أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عقيل طاهر - الشيوعية ليست موضة ! (الجزء الأول )















المزيد.....

الشيوعية ليست موضة ! (الجزء الأول )


عقيل طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3606 - 2012 / 1 / 13 - 03:57
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الشيوعية ليست موضة ! ( الجزء الأول )


الشيوعية ليست موضة ! , نعم أنها ليست موضة .. بكل تأكيد قد شاهدتم – القراء – شباب يلبسون قميص مرسوم عليه صورة ( غيفارا ) أو ( المطرقة و المنجل مع النجمة السوفييتية ) , و أحياناً نرى مثل هذه الصور ملصقة على السيارات أو مرسومة على الجدران , فيا ترى هل تحولت الدولة إلى دولة شيوعية ؟ ...
في حقيقة الأمر نجد هؤلاء الشباب لا يعرفون من هو ( غيفارا ) و لا يعرفون ما هي ( المطرقة و المنجل ) و لكن يرسمون هذه الصور أو يلبسون قمصاناً تحمل هذه الصور من باب الإعجاب بشكل ( غيفارا ) الخارجي أو الإعجاب بشكل ( المطرقة و المنجل ) , فهل هذه تعتبر ثقافة بروليتارية ؟ هذا ما سأحاول نقاشه في موضوعي هذا .
1)ما هو المقصود بالثقافة البروليتارية ؟
يجاوب لينين : ((في جمهورية العمال والفلاحين السوفيتية ينبغي ان يكون تننظيم الامور كلة في حقل التعليم سواء امن الناحية السياسية التثقيفية على العموم ام من ناحية الفن على الخصوص مفعما بروح نضال البروليتاريا الطبقي من اجل تحقيق اهداف ديكتاتوريتها بنجاح أي من اسقاط البرجوازية من اجل القضاء على الطبقات من اجل ازالة كل استثمار الانسان من قبل الانسان )) , نستنتج من هذا النص :
1- أن الثقافة البروليتارية لن تتأسس إلا بعد تأسيس جمهورية العمال و الفلاحين , و ينبغي على جمهورية العمال و الفلاحين أن ترسخ الثقافة البروليتارية باستخدام حقل التعليم .
2- الثقافة البروليتارية جوهرها أبراز نضال البروليتاريا الطبقي
3- لا يمكن أن تحقق البروليتاريا دكتاتوريتها بنجاح من دون نشر الثقافة البروليتارية

فالثقافة البروليتارية لا نستطيع أن نحققها بنجاح من دون إقامة جمهورية بروليتارية , فلا يمكننا أن نقول أو ندّعي أن ثقافة " بروليتارية " منتشرة في الدول البرجوازية هذا الكلام غير منطقي في المعنى لأن معنى الثقافة البروليتارية مختلف جداً فالثقافة البروليتارية هي الثقافة منتشرة في دولة بقيادة الحزب الشيوعي , كما رأينا مثلاً في الاتحاد السوفييتي و الصين و كوبا .

فكيف يمهد الشيوعيون الفكر الاشتراكي للناس في مرحلة النضال ؟ يمهد الشيوعيون الفكر الاشتراكي للناس في مرحلة النضال بنشر " الوعي الإشتراكي " , و هنا يفرق بعض الماركسيون بين " الوعي الاشتراكي " و " الثقافة البروليتارية " و الفرق شاسع جداً , فالوعي الإشتراكي هو ببساطة نشر الوعي بين الناس حول النظرية الاشتراكية – أيّ نشر الوعي في المرحلة النضالية لخلق جماهير مؤيدة لنضال بروليتاريا – أما نشر الثقافة البروليتارية فيأتي دورها بعد المرحلة النضالية و المعروف بهذه المرحلة بمرحلة التأسيسية.

نجد بعض الماركسيون يصرحون بتصريحات تأتي على هذا النحو : حين نمسك التجربة البلشفية , نجد أن الفن البروليتاري أنتشر قبل الثورة البلشفية بنشر قصص واقعية اشتراكية و أشعار بروليتارية و لوحات عمالية ,فكل هذه العوامل تعتبر نشر للثقافة البروليتارية .

