أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مشعل التمو - هشاشة الواقعية وصحة النهج














المزيد.....


هشاشة الواقعية وصحة النهج


مشعل التمو

الحوار المتمدن-العدد: 1067 - 2005 / 1 / 3 - 09:26
المحور: القضية الكردية
    


في مسارات الانهيار "2"
أنا احترم أغلبية الأخوة في الأطر الحزبية الكوردية في سوريا , واحترم رأيهم , لكنني لا احترم واختلف مع إصرارهم على الواقعية وصحة النهج , واختلافي هنا , ليس فقط في المعاني ومرادفاتها السكونية , وإنما في البواعث الكامنة , في تواصل الدعوة إلى خيارات الاستملاك , في تبرير الانصياع , تهربا من امتحانات المسؤولية , واعتقد بان التباري هنا الذي يؤسس له , منطق الإصرار على الواقعية وصحة النهج , هو تباري على أوسمة بطولية , يخال بعضهم بأنها بطولية , بينما في حقيقة الأمر هي أوسمة هزائم وانتكاسات وتشققات وتشرذمات , وغياب للسياسة والثقافة والفعل الميداني المسئول ؟.
ولا أخفيكم بان الإصرار في السياسة مهما اختلفت المقولة , له دلالة العند وإغماض العين , والعند في السياسة , سمة لضعف الوعي وسطحيته , لذا فهو يسعى دائماً , ويحمل في بواطنه دائماً , نزعة تدمير الآخر وتقزيمه , وبالتالي تدمير ذاته ايضا .
أن الاتهامية عبر احتكار الصحة والصواب في الخطاب الحزبي , هي ابتعاد من المعنى الكوردي , والاقتراب من معايير أخرى , لم نعد نلمسها في الانتماء ومحدداته , سواء الانتماء إلى جماعة أو مجتمع له تعبيراته المختلفة , أو حتى في الانتماء البشري , بحكم أن من لا ينتمي إلى تلك الضفة من الواقعية وصحة النهج , لا ينتمي إلى الواقع المعاش , وبالتالي لا ينتمي إلى المجتمع ولا إلى الجنس البشري الذي بات حكرا على النهج الواقعي , وما عداه أما أن يكون متطرفا أو مساوما ؟ بمعنى تغييب الآخر وفي الاتجاهين , وكل من هذا وذاك يبث رسائل سياسية متنوعة المشارب والأهداف , لكن – من وجهة نظري – يجمعها قاسم مشترك واحد , في إنها لا تنتمي إلى رسائل الحرية بكل معانيها وتفصيلاتها .
حاولت أن ابحث في خصائص الواقعية الكوردوية , التي يراد لها الانتقال من جيل إلى جيل , فلم أجد لها آية خصائص مؤهلة لهذا الانتقال , لأنها مفردات تخضع لمعايير الكم , وتحولت إلى أشياء في ذاتها , لا انعكاس مجتمعي لها , وليست نتاج للعقل أو المنطق أو السياسة , وإنما تنساب من خلال الفوضى العارمة من حيث الوعي والسلوك وذهنيات الأبويات المتعددة التي تسود في المجتمع الكوردي , وقد وصف جيوفري هارتمان , هذا النوع من التغني بأمجاد غير ملموسة بأنها ( نثر منثور , ممعن في التكيف , ونزعة متعالية صاعدة تأخذ سمة لاهوتية , اقصائية ) بمعنى تصبح الواقعية الحزبية هنا , ميتافيزيقيا لا تاريخية يراد فقط تكريسها في بيئة جديدة تختلف في العمق عن ظروف تأسيس هذه الرؤية , ولعله كانت حركية انتقالها ستكون سلسة , مقبولة , لو بقيت ذات الظروف الستينية سائدة , لكن ما لا يدركه أصحاب التوكيدات الغامضة أو يتحاشون التوقف عنده , هو حجم التغييرات والتبدلات المختلفة وعلى كل الأصعدة , وهو ما ألغى شرط قبول مثل هكذا رؤية , وأقصى ايضا مسار حركتها في المجتمع , رغما عن محاولات استحضار العادة المتوارثة , واستغلال الفراغ غير المتجانس بين الشعب الكوردي ككتلة مجتمعية , وبين طموحه غير المتجسد في الأطر الحزبية , بمعنى , يبدوا لي أن الهدف الفعلي لإعادة إنتاج مقولات صحة النهج وامتلاك الحقيقة والواقعية , هو محاولة اجتياح من نوع ما , عبر مفردات باتت في الذهنية الكوردية اقرب إلى رطانات لغوية منها إلى مفردات نضالية , لأنها تحمل في حيثياتها هروبا من المأزق الراهن , عبر التغاضي عليه وتعميته , وتصوير سلسلة الهزائم على إنها انتصارات , وهي أمور تبرع فيها أية سلطة لا ديمقراطية .
أن البحث في دلالة الخطاب الحزبي / السياسي , مرجعيته وفضائه الدلالي , والزمن الذي يتحرك فيه , يوصلنا إلى أن كل خطاب يحدد واقعية معينة , يستدل عليها بدلالة الخطاب نفسه , وتختلف الواقعية هنا باختلاف مقاييسها المحددة , والمقاييس هي ما يصدر عن العقل ليحدد ماهية الواقعية , هل هي لسانية , أو ترتبط بالعلم والمعرفة , أم نتاج المزاج والمشاعر الخاصة , ويبقى أي إسقاط شخصي لهذه المقولة , لا يعني امتلاكها لتراكيبها المجتمعية , أو إنها انعكاس ضروري لسياسة صائبة , وإنما هي في الحالة الكوردية ذات أهداف دعائية سيكولوجية , لأنها تحتفظ بمفاهيم وأفكار أنهتها التجربة نفسها , ولان الواقعية السياسية عموما قضية ترتبط بالتجربة , والتجربة لها محاورها الناظمة , والمحددة بالمفهوم وحدوده , وقراراته , وبالتالي الأحكام المنهجية له ونتائجه الحسية المنعكسة في البيئة المجتمعية .
والتجربة الكوردية , ونتائجها في الوسط المجتمعي , سياسيا وثقافيا , حالة فاقعة , لا تحتاج إلى دراسة , لان الواقعية السائدة فيها ملموسة بما يكفي , وبما يناقض مقولات صحة النهج الحزبية , والتجربة الواقعية الكوردية , هي بمواجهة الصورنه – الصورية – الحزبية , التي تتشبه بالواقعية , وتحاول توظيفها لضمان ديمومة شموليتها ورؤيتها الرافضة لغير المتفق مع إيديولوجيتها , وبالتالي الانتقال بمفهوم الواقعية الحزبية عبر الأزمنة المختلفة بأحداثها ومعطياتها , وحركة التوظيف والانتقال التي تحاول الأطر الحزبية الكوردية القيام بها , تتطابق بهذا المعنى مع الحركة الظاهرية , غير المطابقة , وغير المعنية بالحركة الحقيقية , وبالتالي مثل هذه الانتقالية تبقى غير مدركة , وغير محسوسة , ولا اثر يذكر لها .
...يتبع
القامشلي 2/1/2005

