقل ما يمكن من السلطة للعراقيين . وهذا بالضبط ما كتبه الكاتب الارجنتيني " رودولفو والش " قبل اغتياله من الطغمة العسكرية عام 1977 واصفااجراءات امريكا ب(التعاسة المخططة )، وكلما طال مكوث القوات الامريكية في العراق كلما ازدادت التعاسة التي تخطط لها .
ولكن اذا كان المكوث في العراق ليس هو الحل ،فليس الحل ايضاً ما يدعيه شاربوا الانخاب بالانسحاب من العراق وصرف نفقاتها على المدارس والمستشفيات في الولايات المتحدة .
نعم ،يجب ان ترحل القوات ، ولكن ذلك يشكل بنداً واحداً فقط من بنود منبر اخلاقي ذو مصداقية معاد للحرب . وماذا عن مدارس ومستشفيات العراق –تلك التي كان من المفترض بشركة ( بكتل ) ان تصلحها ولم تفعل ذلك على الاطلاق ؟ فالقوى المعادية للحرب ، وفي مناسبات عديدة ، غضت النظر وتعامت عن الحديث عن مديونية الامريكان للعراق ، ونادراً ما نسمع كلمة "تعويضات " منهم ، دع عنك الحديث عن كلمة "التصليحات " المشحونة بمعاني كثيرة .
لقد فشلت القوى المناهضة للحرب ايضاً في اعطاء الدعم الملموس للمطالب السياسية الآتية من العراق . فعندما ادان المجلس الوطني العراقي ، على سبيل المثال، صفقة مقررات نادي باريس التي تجبر الشعب العراقي على دفع ديون صدام الكريهة وتسلبه سيادته الاقتصادية ، كانت الحركة المناهضة للحرب صامتة ، دع عنك مساندتهم للشعب العراقي .
وطالما لا يحمي الجنود الامريكان الشعب العراقي من الجوع ، فان نظام توزيع الاعانات الغذائية يفعل ذلك ، فلماذا اذن لا نستميت دفاعا عن هذا البرنامج والذي يحتاجه الشعب العراقي ونجعله احد مطاليبنا المركزية ؟
ان فشل الحركة المناهضة للحرب في تطوير منبر ذو مصداقية يتعدى (انسحاب القوات ) ربما كان احد الاسباب التي ادت الى ركود الحركة على الرغم من تعمق المعارضة للحرب . لان واضعي قاعدة بيوتات الفخار لديهم هدف :ان تهشيم بلد يفرض مسؤوليات على الفاعل . تملك البلد هي ليست واحدة منها ، ولكن ما قولكم في دفع تعويضات الاضرار التي تسببتم بها ؟



#يونس_الخشاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المستحيل ارجاع المارد الى القمقم
- الفلوجة -رواية شاهد عيان
- في رسالة الكترونية لمكتب التحقيق الفدرالي،الرئيس هو الذي سمح ...
- الماغنا كارتا- والليبرالية الجديدة -
- في الانتخابات العراقية، منظمات امريكية تعمل من وراء الكواليس
- الانتخابات بين النخب السياسية والمواطن المهمش
- انها حرب اعلام
- الفلوجة : ادلة على جرائم حرب
- شهادات من الفلوجة


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يونس الخشاب - نعومي كلاين عن العراق