أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الجبار منديل - ذكريات شعرية عراقية














المزيد.....


ذكريات شعرية عراقية


عبد الجبار منديل

الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 22:43
المحور: سيرة ذاتية
    


في سنوات الاربعينات من القرن العشرين كنا في مدرسة قريتنا (الفاضلية) التابعة لمحافظة الديوانية نحفظ الشعر ضمن الواجبات المدرسية التي يكلفنا بها المعلمون ومن ضمنها الاناشيد المدرسية التي نقراها في الاصطفاف الصباحي اليومي والتي تجعل المدرسة والتي لا يزيد عدد معلميها عن ثلاثة واحيانا ينقص الى اثنين وعدد تلاميذها علن الستين واحيانا ينقص الى الاربعين اشبه ما تكون بالمعسكر الصغير .

كان الاصطفاف يكرس للتفتيش على الايدي وخاصة الاظافر التي ينبغي على جميع التلاميذ قصها بشكل مستمر مع ان الاغلبية هم حفاة مثل ابائهم الفلاحين ويلبسون الدشداشة الوحيدة التي يملكونها . وكانت عقوبة الطالب المخالف اما الضرب على اصابعه بالمسطرة او اشكال اخرى من العقوبات التي يتفنن المعلمون في استعمالها مثل ضرب الكف بالعصا او استعمال الفلقة ....الخ . وكانت وصية الآباء العراقيين للمعلمين في تلك السنين هي (الك اللحم والية العظم )اي عاقبه كما تشاء المهم ان يبقى حيا .

بعد التفتيش على (النظافة) كان ينبغي على احد التلاميذ ان يقرأ قصيدة او نشيدا وطنيا امام الجميع واحيانا نقرا الاناشيد بشكل جماعي . وكانت هذه الاناشيد ملحنة وهي عادة اما عن الوطن او عن العائلة المالكة . ومن هذه الاناشيد نشيدا عن الوطن اذكر منه

وطني انت لي والخصم راغم وطني انت كل المنى
وطني انني ان تسلم سالم وبك العز لي والهنا
يا شبابنا انهضوا انهضوا ان ان ننهضا ننهضا
ولنعل الوطن الوطن فلنعم الوطن الوطن
وانهضوا وارفعوا عاليا مجدكم خالدا ساميا
ومن هذه الاناشيد نشيد عن الملك فيصل الثاني واذكر مطلعه
نحن فداء لكم يا صلب عدنان ذخرا لكم فيصلنا الثاني
وبعض التلاميذ المشاغبين كان يقراه بالعكس (انتم فداء لنا يا صلب عدنان )
ومنها عن الجزيرة العربية واذكر مطلعها
لحصاها فضل على الشهب وتراها خير من الذهب
تتمنى السماء لو ليست حلة من طرازها العجب
او عن الوصي على عرش العراق عبد الاله واذكر مطلعها
عبد الاله يا عظيم الصفات يا عظيم الوفاء
وبالاضافة الى الاناشيد هناك مادة المحفوظات وهي القصائد التي يكلفنا المعلمون بحفظها وهي مطلوبة بالامتحان . ومن هذه المحفوظات قصيدة طريفة غريبة التراكيب قيل انه من الصعب حفظها وان الشاعر قراها على بطانة الخليفة العباسي فعجزوا عن حفظها لصعوبتها واعتقد ان قائلها هو الشاعر (ابو الشمقمق ) وكانت موجودة في كتاب القراءة للصف الرابع والخامس الابتدائي والقصيدة تقول
صوت صفير البلبل هيج قلب الثمل
والكل كع كع ككعع خلفي ومن حويللي
لكن مشيت راكضا كمشية العرنجل
كما ركضت هاربا في خشية من عقللي
الى لقاء ملك معظم مبجل
يامرلي بخلعة حمراء كالدململ
وفي امتحان البكلوريا للصف السادس الابتدائي كان احد الاسئلة في امتحان اللغة العربية يطلب كتابة قصيدة مما نحفظ . ومع انني كنت احفظ اكثر من قصيدة الا انني اخترت اكثر من قصيدة عن ميلاد النبي كانت تعجبني قافيتها وموضوعها ومطلع القصيدة يقول
الارض تهتف والسماء تردد حي الرسالة فالوليد محمد
حي الرسالة في صباح جبينه شمس لها في كل حي فرقد
ونختم القصيدة بالبيت التالي
الناس من حيث الحقوق سوية لا ابيض لا احمر لا اسود

وعندما سالني احد المعلمين عن الامتحان وذكرت له اسم القصيدة تغير لونه واصابه الرعب . ويظهر ان القصيدة غير مدرجة في البرنامج الدراسي وقد اعطانا اياها المعلم الشاب القادم من بغداد . وقد علمت بعدئذ ان القصيدة للشاعر محمد صالح بحر العلوم وكان متهما بالشيوعية ولم اكن اعرف عن ذلك اي شيء . وقد بقيت ادارة المدرسة قلقة مما قد يترتب على ذلك .الا ان النتيجة ظهرت وكنت ناجحا ومرت القضية بسلام واطمأنت ادارة المدرسة .

وقد عرفت بعدئذ ان للشاعر المذكور قصيدة مشهورة بعنوان (اين حقي ) يتداولها الناس بشكل واسع ضد النظام القائم آنذاك . وبرغم انها كانت ممنوعة الا انهم كانوا يستنسخونها , و قد قضى الشاعر سنوات طويلة من حياته في السجن .

في السبعينات عينه صدام موظفا في جريدة الثورة براتب (80) دينارا واخذ يكتب قصائد سياسية ضحلة لا تليق بشاعريته ولا بتاريخه السياسي وسمعته .



#عبد_الجبار_منديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا تساند الاسلام التركي في مواجهة الاسلام الافغاني
- دور الغرب في الثورات العربية واثر ذلك في ضبابية النظرة اليها ...
- لفساد الاداري في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان
- الفساد المالي في عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان
- محصلة الثورات العربية ... من ثور الساقية المصري الى حصان الن ...
- سيناريوهات ليبيا من خلال تجربة العراق
- مصر ...الاطاحة بالدكتاتورية ام الاطاحة بهيبة الدولة !
- الثورات العربية .. المقدمات والنتائج مصر انموذجا
- حزب) ابو فرهود( يحارب الفساد المالي
- تركيا( اردوغان) العثمانية تسعى الى قيادة العالم العربي
- الشباب يصنعون الثورات والسلفيون يجنون الثمرات
- في انتظارالحكومة العراقية صيف ساخن جدا!
- الملك فيصل الاول وعرش (الباديشاه) العثماني
- هل تحول الغرب من قوة استعمارية الى قوة لتحرير الشعوب ؟!
- تقييم الثورات العربية- الواقع والافاق-
- فوضى الشعارات في العراق ساهم في عدم تحقيق الاهداف
- ما يحدث في مصر حاليا سوف يحدد ما يحدث في العالم العربي مستقب ...
- التعليم العالي على مفترق طرق ... اما الاصلاح او الخراب
- طغيان (الاخ الاكبر)في المحافظات العراقية
- المظاهرات السياسية في مدينة الديوانية خلال عقد الخمسينات من ...


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الجبار منديل - ذكريات شعرية عراقية