|
الثورة السورية والحرب الأهليّة !!
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 15:34
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
الحرب الأهلية تقرع الآن الباب السوري بقوة متصاعدة ( المفكر جورج طرابيشي ) . في مقاله : سوريا – النظام من الإصلاح إلى الإلغاء – الحياة اللندنية أيار 2011 .. هناك بعض الكُتّاب في الحوار المتمدّن على نفس الرأي . عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن خشيته من احتمال نشوب حرب أهلية في سوريا ,, وقال العربي "نعم أتخوف من حرب أهلية، والأحداث التي نراها ونسمع عنها الآن يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية، وليس هذا في صالح الشعب السوري ولا في صالح حتى الدول العربية لأن سوريا دولة مؤثرة". وأكد في مقابلة مع قناة الحياة التلفزيونية المصرية أن "أي مشاكل في سوريا سيكون لها تداعيات على دول الجوار". نقلت وكالة ( رويترز) للأنباء عن أردوغان قوله ، في مؤتمر صحفي ، "الوضع في سوريا في طريقه نحو حرب دينية وطائفية وعنصرية وهذا ينبغي منعه" ، مضيفا "ينبغي لتركيا أن تقوم بدور قيادي هنا لان الوضع الحالي يمثل خطرا على تركيا". المؤتمر كان بتاريخ 9 – 1 – 2012 .. السؤال هل على تركيا فقط كما قال أردوغان , وماذا عن العراق – لبنان وباقي دول الجوار ؟ مما يعزز الرأي القائل – حرب أهلية - الصورة التالية والتي من الممكن أن تذهب البلاد إليها وهذا ما لا يتمناه أحد حسب قناعتي ولكن هل تكفي الأمنيات ؟ في ظل غياب أي رغبة لدى أي طرف خارجي للتدخل العسكري في سوريا كما قال نبيل العربي , ماذا بقي من خيارات أمام السوريين - تركيا طالبت المعارضة بالمقاومة السلمية والسلمية فقط , والجيش السوري الحر قال إنه لن يلتزم بضبط النفس للأبد , أما المحتجون فقد عبروا عن موقفهم من العالم بلافتة لافتة للغاية كتبوا عليها (الشعب يريد حماية إلهية ).أما النظام فكيف يتصور أن ينسى شعبه دماء ستة آلاف مدني قتلوا بحسب الأمم المتحدة ؟ وفي غمرة هذا كله قررت الجامعة العربية تمديد عمل بعثة مراقبيها التي لم تفلح في أسبوعين بالتمام والكمال في الجزم بحقيقة (من يقتل من في سوريا ) فهل تفعل ذلك في المهلة الجديدة. ( زين العابدين توفيق من إذاعة * BBC * ) . لابدّ من قراءة المشهد السياسي في سوريا بعد دخول الاحتجاجات شهرها الحادي عشر ومع أكثر من 6000 قتيل .. مستقبل الثورة السورية – والذي هو الآن : نفق حالك السواد ذلك الذي يؤمل المرور منه إلى تحقيق الثورة السورية مبتغاها : إسقاط النظام السوري ( قال الرئيس بشار الأسد في خطابه يوم 10 – 1 – 2012 ( خسئتم ) ؟ لننتظر ؟ التحوّل نحو عهد الديمقراطية والحرّية في البلاد ( هل سوف يتحقق هذا الحلم ) ؟ حسب تعبير الإعلامي علي الظفيري : لم تشهد ثورة عربية ما شهدته هذه الثورة من تعقيدات .. في دمشق تختلط الأوراق – على أبواب ( صاحبة الأبجدية الأولى ) تلتقي الأطراف العربية – الإقليمية – الدولية .. هل زادت المعارضة من تعقيد الوضع السوري ؟ الجواب – نعم – ولكن كيف ؟ انقسامها وفي نفس الوقت انشغالها بخلافاتها في الأيدلوجية – الرؤيا – البدائل – الحلول .. ثمّة من يستحث العالم للحضور ( المجلس الوطني ) برهان غليون ورفاقه . وهناك من يناهض فكرة التدخل جملة وتفصيلا ويراهن على صبر الثوار ( هيئة التنسيق ) عبد العزيز الخيّر ورفاقه .. ناهيكم عن موقف الأستاذ هيثم منّاع الأخير ؟ هل ستتوحد المعارضة ,, هل المجلس الوطني يمثل الشعب السوري والناطق باسمه في كل صغيرة وكبيرة أم أنه يمثل جزء من الطيف السوري المتنوع ,, نفس السؤال ينطبق على – هيئة التنسيق - ؟ ماذا عن باقي المسميات من المعارضة ؟ المواقف الإقليمية : يقال بأن أردوغان التقى المرشد الأعلى خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الإيرانية وكان هناك مقترح من المرشد على أن ينقله أردوغان للبيض الأبيض : عدم تدخل إيران في المنطقة الشرقية في السعودية والبحرين والعراق مقابل سوريا ؟ الجواب من البيت الأبيض ( لا ) ؟ مع العلم بأن السيدة هيلاري كلينتون قالت ( نحنُ لا نُريد أمركة الثورة السورية ) حسب قول الإعلامية مرح ألبقاعي ؟ نُصدق منْ ونُكذب منْ ؟ السياسي هو المتلاعب بحياة الشعوب .. لا بل السياسة والتي هي المصالح فوق كل اعتبار وباقي التصريحات هي شعارات من أجل الوصول إلى الغايات . تركيا حالياً تنتظر تقرير المراقبين في 19 – 1- 2012 ويقال على ذمة سمير صالحة المحلل السياسي أن اجتماعات وراء الكواليس بين أطراف عربية – أمريكية – تركية تجري الآن في الخفاء مع ملاحظة أن الموقف التركي تغيّر عن ما كان عليه في بدايّة الثورة السورية .. فلماذا ؟ ما هو دور إسرائيل وهل لها دور فعلاً ؟ في برنامج – الاتجاه المعاكس – يوم 10 – 1 – 2012 ( بسام جعارة ) من المجلس الوطني مع عبد المسيح الشامي ( من أتباع النظام بالرغم من انه ينكر ذلك ) كل طرف اتهم الأخر بأن إسرائيل هي اللاعب الرئيسي فالنظام يقول بأن السلاح الذي يُستخدم من قبل الإرهابيين هو سلاح يصلهم من إسرائيل وأنها تقوم بتحريك الشارع ,, مقابل ذلك تقول المعارضة بأن إسرائيل هي التي تحمي النظام السوري ؟ ليت شعري ما الصحيح * حسب قول الشاعر يعقوب ابراهامي * ؟ هل هذه هي السياسة ؟ كيف هي الطائفية في سوريا حالياً وسوف نتجنب أحداث حمص الطائفية حتى النخاع والشعارات وما يتردد في عاصمة الثورة السورية ؟ يقولون بأن النظام هو من يسعى لإثارة الطائفية على سبيل المثال مع تشييع جنازة أي متظاهر في محافظة حماة – تُقرع الأجراس في الكنائس – بسام جعارة من المجلس الوطني ( لا أدري ما هي العلاقة هل يعني الابتهاج من قبل الكنائس ) ؟ ثمّ قال بأن النظام يرسل يوم الجمعة الفرق الموسيقية إلى منطقة – باب توما – ( منطقة مسيحية ) للاحتفال بالساحة الرئيسية ويوم الجمعة هو سقوط الشهداء بعد الخروج من المساجد ( ماذا يعني هذا ) ؟ منْ هو الخاسر إذا انحدرت سوريا إلى ما هو متوقع مع العلم أن الشعار هو ( واحد ) ( واحد ) ( واحد ) الشعب السوري واحد ( هل سيكون على أرض الواقع بعد التغيير ,, لننتظر ) ؟ يوم 19 – 1 – 2012 لا بدّ من تقرير حول زيارة المراقبين فهل سوف يتم التجديد لهم أم أنّ الملف سوف يتم تحوّيله لمجلس الأمن ؟ ( نية قطر التدويل مع بعض الدول ولا ننسى بأن قطر اللاعب الرئيسي الآن فهل سوف ينجحون ) ؟ هل سوف يتم التدويل تجنباً للحرب الأهلية أم أنّ التدويل سوف يُزيد الطين بله ؟ روسيا موقفها معروف وكذلك الصين ومن المستحيل في ظل هذه الظروف أن يتم استصدار قرار بالإدانة ( ألمانيا وفرنسا في مسعى لذلك حالياً ) ؟ فرنسا تقول * لا توجد نيّة في فرض منطقة حظر جوي * ؟ كيف يمكن تغيير المواقف داخل مجلس الأمن من اجل استصدار ذلك القرار ؟ حسب رؤية الأستاذ وليد فارس – الكونغرس الأمريكي – وهو يتحدث عن تغيير المواقف : روسيا من الممكن بعد الاتفاق على الدرع الصاروخي ولكن الصين كيف ؟ حسب رأيه : سلّة اقتصادية من الدول العربية – الخليجية – دول شمال أفريقيا تقوم بالتعويض عن المصالح الاقتصادية للصين وبذلك تذهب حقوق الإنسان في اتجاه آخر أيّ عندما تتحقق المصالح الكبرى تكون المطالبة بما يسمى حقوق الإنسان في مهب الريح . الوضع في غاية التعقيد ومن المستحيل أن تكون هناك صورة واضحة لمستقبل سوريا .. روسيا لا زالت مستمرة بتزويد سوريا بالأسلحة وكذلك إيران عن طريق البحر والبر والجو والأخبار الأخيرة تؤكد ذلك .. يقولون بأن الرئيس بشار الأسد حسم أمره في خطابه الأخير في جامعة دمشق وأكده في ساحة الأمويين وأن الغرب حالياً يقف عاجزاً أمام النظام السوري لعدة ظروف وخصوصاً الانتخابات الأمريكية والفرنسية كذلك وأي شعار بخصوص سوريا هو شعار انتخابي ولذلك فإن العام 2012 سوف يكون لصالح النظام السوري في البقاء وهو مطمئن بأن الغرب سوف لن يتدخل ( مجرّد احتمال ) ؟ هل من الممكن أن يقرأ الرئيس بشار والقيادة السورية الموقف الدولي على ضوء هذه الظروف ويستمر في مناهضة الاحتجاجات وإلى ما لا نهاية ؟ الأزمة الإيرانية الحالية مع الغرب – مضيق هرمز – اغتيال العالم النووي ( تمّ اغتياله من قبل إسرائيل حسب قول القيادة الإيرانية بمساعدة المخابرات الأمريكية حتى لو أن هذا القول لا يُعجب معلمنا يعقوب وعليه مراجعة محمود احمدي نجاد من اجل توضيح الصورة ) – دور إيران في منطقة الخليج مقابل الدور الخليجي المدعوم أمريكيا وبصورة أوضح الشيعة مقابل السُنّة ,, الخ . يقول أحد أعضاء المجلس الوطني السوري بأن محافظة النجف في العراق تقوم بإرسال المقاتلين إلى سوريا بعد تدريبهم في إيران لقمع الثوار وكذلك مقاتلين من حزب الله ( ماذا يعني هذا ) ؟ الغريب في الأمر هو موقف الحكومة العراقية أو الأصح نوري المالكي فهو ( علماني – ديمقراطي – ليبرالي ؟؟ ) ولكنّه ضدّ تغيير الوضع في سوريا ويتحالف مع حزب البعث فهل البعث سابقاً في العراق يختلف عن البعث السوري الحالي ؟ ثمّ يستمر عضو المجلس الوطني السوري فيقول ( بأن مصالح هؤلاء * المالكي وزمرته * لازالت موجودة في السيدة زينب ,, رب العباد هو الوحيد الذي يعلم ماذا يقصد بسام جعارة ) ؟ أليس كذلك ؟ اعتقد بأن حقوق الإنسان وحرية الفرد والمواطنة وعدم التمييز وحماية الأقليات والديمقراطية والانتخابات مجرّد شعارات يستخدمها هؤلاء الأنذال ؟ تغيير النظام السوري معناه بالنسبة لإيران عدم الوصول إلى حوض البحر الأبيض المتوسط لأن سوريا هي المنفذ الوحيد وبذلك لن يكون هناك ما يسمى – حزب الله في لبنان – ولن يكون لإيران موطئ قدم ؟ هل هو فعلاً الهلال الشيعي مقابل الهلال السُنّي ؟ لا أدري ؟ إذن ما هو الحلّ ؟ أو بالأحرى هل هناك حلّ في المنظور القريب ؟ ما هي التداعيات المحتملة ؟ لماذا السفن الحربية الروسية في ميناء طرطوس ؟ هل هي من أجل النزهة ؟ المصالح الدولية هي التي سوف تحسم الأمر ولو بعد حين .. من خلال هذه الصورة المعقدة للوضع السوري تسير البلاد نحو حرب أهلية لا تحمد عقباها ومن الممكن أن تشكل زلزال في المنطقة أو بركان هائل .. مجرّد رأي من خلال قراءة الأحداث .. نتمنى لشعوبنا كلّ الخير .. / ألقاكم على خير / .
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سؤال قديم , جديد , لماذا تخلّفنا ؟
-
منهجان مختلفان ,, العلم والدين ؟
-
داليا وصفي ..
-
من الاستقلال إلى الربيع العربي !!
-
ما بعد الربيع العربي ,, هل هي الطائفية ؟
-
كيف يكون النقد وهل هناك سبب واحد للتخلف ؟
-
هل إله القرآن فقط ( تاه في الجبال ) ؟
-
زنار مريم العذراء والتنمية ؟
-
مانيفستو الحضارة الديمقراطية !! قراءة في كتاب عبد الله أوجال
...
-
الغرب , الربيع العربي والموارد الطبيعية ؟
-
دور اليسار في الربيع العربي بين النظرية والتطبيق
-
الشيوعيون .. والقضية الفلسطينية ؟
-
الجدل العقيم حول الحجاب !!
-
بدايات الإسلام بين الروايات التقليدية والمعطيات الأثرية !!
-
نقد التراث إلى أين ؟
-
راشد الغنوشي ,, من الحظر إلى الحُكم !!
-
هل ستأكل الثورات أولادها ؟
-
الربيع العربي وتطبيق الشريعة ؟
-
المثليّة الجنسيّة حريّة شخصيّة ..
-
الدولة الدينيّة من وجهة نظر ماركسيّة ؟
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|