أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - عملية سياسية ... هجينية - 1 -














المزيد.....


عملية سياسية ... هجينية - 1 -


حميد غني جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 3608 - 2012 / 1 / 15 - 15:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من أول المؤشرات على أهداف ونوايا أمريكا – وحلفاءها الغربيون – عند غزو العراق عام – 2003 – هو منع قوى المعارضة الوطنية المسلحة في كردستان من مشاركتها في العمليات العسكرية والهجوم على مرتكزات النظام السابق ، خشية من أن تتحول هذه المشاركة إلى ثورة شعبية عارمة – إذ أن لكل من هذه القوى والأحزاب الوطنية قاعدتها الجماهيرية من الأنصار والمؤيدين ولا بد من مشاركة هذه الجماهير في المعارك والهجوم على قلاع النظام ومرتكزاته ، ويتفجر بركان الغضب العراقي والحقد المقدس على النظام البوليسي كما تفجر في حرب الخليج الثانية عام – 1991 – حين سقطت – 14 – أربعة عشر محافظة بيد الثوار المنتفضين فأعلنت أمريكا إيقاف الحرب ، خلافا لما أعلنته على – لسان رئيسها الأسبق بوش – بإسقاط نظام صدام تاركة الشعب يسبح في نهر من الدم على يد طاغية العصر صدام ، وكان هذا درسا بليغا لأمريكا وحلفاءها باستخلاص العبرة ولذالك لم تسمح لقوى المعارضة العراقية بالمشاركة في المعارك وتكون هي الخاسرة وتفقد السيطرة على زمام الأمور ، واليوم وبعد أن تم احتلالها للعراق فهي تخشى أيضا من اقتصار العملية السياسية على الأحزاب الرئيسة التي كانت في لقاءات ومفاوضات ومؤتمرات معها – في الخارج – ذالك لأن اقتصار العملية السياسية على الأحزاب الرئيسة فقط ، يجعلها مقيدة باتفاقات مبرمة بين الطرفين – ومع أننا لا نعلم بالاتفاقات السرية المبرمة – فهذا أمر لا يعلم به إلا الله – لكنه وفي كل الأحوال لابد أن يحد من سطوتها وهيمنتها ، ولذالك عمدت وسعت كل جهدها في إشراك كل القوى – كل من هب ودب – وفي المقدمة منهم أيتام وفلول النظام السابق ومنحت نفسها حق الوصاية على العراق والعراقيين وراحت تتفاوض – خلف الكواليس – ومن وراء ظهر العراقيين مع أقطاب النظام السابق الهاربين من غضب الشعب في العديد من الدول ومع عصابات الإرهابيين من القتلة السفاحين والكثير من شتى المجاميع حتى من غير السياسيين الذين لا صلة لهم بالسياسة والعمل السياسي أصلا لتدفع بهم جميعا إلى دائرة – العملية السياسية – بذريعة الديمقراطية المزعومة ، وإن لكل من هذه القوى والمجاميع ظهير يسندها من دول الجوار أو الدول الإقليمية والأجنبية – ذات المطامع بالغنيمة – إضافة إلى أن لكل منها أيضا مليشيات مسلحة ، وكان هذا عن تخطيط مدروس ومتقن بشكل جيد و – بخبث – لأن أمريكا تدرك جيدا أن مثل هذا – الهجين – الخليط غير المتجانس – مخلط يا لوز – يخلق لها الأرضية الخصبة والمناخ الملائم للتحكم بثروات البلاد ومواردها والهيمنة على مركز القرار ، بفعل انشغال هذا الخليط بالصراعات التناحرية على المغانم والمناصب إلى جانب زرع الفتنة الطائفية والقومية والعشائرية وفي خضم تلك الصراعات والمهاترات – فكل يبكي على ليلاه – في الحصول على حصته من الغنيمة ، وبذالك انشغلت القوى السياسية الحقيقية عن مهماتها الوطنية الأساسية حتى غاب الحس الوطني وغابت معه وحدة الإرادة والموقف الذي يصب في مصلحة الشعب والبلاد ، وتجذرت الفتنة الطائفية والقومية التي قامت على أساسها العملية السياسية وعلى أساسها أيضا كان تشكيل البرلمان والحكومة ... فكانت الوزارة وكأنها ملك صرف لهذا الوزير أو ذاك الذي ينتمي لهذه الكتلة أو تلك وعلى هذا فالقانون أو القرار الذي يصدر من السلطة التنفيذية يطبق في هذه الوزارة بصورة مغايرة في الوزارة الأخرى وبحسب انتماء الوزير لهذه الجهة أو تلك – بعيدا عن أي شعور بالمسؤولية أو بمصلحة المواطن وهذا ما يتجلى بوضوح في الكثير من المظاهر التي باتت معروفة للقاصي والداني ، وإبتداءا من تزوير الشهادات للحصول على منصب أو موقع رفيع في الدولة إلى المشاريع والعقود الوهمية وعلى أعلى المستويات في الحكومة والبرلمان ثم الاختلاسات المهولة للمال العام من عرق وجبين الشعب الجائع وإلى الهدر المريع – غير المسؤول – لأموال الدولة ، والانكى من ذالك أن يشرع مجلس النواب قانون للعفو العام عن كل هؤلاء فأين هو صدق الوطنية ؟ هذا – بإيجاز - ما حصل طيلة السنوات التسع المنصرمة من عمر هذا الهجين ، فكيف سيكون المشهد اليوم بعد دخول المجاميع المسلحة إلى مشروع المصالحة الوطنية والعملية السياسية وكل منها يبتغي موقعا ومنصب وحصة من الكعكة – الدسمة - الأمر الذي يؤكد أن تشكيلة بهذه الصورة الشوهاء لم ولن تقود البلاد إلى بر الأمن والأمان والاستقرار وستبقى العملية السياسية عرضة للعواصف بفعل الصراعات والمهاترات بين المتصارعين على المغانم والكراسي بعيدا عن مصالح الشعب والوطن والضحية هو المواطن المسكين المبتلى الذي تبددت كل آماله وتطلعاته في التغيير .
وإلى الحلقة القادمة



