فلورنس غزلان
الحوار المتمدن-العدد: 1067 - 2005 / 1 / 3 - 09:49
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
في محطة مهجورة .أمام باب السماء ...اقتعدت حجرا مغسولا بطين الأرض ...ولمحت شبحا يقترب متخذا من احدى الاطارات القديمة لعربة لم تعد هي الأخرى مجلسا له ...كنت أستمع لدندنات تصدر عنه ...ربما ليكسر حاجز الصمت ..أو ليقطع الوقت وربما يحاول أن يفتعل حديثا معي ...صرت أنا الأخرى أعبث بالحصى تحت قدمي ..محدثة خطوطا لاصورة لها وضوضاء خفيفة ...توقف عن الدندنة واقترب مني ...تعارفنا ...كان له أم وأب مثلي ...يحمل حلمه وأمله في زوادته وينتظر مثلي أيضا ...انفتح بيننا صنبور الكلام، وانطلقت ضحكات انس ما ..وعبارات دون معنى ...بين فينة وأخرى يعود الصمت ليسود المكان ...ويرقب كلا منا الآخر ويمعن البصر في الأفق البعيد ...لم يجرؤ أحدنا على سؤال الآخر ماذا ينتظر؟؟ لكن ..كلا منا يفهم أننا ننتظر قطارا واحدا !!!أو حافلة واحدة ...أو وسيلة ما ...لم يسأل أحدنا الآخر عن وجهته ...فكلانا يعرف ويفهم ...أننا نقصد نفس المكان ...وربما ننتمي لنفس الزمان ...بل ولنفس الأرض ...ربما ..لكن لم يجرؤ أحدنا على الاعلان ..واستمر الانتظار ...واستمرت المراقبة ..والأحاديث العابرة ...واستمر الصمت ..حتى اليوم ...حتى اللحظة ...وربما الى الأبد!!
#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