كاتب كوردي – ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا



#مشعل_التمو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هشاشة الواقعية
- منع ومحاكم خاصة
- صدقية الباحث عن الحق في نفيه حق الاخرين 6
- قافة الوهم ونوازع التخزين
- المعارضة السورية وخطورة انتظار المنقذ
- نمرود سليمان والتحريض العاري
- يوميات رحلة 5
- إحداثيات أولية في جدل العلاقة العربية الكوردية
- المقدس السكوني في مقولة رفض تغيير الدستور
- يوميات رحلة 4
- يوميات رحلة --3
- صدقية الباحث عن الحق في نفيه حق الآخرين
- يوميات رحلة 2
- يوميات رحلة 1
- صدقية الباحث عن الحق في نفيه حق الاخرين - الحلقة الثالثة
- صدقية الباحث عن الحق في نفيه حق الاخرين - الحلقة الثانية
- صدقية الباحث عن الحق في نفيه حق الآخرين ! - الحلقة الأولى
- مسوغات الاحتقان وحواضن الإزالة
- الولوغ في الأحشاء ؟!
- عزيزي محمد غانم


المزيد.....




- لازاريني: انهيار الأونروا سيحرم جيلا كاملا من أطفال فلسطين م ...
- اعتقال نحو 100 متظاهر مؤيد لفلسطين بعد اقتحام برج ترامب في ن ...
- نيويورك: وقفة في برج ترامب تندد باعتقال طالب بجامعة كولومبيا ...
- ألمانيا تحقق مع مشتبه بهم في تهم تتعلق بالعمل القسري والاتجا ...
- ليبيا: الأمم المتحدة تحذر من المعلومات المضللة وخطاب الكراهي ...
- الأمم المتحدة: حرب السودان هي أسوأ أزمة إنسانية وهناك 30 ملي ...
- يونيسف: 1.3 مليون طفل دون الخامسة بالسودان يعيشون في بؤر الم ...
- -لم نعد أمريكا بعد الآن-.. شاهد كيف علق سيناتور أمريكي على ا ...
- سيناتور ينتقد اعتقال الناشط الفلسطيني محمود خليل.. ويوجه رسا ...
- الأمم المتحدة: سنرحب بأي اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا ...


المزيد.....

- “رحلة الكورد: من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر”. / أزاد فتحي خليل
- رحلة الكورد : من جذور التاريخ إلى نضال الحاضر / أزاد خليل
- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مشعل التمو - هشاشة الواقعية وصحة النهج