حميد غني جعفر



#حميد_غني_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الوطنية .. كيف .. ومع من وإلى أين ...!!
- دعوات التهدئة .........وما وراءها
- حكومة الشراكة الوطنية ... إلى أين
- الخطأ ... يولد الخطأ
- ياعرب كثروا الملاليح
- أزمة اخلاق ... وضمير- 4 -
- أزمة أخلاق ... وضمير – 5 –
- بعد خراب البصرة...!!
- أزمة اخلاق... وضمير 3
- أزمة أخلاق ... وضمير – 2 –
- مع الأستاذ جاسم المطير مرة أخرى ... وأخيرة
- أزمة أخلاق ... وضمير- 1 -
- أمانة ... للحقيقة والتأريخ - 1 -
- أمانة ... للحقيقة والتأريخ – 2 –
- عدالة المنجل ...!! - 1
- عدالة المنجل !!! - 2 –
- اضحوكة الديمقراطية الحلقة السادسة
- اضحوكة الديمقراطية ... الحلقة الرابعة
- اضحوكة ..... الديمقراطية ...... الحلقة الثالثة
- اضحوكة ......... الديمقراطية الحلقة الثانية


المزيد.....




- تحليل للفيديو.. هذا ما تكشفه اللقطات التي تظهر اللحظة التي س ...
- كينيا.. عودة التيار الكهربائي لمعظم أنحاء البلاد بعد ساعات م ...
- أخطار عظيمة جدا: وزير الدفاع الروسي يتحدث عن حرب مع الناتو
- ساليفان: أوكرانيا ستكون في موقف ضعف في المفاوضات مع روسيا دو ...
- ترامب يقاضي صحيفة وشركة لاستطلاعات الرأي لأنها توقعت فوز هار ...
- بسبب المرض.. محكمة سويسرية قد تلغي محاكمة رفعت الأسد
- -من دعاة الحرب وداعم لأوكرانيا-.. كارلسون يعيق فرص بومبيو في ...
- مجلة فرنسية تكشف تفاصيل الانفصال بين ثلاثي الساحل و-إيكواس- ...
- حديث إسرائيلي عن -تقدم كبير- بمفاوضات غزة واتفاق محتمل خلال ...
- فعاليات اليوم الوطني القطري أكثر من مجرد احتفالات


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حميد غني جعفر - عملية سياسية ... هجينية - 1 -