فجوابي لتلك التصريحات يأتي على هذا النحو :لا نستطيع أن نعتبر نشر قصص " الواقعية الاشتراكية " و اشعار بروليتارية و لوحات عمالية في مرحلة النضال هو نشر للثقافة البروليتارية , فهذه المرحلة نسميها بنشر الوعي الاشتراكي .. لأننا أذا امسكنا بالتجربة البلشفية , نجد مكسيم غوركي كتب " رواية الام " في 1905 – أيّ 12 سنة قبل الثورة البلشفية – فهذا الكتاب يعّرف للناس روح النضال البروليتاري ولا شك أن هذا الكتاب نشر الوعي الاشتراكي و لكنه لم ينشر الثقافة البروليتارية , لم يجعل الارستقراطيين يخضعون لتلك الثقافة , في حين, بعد أستلام البلاشفة السلطة قد خضع الارتسقراطيين للثقافة البروليتارية و مبادئها .

ففي الدول الرجعية البرجوازية أو البرجوازية الديمقراطية ; الثقافة الطبقية السائدة فيها هي ثقافة الطبقة البرجوازية , فكيف نقول أن هناك ثقافة بروليتارية في حين الثقافة السائد هي ثقافة برجوازية ؟ فهذا تناقض ما بعده تناقض , فلهذا علمياً لا نستطيع أن نقول أن هناك ثقافة بروليتارية في دولة برجوازية لأن لابد لثقافة ان تنفي ثقافة و في حين يستلم الشيوعيون السلطة سيتم نفي الثقافة البرجوازية كما رأينا في الاتحاد السوفييتي مثلاً , و في حين يستلم البرجوازيون السلطة سيتم نفي الثقافة البروليتارية كما رأينا بعد سقوط الأتحاد السوفييتي , فلهذا يجب علينا أن نحدد الكلام و نقول هنا أنتشار للوعي الإشتراكي - شيوعي - بروليتاري , و بهذا الوعي – ايّ وعي الجماهير بنضال البروليتاريا – سيفهم الناس الصراع الطبقي . فبعد المرحلة النضالية و زوال البرلمان البرجوازي بأستبداله ببرلمان عمالي , و بعد زوال المدارس التي تدرس الطلبة مناهج برجوازية و بتبديلها بمناهج بروليتارية , و بعد زوال المؤسسات البرجوازية و استبدالها بالمؤسسات البروليتارية , و بعد زوال الفن البرجوازي و استبداله بفن البروليتاري سنشهد أنتشار للثقافة البروليتارية .

2) الشيوعية كموضة .. هل لها ارتباط بالوعي الاشتراكي ؟

بعد أن شرحنا و عرفنا معاني ( الثقافة البروليتارية ) و ( الوعي الاشتراكي ) نستطيع أن ندخل إلى صلب الموضوع , و هو نقد و مناهضة الشيوعية " كموضة " . طبعاً من الساذجة أن يعتقد القارئ أن هذا الموضوع هو ضد الذين يلبسون ( غيفارا ) أو يرسمون ( المطرقة و المنجل ) من دون أن يعرفوا ما هي ( المطرقة و المنجل )أو من دون يعرفون من هو ( جيفارا ) , بل القضية مختلفة , القضية تتعلق بأشباه الماركسيين الذين يعجبون بالماركسية ( أعجاب طفولي ) و يبدؤون بالتحدث بأسمها و يحتقرون من ينتقدهم ! هؤلاء نطلق عليهم : من أعتنقوا الماركسية كموضة , فهؤلاء يتبعون أسلوب قراءة الأقاويل – و كتوضيح : يقرؤون مثلاً أقوال ماركس و أنجلز و لينين و ستالين و يكتفون بذلك – و بعد قراءة الأقاويل يتعلمون كم كلمة يستخدمها الماركسيين و يستخدمونها في كتاباتهم , و غالباً ما نجد هؤلاء " أشباه الماركسيون " في شبكات التواصل الأجتماعي , و خلال تجربتي في موقع ( الفيسبوك) لقد لاحظت العديدين من الشباب الذين يعتنقون الماركسية كموضة و يتحدثون بأسمها و ينشأون صفحات بأسم الماركسية اللينينية , ففي الكثير من هذه المجموعات نرى أنتقادات لستالين – و ليس أنتقادات عادية , بل أنتقادات تهدف إلى محي أقاويله و صورة و مقالاته ! – حتى لو أختلفوا مع ستالين لا أحد يستطيع أنكار أنجازاته العظيمة و قوته الجبارة التي أطاحت بالنازية , و نشكر جهود الرفاق هناك في تعليم و نشر الوعي لأشباه الماركسيين .

