كامي بزيع
الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 21:09
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يدافع مارك اوجيه عن فرضية"مابعد الحداثة" بانها منتجة للا-امكان. انها تتعارض تماما مع اللار (الاله الحارس للبيت عند الرومان)، في السكن، الفضاء يتشخصن، في اللامكان تتالي وتتابع بدون توقف.
وهذه اللا-امكنة هي الفضاءات العامة التي تتحرك بسرعة، مثل المطارات، محطات الحافلات والمترو، وسائل النقل، اضافة الى سلاسل الفنادق الكبرى والسوبرماركت.
والاماكن التي تدفع الى حركة صغيرة مقترنة بعدم شخصنة الفضاء والفرد، هي لهذا الانتروبولوجي "لا-امكنة" ان فضاء اللا-مكان لا يخلق هويات فردية ولا علاقات، لكن شعورا بالوحدة والتماثل،
يعتمد المؤلف على ميشال دي سيرتو مشيرا الى ان اللا-مكان هو نوع سلبي للمكان اي عدم وجود المكان بحد ذاته.
ان سرعة وسائل المواصلات والتقدم التكنولوجي في الاتصالات يعطينا الاحساس بان الارض تتقلص. ان ظهور الفضائيات يؤشر الى اولوية الزمان على المكان. اننا في حقبة المباشرة والانية. الاتصالات تسعى لتصل الى سرعة الضوء. على هذا، فان هيمنة الزمان يطغى على المكان. ان "عالمنا الصغير" بالكاد يكفي لتوسع المؤسسات الاقتصادية، والكوكب يتحول بشكل طبيعي الى تحد لنوايا "الامبريالية".
هذه اللا-امكنة تتشابه: المطارات تبدو مثل السوبرماركت، نشاهد التلفزيون في الطائرات، نستمع الى الاخبار من جهاز محطات البنزين التي تشبه أكثر فأكثر السوبرماركت، بطاقة الاعتماد التي تخولني الحصول على بطاقة سفر.
الوحدة وفي اللا-امكنة، تعطيني شعورا بأني متحرر من العلاقات الاجتماعية، في حالة نسيت هاتفي الجوال، (بين مزدوجين لا-امكنة لديها رائحة البراءة) لكن لا يمكننا التصور بانه يمكننا البقاء فيها أكثر من عدة ساعات. هناك اوجه مظلمة اخرى للا-مكان، هي اماكن النقل حيث نمكث، في مخيمات اللاجئين، وفي كل مخيمات الاغاثة، حيث يمكن تلقي مساعدات انسانية، وحيث الاماكن، تسعى لاعادة الاحتواء .
ان مابعد الحداثة تسعى الى الغاء الخصوصية وجعل الناس تتشابهة في السلوك والتفكير والمظهر، تسعى ايضا الى القضاء على ابرز وجود للانسان الذي يتجسد في المكان الحميم، الخاص، ويفقد بالتالي الفرد فرادته وخصوصيته ويصبح مجرد مسافر في اللا-مكان.
#كامي_بزيع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