جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3607 - 2012 / 1 / 14 - 20:40
المحور:
القضية الكردية
عندما كانت العلاقات جيدة مع اسرائيل تحولت السوق التركية الى مسرح للسواح الاسرائيلين و الاوربيين و رغم بخل اليهودي الذي تحول الى ملحمة منذ شايلوك في مسرحية Merchant of Venice لـ Shakespeare فان المشتريات اليهودية فاقت الكرم الاوربي ربما بسبب تقارب في الذوق الشرقي و لكن السائح الذي يرفع راية الاخلاق و حقوق الانسان لا يستطيع الا ان يتجنب السياحة و التعامل مع بلد عنصري كالدولة التركية.
رغم ذلك لا تستطيع حكومة اقليم كردستان قطع العلاقات التجارية و السياحية مع جلاد الشعب الكردي في كردستان الشمالية و هذا يدل على ضعف الحكومة الكردية و انها لا طاقة لها في مجابهة التهديدات التركية و ترسانتها الحربية و كونها عضو في حلف الناتو. طبعا ليس هناك مجال اخر امام الحكومة الكردية في كردستان الجنوبية في الوقت الحاضر و هي تجد نفسها محاطة باخطار جمة اينما ذهبت ام هذه الحالة ليست الا مناورة ذكية و سياسة واقعية ضمن الممكن؟
و لكن يجب على حزب العمال الكردي ان يفهم بان الدول تتعامل مع بعضها فقط وفق مبدأ المصالح و ليس هناك اصدقاء او اعداء دائميين و لا يستطيع الاكراد الوصول الى ادنى حق دون تعلم سياسة المناورة و اللعب على الحبال و ان اخوتهم في العراق لا يريدون ابدا التخلي عنهم و لكن ما العمل اذا كانت اليد قصيرة و الامكانيات محدودة؟ يعرف العالم جيدا ان PKK ليست منظمة ارهابية بل هي منظمة جريئة شجاعة تقاوم ارهاب الدولة التركية العنصرية و ترسانتها الحربية الكبيرة بدمها و هي لا تركض وراء الكرامة المزيفة كالاتراك بقدر سعيها لتحقيق ادنى حقوق لكردستان الشمالية.
و اخيرا مهما كانت نوعية العلاقات بين النظام التركي و اسرائيل فانه من الصعب الاعتقاد بان اسرائيل و بحكم تعرض اليهود الى ابادة هولوكست في المانيا ان تنكر الابادة الجماعية التي تعرض اليها الارمن من قبل الاتراك مهما حاول النظام الاتاتوركي الشوفيني في قاعات القوة و السلطة في واشنطن اقناع العالم لان ارمينيا بعكس الاكراد و العرب لها ثقل اكبر عند واشنطن و المجتمع الدولي ام يا ترى هل يتحقق ما قاله هتلربسخرية: من سيتكلم عن ابادة الارمن في المستقبل؟
علينا اليوم ان ننادي بجد و باعلى اصواتنا: من لا يتكلم عن ابادة الشعب الكردي و الشعوب المظلومة الاخرى اذا كانت هناك ذرة من الانسانية و الاخلاق؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