فالشيوعية كموضة من ناحية اللباس و رسم على الجدران و لصق صور ( جيفارا ) و ( المطرقة و المنجل ) ليس لها علاقة بالوعي الاشتراكي , أما بالنسبة إلى أشباه الماركسيين نستطيع أن نقول أن هناك تأشيرات ضئيلة تشير إلى الوعي الاشتراكي لأن هناك أمكانية من تحويل اشباه الماركسيين إلى ماركسيين لينينيين .

3) لماذا نقلق من شبه ماركسي ؟

المقلق هو أن هؤلاء اشباه الماركسيين يتحدثون بأسم الماركسية , و يحللون الأمور وفقاً لنظرتهم الضيقة و السطحية , فالكثير من هؤلاء أشباه الماركسيين يمزجون بين إيمانهم الميتافيزيقي – المعتقد الذي ترعرعوا به – بمادية الماركسية , فهم من ناحية لا يريدون ترك دينهم و من ناحية الأخرى معجبين بالماركسية و الاتحاد السوفييتي و جيفارا , فهم يصبحون " أو يسمون أنفسهم " ماركسيين لأنهم فقط يؤيدون الحركة العمالية ! , لنمحص الوضع هنا , الماركسية ليست النظرية الوحيدة التي تساند الحركة العمالية ( و لكنها أكثرهم قوة و علمية ) فجميع النظريات الاشتراكية تساند الحركة العمالية , فالاشتراكية الناصرية تؤيد الحركة العمالية , الاشتراكية البعثية تؤيد الحركة العمالية , الاشتراكية الديمقراطية تؤيد الحركة العمالية , فلماذا يتجهون إلى الماركسية اللينينية ؟ كما قلت سابقاً لأنهم معجبين بالأتحاد السوفييتي و جيفارا و المطرقة و المنجل (شكلياً ) و يبحثون عن مبرر فيستخدمون " مساندة الحركة العمالية " , فحين تقول لهم أن الماركسية تحلل الأمور علمياً يقولون ": (( لا , قدم لنا دليل على كلامك هذا) ) فأنت تبحث عن دليل بسيط يناسب عقولهم البسيطة فتقول : (( ماركس قال الدين أفيون الشعوب )) فيختلق هذه البدعة أن ماركس كان ملحداً و لكنه تغيّر , فأشباه الماركسيين يغيرون الأمور وفقاً لمزاجهم و يحللون الأمور وفقاً لمزاجهم فمن الطبيعي أن نقلق من وجودهم , و إلا سينتهي بنا الأمر كـ ( مجاهدين خلق إيران ) الذين يخلطون الماركسية بالإسلام , فيؤمنون بالقضاء على الطبقات و لكن على طريقة النبي محمد و الإمام علي!.



#عقيل_طاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ما هي أبرز مخرجات الاجتماع بين الفصائل الفلسطينية في دمشق؟
- الفصائل الفلسطينية:نؤكد ضرورة التلاحم بين الشعبين السوري الف ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- حزب العمال: مع الشعب السوري في تقرير مصيره في إطار سوريا حرة ...
- بيان صادر عن الفصائل الفلسطينيه في دمشق
- مجتمع في أوغندا يعود لممارساته القديمة في الصيد والزراعة لحم ...
- بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- س?بار?ت ب? ?ووخاني ?ژ?مي ئ?س?د و پ?شهات? سياسيـي?کاني سوريا ...
- النسخة الإلكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 582
- الثورة السورية تسقط الدكتاتورية بعد 13 عاما من النضال


المزيد.....

- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عقيل طاهر - الشيوعية ليست موضة ! (الجزء الأول )